العودة   منتديات الـــود > !!~¤®§(§ الخيمة الرمضانية §)§®¤~ˆ!! > ˆ~¤®§][©][الخيمة الرمضانية][©][§®¤~ˆ
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-2017, 04:27 AM   رقم المشاركة : 1
رائحة السماء
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية رائحة السماء
 





رائحة السماء غير متصل

Icon1 رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


"كم رمضان عاهدتك فيه أن لا أعود للمعاصي ثم عدت، وكم من رمضان وقفت بين يديك وبكيت ثم عدت،
ربِّ اجعل رمضان هذا كميلاد جديد لي تمحو به ما مضى."

كيف نعالج تعلق القلب بالذنب ؟

1- نسيان الذنب:
ففي بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب لينكسر القلب
بين يدي الله إذا رأى العبد من نفسه عجبا أو كبرا..
فإذا تذكر ذنبه ذل لله..
ولكن ينتبه ..
أنه إذا رأى من نفسه أنها إذا تذكر سابق ذنبه تهيج
خواطره للعودة للمعصية فلينسى ذنبه..
فلكل نفس ما يصلحها..
وقد يكون فيما يصلح غيره
ما يفسدها هو..
وكلّ أعلم بنفسه وأحوالها وإن غلبه الشيطان فأنساه..
نعم نقول ينسى ذنبه إذا رأى من نفسه توقا إلى المعصيه..
وفي هذا يقول بعض السلف :
" إنّك حال المعصية
كنت في حالة جفاء مع الله سبحانه وتعالى..
اما بعد التوبة
فقد أصبحت في حالة صفاء مع الله عز وجل..
وإنّ ذكر الجفاء في وقت الصفاء جفاء\".
لذا.. انس ذنبك.. ولا تفكر فيه..
حتى لا تهيج في قلبك لواعج المعصية..
أو تتذكر حلاوة مواقعة الذنب.



2- هجر أماكن المعصية:

أن تهجر مكان المعصية تماما.. لا تعود إليه..
فمن كانت لها علاقة وتاب الله عليه..
تجده اذا سلكت طريق يربطه بالمعصية
تلاحظ انها تتذكرها وتستعيد في مخيلته أيام المعاصية..
لذا إذا أردت المحافظة على التوبه تهجرالمكان..
لا تعود إليه مرة أخرى.. لا تمربه..
وإذا مررت به تذكر نعمة الله عليها
وتقول الحمد لله الذي عافاني..
فغيرها ما تزال يسير في طريق اللهو..
لاتستطيع الفكاكا منه.. وابكي على معاصيك..
وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: - قال رسولُ اللهِ صلَّّ اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِ الحِجرِ :
لا تدخُلوا على هؤلاءِ المُعذَّبينَ إلا أن تكونوا باكينَ ،
فإن لم تكونوا باكينَ فلا تدخُلوا عليهم ، لا يُصيبُكم ما أصابَهم .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري



3- تغيير الرفقة:
تغير رفقة السوء
برفقة صالحة كذلك الالتصاق بالصالحين..
ومن يذكرك رؤيتهم بـ الله تعالى..
ويعينك صحبتهم على طاعة الله.

4- استشعار لذة الطاعة:
اللهم أذقنا برد عفوك.. ولذة عبادتك..
وحلاوة الايمان بك..
استشعار لذة العبادة.. لماذا؟..
لأنك إذا استشعرت لذة العبادة
فإنك تستعيض بها عن لذة المعصية..
إن للمعصية ولا شك للغفلة لذة ولسقيم القلب متعة..
ولكن إذا استشعر لذة العبادة..
إذا سجدت تتمتّع وتستشعر لذة القرب من الله وعرف حب الله..
وعلم لطف الله تعالى بعباده.. علم كرمه وجوده..

فإذا استشعرت كل هذا فاض قلبك بالإيمان وزاد..
وكلما خطرلك خاطر المعصية هرعت الى الصلاة..
كيف لا والرسول يقول ارحنا بها يابلال
وإذا استشعرت لذة تلاوة القرآن..
لذة مخاطبة الله له.. مخاطبة ملك الملوك له..
رب الأرباب.. القاهر المهيمن..
حين تستشعر لذة العبادة تحتقر لذة المعصية وتستقذرها..




5- الانشغال الدائم:

إن الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
اعمل فإنك إن لم تشغل قلبك بالحق شغلك بالباطل..
ابدأ بحفظ ما تيسر من القرآن.. احفظ السنّة..
تعلم الفقه.. تعلم العقيدة..
اقرأ سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم..
انظر في سير السلف الأوائل..
ابدأ العمل في الدعوة.. تحرّك لنصرة دين الله..
ساعد الفقراء.. إرع المساكين.. علّم الأطفال..
انشغل فهذا الانشغال يقطع تعلق قلبك بالذنب.

6- صدق الندم واستقباح الذنب:
أن تصدق في الندم على ما فات..
فيعافيك الله مما هو آت.. أصدق الله يصدقك..
أصدق في الندم.. واستقباح الذنب..
بأن تعتقد قذارة المعصية.. فلا تعود اليها..
ويعينك الله على الثبات بعيدا عنها.

7- تأمل أحوال الصالحين:
حين تتأمل أحوال الصالحين وتتأمل ـ مثلا ـ
حال معاذ بن جبل عندما أصابه الطاعون فقال لغلامه:
أنظر هل أصبحنا..؟.. قال: لا.. بعد.. فقال:
أعوذ بـ الله من ليلة صباحها الى النار..؟؟
انظر من القائل..؟؟
إنه معاذ بن جبل..!! إنه يخشى النار..!!
فماذا نقول نحن..؟؟
واعجبا لخوف عمر مع عمله وعدله..
ولأمنك مع معصيتك وظلمك..

