لم تكن حياة العز والقصور .. تثنيها عن توحيد الله وذكره عز وجل .. ولا أن تقول كلمة حق في وجه طاغية زمانه بل على العكس تماما .. صمدت ووقفت في وجه الكفر والطغيان وحيدة فريدة .. مثل من يقف في وجه الطوفان .... |
... زوجةالطاغية فرعون .. مثال المرأة الصبورة التي ما فتئت تذكر الله ويزيدها العذاب الفرعوني قوة وشموخا ...امرأة نشأت في العز والنعيم والترف والجاه .. ولكنها رأت أن تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فتمسكت بدين موسى .. و أبت إلا أن يكون إلهها إلها واحدا لا شريك له وليس فرعون الذي ملأ التجبر والطغيان قلبه .... |
لقنت فرعون و أتباعه درسا لا ينسى في معنى الولاء والحب والطاعة والإنقياد ...
علمتهم معنى ان تحب فتخلص .. حتى يتمكن الإخلاص من قلبك ويتغلغل في شرايينك .. ويحكم قبضته على كل قطرة دم تسري في عروقك التي تنبض بحب الله ودين الحق |
.. |
لقنت الطاغية درسا لا ينسى .. لا زال التاريخ ينقله ويرويه بكل فخر لمن لم يفهم معنى حب الله ....لم ترض ان تختار غير الله إلها .. ولا غير التوحيد دينا .. ولا غير الحق سبيلا ..
فكان درسا قاسيا لم يتحمله فرعون .. فأذاقها صنوف التعذيب .. بيد أنها لم تكن تبالي بالرمضاء ولا بالكلاليب ولا بالصخرة الصماء الملتهبة التي كانت على صدرها .. لم يثنها العذاب عن مواصلة الحب والتمسك بالدين .. بل إنها رمت كل ما كان لها من عز وسؤدد خلف ظهرها .. لتظفر ببيت في الجنة ..حين نادت من لا تأخذه سنة ولانوم راجية الله أن يحفظ لها دينها ويثبتها على الطريق الصحيح .. وأن يبدلها بعزها الذي ذهب عزا يدوم .. فكانت مثلا للمؤمنين يذكرها الرحمن في محكم كتابه في سورة التحريم قال تعالى {وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين }(التحريم:11)..
فكان الجزاء من جنس العمل .. وأبدلها الرحمن بخير من حياتها التي سامها فرعون وأتباعه فيها أشد العذاب .. وقسوا عليها لأنها ابتغت طريق الحق طريقا ... روى ابن عباس_ رضي الله عنه _ عن الرسول صلى اله عليه وسلم أنه قال :[أفضل نساء الجنةخديجة بنت خويلد , وفاطمة بنت محمد , ومريم بنت عمران , وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ]أخرجه أحمد وصححه الألباني . |
وتقبلوا تحياااتي ....
أحببت أن أنقل شيئا بسيطا عن هذه السيدة العظيمة ...
ودمتم لي ..
اختكم همسة ...  |
العرض العادي
