في تلك الليلة المظلمة
في تلك المدينة التي تعمر بالنشاط في الصباح
و تهدأ هدوء الموت بـ مسائها
تلك المدينة
و تلك الليلة
شهدت ذلك الحلم الرائع
شهدت ذلك البريق اللامع
شهدت مولد الأمل الكبير
نعم ... انه الأمل الكبير
أتريدون معرفة مالذي حدث ؟
نعم ... سأروي لكم
كيف لا أروي لكم و أنا أشعر بهذه السعادة ؟
سأشارككم أخواني ذلك الشعور
و ذلك الحلم
حلم الأمل
....
غروب الشمس
ذلك المنظر المهيب ... الذي سرحت في النظر اليه
ذلك المنظر الذي أخذ عقله وهو يتأمل روعة الخالق في خلقه
أخذت أتأمل ذلك المنظر ... و أنا شارد الذهب
حتى تناهى الي ذلك الصوت الرقيق الباكي
التفتت ... و اذا بــ فتاة تبكي لدى سيدة عجوز أقشعر لمنظرها جسدي
كان منظرها يبعث بـ الارتياح و الرهبة
في مزيج عجيب
أخذت أنظر الى الفتاة بأشفاق ... و أنا أتمنى تقديم المساعدة لها
ثم أخذت أشد من عزيمتي و ذهبت اليهم
و من هنا ... بدأت القصة
تلك القصة
....
...
..
.
هاشم: هل أستطيع المساعدة ؟
التفتت الي المرأة العجوز و اذا بي أعرف سبب خوفي المبهم منها
انها تلك النظرة ... العميقة ... الجميلة ... المخيفة
ياله من وصف ... و لكني لم أجد غيره ... صدقوني
العجوز: شكراً لك أيها السيد ... و لكني أستطيع التكفل بهذا الأمر
التفتت الى الفتاة دون أن أبالي بالسيدة
هاشم: هل أستطيع مساعدتك يا فتاتي ؟ ... تبدين حزينة
الفتاة: لقد ذهبوا يا عماه ... ذهبوا و ربما لا يعودوا
هاشم بدهشة: من هم ؟
العجوز تدخلت: هذا أمر لا يعنيك ... أرجوك أبتعد عن الفتاة
هاشم بعصبية: و لكنها تنتحب بشدة ... أريد أن أساعدها
هنا نظرة لي العجوز بنظرة طويلة ... متفحصة
ووقفت أنا أتأملها ... أتأمل نظراتها
هنا تكلمت بعد برهة من الصمت
العجوز: أتريد المساعدة حقاً ... تعال معي
هاشم بتوجس: أريد المساعدة ... ولكن الى أين ؟
العجوز: ... تعال ... فقط تعال
ذهبت معها الى ذلك الزقاق في الشارع و قد غطى الليل المدينة
دخلت المنزل ... و اذ كله يتشح بالبياض ... لا توجد أي مقاعد ولا شئ من الاثاث
الا ذلك الجدار
تلك المرآة العظيمة
العجوز تبتسم: أدخل الى المرآة
هاشم بدهشة: يبدوا أن الشيخوخة بدأت آثارها تتجه الى عقلك أيتها العجوز ... أين أدخل؟
ابتسمت العجوز لدهشتي: و قالت: فقط أدخل يدك ثم أدخل
مددت يدي الى تلك المرآة و اذا بيدي تغوص
دُهشت و التفتت الى العجوز
تبسمت و قالت: أدخل ... ولا تخف
دخل و اذا بي أنتقل من عالم الى عالم
و ياله من عالم الذي انتقلت اليه
ذلك المنظر الجميل أخذ عقلي بشدة حتى أني سرحت في النظر اليه
و اذ بيد توضع على كتفي و بصوت
"أهلاً مرة أخرى يا غريب"
التفتت و اذا بي أصرخ بدهشة
"آيـــمـــار؟"
آيمار: و لماذا الدهشة يا غريب ؟ ... يبدوا أنك غير معتاد على تدخلاتنا المفاجئة
هاشم بدهشة: كيف أتعود و أنا كلي فرح بهذا اللقاء
"يبدو أن غريبنا هذه المرة لم يذهل كــ المرات السابقة"
التفتت و اذا بــ ريكلمي خلفي وهو يكمل : و لكن هذه المرة أشعر بأنه سيعود حزيناً من هنا
هاشم: و لماذا يا ريكلمي ؟ ... أنا كلي سعادة بهذا اللقاء فقد أخبرت كل أحبابي عنكم و قد شاركوني هذا الشعور الجميل
آيمار: نعلم ذلك يا غريب ... و قد أشادوا بك في هذا المقال يا غريب و كلنا فخورون بك
"ولكن هذه المرة سيغيب ثلاثة من الذين رأيتهم و مملكتنا لم تعد بتلك القوة في دفاعاتها"
نظرت الى القادم الجديد فإذا بــ
كرسبو: فــ غياب قواد خط دفاعها سيضعفنا كثيراً
هاشم: و لماذا غابوا عنها يا كرسبو ... هل تخلوا عنها؟
"لم يتخلوا عنها أبداً و لكنهم مصابون من تلك المعارك البغيضة"
هاشم: سافيولا ! ... ما أسعدني برؤيت الأرنب الرائع هنا معنا
سافيولا: و لكننا نفتقدهم بشدة يا غريب ... فهم كانوا قوادنا الحقيقيون
هاشم وهو يشير الى القادمين الجدد: حتى مع هؤلاء القادمون من بعيد ؟
صامويل: نعم يا غريب ... فــ غياب الوحش هاينزي لن يكون بسهل أبداً
زانتي: صامويل محق ... و غياب أيالا و ماسكيرانو أدهى و أمر
هاشم: و لكن ...