8- قصر الأمل ودوام ذكر الموت:
إنّ الذي يذكر الموت بصفة دائمة يخشى أن يفاجأه الموت..
فيلقى الله على معصيته...
فيلقيه الله في النار ولا يبالي..
قال الحسن:\" أخشى ان يكون قد اطلع على بعض ذنوبي
فقال: اذهب فلا غفرت لك\".
قال الحسن:\" اخشى والله أن يلقيني في النار ولا يبالي\".
أول ما يجب عليك فعله هو أن تخلص قلبك من الذنب
كما قال إبن الجوزي:
" دّرب نفسك أنّك إذا اشتبك ثوبك في مسمار.. رجعت الى الخلف لتخلصه..
وهذا مسمار الذنب قد علق في قلبك أفلا تنزعه..
انزعه ولا تدعه في قلبك يغدو عليك الشيطان ويروح..
اقلع عن الذنب من قلبك..
اللهم طهّر قلوبنا بالايمان..

9- عود نفسك على فعل الحسنات
والإكثار منها:
عوّد نفسك على الإكثار من الحسنات
إنّ الحسنات يذهبن السيئات..
والماء الطاهر إذا ورد على الماء النجس يطهره
قال صلى الله عليه وسلم:
" وأتبع الحسنة السيئة تمحها"
أخرجه الترمذي






التوقيع :
‏جميل أن نسخر الزمن لِـــ سعادتنا ، نعيش لحظاتنا متجاهلين حساباته
نقفز بين سنينه فَــ نلهو طفولةً ونركض شباباً ونزهو رشداً لا تحكمنا مراحل ولا أعمار

قديم 03-06-2017, 04:30 AM   رقم المشاركة : 2
رائحة السماء
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية رائحة السماء
 





رائحة السماء غير متصل

g]


شهر رمضان فرصة لتجديد الإيمان , وإحياء القلوب به ,تجديد الاخلاص واصلاح السرائر
«فَطَهِّر للهِ سَرِيرَتَكَ فَإِنَّهَا عِندَهُ عَلَانِيَةٌ،
وَأَصلِح لَهُ غَيبَكَ فَإِنَّهُ عِندَهُ شَهَادَةٌ،
وَزَكِّ لَهُ بَاطِنَكَ فَإِنَّهُ عِندَهُ ظَاهِرٌ».


اجعَل نُصبَ عَينَيكَ الحَدِيثَ التَّالِيَ:
عَنْ ثَوْبَانَ - رضي الله عنه -: عَنِ النَّبِيِّ - صلّ الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: ((لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ، بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللهُ - عز وجل - هَبَاءً مَنْثُورًا)). قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُم لَنَا، جَلِّهِم لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُم وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: ((أَمَا إِنَّهُم إِخْوَانُكُم وَمِنْ جِلْدَتِكُم، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُم أَقْوَامٌ، إِذَا خَلَوا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا)) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.
فَهَؤُلَاءِ قَامُوا بِأَعمَالٍ ظَاهِرَةٍ، وَاعتَنَوا بِالمَظَاهِرِ وَجَعَلُوهَا زَاهِيَةً، وَأَهمَلُوا سَرَائِرَهُم، وَبَوَاطِنَهُم، وَجَعَلُوهَا خَاوِيَةً، فَلَم يُرَاقِبُوا اللهَ فِي خَلَوَاتِهِم.


قَالَ ابنُ القَيِّمِ - رحمه الله -: «كُلُّ مَحَبَّةٍ لِغَيرِهِ َفِهَي عَذَابٌ عَلَى صَاحِبِهَا وَحَسرَةٌ عَلَيهِ، إِلَّا مَحَبَّتَهُ وَمَحَبَّةَ مَا يَدعُو إِلَى مَحَبَّتِهِ، وَيُعِينُ عَلَى طَاعَتِهِ وَمَرضَاتِهِ، فَهَذِهِ هِيَ الَّتِي تَبقَى فِي القَلبِ يَومَ تُبلَى السَّرَائِرُ»


(يوم تبلى السرائر) [الطارق: 9]؛
أَي: تُختَبَرُ سَرَائِرُ الصُّدُورِ، وَيَظهَرُ مَا كَانَ فِي القُلُوبِ مِن خَيرٍ وَشَرٍّ عَلَى صَفَحَاتِ الوُجُوهِ، كَمَا قَالَ - تعالى -: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) [آل عمران: 106]؛
فَفِي الدُّنيَا، يَنكَتِمُ كَثِيرٌ مِنَ الأَشيَاءِ، وَلَا يَظهَرُ عِيَانًا لِلنَّاسِ،
وَأَمَّا يَومَ القِيَامَةِ، فَيَظهَرُ بِرُّ الأَبرَارِ، وَفُجُورُ الفُجَّارِ، وَتَصِيرُ الأُمُورُ عَلَانِيَةً.


قَالَ ابنُ القَيِّمِ - رحمه الله -: «وَفِي التَّعبِيرِ عَنِ الأَعمَالِ بِالسِّرِّ لَطِيفَةٌ، وَهُوَ أَنَّ الأَعمَالَ نَتَائِجُ السَّرَائِرِ البَاطِنَةِ، فَمَن كَانَت سَرِيرَتُهُ صَالِحَةً كَانَ عَمَلُهُ صَالِحًا، فَتَبدُو سَرِيرَتُهُ عَلَى وَجهِهِ: نُورًا وَإِشرَاقًا وَحَيَاءً، وَمَن كَانَت سَرِيرَتُهُ فَاسِدَةً، كَانَ عَمَلُهُ تَابِعًا لِسَرِيرَتِهِ، لَا اعتِبَارَ بِصُورَتِهِ، فَتَبدُو سَرِيرَتُهُ عَلَى وَجهِهِ سَوَادًا وَظُلمَةً وَشَينًا. وَإِن كَانَ الَّذِي يَبدُو عَلَيهِ فِي الدُّنيَا، إِنَّمَا هُوَ عَمَلُهُ لَا سَرِيرَتُهُ، فَيَومَ القِيَامَةِ تَبدُو عَلَيهِ سَرِيرَتُهُ، وَيَكُونُ الحُكمُ وَالظُّهُورُ لَهَا».
وَقَالَ أَيضًا فِي تَفسِيرِ قَولِهِ - تعالى -: (يوم تبلى السرائر) [الطارق: 9]: «أَي: تُختَبَرُ...، وَالسَّرَائِرُ جَمعُ سَرِيرَةٍ، وَهِيَ سَرَائِرُ اللهِ الَّتِي بَينَهُ وَبَينَ عَبدِهِ فِي ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ للهِ، فَالإِيمَانُ مِنَ السَّرَائِرِ، وَشَرَائِعُهُ مِنَ السَّرَائِرِ، فَتُختَبَرُ ذَلِكَ اليَومَ، حَتَّى يَظهَرَ خَيرُهَا مِن شَرِّهَا، وَمُؤَدِّيهَا مِن مُضَيِّعِهَا... ؛ وَالمَعنَى: تُختَبَرُ السَّرَائِرُ بِإِظهَارِهَا، وَإِظهَارِ مُقتَضَيَاتِهَا مِنَ الثَّوَابِ وَالعِقَابِ، وَالحَمدِ وَالذَّمِّ».

وَقَالَ - رحمه الله -: «الْمُعَوَّلُ عَلَى السَّرَائِرِ وَالْمَقَاصِدِ وَالنِّيَّاتِ وَالْهِمَمِ، فَهِيَ الْإِكْسِيرُ الَّذِي يَقْلِبُ نُحَاسَ الْأَعْمَالِ ذَهَبًا، أَوْ يَرُدُّهَا خَبَثًا... ؛ وَمَنْ لَهُ لُبٌّ وَعَقْلٌ، يَعْلَمُ قَدْرَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَشِدَّةَ حَاجَتِهِ إِلَيْهَا، وَانْتِفَاعَهُ بِهَا».

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ - رحمه الله -:
«قُطبُ الطَّاعَاتِ لِلمَرءِ فِي الدُّنيَا: هُوَ إِصلَاحُ السَّرَائِرِ، وَتَركُ إِفسَادِ الضَّمَائِرِ.

وَالوَاجِبُ عَلَى العَاقِلِ: الِاهتِمَامُ بِإِصلَاحِ سَرِيرَتِهِ، وَالقِيَامُ بِحِرَاسَةِ قَلبِهِ عِندَ إِقبَالِهِ وَإِدبَارِهِ، وَحَرَكَتِهِ وَسُكُونِهِ؛ لِأَنَّ تَكَدُّرَ الأَوقَاتِ، وَتَنَغُّصَ اللَّذَّاتِ، لَا يَكُونُ إِلَّا عِندَ فَسَادِهِ.


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
((إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)) رواه مسلم.






التوقيع :
‏جميل أن نسخر الزمن لِـــ سعادتنا ، نعيش لحظاتنا متجاهلين حساباته
نقفز بين سنينه فَــ نلهو طفولةً ونركض شباباً ونزهو رشداً لا تحكمنا مراحل ولا أعمار

قديم 03-06-2017, 04:32 AM   رقم المشاركة : 3
رائحة السماء
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية رائحة السماء
 





رائحة السماء غير متصل


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلّ الله عليه وسلم يقول:
((كلُّ عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فطره، وفرحةٌ عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك))رواه مسلم

{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: 261].
وقال عز وجل: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[الأنعام: 160].
عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنه عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيما يرْويه عن ربه تبارك وتعالى قال: ((إنَّ اللهَ كتَب الحسنات والسَّيئات ثم بيَّن: فمن هَمَّ بحسنة فلمْ يعْملها كتبها اللهُ عنْده حسنة كاملةً، وإنْ همَّ بها فعملها كَتَبَها اللهُ عنْده عشْر حسنات إلى سبعِ مئة ضعْفٍ إلى أضْعافٍ كثيرةٍ، وإن هَمَّ بسيِّئةٍ فلمْ يعْملْها كتبها اللهُ عنْده حسنةً كاملةً، وإن هَمَّ بها فعملها كتبها اللهُ سيئّةً واحدة)) رواه البخاري

. وهذا من كمال عدله، ورحمته بعباده، وجزيل إنعامه. هذه المضاعفة للإعمال الصالحة إلى عدد معين، ولكن هناك عمل صالح لم يعين الله له أجراً، وإنما أضافه إليه، وجعل جزاء عامله أنه يعطيه من غير عد ولا حساب: ((إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي)) وهو سبحانه كريم جواد، فلا شك أنه سيعطي الصائمين أجرهم بغير حساب، كما أعطى الصابرين قال عز وجل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: 10]. وهنا سر عجيب في كون الصابر أجره بغير حساب، وكذا الصائم أجره على الله من غير تحديد، وهو أن الصوم نوع من الصبر، فهو صبر على ترك الأكل والشرب والجماع، فاتفق أن يكون الصيام من الصبر الذي تجد فيه كثير من النفوس مشقة في ترك مألوفاتها، فلهذا كان جزاؤه من جنس جزاء الصبر.. بل إنه سبحانه قد خص الصائمين بباب من أبواب الجنة لا يدخل منه غيرهم؛ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد))رواه البخاري.






