يتوهم الانسان أنه وحده دون الكائنات الحية الذي يمتلك القدرة الابداعية ولكن العلم وهو يكشف للانسان غموض العوالم المحيطة به بفتوحاته وانجازاته يؤكد: ان الكائنات الاخرى تمتلك هذه القدرة فالعناكب التي لاتحظى منا إلا بالضيق والمطاردة تبني عالمها بقدرة إبداعية فذة.
توجد العناكب في جميع انحاء الارض ما عدا القطب الشمالي ويتراوح حجمها من (5،0 مم) الى (9سم) وطول أرجلها قد يصل الى 20سم وذكورها أصغر من إناثها وهناك 30000 نوع من العناكب في العالم.
تنتمي العناكب الى شعبة المفصليات التي تعتبر من أكبر شعب المملكة الحيوانية كما انها تعتبر من أنجح الكائنات لأنها غزت كل انواع البيئات البرية والبحرية والجوية وشعبة المفصليات تحتوي على طوائف القشريات مثل الربيان والحشرات مثل النمل ومتعددة الارجل مثل «أم أربعة وأربعين» ولذلك فالعنكبوت تشبه الحشرات ولكن جسمها مقسم الى جزأين بدلا من ثلاثة وهما متصلان بخصر دقيق ويحمل الجزء الامامي ثماني عيون بالاضافة الى فم وستة أزواج من الاطراف الاربعة الاخيرة منها تستعمل للمشي وبذلك تكون للعناكب ثماني أرجل وتختلف بذلك عن الحشرات التي لها ستة أرجل فقط. ولأرجل العناكب مخالب قوية لالتقاط خيوط الحرير من أماكن انتاجها. والعناكب لا تحيك في الجو البارد لكنها تنتظر ظهور السحب فإذا ما رأى أحدنا كميات كثيرة من خيوط العنكبوت المحيكة فعليه ان يتنبأ بسقوط الامطار أو يتوقع ذلك بعد تلبد السماء بالسحب.
يعتبر انتاج الحرير في العناكب عملية روتينية تستعمل فيها العناكب الخيوط الحريرية لحماية البيض من الجفاف والعوامل الجوية هذا في المقام الاول ثم يأتي استعمال خيوط الحرير لصيد الفرائس التي تتغذى عليها وتستطيع العناكب انتاج سبعة انواع مختلفة من خيوط الحرير تختلف باختلاف نوع العنكبوت. إن ذلك الحرير عبارة عن بروتين منتج من غدد الحرير التي توجد في الجهة البطنية من الجذع أسفل المبيض والامعاء ويفرز للخارج عن طريق المغازل في مؤخرة الجسم. وأخيرا فإن كثيرا من الناس يعتقدون ان العناكب منفرة وانها حيوانات سامة خطرة تعيش في اماكن قذرة في حين يرى بعضهم انها كائنات جديرة بالدراسة والاقتناء. إن العناكب غير مضرة بالإنسان بل على العكس من ذلك هي حيوانات مفيدة تتغذى على الحشرات الضارة التي تدخل البيت مثل الذباب. وقد نجد العذر لربة البيت في قتل العنكبوت لانها تترك كثيرا من الخيوط على الجدران التي قامت بتنظيفها.