بسم الله الرحمن الرحيم
* عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الأول من رمضان واعتكفنا معه فجاءه جبريل فقال له :إن الذي تطلب أمامك ، فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال "إن الذي تطلب أمامك " ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً صبيحة عشرين رمضان ،، فقال من اعتكف معي فليرجع فإني رأيت ليلة القدر وأني أنسيتها وأنها في العشر الأواخر من رمضان في وتر وأني رأيت كأني أسجد في ماء وطين ، وكان سقف المسجد جريداً من النخل وما نرى في السماء شيئاً فجاءت فزعة من مطر فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهته صلى الله عليه وسلم تصديقاً لرؤياه.
وفي لفظ في صبح إحدى وعشرين . أخرجاه في الصحيحين .
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذه العشر مالا يجتهد في غيرها،قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر كناية عن تشمير رسول الله أو اعتزاله النساء تفرغاً للعبادة ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان يتحرى بذلك ليلة القدر هذه الليلة العظيمة التي هي خير من ألف شهر .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور(يعتكف) في العشر الأواخر من رمضان ويقول((تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان)) رواه مسلم.
فهذه الليلة المباركة التي أنزل الله سبحانه وتعالى فيها القرآن الكريم قال تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر )
أخي المسلم العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن أربعة من بني إسرائيل هم: أيوب وزكريا وحزقيل ابن العجوز ويوشع بن نوح عبدوا الله ثمانين سنة لم يعصوه طرفة عين ، فتعجب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فيما جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (يا محمد عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة لم يعصوه طرفة عين فقد أنزل الله خيراً من ذلك ،فقر أعليه " إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر " . هذا افضل ما عجبت أنت وأمتك ، قال فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه وهذا من فضل الله ورحمته بهذه الأمة الخاتمة للأمم ولطفه بها تبارك ربنا وتعالى وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
العرض العادي