التوقيع :
‏جميل أن نسخر الزمن لِـــ سعادتنا ، نعيش لحظاتنا متجاهلين حساباته
نقفز بين سنينه فَــ نلهو طفولةً ونركض شباباً ونزهو رشداً لا تحكمنا مراحل ولا أعمار

قديم 03-06-2017, 04:33 AM   رقم المشاركة : 4
رائحة السماء
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية رائحة السماء
 





رائحة السماء غير متصل



ماذا يُقْصَد بـ "للصَّائم دعوة لا تُرَدُّ عند فطره"،
فهل ذلك يعني في الدَّقائق القليلة قبل الإِفْطار؟
أم أنَّ دعوة الصَّائم تكون مستجابةً حينما يدْعو بعد إفطاره؟
الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقدْ وردتْ أحاديثُ في فضل دعْوة الصَّائم:
منها: حديث أبي أُمامة مرفوعًا: "لله عند كُلِّ فطرٍ عُتَقاء" (رواه أحمد).
ومنْها: حديثٌ عن أبي هُرَيْرة: "ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصَّائم حتَّى يُفْطِر، والإمام العادِل، ودعْوة المظْلوم" (أخْرجه أحْمد وغيرُه، وصحَّحه ابنُ حبَّان).

ومنها: قول رسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم: "ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصَّائم حين يُفْطِر، والإمام العادِل، ودعوة المظلوم" (رواه الترمذي وقال: حديث حسنٌ).

وروى ابن ماجه عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسولَ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم يقول: "إنَّ للصَّائم عند فِطْرِه دعوةً ما تُرَدُّ". قال ابنُ أبي مليكة: سمعتُ عبدالله بنَ عُمَر رضي الله تعالى عنْهما إذا أفطر يقول: "اللَّهُمَّ إنِّي أسألُك برحمتِك التي وسعَتْ كلَّ شيءٍ أن تغفِرَ لي".

ورواه أبو داود والنَّسائي من حديثِ ابن عمر، وزادا: "ذهب الظَّمأ، وابتلَّت العروق، وثبت الأجرُ، إن شاء الله".

وأمَّا الوقت الذي يُستجاب فيه الدُّعاء، فالظاهر أنه في حال الصِّيام، وعند الإفطار لنص الحديث.

قال النَّوويُّ في "المجموع": "يُستحبُّ للصَّائم أن يدعوَ في حال صوْمِه بمهمَّات الآخِرة والدنيا، له ولمن يحبُّ وللمسلمين؛ لحديث أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلَّ الله عليْه وسلَّم: "ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصَّائم حتَّى يُفْطِر، والإمام العادل، والمظلوم" (رواه التِّرمذي وابْنُ ماجه)، قال الترمذي: حديث حسن، وهكذا الرِّواية: (حتى)، بالتَّاء المثنَّاة فوقُ، فيقتضي استِحْباب دعاء الصائم من أوَّل اليوم إلى آخِره؛ لأنَّه يسمَّى صائمًا في كلِّ ذلك". اهـ.

قال في "النَّيْل": "الحديث دليلٌ على أنَّه يُشْرَع للصَّائم أن يدعُوَ عند إفْطاره بما اشتمل عليْه من الدُّعاء، وكذلك سائر ما ذكرْناه في الباب".

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "الدعاء يكون قبل الإفْطار عند الغروب؛ لأنَّه يجتمع فيه انكِسار النَّفس، والذُّلُّ، وأنَّه صائم، وكلُّ هذه أسباب للإجابة، وأمَّا بعد الفِطْر، فإنَّ النفس قدِ استراحت وفرِحَت، وربَّما حصلت غفلة، لكن ورد دُعاء عنِ النَّبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم لو صحَّ، فإنَّه يكون بعد الإفْطار، وهو: "ذهب الظَّمأ، وابتلَّت العروقُ، وثبت الأجر، إن شاء الله"، فهذا لا يكون إلاَّ بعد الفطر". اهـ.
هذا؛ والله أعلم.

طريق الاسلام







التوقيع :
‏جميل أن نسخر الزمن لِـــ سعادتنا ، نعيش لحظاتنا متجاهلين حساباته
نقفز بين سنينه فَــ نلهو طفولةً ونركض شباباً ونزهو رشداً لا تحكمنا مراحل ولا أعمار

قديم 03-06-2017, 04:36 AM   رقم المشاركة : 5
رائحة السماء
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية رائحة السماء
 





رائحة السماء غير متصل

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الصيام صيام الجوارح ووسيلة لتحسين الأخلاق

شرع الإسلام الصوم فلم ينظر إليه على أنه حرمان مؤقت من بعض الأطعمة والأشربة بل اعتبره خطوة إلى حرمان النفس دائما من شهواتها المحظورة ونزواتها المنكورة. وإقرارا لهذا المعنى قال الرسول صلّ الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه " وقال:عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب فإن سابه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم))
وفي رواية أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم )) .
إذا لم يكن في السمع مني تصاون * وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صمت
فحظِّي إذاً من صومي الجوع والظما * فإن قلت: إني صمت يومي فما صمت


ولهذا فإنَّ هؤلاء الذين فرَّطوا بصيامهم يعتبرون محرومين في شهر الصوم ، مفلسين في شهر الجود والإحسان ، وقد قال رسول الله صلّ الله عليه وسلَّم مرَّة لأصحابه :" أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار"

لقد دعانا الله تعالى إلى الطيب والحسن من القول فقال :
{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }.
وقال : { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } سورة البقرة : 83.
وقال : {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ
إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} سورة الإسراء : 53.
فالكلم الحسن الطيب هو الذي يصعد إلى الله تعالى قال عز من قائل :
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ }. سورة فاطر : 10.

فلنجعل رمضان فرصة لنعتاد على طيب الكلم ونتذكر دائما الاية الكريمة
(لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)
إن الإكثار من الكلام الذي لا حاجة إليه يوجب قساوة القلب،
( لا تكثِروا الكلامَ بغيرِ ذكرِ اللَّهِ فإنَّ كثرةَ الكلامِ بغيرِ ذكرِ اللَّهِ قسوةٌ للقلبِ
وإنَّ أبعدَ النَّاسِ منَ اللَّهِ القلبُ القاسي)
الراوي : رملة بنت صخر بن حرب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح
الصفحة أو الرقم: 2/424 | خلاصة حكم المحدث : [حسن ]






التوقيع :
‏جميل أن نسخر الزمن لِـــ سعادتنا ، نعيش لحظاتنا متجاهلين حساباته
نقفز بين سنينه فَــ نلهو طفولةً ونركض شباباً ونزهو رشداً لا تحكمنا مراحل ولا أعمار

قديم 03-06-2017, 04:37 AM   رقم المشاركة : 6
رائحة السماء
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية رائحة السماء
 





رائحة السماء غير متصل

من صام في نهار رمضان، ولم يصم لسانه من غيبة الآخرين وهتك أعراضهم، ولم تصم يده من إيذاء الآخرين والنيل منهم، ولم يصم قلبه من الأحقاد والغلِّ على إخوانه المسلمين، فإنَّ صيامه ناقص، وفيه تفريط كبير لحدود الله.


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال لأصحابه: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم! قال: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته).
عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال :قال رسول الله ( صلّ لله عليه وسلم ) :
" لما عَرَجَ بي ربي – عز وجل – مررتُ بقومٍ لهم أظفار من نحاس يخمشون وجههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟
قال : ( هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم "



االفقهاء يؤكدون أن استماع الغيبة إثم كقولها، إذا استمعت إلى من يستغيب شخصاً ما، وسكت على ذلك، ولم تدافع عن أخيك المؤمن، كنت شريكاً في هذه الغيبة
أخرج الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت قال رسول الله صل الله عليه وسلم { من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار } وإسناده حسن . [ ص: 106 ] ورواه الترمذي عن أبي الدرداء بلفظ { من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة } وقال حسن

فلنتق الله في انفسنا







التوقيع :
‏جميل أن نسخر الزمن لِـــ سعادتنا ، نعيش لحظاتنا متجاهلين حساباته
نقفز بين سنينه فَــ نلهو طفولةً ونركض شباباً ونزهو رشداً لا تحكمنا مراحل ولا أعمار

قديم 04-06-2017, 04:48 AM   رقم المشاركة : 7
رائحة السماء
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية رائحة السماء
 





رائحة السماء غير متصل

رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة

الله عز وجل ما اصْطَفى هذا الشَّهْر إلا لِيَنْسَحِب على كُلِّ الشُّهور، ولكي يشيعَ الخير ليس فيه فَحَسْب، بل في كُلِّ الشُّهور، فَكُل إنسان مُوَطِّن نفْسَهُ بِرَمَضان أن يلْتَزِم، ويرجِعُ بعد رمضان إلى ما كان عليه، وكُلُّ إنسانٍ ينْطلِق من هذه الفِكْرة فهو لم يعْرف شيئًا مِن حِكْمة الصِّيام، إنَّ كُلّ طاعة أدَّيْتها بِرَمَضان ينبغي أن تُداوِمَ عليها بعد رمضان كل طاعة أديتها في رمضان لابد أن تستمر عليها بعده مضان؛ غضّ البصر طوال العام، وضبْط اللِّسان طوال العام، ولا يسْتقيم إيمان عبْدٍ حتَّى يسْتقيم قلبهُ، لا يسْتقيم قلبهُ حتَّى يسْتقيم لسانُه، وصلاة الفجْر في وقتها طوال العام، وكذا صلاة العشاء، وباقي الصَّلوات، وتَرْك الكذب والغيبة والنَّميمة طوال العام، فالإنسان بِقَدْر ما يُطَبِّق أوامر الله عز وجل يرْقى، لذلك مَن لم يَدَع قَول الزور ؛ كلام كذب وفيه نفاق، ودجل، وتملُّق، وسُكوت عن الحق أو جَهْر بالباطل، والعَمَل به، تعمل عملاً غير صحيح ولا يُقِرُّكَ الشَّرع عنه قال رسول الله صلّ علية وسلم:
فليس لله حاجَةً في أن يَدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ.





نجد أن هناك بعض الاخطاء المتفشية في واقع الصائمين يجب تسليط الضوء عليها والتي كان اولها قلة البصيرة لشرع الله سبحانه وضعف الارتباط بسنة نبيه صلّ الله عليه وسلم
على كل صائم يرجو قبول صيامه أن يبادر إلى عرض حاله في هذا الشهر العظيم على ميزان الشرع ومعيار سنة نبي الله محمد صلّ الله عليه وسلم، فإن قلة فهم بعض المسلمين لجوانب هذه الشريعة العظيمة السمحاء جعل لهذه الاخطاء روجًا في واقع المسلمين

بعض المسلمين الذين شهدوا لله بالوحدانية يدخل عليهم رمضان وكأنه شهر الصوم عن الطعام والشراب فقط تاركين صلاتهم فنجد أن بعضهم يصوم ولا يصلي أو يهمل الصلاة ويتكاسل فيها والبعض يصوم ويغتاب اويؤذى الناس بافعاله او بلسانة

العبادات الشَّعائِرَّية لا تؤت ثمارها ما لم تُؤَدَّ العبادات التَّعامُلِيَّة
الإسلام انْكَمَشَ وانْكَمشَ وانْكمَشَ إلى أن أصْبَحَ مجموعة عبادات تُؤدَّى أداءً شَكْلِيًّا، ولذلك مليار ومئتا مسلم ليس لهم وزْنٌ في العالم إطْلاقًا، والآية الكريمة واضِحَة، قال تعالى:
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
ونحن لا اسْتِخلاف ولا تَمكين لا تطْمين لأنَّ الله تعالى قال:
( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً )
[سورة مريم: 59]
فلو كان لإنسان بستان لا سور له، وأتى بِبَاب لِهذا البستان ‍‍‍!!
هذا الباب لا معنى له، وهكذا المسلمون أصبحَ هناك تناقض في حياتهم،






التوقيع :
‏جميل أن نسخر الزمن لِـــ سعادتنا ، نعيش لحظاتنا متجاهلين حساباته
نقفز بين سنينه فَــ نلهو طفولةً ونركض شباباً ونزهو رشداً لا تحكمنا مراحل ولا أعمار

قديم 04-06-2017, 04:49 AM   رقم المشاركة : 8
رائحة السماء
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية رائحة السماء
 





رائحة السماء غير متصل

إن العبادة بجميع مظاهرها وشتى أحوالها وكامل أفعالها وأقوالها مظهر صادق للافتقار،
بل هي المظهر الأسمى والأسلوب الأرقى،
انظر إلى الصلاة إلى ألفاظها، إلى أدعيتها، خشوع وخضوع، وبكاء ودموع، تذلل وانطراح، انظر إلى الركوع الذي هو انحناء لعظمة الغني، وتمهيد لافتقار أكبر، وانطراح أعظم، وهو السجود، وهل يُعلن الفقر إلا في السجود حيث يهوي الرأس على الثرى؟!
ويُمرغ الجبين في الأرض، ويغرس الأنف في التراب، افتقاراً لرحمة الوهاب؟!.

انظر إلى الصوم، حيث يُمنع الأكل، ويُحظر الشراب، ويُجوّع البطن ويُحيي الليل، ويُشد المئزر، ويُوقَظ الأهل، وتُصَفّ الأقدام، وتسكب العبرات، وتُرفع الدعوات معلنة فقرها إلى جود المنان وعطاء الرحمن.

انظر إلى الزكاة، حيث يبذل الغني ماله، وينفق دراهمه، ويرسم الغني لوحة للفقر إلى الله، وصورة للفاقة إلى مولاه.

انظر إلى الحج فهو من أروع مناظر الافتقار، وأصدق مظاهر الحاجة، يتخلى الغني عن ثياب الغنى، ويخلع المرء عمامته، ويتجرد من ملابسه، ويقبل في رداء وإزار، كأنه لا يملك شيئاً،


الإفتقار الى الله هو لب العبودية وهو حقيقتها و هو أصلها

علامات الافتقار إلى الله تعالى

العلامة الأولى: غاية الذل لله – تعالى - مع غاية الحب:
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ" [الأحزاب: 36]، وقوله _تعالى_ : "وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإلَيْكَ الْمَصِيرُ" [البقرة: 285]، وقوله _تعالى_ : "إنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ" [النور: 51 52].
قال الحسن _رضي الله عنه_ : "ما ضربتُ ببصري، ولا نطقتُ بلساني، ولا بطشتُ بيدي، ولا نهضتُ على قدمي، حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية؟ فإن كانت طاعة تقدمتُ، وإن كانت معصية تأخرتُ".
وأمّا مَنْ طاشت به سبل الهوى، ولم يعرف الله _عز وجل_ حق المعرفة؛ فتراه يستنكف الاستسلام لربه - عز وجل-، ويستكبر فلا يخضع له، قال الله _تعالى_ : "لَن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إلَيْهِ جَمِيعًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا" [النساء: 172 173].
ويقول الله _تعالى_ في وصف المؤمنين: "إنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ" [السجدة: 15].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كلما ازداد القلب حبّاً لله ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية ازداد له حباً وحرية عما سواه، والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة، وهي العلة الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل، وهي العلة الفاعلية، فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يُسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه، ومن حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه".
وقال ابن القيم: "إنَّ مقام العبودية هو بتكميل مقام الذل والانقياد، وأكمل الخلق عبودية أكملهم ذلاً للّه وانقياداً وطاعة، ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل، فهو ذليل لقهره، ذليل لربوبيته فيه وتصرفه، وذليل لإحسانه إليه وإنعامه عليه"
ومن مقتضيات التذلل لله - عز وجل - نزع جلباب الكبرياء والتعالي والتعاظم، والانكسار بين يدي جبار السماوات والأرض، والخضوع لأمره ونهيه، فعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة _رضي الله عنهما_ قالا: قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلم-: "العزّ إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته"(أخرجه: مسلم في كتاب البر والصلة،).
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس، يعلوهم كل شيء من الصَّغار، حتى يدخلوا سجناً في جهنم يُقال له: بُوْلَس، فتعلوهم نار الأنيار، يُسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار"( أخرجه: أحمد والترمزى).
والمتأمل في جميع العبادات الظاهرة والباطنة يظهر له بجلاء أن مقصود العبادة أن يُطامن العبد من كبريائه، ويتذلل لمولاه، ويظهر الفاقة والمسكنة لربه _عز وجل_ ، انظر في أحكام الصلاة أو الصوم أو مناسك الحج... ونحوها، تجد ذلك جلياً لا غموض فيه، ولهذا فإن الكبر والخيلاء والتعالي من قوادح الإيمان بالله والافتقار إليه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبرياء"( أخرجه: مسلم ).

