العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-2002, 10:30 PM   رقم المشاركة : 1
طيبي يوسف
( ود جديد )
 







طيبي يوسف غير متصل

ممارسة النقد الذاتي(2) -تكملة

إشعاع:
" وفوق كل ذي علم عليم" (يوسف/76)
حث خفي لنا بدوام الاستزادة من العلم والشعور بالنقص، وأننا لم نصل إلى النهاية وأن الأفق أمامنا ما زال ممتدا.
النقد الذاتي ، كم مر يمثل حركة ( ديناميكية) متطورة حية ، وأداة إنضاج للوعي ، وهذه الأداة ، ترافق الإنسان حيث أعمل عقله، فهي أداة نفض مستمرة للوعي ، كي يبقى نشيطا حيا ، وهي فلسفة جديدة في فهم طبيعة المشاكل ، حيث يرى الإنسان الأشياء مقلوبة ، في هذا الضوء.
في هذا الضوء الجديد ، عندما يسلط على العامل الداخلي، يمكن فهم الأمور ، قد اختلفت أولياتها، فالحقوق تأتي ليس بالمطالبة ن بل بالقيام بالواجب ، والستعمار ظاهرة امتصاص لوجود القابلية لها ، والحضارات تنتحر داخليا ، والدول تنهزم بالتفكك الداخلي ، ووجود إسرائيل، بتناقضات الوسط العربي ، أكثر من جبروتها الذاتي ، وأسلحتها النووية الضارية..
وهكذا ، فآلية النقد الذاتي ،تتجه إلى الداخل ، إلى العمق كي تكتشف الآليات النفسية الدفينة ، فهي تقوم بإماطة اللثام، عن نظام العوامل الداخلية، التي يمكن السيطرة عليها، وبالتالي التدخل لاحقا ، في توجيه الأحداث وهندسة مصيرها.
فالنقد الذاتي ، كما نرى ،اداة رائعة لنمو الذات ونضجها ، وليس كما يخيل للبعض، أنها أداة نهش وتجريح ، وكان علمائنا سابقا ، محقين حينما عكفوا على إنتاج علم رائع ، لتمحيص الحديث ، فأسسوا علما في إطار ( النقد الذاتي)، أعطوه لقب علم الجرح والتعديل.
لعل القرآن ، انفرد بمصطلح غفل عنه العالم الإسلامي ، حتى اليوم وهو (ظلم النفس)، فعشرات الآيات المتناثرة ، تؤسس معنى يمشي في اتجاه واحد، هو أن الظلم في تجليا ته العظمى ، هو (ظلم الإنسان نفسه)أكثر من ظلم الآخرين ،أو أي جهة أخرى خارجية " فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" (الروم/9).
وهكذا يكشف الغطاء عن أعظم آلية خلف العطب النفسي،الاجتماعي، بأن العجز والخطأ هو داخلي بالدرجة الأولى.
إن العالم الإسلامي اليوم عنده استعداد للبحث دون ملل ، في توجيه اللوم ، في كل اتجاه ، واكتشاف الأعداء الذين يقفون خلف عجزه وليس عنده استعداد للوقوف لحظة واحدة ، لاكتشاف هذا السرطان المرعب (مرض ظلم الإنسان لنفسه).
وهذا التوجه ، يخترق كل طبقات التفكير ، والشرائح الاجتماعية، فالفرد يلوم الآخرين،المتسببين في وضعه ، الذي لا يعجبه ،فإذا رسب الطالب في الامتحان، لام الأستاذ أو الأسئلة الصعبة، أو الحظ السيئ ،أو الشيطان الرجيم. وعندما تفرغ الجعبة من كل تلك الأسلحة التبريرية ، يبقى السلاح الأعظم ، الذي لا يرد ن أشار إليه القرآن الكريم ، على لسان المشركين الذين أرجعوا شركهم إلى الإرادة الإلهية (لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا) (الإنعام/64).
وهذه العادة المعيبة تصعد من مستوى الفرد إلى الأسرة فالقبيلة أو المدينة ، فالدولة فالحضارة ، فالمجتمع الإنساني.
والتربية النفسية ، هي في القدرة على الاعتراف بالخطأ ، فمع القدرة على فتح ملف مراجعة النفس ، يمكن اكتشاف الخطأ، فإمكانية الإعتذار، أو الحذف والإضافة ، وإصلاح الموقف،أي (التوبة) حسب مصطلح القرآن،فالنقد الذاتي ، كمانرى هي آلية مفاتيح التحكم بالنفس ، الإنسانية، وإيجاد جو التوازن العقلي والأخلاقي، في مستوى الفرد ليشمل في النهاية الاجتماعي والاقتصادي، والسياسي والحضاري.
إن إمكانية ، ولو مجرد التفكير ، بالدخول إلى هذا الحقل (اللامفكر فيه) واستخدام هذه الأداة مؤشر نضج ، فآدم دخا مرحلة جديدة ، بعد تجربة السقوط المريرة ،وكانت مرحلة النضج هذه هي "" رب إني ظلمت نفسي "" (القصص/16) التي توجت رأسه بإكليل خلافة الله في الأرض.
جاء في الحكاية ، أن أهل قرية ذهبوا ،إلى صلاة الفجر متأخرين، حيث لم يسمعوا الآذان المعهود ، ولكن لم يعثروا على المؤذن ،فأذن أحدهم ثم قاموا فصلوا ،وف طريق العودة وكانت الشمس قد بدأت في ا لبزوغ، رأوا المؤذن، وهو يهرع مهرولا في اتجاه المسجد ، وعندما سألوه عن سبب التأخر كان جوابه : " إنني جئت كالعادة ولكن يبدو أن الشمس ، قد أشرقت أبكر من عادتها".
هذه القصة تحمل في طياتها آلية نفسية فاضحة وواضحة ، فلا يعقل ، أن يضطرب النظام الكوني لنزوة رجل ن ولكن المعنى الدفين في هذه القصة ، هو استعدادنا أن ندخل الكون في تناقض، فهذا أسهل لعقولنا وأريح ،من مراجعة أنفسنا ، لاكتشاف التناقضات العقلية الكبرى ، وإذا كانت هذه القصة مكشوفة ، إلا أنها تفتح البوابة عريضة، لكثير من أوهامنا ، التي نحياها ، وليس عندنا القدرة على لمسها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
إشارات ونوافذ....
**إذا أردت أن تقارن نفسك بغيرك فلا تنظر إلى الدهماء ثم تقول :أنا أفضل حالا ،بل انظر إلى العلية ثم قل: لماذا أقصر عنهم؟ يجب أن أمضي في لبطريق، ومن سار على الدرب وصل.
**لا يبحث عن الشفاء إلا من أحس المرض..
**إذا اتسخ ثوبك فلن ينظفه أن يغسل جيرانك ثيابهم.
وإذا زاغ فكرك ، فلن يصلحه إلا أن يهتدي هو إلى الصواب.
** إن على الواحد منا أن يساعد نفسه على تحسين ذاته، لأنه إذا لم يساعد نفسه لم يساعده أحد..
** الغريب أن لدينا بعض الجماعات والمؤسسات ،طول عمرها تنتقل من إخفاق إلى إخفاق دون أن يكون ذلك حافزا لها نحو أية وقفة تأمل. إنها تملك مناعة خاصة ضد آلآم التجربة.
** لسنا ندري كيف يمكن لنا أن نبحث في العلاج أو نتناول الدواء ، ونحن مازلنا ننكر أننا نعني من أية متاعب....
** تنمية الذات هي فن الممكن..
** لا تخش الخطأ ،واخش الاستمرار عليه...
**نمو الذات يتم من خلال اكتشاف المزيد من الذات عند الآخر...
** المكتبة الإسلامية تعج بعشرات الألوف من الكتب والرسائل التي يزج بها سنويا، لكنها خاليا –تقريبا- من الكتب التي تدل على مواطن الخلل والقصور في أعمالنا.
** قد نجد بعض الرسائل التي توجه النقد إلى بعض الانحرافات العقدية أو الخلقية ، لكن لانكاد نجد كتابا ممتازا،يضع صاحبه أصبعه على العلل والأخطاء الخفية والقاتلة التي أدت إلى تشويه المركب العقلي لكثير من الأفراد والجماعات.
والمطلوب:
أن نكون مستعدين لتلمس الحق، ومحاولة فهم الأفكار الجديدة،وسماع وجهات النظر المختلفة مهما كانت فجة، إلى جانب الاستعداد لمراجعة طروحاتنا وأفكارنا التي نشأنا عليها.







التوقيع :
ليس لمصباح الطريق أن يقول:" إن المكان مظلم "،إنما قوله إذا أراد كلاما أن يقول :"هأنذا مضيء".

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:44 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية