إنها سبع ثوانٍ فقط ، لكنها بميزان المآسي والأحزان كالدهور !
ذهبت سريعًا ، لكن أثرها سيظل سنين طويلة ، فالدمار الذي أعقبته ، والهلاك الذي خلَّفته ،
والمآسي التي أدخلتها على الكثير من البشر لن تنسى ...
فسبحان القوي المتين !
زلزال خاطف أصاب قطعة من الأرض محدودة ولثوانٍ معدودة ، فأعقب الآلاف من القتلى والمشردين
ومن لا مآوى لهم ، فمن أمره وقدَّره ؟
إنه جندي مخلوق من جنود الله القوي القادر القاهر ، أحدثه ليرينا قوته الباهرة ، وعظمته القاهرة
، ويشعرنا بضعفنا ، وهوان أمرنا ، وأننا مسلوبون من كلِّ قوة إلا ما أعطانا ، محرومون من كلِّ
نصرة إلا ما يسَّر لنا ، فأي ضعف أشدُّ ممن ينتظر الموت دون أن يستطيع دفعه أو منعه ؟!
وصدق الله القائل :[ ولله جنود السموات والأرض ...] والقائل :[ .. وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي
إلا ذكرى للبشر ] والقائل :[... وأن القوة لله جميعًا ] !!
لقد أرنا الله في لحظات خاطفة شيئاً من قوته وجبروته ونقمته وسطوته ، فهل نحن معتبرون ؟!
إن الموت يتخطَّف من حولنا ، بصور شتى ، فتارة بالحروب المهلكة ، وأخرى بالأمراض المعطبة ،
وأخرى بالفيضانات المردية ، وأخرى بالجفاف المميت ، وأخرى بالحرِّ الشديد ، وأخرى بالبرد
القارص ، وأخرى بالأعاصير المدمرة ، وأخرى بالزلازل الجائحة ، وأخرى بالبراكين المحرقة ،
وأخرى بالمجاعات ، وأخرى بالآفات التي سرت بالمطعومات ، والعبر تتوالى ، والعظات تتلاحق ،
والنُّذر تتابع ، فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً أو يُحدثون حسيسًا ؟!
أما آن للوقائع العجيبة أن تُغيِّر من واقعنا المؤلم ؟ أما حان لنا أن نراجع أنفسنا قبل أن ينزل بنا
ما نزل بالقوم الظالمين ؟
أما كان حقيق بنا أن نُصلح ما بيننا وبين ربِّنا ، ليحفظنا بحفظه ، ويرعانا بعنايته ، ويحوطنا
برعايته ، فقد أرانا قوته ، وأبان لنا بأحداث حديثة طرفًا من شديد عقابه وأليم عذابه ؟!
قال تعالى :[ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ]
وليس بيننا وبين الله نسب أو عهد وميثاق أن لا يصيبنا بما أصاب به غيرنا ، فمن لم يعتبر بغيره ،
كان عبرة لغيره ، فالله من وراء الجميع محيط !
(منقول)
تحيّـاتي.....