العلامة الثانية: التعلّق بالله - تعالى - وبمحبوباته:
ولهذا ترى العبد الذي تعلق قلبه بربه وإن اشتغل في بيعه وشرائه، أو مع أهله وولده، أو في شأنه الدنيوي كله مقيماً على طاعته، مقدماً محبوباته على محبوبات نفسه وأهوائها، لا تلهيه زخارف الدنيا عن مرضاة ربه،
ويصف الإمام ابن القيم الافتقار إلى الله _تعالى_ بقوله: "يتخلى بفقره أن يتألَّه غير مولاه الحق، وأن يُضيع أنفاسه في غير مرضاته، وأن يُفرِّق همومه في غير محابه، وأن يُؤْثر عليه في حال من الأحوال، فيوجب له هذا الخلق وهذه المعاملة صفاء العبودية، وعمارة السر بينه وبين الله، وخلوص الود، فيصبح ويمسي ولا همّ له غير ربه، فقد قطع همُّه بربه عنه جميع الهموم، وعطلت إرادته جميع الإرادات، ونسخت محبته له من قلبه كل محبة لسواه".
وأعظم الناس ضلالاً وخساراً مَنْ تعلّق قلبه بغير الله – تعالى - ويزداد ضلاله وخساره بزيادة تعلُّقه بغير مولاه الحق، ولهذا كان ركون العبد إلى الدنيا أو إلى شيء من زخرفها آية من آيات العبودية لها، قال الله _تعالى_ : "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ" [الجاثية: 23]. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أُعطي منها رضي، وإن لم يُعط سخط، تعس وانتكس وإذا ِشيكَ فلا انتقش"( أخرجه: البخاري).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل مَنْ علَّق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزقوه، أو أن يهدوه؛ خضع قلبه لهم، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك، وإن كان في الظاهر أميراً متصرفاً بهم، فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر، فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له؛ يبقى قلبه أسيراً لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد، وهو في الظاهر سيدها؛ لأنه زوجها، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها، تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه، فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فإن من استُعبد بدنه واستُرق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك مطمئناً، وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقاً مستعبداً متيماً لغير الله؛ فهذا هو الذل والأسر المحض، والعبودية لما استعبد القلب"، ثم قال: "ومن أعظم هذا البلاء إعراض القلب عن الله، فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له؛ لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك، ولا ألذ ولا أطيب".







التوقيع :
‏جميل أن نسخر الزمن لِـــ سعادتنا ، نعيش لحظاتنا متجاهلين حساباته
نقفز بين سنينه فَــ نلهو طفولةً ونركض شباباً ونزهو رشداً لا تحكمنا مراحل ولا أعمار

قديم 04-06-2017, 04:50 AM   رقم المشاركة : 9
رائحة السماء
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية رائحة السماء
 





رائحة السماء غير متصل

العلامة الثالثة: مداومة الذكر والاستغفار:
فقلب العبد المؤمن عاكف على ذكر مولاه، والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى في كل حال من أحواله،وقد أمر الله - عز وجل - نبيه بمداومة الذكر والاستغفار، فقال - سبحانه-: "فَاصْبِرْ إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ" [غافر: 55].
ولهذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يا أيها الناس! توبوا إلى اللَّه؛ فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة"(أخرجه: مسلم).
إنَّ مداومة الذكر والاستغفار آية من آيات الافتقار إلى الله – تعالى-، فالعبد يجتهد في إظهار فاقته وحاجته وعجزه، ويمتلئ قلبه مسكنة وإخباتاً، ويرفع يديه تذللاً وإنابة؛ فهو ذاكر لله _تعالى_ في كل شأنه، في حضره وسفره، ودخوله وخروجه، وأكله وشربه، ويقظته ونومه، بل حتى عند إتيانه أهله، فهو دائم الافتقار إلى عون الله _تعالى_ وفضله، لا يغفل ساعة ولا أدنى من ذلك عن الاستعانة به والالتجاء إليه.
ومقتضى ذلك أنه لا يركن إلى نفسه، ولا يطمئن إلى حوله وقوته، ولا يثق بماله وجاهه وصحته، ولهذا كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض أصحابه: "اللهم لا تكلهم إليَّ فأضعف، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم"( أخرجه: أحمد،).
إنَّ حمد الله _تعالى_ وشكره، والثناء عليه بما هو أهله، مع الاعتراف بالذنب والعجز؛ يعمّر القلب بالنور، ويوجب له الطمأنينة والسعادة، وما أجمل كلام الإمام ابن القيم عندما قال: "إن في القلب خلة وفاقة لا يسدَّها شيء ألبتة إلا ذكر الله _عز وجل_، فإذا صار الذكر شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة، واللسان تبع له؛ فهذا هو الذكر الذي يسدّ الخلة ويغني الفاقة، فيكون صاحبه غنياً بلا مال، عزيزاً بلا عشيرة، مهيباً بلا سلطان، فإذا كان غافلاً عن ذكر الله - عز وجل - فهو بضد ذلك، فقير مع كثرة جدته، ذليل مع سلطانه، حقير مع كثرة عشيرته"( أخرجه: أحمد،).






