بسم الله الرحمن الرحيم
الموت
يعتبر الموت من الموضوعات الهامة التي يهتم بها الإنسان ، والتي يتقابل بها كل يوم في موت قريب أو جار أو أخ أو صديق. ويعلم كل إنسان أنه حتما سيعبر في طريق الأرض كلها وهو الموت. ورغم ذلك ، فإننا نحاول كثيراً أن نبعد خاطر أننا حتماً سنموت عن عقولنا وأفكارنا، ربما يحلو لنا أن نقول أن الآخرين يموتون أما أنا فليس الآن؟
وقبل أن نتحدث عن الطريقة التي يجب أن نستعد بها لاستقبال الموت ينبغي لنا أن نتعرف على أنواع الموت كما يبينها لنا الكتاب المقدس.
1. الموت الروحي (وهو موت الخطية):
وقد دخل هذا الموت إلى العالم بالخطية التي أخطأ بها أبونا آدم حينما تعدى على وصية الله وعنه يقول الكتاب: "وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالخطايا والذنوب" (إف 2 : 1)، "وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو 5 : 12). "لأن أجرة الخطية هي موت. ,أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رو 6 : 23). "لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع" (1كو 15: 22).
@@@@@@@@@@@@@@@
2. الموت الجسدي (وهو انفصال الروح عن الجسد):
وقد دخل هذا الموت أيضاً إلى العالم نتيجة للخطية، فحينما أخطأ آدم منعه الله من الأكل من شجرة الحياة، حتى لا يحيا إلى الأبد بطبيعته الملوثة بالخطية، وقد تغيرت قوته وسلطانه بعد الفداء الذي قدمه السيد المسيح لنا على عود الصليب حتى أن الرسول بولس اعتبره ربحاً (في 1 : 21) ، وأنه لا يقدر أن يفصل الإنسان عن محبة الله (رو 8 : 38 ، 39).
@@@@@@@@@@@@@@@
3. الموت الأبدي (الموت الثاني):
وهو الموت الحقيقي والخطير وهو العقاب الأبدي لغير المؤمنين في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت كما يقول الكتاب:"وسلم البحر الأموات الذين فيه وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب أعماله. وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار. هذا هو الموت الثاني.وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار" (رؤيا 20 : 13 – 15).
@@@@@@@@@@@@@@@
4. موت الإيمان في حياة الإنسان:
وهو أنه رغم إدعاء الإنسان بأنه يؤمن بالله إلا أن هذا الإيمان يظل خالياً من أعمال المحبة حسب إرادة الله :"لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان بدون أعمال ميت" (يعقوب 2 : 26).
@@@@@@@@@@@@@@@
5. الموت السرائري (السري):
وهو موت الإنسان العتيق مع المسيح في المعمودية والدفن معه بطريقة سرية غير منظورة عن طريق حلول روح الله القدوس في ماء المعمودية، يقوم بعدها المعتمد إنساناً جديداً (الولادة الثانية) منتصراً على الخطية كقول الرسول:"مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كولوسي 2 : 12).
@@@@@@@@@@@@@@@
6.موت الحياة حسب الجسد:
وهو موت المسيحي الذي آمن واعتمد حينما يسلك حسب الجسد أو العالم الشرير كما يقول الكتاب "لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رو 8 : 13). وتعتبر التوبة هي الطريق للنجاة من هذا الموت كما يقول الرسول: "لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح" (اف 5 : 14).
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرحمنا برحمته