بسم الله الرحمن الرحيم
المشاعر شيء طبيعي
( مشاعرنا هي اصدق الطرق نحو المعرفة )
لماذا نخشى مشاعرنا
إننا نعامل هذه المشاعر وكأنها مجمعه من الإرهابيين
الذين يظهرون من حيث لا ندري لكي يفجروا حياتنا
البعض مقتنعون أنها مشاعر سيئة
وأننا لا يجب أن نشعر بما نشعر به
ومقتنعون أنه ليس من الممكن أن نعيش
ونتجاوز تجربة شعور فعلي بهذه المشاعر
ولذالك فاننا نبذل ما في وسعنا لكي نتجنبها بشكل أو بآخر
إلا إن المشكلات التي نصنعها عن طريق تجنب مشاعرنا
غالبا ما تكون أسوأ من مواجهتها والإحساس بها
ولاكن لأننا لا نثق بأنفسنا لكي نجرب هذه المشاعر ونحتملها
فاننا نستمر في تجنبها وإنكارها
حتى يأتي وقت تنفجر فيه هذه المشاعر على أي حال
في صورة غضب على شخص نحبه
أو قلق وتوتر يوقضنا منتصف الليل
وليست غلطتنا أننا نشعر بهذا
إننا لم نحصل على تدريب جيد على المشاعر
ففي ثقافتنا نتعلم أن نكبت أو ننكر هذه المشاعر
أو إن ننفس عنها علانية مهما كان الضرر الواقع علينا
أو على الآخرين لمجرد أننا نرغب في ذلك
بعض الأشخاص تعرض في طفولته لسوء المعاملة
فربما يحتاج شخص متخصص يساعده ويعلمه كيف
يتعامل مع مشاعره
ولاكن باقي الناس ممن لم يتعرضوا لسوء المعاملة في الصغر
يمكنهم ان يبدءوا في الانتباه لمشاعرهم والتعرف عليها
ومعايشتها دون الانجراف في تياراتها
ومن ثم التصرف وفقا للرسائل التي تبعث بها ألينا إذا كان مناسب
ويبدأ كل شيء عندما نفهم ان المشاعر شيء طبيعي
وفي الواقع لدينا جزء خاص بالمشاعر في المخ
( يتمركز في ألوزه ) بالإضافة ( إلى مخ باطني )
ويقوم الاثنان بتوليد المشاعر طوال الوقت
ولقد كشفت أبحاث حديثة ان عدد الخلايا العصبية
الموجودة في المخ الباطني والتي تقدر بنحو مائة مليون خلية
يزيد عن ما يوجد في العمود الفقري بكاملة
ومن المفيد ان نفهم ان ما نسميه مشاعر
هو في الحقيقة أحساس ، الإحساس بالطاقة تسري
في الجسد هذه الأحاسيس تولد في الأفكار
مثلا سوف تجرح مشاعري
إنني حزين لأن حدودي الشخصية قد انتهكت
وكلما زاد تركيزنا على الأحاسيس الفعلية دون توصيفها
كان من الأسهل علينا التوافق مع تجاربنا ومصداقيتها
وخاصة إذا كانت العواطف قوية
أين توجد الطاقة في الجسم ؟ وكيف نشعر بها ؟
إذا كانت لونا فأي لون ؟ هل لها شكل ؟
عندما نتعايش مع مشاعرنا باعتبارها أحاسيس
نستطيع ان نفهم إننا لسنا مشاعرنا وندرك أنه على
مستوى معين تصبح المشاعر أشبه بالسحاب العابرة في
السماء . وتبقى السماء في مكانها مهما كان
عدد السحب التي تمر بها
الحكماء يطلقون على هذه السماء اسم الذات
ويقصدون بذلك النفس الكاملة الأصيلة الباقية التي
تعي كل شيء والتي تبقى مهما كان الألم أو المعاناة
التي مرت بنا في حياتنا , وكلما زادت ثقتنا في هذه الذات
فهمنا أنها يمكن ان تحتوي على مشاعرنا دون
ان تغرق فيها أو تضطر إلى مقاومتها
نستطيع أيضا ان نكتسب الحكمة من خلال مشاعرنا لكي
تكون استجابتنا دائما ملائمة للمواقف التي تثيرنا جميعا
فبدلا من كبت الشعور مما يجعله يظهر في صورة فتور
في الإحساس أو لا مبالاة وربما حالة من الاكتئاب
أو تفجير هذا الشعور وإيذاء أنفسنا عاطفيا وبدنيا
علينا ان نعيش الإحساس كما هو
وبعد ذلك عندما يخمد الإحساس يمكننا ان نسأل أنفسنا
إذا كنا نحتاج للقيام بشيء ما تجاهه
وفي هذه الحالة نحدد أفضل تصرف يمكن القيام به
وكلما زاد قيمنا بذلك قل ميلنا إلى التخلص
من مشاعرنا دون وعي
مما يؤدي إلى انخفاض قدرتنا على الثقة بأنفسنا
إلى أي مدى كانت حياتك لو كنت أمنت ان عواطفك
حتى السلبية منها هي مؤشرات صادقة يعتمد عليها تدل
على ان هناك شيئا ما يحتاج إلى الرعاية بدلا من اعتبارها
أشياء يجب دفعها أو مقاومتها أو التخلص منها
لو انك عرفت انك يمكن ان تستقبلها كما تفعل مع صديق
تدعوه للجلوس بجانبك طالما كان بحاجة لذلك وكما يحلو له
وإذا كان هذا صعبا عليك فكيف يمكنك ان تلتمس العون
الذي تحتاجه حتى تستطيع مصادقة واحد من أعظم
مواردك الشخصية ألا وهو عواطفك
دمتم بخير ومحبة
الود
العرض العادي
