ولكن يجب أن يُنظر إليها كذلك كي تُفهم وتُدرس على هذا الاساس بعيداً عن العواطف
هذه الحقيقة مفادها !!
ان الفتاة او المرأة لم تعد مجرد عنصر مكمل ثانوي في الحياة الاجتماعية والمجتمع
بل عنصر أساسي لا تكتمل العملية التربوية والاجتماعية من دونه وإلاّ اختلّ ميزان القوى
في المجتمع بداية من الأسرة ..هذه الحقيقة تبدأ بسؤال تقليدي وعفوي ..
وهو لماذا تدرس ( الفتاة ) كما أشرتِ استاذه ( عالي مِستوَاكِ ) ..
ولماذا تحصل على الشهادة الجامعية مثللاً .. هل لكي تجلس في المنزل؟!
وإذا كان المنزل هو من يريدها أن تعمل .. وهو الذي بحاجة لعمله فهل تجلس؟!
قد يقول قائل ايضاً وهذا متوقع ولكن مكان الفتاة في المنزل حيث الأعباء المنزلية
وحيث العناية بالأطفال ولكن ماذا إذا لم تكن متزوجة وليس لديها أبناء ..
أو ان المنزل ليس بحاجة إليها؟
وماذا لو كانت هي من تريد ذلك ولا ترى فيها تعارضاً مع مسؤولياتها الأخرى؟!
إن عمل المرأة شئنا أم أبينا اصبح شيئاً حتمياً لا مفر منه سيما والعدد المتزايد في نسبة
الفتيات والظروف المادية المتواضعة التي تعيشها بعض الأسر والاحتياجات الملحَّة
المتزايدة التي يتطلبها كل منزل مهما كان عدد أفراده؟
نعم .. ان القضية التي نناقشها هي قضية توظيف الفتاة السعودية ابنة الوطن ..
تلك القضية التي اصبحت الشغل الشاغل للفتاة وبالذات الجامعية ..
التي لديها كل مسوغات العمل ومتطلبات تلك الوظيفة التي اصبحت حديث المجالس
تلك الوظيفة التي بدأت تدخل منها الوساطات .. لدرجة لا تدري أيهما أحق بالوظيفة ..
هذه أم تلك؟
لدرجة بدأ يستغلها أصحاب النفوس الضعيفة لأغراضهم النفسية الدنيئة ..
لدرجة ان غيابها أو صعوبة الحصول عليها أصبح يشكل للفتاة ..
وأسرتها هاجساً متعباً للغاية لا يعرفه أو يدركه تماماً إلا تلك الفتاة التي وجدت نفسها
فجأة في حالة فراغ فظيع لا تعرف كيف تُشغله بعد ان كانت لسنوات عديدة مشغولة ..
بالجامعة والدراسة ووجدت نفسها عاجزة عن مساعدة ابيها في تحمل أعباء المنزل
وتزداد المشكلة تفاقماً حينما تعلم ان الفرصة الوظيفية للفتاة في مجتمعنا محدودة جداً
ومقصورة على وظائف معينة
وهي إما مجال التدريس لبنات جنسها والذي أصبح حُلماً يراود كل فتاة في ان يكون لها
نصيب فيه او الجمعيات وهي قليلة ولتخصصات محددة او في المراكز والبنوك النسائية
وهي لا تذكر؟
وهذا مما يضع تحدياً كبيراً للمسؤولين في قطاع التنمية الاجتماعية والقوى العاملة
وإذا كانت الفرص الوظيفية النسائية متاحة نوعاً ما وأكثر في المناطق الرئيسة في المملكة
وان كانت غير مُرضية ايضاً فهي تكاد تكون معدومة في المناطق والمحافظات الاخرى
التي لا يوجد بها سوى العمل في مدارس البنات
وبالتالي أين تذهب بقية الفتيات وأي القطاعات مستعدة لتقبلهن بل اي من تلك القطاعات
قد وضعت خططاً ولو بعيدة المدى لاستيعابهن في المستقبل؟!
نحن والحقُ يقال لانستطيع ان نلومكِ أستاذه ( عاليَة ) على مطالبتكِ بوظيفة ولا نلومكِ
حينما تنشغلي بنفسكِ عن واجباتكِ المفروضة منكِ ولا نلومكِ حينما تؤثري سلباً..
من الناحية النفسية على اهلكِ لعدم قدرتهم على ايجاد وظيفة لكِ؟!
فالفراغ قاتل جداً ومُـوحش وكئيب .. فالرجل منا حينما يطفَش فإن اقل ما يمكن عمله
ان يخرج من المنزل ويركب سيارته ويذهب لاي مكان يرفه به عن نفسه
ولكن الوضع ليس كذلك بالنسبة للفتاة .. وأرجو ألاّ يُسَاءُ فهم ما أرمي إليه؟!
فما أقصده تحديداً
انه حتى البدائل والخيارات الأخرى المعقولة التي تتناسب مع طبيعة الفتاة غير موجودة
وان وُجدت فَبندرة ففي مكان معين لا تستطيع الوصول إليه كل فتاة ..
هذا في المناطق الرئيسة فما بالكِ في المناطق والمحافظات الأخرى التي تخلو من ..
وسائل الترفيه البريء الهادف الذي يحمي الفتيات ويَنآى بهن عن كل ما من شأنه
حدوث مالا تحمد عقباه؟!
يتحدثون اليوم عن الفتاة وأنها لم تعُد كفتاة الامس ويتناسون ان الظروف تغيرت ..
والوعي قد ازداد بالنسبة للفتاة لما حولها فالوظيفة للفتاة لم تعد مجرد ملء فراغ
بقدر ما اصبحت احتياجاً مادياً
الفتاة اليوم متطلباتها أكثر من الشاب في كل شيء.. فهلاّ أدركنا ذلك؟
هي بحاجة لأن تصرف على نفسها على الاقل دون ان تكون بحاجة السؤال لوالديها
في كل صغيرة وكبيرة .. خاصة إذا كانت تعلم ان والديها غير قادرين مادياً؟
الكثير من الناس اليوم يتكلمون ولا يدركون حقائق موجودة بالفعل..
فهل تعلمون ياسَادَة ان هناك بيوتاً كثيرة مفتوحة بعد الله على أيدي بناتها
وليس على أيدي أبنائها؟
هل تعلمون ان رجل البيت في الكثير من الأسر هو المرأة من حيث الصرف على المنزل
وتحمل نفقات الاسرة بكل ما فيها من أعباء وتبعات او على الاقل انها تشارك وبفاعلية
وقوة في تسيير دفة الحياة الاقتصادية للمنزل لمساعدة المنزل؟!
بل هل يعلم البعض .. ان هذه الوظيفة تشكل لبعض الفتيات دعماً معنويا فيما يتعلق ..
بشريك المستقبل خاصة وان الكثير من الشباب اليوم لا يكتفي بالجامعية كزوجة ..
بل يفضل من كانت تعمل ولها مرتب ثابت لتساعده على اعباء المنزل هذا ان كانت
له خيارات بالطبع وهو ليس تعميماً على اي حال؟!
إذن فما دام عنصر الوظيفة هو أحد التفضل لدى الشباب فلِمَ لا تحصل عليه ان كان
في مقدرتها ذلك؟
ان الضغوط النفسية التي تعيشها الفتاة فيما يتعلق بالبحث عن الوظيفة وانتظارها ..
بحاجة لمن يتفهمها .. فكثير من البنات يتمنين لو لم يتخرجن من الجامعة
على الاقل في الجامعة هناك ما يشغلها .. وهناك من تعمل لاجله أما المنزل فماذا فيه
سوى الفراغ وليته يكفي عند بعضهن بل ان بعض المنازل
فيها من المشكلات الاجتماعية ما الله به عليم .. وما على هذه الفتاة العاطلة عن العمل
سوى معايشة هذا الوضع المأساوي يومياً دون ان تستطيع عمل شيء حياله لانها فتاة؟
أليس كذلك أم انني مخطئاً؟
وربما يقول البعض ولكن على الفتاة ان تُشغل نفسها في أمور البيت وان تعمل ..
وتساعد أمها وغير ذلك .. ولكن هل الجميع كذلك وهل هذا هو الوضع القائم بالفعل؟!
اننا نتحدث عن واقع مُعَاش وليس على افتراضات؟
ان القضية التي نتحدث عنها ياسَادَة قضية مهمة جداً وحساسة قضية كل اسرة
لديها فتيات بحاجة للعمل قضية مرتبطة ارتباطاً بالفراغ ذلك الغُول الذي يهدد كل فتاة
وشاب على حدٍ سواء؟!
قضية بحاجة لالتفاتة القطاع الخاص المطالب بدور اكثر ايجابية من ايجاد برامج
وخدمات وأنشطة تسعى لتوظيف الفتاة بحاجة لالتفاتة حقيقية ومبادرات عملية
من الجميع وليس من الدولة ممثلة في قطاعاتها الحكومية ذات الصلة بالمرأة؟
الجميع مطالب بالمشاركة في ايجاد الحلول المناسبة الجميع مطالب بالمشاركة
في مد يد العون للمساهمة في التخفيف من حدَّة هذه المشكلة ..
التي بدأت تأخذ منعطفات اجتماعية خطيرة غير محسوسة حتى الآن الله وحده أعلم
بتبعاتها على المجتمع؟
إذاً لنفتح المجال على العمل التطوعي في المؤسسات لنضع له ضوابط تحفظ حقوق
من يعمل به من الفتيات وحقوق المستفيدين منه
لنفتح المجال أمام بدائل وخيارات حقيقية وعملية للفتيات والا نبطيء في تنفيذها
بحكم الدراسة التي تستغرق سنين عديدة؟!
ليكن هناك عدل جغرافي في الخدمات التي تقدم للفتاة مهما كان نوع تلك البرامج
لنهيء السّبل المعقولة والنية المناسبة الآمنة ومن ثم نبدأ في المحاسبة؟
صحيح ان هناك ربـَّات منازل لا يعملن ..
ولا يردن العمل وعلى درجة كبيرة من الكفاءة وإثبات الوجود ولكننا لا نتحدث
عن هؤلاء بل عن الفئة الاخرى من نفس الشريحة من الفتيات القابعات في المنزل
والمنتظرات العمل منذ سنوات بعد التخرج فهلاّ أدركنا ذلك انها رسالة صادقة
نابعة من القلب إلى القلب .. هذا والله من وراء القصد؟
/
/
إنتـَــر