ماذا نعني بالحياة والعيش ...؟؟
سؤال حار فيه اصحاب الفكر ، فعندما تشتري هاتف على سبيل المثال فإنه يرفق معه
كتيب التعليمات لكي يرشدنا الى كيفية استخدامه ، وهذا سار على أغلب الأشياء في
الحياة من السيارة الى آلة التسجيل .
ولكن عندما ناتي الى الحياة فانه لايوجد معنا كتيب للتعليمات يعلمنا كيف نعيش على
هذه الارض وانما مجرد ان نلقى في هذه الحياة تحت رحمة الابوين ، وهناك احتمال
كبير بان الابوين يجهلان اساليب التربية ومراحل نمو الطفل في الحياة ، فقط يتخبطان
في تربيتنا .
وعندما ننشا نحن في الحياة فهناك كثير من الاشياء تلتصق بشخصيتنا ةترسم ابعادها
وعندما نصاب بكثير من الامراض والمشاكل النفسية ، وتبدا معاناتنا في رحلة الحياة
وقد نكون محظوظين عندما نصادف في الحياة ابويين يجيدان تربيتنا وهذه النسبة ضئيله
ليس في العالم العربي فقط انما في العالم كله .
فهنا فقدنا كيف نعيش الحياة ونتلذذ بطعمها او بعبارة اخرى فقدنا فن العيش .نعم ان
العيش فن ، كيف للموسقي ان يجيد العزف على العود او الجيتار مالم ياخذ الدروس
ويمضي الساعات الطويلة بالممارسة ، فعندها فقط يستطيع ان يخرج لحنا جيدا ، فاذا
لم نتمرن او نعرف ماهي اسس العيش او فن الحياة فسوف نعيش حياة فارغة لامعنى
لها او قد تكون مؤلمة لاننا نتخبط في طريق الحصول على مانريد في هذه الــحــيــاة ،
وليس كل مانريده يجلب لنا السعادة .
ان الانسان كثيرا مايطلب ويلهث وراء الاشياء التي تؤدي به الى الالم والمعاناة وبالذات
في علاقتنا الواحد بالاخر .
النهاية ولا نهاية لهذه الفكرة : اولا ان الحياة فن والعيش اسلوب رائع يتطلب مهارات
كثيرة لابد ان يجيدها الانسان حتى يصل الى السعادة في الحياة ، اما من يعلم الانسان على
فن العيش واسسه فهي مسؤولية الوالديين اذا كانا ملمين بها ، اما اذا لم يعرفا فهنا تقع
الطامة الكبرى .
ثانيا : في ما يتعلق بالاجهزة التربوية ، فان جزءا بسيطا من مهامها هو تهيئتنا للحصول
على العمل ، اما المهمة الكبرى فهي اعدادنا لفن العيش والتصالح مع الذات .
ثالثا : الفرد نفسه مسؤول للبحث والتدريب على فن العيش ، وهذا طبعا يعارض النفس
البشرية لان الفرد بذاته كسول ، واجادة فن العيش يتطلب جدية وتبصرا في الذات وفتح
شبابيك جديدة في داخل النفس لكي يدخل اليها الهواء النقي من كل الاتجاهات .
العرض العادي