التوقيع :
‏جميل أن نسخر الزمن لِـــ سعادتنا ، نعيش لحظاتنا متجاهلين حساباته
نقفز بين سنينه فَــ نلهو طفولةً ونركض شباباً ونزهو رشداً لا تحكمنا مراحل ولا أعمار

قديم 04-06-2017, 04:51 AM   رقم المشاركة : 10
رائحة السماء
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية رائحة السماء
 





رائحة السماء غير متصل

الإفطار رخصة وليس فضيلة

الإفطار رخصة يلجأ إليها المسلم في وقت العجز عن الصيام، وليس فضيلة يحرص عليها بدون عذر قاهر، من مرض مضنٍ، أو سفر مرهق.
ومما يجدر بالانتباه أن النبي كان يخرج بأصحابه في رمضان، فمن وجد قوة على الصيام صام، ومن وجد في نفسه ضعفا أفطر، فالمسافة نفس المسافة، ولكن موقفهم كان يختلف حسب قوّتهم وضعفهم، فقد روى الإمام مسلم، قال:
حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى – – قال: غزونا مع رسول الله -- لستة عشر مضت من رمضان، فمنا من صام، ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. (صحيح مسلم، باب جواز الصوم والفطر)
لم يعب بعضهم على بعض، لأنه لم يكن هناك تقصير من المفطر، ولا تطاول من الصائم، وإنما فعل كل امرء ما قدر عليه. ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وهكذا الحكم في المرض، فمجرد اسم المرض ليس عذرا للإفطار، وإنما يفطر المريض إذا نهكه المرض، حتى عجز عن الصيام، وأما إذا كان قويا، قادرا على الصيام، والصيام لا يضرّه، ولا يوقعه في حرج، فلا يحل له أن يفطر


(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهٌ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)
وتأويلها: وعلى الذين يكلفونه، فلا يقدرون على صيامه لعجزهم عنه، كالشيخ والشيخة والحامل والمرضع، فدية طعام مسكين، ولا قضاء عليهم لعجزهم عنه. وعلى القراءة المشهورة فيها تأويلان:
أحدهما: أنها وردت في أول الإسلام، خيّر الله تعالى بها المطيقين للصيام من الناس كلهم بين أن يصوموا ولا يكفروا، وبين أن يفطروا ويكفروا كل يوم بإطعام مسكين، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)، وقيل بل نسخ بقوله: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيرٌ لَّكُم)، وهذا قول ابن عمر، وعكرمة، والشعبي، والزهري، وعلقمة، والضحاك.
والثاني: أن حكمها ثابت، وأن معنى قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ) أي كانوا يطيقونه في حال شبابهم، وإذا كبروا عجزوا عن الصوم لكبرهم أن يفطروا، وهذا سعيد بن المسيب، والسدي.(الماوردي، النكت والعيون: 1/238-239)
أسلوب الآية
أسلوب الآية في قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) يوحي بمعنى التأكيد والتنشيط، لا بمعنى الترخيص، والتيسير، أى: الآية ما جاءت لترخص للناس في الإفطار، وإنما جاءت لتأكيد الصيام، والسياق كله تأكيد للصيام.
تأكيدات يتلو بعضها بعضا
فقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) تأكيد للصيام، فإنه إذا قيل عن شيء (كتب عليكم)، فإنه يقصد به الإيجاب مع التأكيد.
ثم قوله تعالى: (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) تأكيد آخر للصيام.
ثم قوله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) تأكيد ثالث للصيام.
ثم قوله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) تأكيد رابع للصيام.
ثم قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) تأكيد خامس للصيام.
فالتأكيد الأول، والثاني، والثالث واضح، لا يحتاج إلى بيان.
وأما التأكيد الرابع، وهو (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ)، فهو يعني ألا تستثقلوا هذا الصيام، ولا تستكثروه، فهي أيام تعدّ على الأصابع، وفوائده كثيرة جمّة، لا تعدّ ولا تقدّر، والسياق واضح في أن المراد بتلك الأيام المعدودات، هي أيام رمضان، الذي جاء ذكره صريحا في الآية التاليةثم جاء قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ومعناه في هذا السياق، وبهذا الأسلوب أن أيّ مؤمن لا يُعفى عن هذا الصيام، حتى ولو كان مريضا، أو على سفر، فإن عجز عن الصيام عجزا، ولم يستطعه في موعده، بسبب مرضه، أو سفره، فلا بد أن يقضي هذا الصيام بعدد ما فاته، في أيام أخر.
فالآية فيها تأكيد، وتركيز على أداء الصيام، دون الترخيص في الإفطار






التوقيع :
‏جميل أن نسخر الزمن لِـــ سعادتنا ، نعيش لحظاتنا متجاهلين حساباته
نقفز بين سنينه فَــ نلهو طفولةً ونركض شباباً ونزهو رشداً لا تحكمنا مراحل ولا أعمار

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية