تعليم القرآن أصل من أصول الإسلام فينشأ الأولاد علي الفطرة ويسير إلي قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها وسوادها بأكدار المعصية والضلال .
ولقد عرف الصحابة أهمية حفظ القرآن وأثره في نفوس الأبناء فانطلقوا رضوان الله عليهم يعلمون أبناءهم القرآن استجابة لتوجيهات النبي صلي الله عليه وسلم فعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما عن أبيه قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه رواه أحمد والترمذي .
وكذلك السلف الصالح رضوان الله عليهم فقد ساروا المسار نفسه ، وفي الطريق نفسه فقد جاء في مقدمة كتاب المعلمين لابن سحنون أن القاضي الورع عيسي ابن مسكين كان يقرئ بناته وحفيداته ، قال عياض .. فإذا كان بعد العصر دعا ابنتيه وبنات أخته ليعلمهن القرآن والعلم وكذلك كان يفعل قبله فاتح صقليه .. أسد بن الفرات .. بابنته أسماء التي نالت من العلم درجة كبيرة .
متي نبدأ•
إن مقدرة الطفل علي الحفظ تبدأ منذ بداية تعلم الطفل الكلام وإتقانه أي بعد ثلاث سنوات ، وقال ابن عاصم : ذهبت بابني إلي ابن جريح ، وهو ابن أقل من ثلاث سنين يحدثه بهذا الحديث والقرآن وقال أبو عاصم : لا بأس أن يتعلم الصبي الحديث والقرآن وهو في هذه السن ونحوه ، وتختلف المقدرة علي الحفظ من طفل إلي آخر المهم أن نبدأ أو نستمر ونتحلي بالصبر وننشد الأجر .