العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-03-2007, 01:32 PM   رقم المشاركة : 1
الحيزان
( ود جديد )
 





الحيزان غير متصل

()..()..نفحات من رابعة العدوية..()..()

السلام عليكم ورحمة الله
أحبك حبين حب الهوى /// وحبًّا لأنك أهلٌ لذاكا
فأمَّا الذي هو حبُّ الهوى /// فشُغلِي بذكرك عمَّن سواكا
وأمَّا الذي أنت أهلٌ له /// فكشفُك لي الحُجبَ حتَّى أراكا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي /// ولكن لك الحمد في ذا وذاكا

* * *

قالت رابعة: لو كانت الدنيا لرجل ما كان بها غنيًّا..!
قالوا : لماذا ؟
قالت : لأنها تفنى!

* * *

إلهي أنارت النجوم، ونامت العيون، وغلَّقت الملوك أبوابها
وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك

إلهي هذا الليل قد أدبر، وهذا النهار قد أسفر
فليت شعري أقبلت منى ليلتي فأهنأ
أم رددتها على فأعزى
فوعزتك هذا دأبي ما أحييتني وأعنتني
وعزتك لو طردتني عن بابك ما برحت عنه
لما وقع في قلبي من محبتك.

* * *

يا رب أتحرق بالنار قلبًا يحبك
ولسانًا يذكرك
وعبدًا يخشاك ؟!

* * *

سوف أتحمل كل ألم، وأصبر عليه
ولكن عذابًا أشد من هذا العذاب يؤلم روحي
ويفكك أوصال الصبر في نفسي
منشؤه ريب يدور في خلدي:
هل أنت راضٍ عنى ؟ تلك غايتي.

* * *

سيدي بك تقرب المتقربون في الخلوات
ولعظمتك سبح الحيتان في البحار الزاخرات
ولجلال قدسك تصافقت الأمواج المتلاطمات
أنت الذي سجد لك سواد الليل وضوء النهار
والفلك الدوار، والبحر الزخار، والقمر النوار
والنجم الزهار، وكل شيء عندك بمقدار
لأنك الله تعالى العلي القهار.

* * *

قال سفيان الثوري لرابعة: ما حقيقة إيمانك؟
فقالت له: ما عبدته خوفًا من ناره، ولا حبًا لجنته
فأكون كالأجير السوء، بل عبدته حبًا وشوقًا إليه.

* * *

مبلغيأ وزادي قليل ما أراه أللزاد أبكى أم لطول مسافتي
تحرقني بالنار يا غاية المنى
فأين رجائي فيك ؟
أين مخافتي؟

* * *

كانت رابعة تصلى ألف ركعة في اليوم والليلة!
فقيل لها: ما تريدين بهذا ؟
قالت : لا أريد به ثوابًا، وإنما أفعله لكي يُسرَّ به
رسول الله يوم القيامة، فيقول للأنبياء:
انظروا إلى امرأة من أمتي هذا عملها.

* * *

سئلت رابعة: كيف حبك للرسول صلوات الله عليه ؟
قالت : إني والله أحبه حبًا شديدًا،
ولكن حب الخالق شغلني عن حب المخلوقين.

* * *

هتف رجل من العبَّاد في مجلس رابعة: اللهم ارضَ عني.
قالت رابعة : لو رضيت عن الله لرضي عنك.
قال : وكيف أرضى عن الله ؟
قالت : يوم تُسرُّ بالنقمة سرورك بالنعمة لأن كليهما من عند الله

* * *


رابعة .. رابحة

التعايش مع سيرة السيدة رابعة العدوية
سباحة في تيارات من أضواء وألوان وعطور روحانية
الأحداث الخارجية في حياتها قليلة
لكن أحداث حياتها الروحية بلا حصر
ودرجات الحب التي عرجت عليها محاولة الوصول
إلى رضا محبوبها ورحابه بلا حدود

ولدت رابعة في عصر كانت سمته الأولى الترف
فالمسلمون فتحوا معظم بقاع الأرض المعروفة حينئذ
وأصبح خراج الدنيا يُجبى إليهم بعُدت المسافة الزمنية بينهم
وبين عصر النبوة وعصر الخلافة الراشدة
فساد الترف والركون إلى الحياة الدنيا وزخرفها وزينتها
واحتاج الزمان والناس إلى صوت يردد نغمة أخرى
النغمة الصحيحة

في مدينة البصرة
وفى مطلع القرن الثاني الهجري (حوالي سنة 100 هجرية)
ولدت رابعة العدوية لأب عابد فقير لديه ثلاث بنات
ومات الأب ورابعة لم تزل طفلة دون العاشرة
ولم تلبث الأم أن لحقت به
فوجدت الفتيات أنفسهن بلا عائل يُعانين الفقر والجوع والهزال
فتفرقن لتبحث كل واحدة منهن عن طريقها

كانت مدينة البصرة في ذلك الوقت تعاني من وباء اجتاحها
وأصابها بالقحط.. مما أدى إلى انتشار اللصوص وقُطَّاع الطرق
وقد خطف رابعة أحد هؤلاء اللصوص وباعها بستة دراهم
لأحد التجار القساة

كان التاجر يحمَّل رابعة فوق طاقتها كطفلة لم تشب عن
الطوق بعد لكنها كانت تختلي بنفسها في الليل
لتستريح من عناء النهار وعذابه
ولم تكن راحتها في النوم أو الطعام بل كانت في
الصلاة والمناجاة؛ فكانت ممن تنطبق عليهم الآية الكريمة
"وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ"
(الحجرات:7)


ما الذي جعل تلك الطفلة تتجه إلى العبادة..??
قد يكون التأثر بأبيها الصالح العابد سببًا
لكن السبب الأساسي في رأيي هو طبيعة شخصيتها
وطبيعة الدور الذي اختارتها السماء لتؤديه في البصرة
في تلك الفترة، وفى التاريخ الإسلامي كله بعد ذلك.

وذات ليلة استيقظ سيدها من نومه فسمع صلاتها ومناجاتها
فنظر من خلال الباب -يقول فريد الدين العطار كاتب سيرتها:
" فرأى رابعة ساجدة تصلى وتقول:

إلهي أنت تعلم أن قلبي يتمنى طاعتك
ونور عيني في خدمتك
ولو كان الأمر بيدي لما انقطعت لحظة عن مناجاتك
ولكنك تركتني تحت رحمة هذا المخلوق القاسي من عبادك.

وخلال دعائها وصلاتها شاهد قنديلاً فوق رأسها يحلق
وهو بسلسلة غير معلق، وله ضياء يملأ البيت كله
فلما أبصر هذا النور العجيب فزع
وظل ساهدًا مفكرًا حتى طلع النهار
هنا دعا رابعة وقال: أي رابعة وهبتك الحرية
فإن شئت بقيت ونحن جميعًا في خدمتك
وإن شئت رحلت أنى رغبت
فما كان منها إلا أن ودعته وارتحلت".

وجعلت المساجد دارها
واحترفت العزف على الناي في حلقات الذكر وساحات المتصوفة
والأناشيد في دنيا التصوف
وعزف الناي عند المتصوفة ليس نكرًا ولا بدعًا
بل هو يبعث الوجد ويحرك القلب ويحلق بسامعه

كما يقول طه عبد الباقي سرور في كتابه
" رابعة العدوية والحياة الروحية في الإسلام"
(دار الفكر العربي- الطبعة الثالثة 1957)

وكانت رابعة في تلك الفترة في الرابعة عشر من عمرها
لكن هذه المرحلة من حياتها لم تستمر طويلاً
فقد اشتاقت نفسها للدنيا الخلاء من الناس المليئة بالله وحده
فقد تخلص قلبها من الدنيا وكل ما فيها
وخلص من الرغبات والشهوات والخوف والرجاء
لم يبق فيه إلا شئ واحد الرضاء عن الله
والعمل على الوصول إلى رضاء الله عنها
ورفضت كل من تقدم لزواجها
فليس في قلبها مكان لغير الله
وليس لديها وقت تشغله في غير حب الله

تقول دائرة المعارف الإسلامية
(المجلد التاسع-العدد 11 ص 440) :
" إن رابعة أقامت أول أمرها بالصحراء بعد تحررها من الأسر
ثم انتقلت إلى البصرة حيث جمعت حولها كثيرًا من
المريدين والأصحاب الذين وفدوا عليها لحضور مجلسها
وذكرها لله والاستماع إلى أقواله
وكان من بينهم مالك بن دينار والزاهد رباح القيسى
والمحدث سفيان الثورى، والمتصوف شفيق البلخي".

ولقيت رابعة ربها وهى في الثمانين من عمرها
وقد ظلت طوال أيام وليالي حياتها مشغولة بالله وحده
متعبدة في رحابه.. طامحة إلى حبه
وكانت تدعوه دون أن ترفع رأسها إلى السماء حياء منه

تقول دائرة المعارف الإسلامية في الجزء11 من المجلد التاسع:
" رابعة تختلف عن متقدمي الصوفية الذين كانوا مجرد
زهاد ونساك، ذلك أنها كانت صوفية بحق
يدفعها حب قوي دفاق، كما كانت في طليعة الصوفية
الذين قالوا بالحب الخالص، الحب الذي لا تقيده رغبة
سوى حب الله وحده
وكانت طليعتهم أيضًا في جعل الحب مصدرًا للإلهام والكشف".


إن الصورة الراسخة في أذهان الكثيرين لرابعة العدوية
هي صورة الغانية التي تمرّغت في حياة الغواية والشهوات
حتى إذا آذن شبابها بذهاب اتجهت إلى العبادة والطاعة
صورة غير صحيحة ومشوهة مسئول عنها بعض الذين كتبوا
عن رابعة مثل:

الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه
"رابعة العدوية شهيدة العشق الإلهي"

والشاعر المصري طاهر أبو فاشا في الدراما التي كتبها بعنوان
"شهيدة العشق الإلهي"
والتي ملأها بشعر على لسان رابعة غنته أم كلثوم

وكذلك الفيلم السينمائي المصري الذي قامت ببطولته
"نبيلة عبيد" و"فريد شوقي" وبه أغاني أم كلثوم المشار إليها

كل هذه الأعمال وغيرها ثبَّتت الصورة المشوهة لرابعة
وكأن مقتضيات القص أو الفن أو الدراما أو إرضاء الجمهور
أو ما شئت من المسميات تبرر
ما فعلناه برابعة وغير رابعة من الأعلام

إذا كانت تلك الصورة القميئة وغير الحقيقية
هي نتيجة كل هذه الأعذار فليذهب كل ذلك إلى الجحيم
ولتبقى لنا الحقيقة ببراءتها وصفائها ونورانيتها
التي نحن بأشد الحاجة إلى استجلاء معانيها ومراميها
وتمثلها في حياتنا الحاضرة التي لا تختلف كثيرًا عن
حياة البصرة في مطلع القرن الثاني الهجري

فمن لنا برابعة أخرى تصرخ فينا أن أفيقوا
وتأخذ بأيدينا إلى طريق الحب الحقيقي
الحب الإلهي ؟؟
همسه
ليت الذي بيني وبينك عامر ** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح الود منك فالكل هين** وكل الذي فوق التراب تراب






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

كاتب اعلامي _الشرق الاوسط
فيصل الحيزان
السعودية _الجوف

قديم 03-03-2007, 02:31 PM   رقم المشاركة : 2
دامبيش
Band
 
الصورة الرمزية دامبيش
 







دامبيش غير متصل

موضوع ممتاز جزاكم اله خيرا







قديم 03-03-2007, 11:37 PM   رقم المشاركة : 3
الكناري 2007
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية الكناري 2007
 






الكناري 2007 غير متصل

بارك الله فيك وانار دربك وسدد خطاك







قديم 04-03-2007, 05:32 PM   رقم المشاركة : 4
الحيزان
( ود جديد )
 





الحيزان غير متصل

شاكر لكما حضوركما الراقي
تحياتي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

كاتب اعلامي _الشرق الاوسط
فيصل الحيزان
السعودية _الجوف

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية