الكاتب: دُررٌ .
ماذا حصل في غرفة العمليات ..؟!!
أخياتي من منكن .. حصل لها موقف أو حادث توقعت فيها أنها سوف تموت ؟؟!
و أنها ذاهبة إلى ربها لا محالة ..؟!!
فلتتفضل تكتب لنا قصتها ؟!!
أنا سأبدأ بقصتي ...
في وقت ليس بالقريب و لا بالبعيد ..
كنت في أشد التعب ..
فأدخلت على أثر ذلك ..
غرفة العمليات ..
و كنت لا أستطيع أن أتحرك من مكاني
لدرجه أنهم كانوا يحملونني من سرير لآخر .
و كانوا أهلي حولي دموعهم أغرقت عيونهم
وهم ينظرون إلي بعد سماعهم لخبر دخولي غرفة العمليات .
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحَاً
عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُني
كَأَنَني وَحَوْلي مَنْ يَنُوحُ ومَنْ
يَبْكِي عَلَيَّ ويَنْعَاني وَيَنْدُبُني
في حينها قامت أمي بتجهيزي لدخول غرفة العمليات
طبعا لا يسمح بدخولي لغرفة العمليات بملابسي
و إنما يجب علي أن أغسل كامل جسمي
بماء ثم شامبو مطهر
بعدها لا ألبس إلا ثوب للعمليات لونه أبيض
فقط
حينها تذكرت ..
فَجاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني
مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً
وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
في بداية دخولي ..
كنا في الممر المؤدي إلى غرف العمليات الرئيسية ..
كان ممر موحش حقا ً
و كل من حولي مغطي وجهه لا يظهر منهم إلا أعينهم
و كل واحده تنظر إلى الأخرى
دخلوني بغرفه فيها ملابس و أدوات معقمه
كل شخص أخذ لبسه بعدها
لا أرى إلا أناس لبسهم واحد فكانوا بعيني شخصا واحد لكن متكرر
في حينها ..
لم أنزل أي دمعه
-
وصلنا غرفة النقل
أنا من
أول ما دخلنا للممر الموحش لا أعلم لما تذكرت القبر
في غرفة النقل
أحسست بالعجز
لأني لا أستطيع أن أتحرك
بعدها قاموا بحملي تقريبا 6 ممرضات
و نقلوني للسرير الآخر
حينا تذكرت
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ
مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
لا أدري لم
هل لأني كنت عاجزه عن الحركه
أو غيره
بعد ما نقلت للسرير الأخر
ربطوني على السرير
لكن بما الله أعلم
لم أرى شيئا إلا أنه من الجلد و لونه أسود..
حينها..
تذكرت الكفن وكيف يكون ضيق يصف جلد الإنسان ..
و الله لم لأنزل دمعه لأني سوف ادخل غرفة العمليات و غيره
بل كنت أفكر أنني الآن لا أم لدي و لا أب
و لا حتى أخا أو أخت ..
كانوا الممرضات حولي يتكلمون و يضحكون و هم بانتظار أن تكون غرفة العمليات جاهزة
لاستقبالي
و أنا لا أحد حولي لأضحك معه أو لأتكلم
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا
أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُني
حينها دخلت غرفة العمليات
فكان الدكتور المشرف على العملية يحاول أن يخفف عني
فكان أو سؤال سألني عن عمري
و في أي مرحله ..
و حينها تذكرت ..
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ
مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
إلى هنا لم تنزل
مني دمعة واحده
ربما لأني شغلت تفكيري بشي يبعدني عن ما أنا فيه ..مع أنه موضوع يجلب الحسرة و الندم ..
و لكن سبحان الله استفدت كثيرا من هذا الموقف ..
مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني
وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
في هذه اللحظات جلست جلسة مصارحة جدية ..
لأنني لم أكن أعلم بمصيري حينها ..
أتمنى أن تشاركوني ..
ملاحظة :- نزلت مني ليست الدمعة و لكن الدموع .. و لكن بعد أن وضع الأكسجين للتخدير
و قام بإعطائي إبرة لم أتحمل حرارتها فكنت أحس بحرارتها تسري في عروقي ..
فكيف بنا أن نتحمل عذاب جهنم و حرارتها ..
فجدوا و اجتهدوا
و اقبلوا مني هذه الدعوة
-
-
-
-
__________________
لست من تأسر الحلي صباها فكنوزي قلائد القرآن ...
و حجاب الإسلام فوق جبيني هو عندي أبهى من التيجان ...
لست أبغي من الحياة قصورا ً فقصوري في خالدات الجنان
منقووووووووووووووووول.
العرض العادي
