العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-2003, 12:53 AM   رقم المشاركة : 1
طوبى للغرباء
( ود نشِـط )
 





طوبى للغرباء غير متصل

صأصيح بأعلى صوتي((( علماء .. أم .. جبناء))) ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :

يتناقل أبناء الإسلام في فترات الفتن والمشكلات عبارة أن " لحوم العلماء مسمومة " للإشارة أن من ينتقد أو يطعن في العلماء يقع في خطأ عظيم. وتستخدم هذه العبارة بمهارة أحياناً، وبعفوية أحياناً أخرى لإيقاف وتحجيم الانتقاد على المواقف المعلنة لمن ينتسبون إلى العلم في عالمنا الإسلامي في أوقات المحن والأزمات.
وما يؤرقني اليوم ونحن نشهد تكالب الشرق والغرب معاً على شعب أفغانستان، وعلى كل من يجرؤ أن يتحدى السلطان الأمريكي هو تقاعس القادة والعلماء عن دورهم، وسكوتهم أو تخاذلهم المشين إلا من رحم الله.

وأقول ماذا عن لحوم ودماء أطفال وأبناء أفغانستان .. أليست أيضاً مسمومة؟ ماذا نقول عن لحوم المجاهدين من حملة لواء الإسلام .. أليست أيضاً مسمومة؟

هل يليق أن نصف بعض العلماء بالجبناء كما هو عنوان هذه المقالة؟
أقول نعم .. وهذا من باب إحسان الظن بهم، وليغضب من شاء.

ماذا نقول عمن يعلن على شاشات التلفاز أنه كان يتمنى أن يكون في "عمارات بوش" قبل أن تنهار؟

وماذا نقول عمن دنس أطهر منبر من منابر الدعوة على وجه الأرض بمطالبة أمريكا باستئصال الإرهاب الإسلامي والقضاء على أسامة ومن على شاكلة أسامة ؟

كيف نصف من يمثل الجالية الأمريكية المسلمة عندما يعلن تأييد الإدارة الأمريكية في ضرب أفغانستان "مهما كانت الوسائل التكتيكية التي ستستخدم لذلك"؟.

وماذا نقول عمن يخرج على شاشات التلفاز الأمريكي ليقول أن الجالية بأكملها في صف أمريكا ؟، ويتمنى أن يعود الحلم الأمريكي للنفوس مرة أخرى، وينهي حديثه أنه يفخر اليوم أكثر من أي وقت مضى أنه مواطناً أمريكياً.

ماذا نقول عن المئات من العلماء الذين آثروا الصمت، وقبلوا أن تذبح بديهيات عقيدة الأمة، وأن تجتمع قوى الغرب والشرق لقصف –أفغانستان- أحد ديار الإسلام دون أن يوقظ ذلك فيهم الإحساس بأهمية الصدع بالحق؟.

ولا نتذرع أن بعض العلماء قد قالوا خيراً.

ففي أمة تعدادها ألف مليون من البشر لابد أن يكون فيها على الأقل آلاف العلماء فأين هم اليوم مما يحدث للإسلام والمسلمين.

إن دور من ينتسب إلى العلم ويتولى زمام توجيه الأمة في أزمنة الفتن هو أن يكون ضمير الأمة وحامي لواء الدين.

من المناسب أن نسعى للحفاظ على أمن المسلمين وأمان المجتمعات، ولكن الأهم –دون شك- أن نحافظ على دين المسلمين، وعلى أمانة الدعوة إلى الدين.

وإذا تحول العالم من داعية ليصبح شيطاناً أخرس أو بوقاً للسلطان أو للأمريكان، حتى وإن كان ذا نية حسنة فلابد للأمة أن توقفه، وأن تشعره بعظم الجرم في حق نفسه وأمته، و"قفوهم إنهم مسؤولون".

نقل عن الشافعي –رحمه الله- ذات يوم أنه قال: "ما رفعت أحداً فوق قدره .. إلا وحط من قدري.. بقدر ما رفعت من قدره." إنها عبارة بليغة حقاً في أهمية إنزال الناس منازلهم الصحيحة.

ولابد أن ننزل من ينتسبون إلى العلم في أمتنا ولا يؤدون حقه منازلهم الصحيحة.

لابد أن تكون الأمة رقيبة على العلماء لكي يكونوا بحق ضمير الأمة.

فمن ارتفع منهم بسمو النفس وعلو الهمة والصدع بالحق، رفعه الله جل شأنه لينال مكانة لائقة في قلوب أبناء الأمة.

أما من كانوا دون ذلك، وهم كثير في عالم اليوم، فليس لهم أن يتوقعوا من الأمة أن تحترم تنازلهم أو صمتهم أو تخاذلهم.

ليس لهم أن يطالبوا الأمة بالتماس العذر لهم، فالفتن تظهر معادن الرجال، والعصمة للحق وليس لمن يدعي حمله حتى لو كان من أهل العلم.

وليس لهم أن يطالبونا بالترفق في الحديث عنهم، أو في بيان فساد مواقفهم، فهم قد قبلوا بتحمل أمانة الدعوة.
ليس المطلوب أن نتهم العلماء، أو أن يعادي أبناء الصحوة الدعاة، ولكن المطلوب وقفة يقفها كل منا مع نفسه أولاً، ليحاسبها.

المطلوب وقفة تقفها الأمة مع دعاتها وعلمائها دون أن تنكر فضلهم، ولكن لابد أن تذكرهم وأن تنهرهم.

ولا يعني ذلك الطعن في النوايا، أو الحديث عما ستره الله، ولكن الأصل أن من يتخذ موقفاً معلناً لا ينبغي أن يتعجب إذا انتقدته الأمة أفرادا أو جماعات علناً أيضاً.

لقد نهر أبو بكر الصديق الفاروق عمر –رضي الله عنهما- ذات يوم ليعيده إلى الصواب قائلاً: "أجبار في الجاهلية .. خوار في الإسلام".

وانتقلت العبارة لنا دون أن تنقص من فضلهما ولكن لتثبت أن الحق في هذه الأمة لا يغيب بدعوى الفضل أو الأخوة أو المجاملة، أو إحسان الظن، أو حتى بدعوى أن لحوم العلماء مسمومة.
سيوافقني الرأي البعض قل أو كثر ، ولكن منا من سيقول .. ومن نحن لكي ننتقد العلماء .. ومن أنت لتوجهنا إلى ذلك؟

.. وسنقول .. وماذا قدمنا نحن للإسلام لننتقد العلماء؟

.. وسنقول كذلك .. وما يدريك لعلهم يفعلون الكثير في السر .. دون الإعلان عنه؟

وهي عبارات وتساؤلات هامة ولابد من الإجابة عليها، وليس المقام مقام تفصيل، أو سرد أدلة، ولست أهلاً لأي منهما.

أما من نحن لننتقد، فإن سيرة هذه الأمة تشهد أن العامة كانوا دوماً أصحاب رأي في خير القرون وعلى مر التاريخ.

فهذه عجوز تصحح عمر، وهذا صحابي شاب ينتقد موقع المسلمين في بدر، ويذكرنا القرآن في أكثر من موقع عن رجل جاء من أقصى المدينة يسعى ليؤدي واجب الدعوة والنصح والإنذار.

ليس مهماً أن نعرف من هو الرجل، فكل أمة الإسلام لابد أن تكون ذاك الرجل.

وأما القول أن العالم قد يناصح في السر، فليس لذلك فقط ائتمن الله العلماء. العالم ليست مهمته الوحيدة أن يكون مستشاراً للسلطان، ولكن الأصل أن يكون رقيباً عليه، وموجها للأمة.

وما أحوج الأمة اليوم للقدوات، وهي كذلك بحاجة لمن يعيد توجيه المسيرة فقد اجتمعت قوى الشر في العالم أجمع على حرب كلمة الجهاد، وعلى طمس رجولة الأمة، وعلى إخراج أجيال من أشباه الرجال. إن العدو يعلن عن خططه فكيف لنا أن نسر بالمواجهة، وكيف للأمة أن تعرف طريق الحق إذا سكت المصلحون، أو هادنوا.

لقد ذكر الله تعالى في كتابه أن الفتن تمحص الصفوف، وتميز الخبيث من الطيب، ومن عاصر أزمة الخليج رأي بعينيه كيف سقط في حبائلها من العلماء من سقط، وكيف ذهب البعض الآخر إلى غير رجعة للمواقف المتخاذلة التي اتخذوها تجاه قضية الأمة تلك الأيام.

واليوم تمتحن الأمة مرة أخرى، ونسأل الله ألا نبتلى فيها بفقد عزيز، أو خسارة عالم من العلماء الجادين المخلصين. أما الجبناء فهذه ساعة النهاية لهم، وهذا وعد الله أن يظهرهم للأمة







التوقيع :
غريب

قديم 05-10-2003, 07:30 PM   رقم المشاركة : 2
ضحية صمت
( ود متميز )
 






ضحية صمت غير متصل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم : بعد التحيه الطيبه

أقول حفظك الله ..... و قبل كل شيء ( لحوم العلماء مسمومه كتيب للدكتور الشيخ ناصر العمر ... أنصحك بقرأته)...

واسمعها مني نصيحة لوجه الله.

إن كان علماؤنا قد أخطئوا فحسابهم على الله.. فلماذا تحمل نفسك ما لا تطيق .. وتتعرض للعلماء بهذا الأسلوب التهكمي.

أستغفر ربك يا أخي وتب من ذنبك.

اخي الكريم أتق الله فيما تقول
أما تعلم ان لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في منتقصهم معلومة
يا اخي الحبيب لم يسيطر على تفكيرك هذا الموضوع؟


انت ترى ان الذي لا يستطيع ان يقول الحق كاملا يخرج عن منصبه ، لكن كم من عالم وداعية يرى النظر في المصالح والمفاسد والبقاء في المنصب لذلك

هل تظن ان العلماء الذين غمزت ولمزت في اعراضهم قد افنو جل أعمارهم من أجل الرواتب والدولارات؟؟؟

ولو تخلى كل الصالحين عن هذه المناصب لعدم المقدرة على التصريح بكل شيء لآلت هذه الوظائف الى المبتدعة من الصوفية وغيرهم بل لآلت الى رجال المخابرات وهنا لن تفقد حقا في مسألة واحدة او مسائل وانما سيضيح الحق كله
يا اخي الكريم انه والله ليحزنني اصرارك على هذه المسألة

أسألك هل تخسر شيئا ان امسكت لسانك عن علمائنا؟؟ هبها من الشبهات التي يقضي الورع بترك الخوض فيها
كم لعلمائنا من جهود في نشر الحق واظهار السنة وكبت المبتدعة مع العلم والورع والعبادة وخدمة المسلمين ...


هناك قضايا لو صرح فيها الشيخ او اي مفت آخر لما بقي في مكانه ، وهنا النظر: هل خروجه من المكان اولى ام بقاؤه لتحقيق كثير من المصالح ودرء كثير من المفاسد اولى وهذا يضبطه الفقيه الورع وهي من مسائل الاجتهاد


أخي الكريم:
في عصر الشيخ أحمد بن حنبل كان لابد من وجود شخص يتكلم لكن ليس أن يضيع الناس دينهم ...

وياسبحان الله منذ سنين قليله كان العلماء هم من يقوم عامة الشعب واذا بنا نرى هذه الأيام من يملك من العلم القليل بل اصبحنا نرى في معظم المجالس من عامة الناس من يقوم ويخطئ ويصوب عالما جليلا ومنهم من ذهب الى ابعد من هذا ووصف هذا العالم بعالم السلطان وهذا العالم بعالم المال والمنصب فياليته بدأ بنفسه وترك أعراض العلماء ليته بدأ بنفسه وأهله وصوب ما وجد من أخطاء الناس حوله ما ذا تملك يا اخي من العلم كم تحفظ من القران وكم حديثا حفظت هل افنيت عمرك في طلب العلم الشرعي ......

أخي الكريم : عندما تزعم أنك من اتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم
فهل اتبعت سنة محمد صلى الله عليه وسلم بحذافيرها ولم يتبقى الى تقويم العلماء ووصفهم بالنفاق ام ان السنه في نظرك هي ان يقوم المفتي على المنابر ليدعو للجهاد والأدهى والأمر ان المفتي لا شك سيصدم اذا دعا الى الجهاد لأنه وبلا شك سيصدم بعشرة ملايين صوتوا في برنامج (( سوبر ستار)) ولاشك انهم ذو جاهزيه كامله للدفاع عن حياض الأمه الأسلاميه ..
هذا علاوة على انه لا يجوز للمفتي اعلان الجهاد الى بأذن الوالي ارجع الى احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يا اخي لتتأكد..................

أخي الكريم : الجهاد ليس محصورا في القتل والتدمير الذي ارى ان هذا هو تصور اكثر الناس ..
الجهاد علم وعمل
الجهاد بالنفس
الجهاد بالمال
الجهاد بالدعاء

ولا أعتقد اننا مستعدين لخوض جهاد وتحرير بيت المقدس ما دام حالنا هو حالنا اليوم قال تعالى (( ولن يغير الله ما بكم حتى تغيروا ما بأنفسكم ))

وأنا اتعجب من نظرة الأستعلاء على العلماء في قولك :
((المطلوب وقفة تقفها الأمة مع دعاتها وعلمائها دون أن تنكر فضلهم، ولكن لابد أن تذكرهم وأن تنهرهم. ))

وبماذا ننهر العلماء ومن نحن حتى نقيم العلماء الا في حالة ان نكون قد اوحي لنا وحي من السماء فهذا شئ اخر يا اخي الكريم

قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه- التبيان آداب حملة القرآن- عن الإمامين الجليلين أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما قالا إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.

وقال ابن ماجة في سننه حدثنا هشام بن عمار ثنا حفص بن عمر عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

إنه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر.

واسمع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن قرب الساعة والذي قال فيه 'وينطق فيها الروبيضة , قيل وما الروبيضة ؟ قال الرجل التافه ينطق في أمر العامة' ونحن لا نستطيع أن نحصي لعالم من علمائنا افضاله علينا بعد الله ...


ويا أخي الكريم لا تصرف اقوال الصحابه على هواك فقول ابي بكر رضي الله عنه لعمر ابن الخطاب كان لسبب حرب الرده وسوف اذكر لك القصه ههنا

حروب الردة : هذه هي أعظم أعمال أبي بكر رضي الله عنه فلولا فضل الله عز وجل على هذه الأمة بأن قيض لها أبا بكر لزالت وضاعت هذه الأمة في أحداث الردة وصار وجوده مضرباً للأمثال فقيل 'ردة ولا أبا بكر لها' , فلقد كانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قاصمة لكثير من العرب الذين دخلوا الإسلام حديثاً فارتد كثير من العرب وتضرمت الأرض ناراً حول الصحابة ولم يثبت على الإسلام إلى المدينة ومكة والطائف وأصبح المسلمون كالغنم في الليلة الشاتية المظلمة وكانت أول مظاهر الردة وأول صورها هي منع الزكاة فاختلف الصحابة في قتالهم بين مانع ومجيز ولكن أبا بكر الصديق حسم الخلافة وقال كلمته الشهيرة جداً :'والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال , والله لو منعوني عناقاً وفي رواية عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لأقاتلنهم على منعها' فكان رأي أبي بكر أن الإسلام كل لا يتجزأ وليس هناك فرق بين فريضة وأخرى وعندما راجعه عمر في الأمر قال له :'يا ابن الخطاب أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام' ثم قال كلمته الشهيرة التي يجب أن تكون دستور كل مسلم 'أينقض الدين وأنا حيَّ' .

فقال عمر بن الخطاب 'فوالله ما هو إلى رأيت الله شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق' واتبع أبو بكر سياسة حربية حازمة وقوية وذكية في نفس الوقت حيث أرسل أحد عشر جيشاً دفعة واحدة إلى كل مناطق الردة فضرب بؤر الردة كلها دفعة واحدة فكانت كما يقولون ضربة معلم قضى بها على حركة الردة وقمع المخالفين وعاد الناس مرة أخرى لدين الله أفواجاً .

فهل سمعت بالمسلمين ارتدوا عن دين الله يا اخي اتق الله فيما تقول واحذر فهناك من يحفظ عنك الصغيره والكبيره ............

واسألك بالله يا اخي الكريم ان تتقي الله ولا تفتري على الله كذبا
(( وقفوهم انهم مسؤلون )) يا اخي الكريم هل هذه ايه موجه لك لتقف على احوال العلماء وتنصب من تشاء وتعزل من تشاء وبهواك اتق الله يا اخي وارجع الى تفسير الأيه وسبب نزولها ولا تفتري على الله الكذب


واخيرا يا اخي الكريم سوف اوردلك ماهو موقف المسلم من أختلاف العلماء
لعل الله ان ينير به قلبك وتتوب اليه توبه نصوح وتستغفر عما بدر منك ....والله اني اخاف عليك من سقطه لا قيام بعدها ...........


ماهو موقف المسلم من أختلاف العلماء ...؟

السؤال:


إذا كانت هناك مسألة ما ، وفيها أكثر من فتوى شرعية ، فتوى تقول بالتحليل ، وفتوى تقول بالتحريم ، وفتوى ما بين بين ، فالمسلم أي شيء يختار ، وخاصة في الأمور المستحدثة ، والتي يدخل فيها القياس ، والاجتهاد ، والتي لا نص فيها ، مثل : فوائد البنوك ، أو أياً كانت المسميات التي يسمونها ، بالاستمثار ، أو العائد الاستثماري .
وما موقف ما يقول إنها فتوى عالم ، وهو المسؤول عنها ، وإنها معلقة في رقبته ؟
وما موقف من يتتبع رخص العلماء ، وتسهيلات العلماء ورخصهم ؟ ويقولون إنهم هم هؤلاء أهل العلم والذكر وهذه فتواهم وهم أعلم منا بذلك ، وقد تكون فتواهم معارضة لفتوى شيوخ وعلماء آخرين في نفس الدولة أو في دول أخرى ، فأي منهم نتبع ؟ وكيف لنا السبيل أن نعرف الصحيح وغير الصحيح ؟ مع العلم أن عامة الناس ليس لديهم العلم الكافي للحكم على صحة هذه الفتوى التي تصدر من عالم أو مفتي ويعارضها علماء آخرون .

الجواب:

الحمد لله
قبل الجواب على هذا السؤال الهام ، لا بد أولاً من بيان الشروط التي يجب أن تتوفر في المفتي حتى يكون من أهل العلم الذين تعتبر أقوالهم ، ويعد خلافه خلافا بين العلماء ، وهي شروط كثيرة ، ترجع في النهاية إلى شرطين اثنين وهما :

1. العلم . لأن المفتي سوف يخبر عن حكم الله تعالى ، ولا يمكن أن يخبر عن حكم الله وهو جاهل به .

2. العدالة . بأن يكون مستقيما في أحواله ، ورعا عفيفا عن كل ما يخدش الأمانة . وأجمع العلماء على أن الفاسق لا تقبل منه الفتوى ، ولو كان من أهل العلم . كما صرح بذلك الخطيب البغدادي .

فمن توفر فيه هذان الشرطان فهو العالم الذي يعتبر قوله ، وأما من لم يتوفر فيه هذان الشرطان فليس هو من أهل العلم الذين تعتبر أقوالهم ، فلا عبرة بقول من عُرف بالجهل أو بعدم العدالة .

الخلاف بين العلماء أسبابه وموقفنا منه للشيخ ابن عثيمين ص: 23 .

فما هو موقف المسلم من اختلاف العلماء الذين سبقت صفتهم ؟

إذا كان المسلم عنده من العلم ما يستطيع به أن يقارن بين أقوال العلماء بالأدلة ، والترجيح بينها ، ومعرفة الأصح والأرجح وجب عليه ذلك ، لأن الله تعالى أمر برد المسائل المتنازع فيها إلى الكتاب والسنة ، فقال : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) النساء/59. فيرد المسائل المختلف فيها للكتاب والسنة ، فما ظهر له رجحانه بالدليل أخذ به ، لأن الواجب هو اتباع الدليل ، وأقوال العلماء يستعان بها على فهم الأدلة .

وأما إذا كان المسلم ليس عنده من العلم ما يستطيع به الترجيح بين أقوال العلماء ، فهذا عليه أن يسأل أهل العلم الذين يوثق بعلمهم ودينهم ويعمل بما يفتونه به ، قال الله تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) الأنبياء/43 . وقد نص العلماء على أن مذهب العامي مذهب مفتيه .

فإذا اختلفت أقوالهم فإنه يتبع منهم الأوثق والأعلم ، وهذا كما أن الإنسان إذا أصيب بمرض – عافانا الله جميعا – فإنه يبحث عن أوثق الأطباء وأعلمهم ويذهب إليه لأنه يكون أقرب إلى الصواب من غيره ، فأمور الدين أولى بالاحتياط من أمور الدنيا .

ولا يجوز للمسلم أن يأخذ من أقوال العلماء ما يوافق هواه ولو خالف الدليل ، ولا أن يستفتي من يرى أنهم يتساهلون في الفتوى .

بل عليه أن يحتاط لدينه فيسأل من أهل العلم من هو أكثر علماً ، وأشد خشية لله تعالى .

الخلاف بين العلماء للشيخ ابن عثيمين 26 . لقاء منوع من الشيخ صالح الفوزان ص: 25، 26 .

وهل يليق – يا أخي - بالعاقل أن يحتاط لبدنه ويذهب إلى أمهر الأطباء مهما كان بعيدا ، وينفق على ذلك الكثير من الأموال ، ثم يتهاون في أمر دينه ؟! ولا يكون له هَمٌّ إلا أن يتبع هواه ويأخذ بأسهل فتوى ولو خالفت الحق ؟! بل إن من الناس – والعياذ بالله – من يسأل عالماً ، فإذا لم توافق فتواه هواه سأل آخر ، وهكذا حتى يصل إلى شخص يفتيه بما يهوى وما يريد ‍‍!!

وما من عالم من العلماء إلا وله مسائل اجتهد فيها ولم يوفق إلى معرفة الصواب ، وهو في ذلك معذور وله أجر على اجتهاده ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ ) البخاري (7352) ومسلم (1716) .

فلا يجوز لمسلم أن يتتبع زلات العلماء وأخطاءهم ، فإنه بذلك يجتمع فيه الشر كله ، ولهذا قال العلماء : من تتبع ما اختلف فيه العلماء ، وأخذ بالرخص من أقاويلهم ، تزندق ، أو كاد .اهـ . إغاثة اللهفان 1/228 . والزندقة هي النفاق .

نسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ، ويوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح .

وأما ما ذكرته من فوائد البنوك فقد سبق الجواب عنها ، فنرجو مراجعة الأسئلة (181)، (12823).

والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)







التوقيع :
[FLASH=http://mypage.ayna.com/shooq305/Movie9.swf]WIDTH=300 HEIGHT=250[/FLASH]
تعلمت أن الدنيا تشبه المرآة .. فالدنيا لا تقدم لنا صورة سوى تلك التي تلقتها منا .. إنك تشكو من أن الدنيا تبدي لك وجهاً كئيباً .. فهل أنت أبديت لها وجها مشرقاً بهيجاً ؟

____________________________
راكــــــــــــان

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:09 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية