عن أبي أمامة(رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من مشي إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة,ومن مشي إلى صلاة تطوع (يعني صلاة الضحى) فهي كعمرة نافلة))
وفي روايه أبي داود قال(( من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر المعتمر.وصلاة على أثر صلاة لا لغو فيها كتاب في عليين)).
قال المناوي في فيض القدير في قوله صلى الله عليه وسلم (( من مشي إلى صلاة مكتوبة في جماعة فهي كحجة))أي كثوابها ولكن لا يلزم التساوي في المقدار.
فالذي يحرص على أن يتطهر في بيته وليس في المسجد ثم يخرج إلى صلاة مكتوبة ويصليها كل يوم خمس مرات في المسجد ويحتسب هذا الثواب فسيكتب له إن شاء الله ثواب خمس حجج كل عام(5×360=1800).
فتخيل هذا العدد في عشر سنوات أو عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو أكثر من ذلك.أليس الذي تكسبه في سنة واحدة من ثواب ألف وثمانمائة حجة كأنك عمرت ألفاً وثمانمئة سنة فحججت فيها كل عام.بل لو تعمر هذه المدة لما استطعت أن تحج كل عام لتنال هذا الثواب؟لما سيعتريك من شغل وأمراض شيخوخة ونحو ذلك.ولكن فضل الله الواسع على هذه الأمة أنه جعل أعمارها قصيرة وعوضها بثواب مضاعف مقابل عبادات قليلة ولله الحمد والمنة.
فاحرص على تحصيل ثواب الله والزمه وفقك الله لطاعته.فإن من فضل الله أن أعطاك ثواب ألف وثمانمائة حجة في سنة واحدة بمحافظتك على صلاة الجماعة في المسجد كل يوم.فكيف لو حافظت على صلاة طوال حياتك فكم حجة ستجدها في صحيفتك يوم القيامة؟لذا فإن دوامك على صلاة الجماعة سيكتب الله لك بها آلاف الحجج تلقي الله بها وعمرك مابين الستين والسبعين إن شاء الله.
ولو يعلم المتقاعسون عن الصلاة وأولئك المتسكعون في الشوارع والجالسون أمام الأفلام في أوقات الصلاة,لويعلمون عن الثواب العظيم الذي يعطيه الله سبحانه وتعالى للمصلين هل تظن أخي القارئ أن يبقوا على حالهم؟ولكن الله جل جلاله أخفاه لأن الإيمان مطلوب شرعي.فإن أول صفات المتقين في سورة البقرة قال الله تعالى (( ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين,الذين يؤمنون بالغيب))
فلو كان أولئك يستحضرون ثواب الله للمصلين لما تركوا صلاة واحدة.
كما لو استحضروا عقاب الله لغير المصلين لما تقاعسوا عن صلاة قط.فإن المصلي ما إن يخرج من بيته متطهراً قد غسل الوضوء ذنوبه إلا وقد وكل له ملائكة تصلي عليه وتستغر له,وخطواته إلى المسجد أحدهما ترفعه درجة والأخرى تمحو عنه سيئة,ويفوز بثلاث استغفارات له من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان من أهل الصف الأول ويفوز بالصلاة عليه من الله وملائكته ويحصل على أربع كفارات على أقل تقدير داخل الصلاة الواحدة ويفوز بثواب حجة فأما عن كفارات التأمين فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا أمّن الإمام فأمنوا,فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)) وغيرها من أجور وبركات لا تعلمها.ألا تعلم أخي المسلم أن من فرط في هذه الأجور فإن حاله أعظم من تفريط السفيه بماله بل يستحق لقبا أشنع من هذا!!
أخي القارئ إن أقصر طريق لتعلق القلب بالمسجد يكون بالتعرف على ثواب الله الجزيل للمصلين,وإن هذا العلم والثواب لا نتوقع أن يجده المسلم من جلسات أمام الأفلام والمسلسلات أو من رفاق السوء وإنما يعلمه ويتعلمه من درس في المسجد يحضره أو من كتاب يقرأه أو من شريط نافع يسمعه أو من ناصح أمين يوجهه.
فبادر أخي المسلم بنقل هذه الفضائل إلى مئات بل إلى آلاف الناس الذين يجهلون رحمة الله وكرمه ويتغافلون عن شديد عقابه,فلعل الله أن يفتح على يديك قلوب بعض الشاردين عن الله فيهتدوا على يديك,والدال على الخير كفاعله,ولئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم
وطوبى لم كان مفتاح خير ومغلاق شر في مجتمعه
من كتاب كيف تطيل عمرك؟
لمحمد بن ابراهيم النعيم
العرض العادي
