ـ سأل رجل رسول الله(صلى الله عليه وسلم) عن حسن الخلق، فقال: قال تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين) ثم قال (صلى الله عليه وسلم) (هو أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك) وفضيلة العفو عمن ظلمنا من الفضائل الكريمة التي تتطلب منا مقاومة لنوازع النفس وهي من الاخلاق التي تكتسب وتنال بنوع من الرياضة والمجاهدة وان تاريخ الامة الاسلامية مليء بمثل هذه المواقف الكريمة التي تعكس الايمان الصادق والخلق الرفيع. ورسول الله(صلى الله عليه وسلم)خير اسوة وقدوة لنا في هذا المجال فحياته كلها صفح وغفران وتجاوز عن المعتدين والمتطاولين تروي عائشة رضي الله عنها فتقول: «ما نيل منه شيء فانتقمه من صاحبه إلا ان تنتهك محارم الله، فاذا انتهك من محارم الله شيء كان اشدهم في ذلك غضبا وما خير بين أمرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما» ومن هذه المواقف انه (صلى الله عليه وسلم) قسم يوما مالا بين المسلمين فقال احد الاعراب: قسمة ما اريد بها وجه الله. فبلغ ذلك الرسول(صلى الله عليه وسلم) فاحمرت وجنتاه ثم قال: «يرحم الله أخي موسى لقد أوذي باكثر من ذلك فصبر». ويكفي ان الرسول(صلى الله عليه وسلم) عندما فتح مكة عفا عن كل المشركين وقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
ومما لا شك فيه ان العفو عن الظالمين خلق كريم ومجاهدة للنفس تعكس حلم الحليم، وصبر المؤمن ولهذا كان ثوابه عظيما فعن ابن عمر، رضي الله عنهما، انه قال: «بلغنا ان الله تعالى يأمر مناديا يوم القيامة فينادي من كان له عند الله شيء فليقم فيقوم اهل العفو فيكافئهم الله بما كان من عفوهم عن الناس»، وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «اذا وقف العباد نادى مناد ليقم من اجره على الله فليدخل الجنة قيل ومن ذا الذي له على الله اجر؟ قال: العافون عن الناس فيقوم كذا وكذا الفا فيدخلون الجنة بغير حساب».
العرض العادي
