يحكى انه هناك ثلاثة اخوة قد تقدموا لابنة عمهم ، فكانت ردة فعل عمهم الذهول ! فلم يرد أن يصدر قرارا عجول ، فترك الأمر لابنته و تساءل : ماذا سوف تقول ؟ فكانت بقرارها محتارة ، من منهم يفترض اختياره ؟ فلا بد من حل لإزاحة الستارة ، و معرفة الصواب و الأفضل بالإنارة ، فكان الحل بإعطاء كل منهم مائة دينار ليستغلونها، فيأخذونها و يرحلون لأي بلد من بلاد الله يجدونها ، و يكون لقاؤهم في السنة القادمة ، فذهب الاخوة يستقصون بلادا و لم تكن خطواتهم جاثمة ، فإذا بمدينة البصرة تصادفهم ، فنزلوا بخان طلبا لراحتهم ، ثم نزلوا للسوق قضاء لاحتياجاتهم ، و اتفقوا على أن يأخذ كلا منهم طريقا ليعبر ، و يكون لقاؤهم بعد صلاة الظهر . فكان اختيار الأول على بلورة ، قيل بأنها مسحورة ، فكل ما تتمناه تراه أمامك بصورة منظورة ، فتساءل ما ثمنها ؟ فرد عليه البائع : مائة دينار ثمنها ، فأخذها بقيمة ما عنده من نقود يحملها . أما الثاني فلفتت انتباهه سجادة قديمة ليست مصنوعة من صوف أو حرير ، لكن لديها القدرة على أن تطير ، فاشترى هذه السجادة التي كأنها ارث فقير ، أما الأخير فلسوق الفاكهة و الخضار كان ذاهب ، و اشترى عصير ليمون ، قيل بأنه شفاء لكل من كان له شارب . فرجع الاخوة إلى الخان ، فضحكوا على بعضهم و على ما جرى و كان . فركز الأول في البلورة و إذا بابنة عمهم تعاني من مرض ! فركبوا على السجادة ذاهبين إليها ركض ، و حيينها أعطاها أصغرهم عصير الليمون ، و إذا بها تشفى و كأن شيء لم يكون !!
فبعد ذلك اتخذت القرار و حددت من ستختار ، فكان ابن عمها الأصغر ؟! فتساءلوا لما لم يكن الأوسط أو الأكبر ؟! فأجابت : انتم قدمت لي خدمات و أنا لا أنكر ، لكن ما من أحد منكم قد خسر، فهو كان مثالا للتضحية الأكثر