"نعم البقية ستؤدي واجبها ... و لكننا نفقدهم بشدة"
هاشم: سورين ... ما أروع هذا الاجتماع ... انه اجتماع العمالقة بحق
سورين: يبدو أن الرحلة السابقة كانت مفيدة جداً يا غريب ... فقد تعلمت الكثير عن العظماء في مملكتنا
و لكن يا غريب فقد هؤلاء الثلاثة أمر محزن بحق ... نعم نملك من يستطيع الدفاع عن معشوقتنا جميعاً بكل شراسة
و لكن مثل هؤلاء لم نجد بعد ... فهم حقاً عظماء
هاشم: يا الهي !! ... الأمر جد خطير ... ألا يوجد حل يا سورين ؟
سورين: سنحاول ... فنحن أقوياء بكل وقت و كل زمان ... و لن يؤثر غياب شخص علينا
"نعم يا غريب ... ربما لم تسنح لي الفرصة بالحديث معك المرة السابقة و لكني سأقولها أمامك"
نظرت خلف سورين و اذا بالقادم الرائع
هاشم: ميسي ... يالك من رائع ... ما هذه الروعة في هذا اليوم
ميسي: نعم نحن أقوياء يا غريب ... و سنظل أقوياء و نقاتل من أجل محبوبتنا حتى آخر رمق
و لن يؤثر فينا غياب شخص ولا أثنان و لا حتى عشرة
هاشم بدهشة: انك تتحدث كـ شخص كبير في السن يا ميسي ... يالك من نابغة
آيمار وهو يشد من شعر ميسي: هذا الفتى يبدوا أنه يغير من آراء الجميع فيه من أول وهلة هه ؟
ضحك ميسي: آيمار أترك شعري لا تحرجني أمام الغريب
"هي هي هي ... انت وهو ... نسيتموني هه؟"
التفتت ورائي و اذا بذلك المخيف
تيفيز: لا تأخذوا كل الفضل و تعطوه لكرسبو ولا لميسي ... أبقوا شيئاً ولو بسيطاً لي أيها الـ @!$!@$@
هاشم: تمهل تمهل ... لا أحد ينكر فضل الرائع تيفيز الذي تفوق على العدو في أرضه و بين ناسه ... أهدأ فقط
ريكلمي: هههه ... تيفيز دوماً هكذا ... ولا يستطيع تأديبه الا صامويل
تيفيز: ماذا ؟؟ ... و مالذي يستطيع صامويل هذا فعله بي هه ؟
صامويل: هه ؟ ... أقلت شيئاً ؟
تيفيز: لا لا لا لا ... كنت أتكلم عن أشجار المانجو أنها ستثمر قريباً و نحتاج الى سافيولا لقطفها
سافيولا: هههه ... صامويل و تيفيز حكاية لا تنتهي ... تيفيز تشجع يوماً أمام صامويل
تيفيز: ... أصمت
و بينما نحن نتضاحك اذا بذلك المنادي من بعيد
"يا معشر جنود أرجنتينا ... بشرى بشرى"
جرى الجميع له بسرعة البرق ... و أنا أنظر لهم
و اذا بهم يلتمون حول ذلك الغريب ثم يهللون جميعاً بالفرح
ذهبت لهم لأعرف الاخبار المفرحة
و حين وصلت رأيت الصراخ بالفرح و التهليل به
هاشم: ريكلمي ... أيمار ... سورين ... ماذا حدث
ميسي من خلفي: عادوا يا غريب ... بشرى عودتهم وصلت
هاشم: هم نفسهم ؟
تيفيز وهو يتعلق بخصر صامويل: عادوا عادوا
صامويل ينظر الى تيفيز ثم ... !@#$@!! لا تعليق
سورين يتسم بهدوء: نعم يا غريب لقد قدمت بشرى عودتهم
[IMG]http://www.abc.net.au/worldcup2002/img/20020510ayala.jpg
[/IMG]
سيعود القائد الشرس ليحمي العرين من جديد
سيعود الرمز الأصيل ليسحق هجمات العدو و يئدها قبل مولدها
سيعود الفتاك ليقاتل في معكرة العمر الكبرى ... سيعود الرائع و المقاتل الصغير
سيعود ليحمي عرين معشوقتك من أعدائها
و أخيراً
سيعود
سيعود
سيعود
الأسد العظيم ليقاتل بجانب الرائعين الآخرين
سيعود الأسد ... المقاتل العظيم ... ليحمي عريننا ... ليحمينا
سيعودون يا غريب
آيمار: هاهاها ... سنسحق كل من يقترب من محبوبتنا سحقاً
ريكلمي: الآن ... أستطيع أن أشعر بالإطمئنان
سافيولا: سنقاتل معركة عمرنا و لن نهاب أحداً أبداً
ميسي: نعم ... لنحيي ذكرى عظيمنا السابق و ملهمنا الأول مارادونا
كرسبو: سأحطم دفاعاتهم و أخترق كل حصونهم ... سترون
تيفيز يبكي و يمسك رأسه: سأخبر عنك أيالا عندما يعود يا صامويل
صامويل يبتسم: دع الرمز يعود ... عندها أفعل ما تشاء
زانتي: أصبت يا صامويل ... دعهم يعودون ... و عندها يبدأ المشوار الحقيقي
أخذت أنظر اليهم وهم بأفراحهم
شعرت بالسعادة
شعرت بالفرحة تكاد تقتلعني لأطير في السماء
و لكني لم أطر الى السماء
بل بدأ جفناي يتثاقلان
أخذت أنظر الى سورين بضراعة و أسأله: سورين ... لقد بدأ النعاس يا سورين ... سأعود الى عالمي
سورين: عد الى عالمك ... ستجد مفاجأة ... وداعاً يا غريب ... أشكرك
....
...
..
.
"هه ... يا الهي ... أين أنا؟"
نظرت الى غرفتي و أنا مذهول
كيف أتيت الى هنا؟
أكان حلماً؟
و لكني كنت بالشاطئ أشاهد البحر
كيف وصلت الى هنا
و اذا بي أرى تلك الورقة المطوية على طاولة مكتبي
اقتباس:
شـكـراً جـزيـــــلاً يـا عــمـا عـــلـى مـا قـدمـتـه مـن أجــلــي
فأنت ساعدتني كثيراً عندما ذهبت الى المملكة و اطلعت على أخبارها
و أنـا الآن أشـعـر بـالـفـرحـة الـكـبـيـرة و قـد عـلـمـت أنهم سـيعودون
سـيـعـودوا لـيـحـمـوا مـحـبـوبـتـي الـكـبـيـرة مـن غـدر خـــصـومــهـــا
سـيـعـودوا مـن أجـل أن يـقــاتـلـوا فـــي سـبـيـل نـصـرتهـا و فرحتها
سـيـعودوا و كـلـهم أصــــــرار و عـزيـمـة أن يـحـمـوهـا بـأفـئـدتـهـــم
الآن يـا عـمـاه ... لـن أبكي ... لـن أبـكـي أبـداً
سـأظـل مـمـتـنـة لـصـنـيـعـك الـغـالـي ... أشـكـرك يـا عـمـاه
أخذت أنظر الى الورقة و أفكر
ماذي فعلته أنا لأسعد تلك الفتاة؟
ثم ... من هي تلك العجوز المهيبة
من هي ؟ ...
سؤال يظل عالقاً بذهني
و لكني مع فرحة عودتهم
لا أظنني سأتسائل كثيراً
واسف على الاطاالة
بالتوفيق للتانجو الارجنتينية بكاااس العالم
م ن ق و ل
(( وجـدتـهـا تـبـكـي فـي تـلـك الـلـيـلـة ... و يـالـهـا مـن لـيـلـة ))
العرض العادي
