العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-2007, 11:45 AM   رقم المشاركة : 1
king-abdullah
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية king-abdullah
 





king-abdullah غير متصل

الاربعون النووية

الحديث الاول:
انما الاعمال بالنيات:
عن امير المؤمنين ابى حفص عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرى ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه" متفق عليه
الشرح:
هذا الحديث اصل عظيم فى اعمال القلوب لان النيات من اعمال القلوب قال العلماء:وهذا الحديث نصف العبادات لانه ميزان الاعمال الباطنة وحديث عائشة-رضى الله عنها-"من احدث فى امرنا هذا ما ليس منه فهو رد"وفى لفظ"من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد"نصف الدين لانه ميزان الاعمال الظاهرة فيستفاد من قول النبى صلى الله عليه وسلم"انما الاعمال بالنيات" انه ما من عمل الا وله نية لان كل انسان عاقل مختار لا يمكن ان يعمل عملا بلا نية حتى قال بعض العلماء "لو كلفنا الله عملا بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق"
ويتفرع على هذه الفائدة:الرد على الموسوسين الذين يعملون الاعمال عدة مرات ثم يقول لهم الشيطان :انكم لم تنووا فاننا نقول لهم :لا لا يمكن ابدا ان تعملوا عملا الا بنية فخففوا على انفسكم ودعوا هذا الوسواس
ومن فوائد هذا الحديث:ان الانسان يؤجر او يؤزر او يحرم بحسب نيته لقول النبى صلى الله عليه وسلم"فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله"
ويستفاد من هذا الحديث ايضا:ان الاعمال بحسب ما تكون وسيلة له فقد يكون الشئ المباح فى الاصل يكون طاعة اذا نوى به الانسان خيرا مثل ان ينوى بالاكل والشرب التقوى على طاعة الله ولهذا قال النبى صل الله عليه وسلم"تسحروا فان فى السحور بركة"
ومن فوائد هذا الحديث :انه ينبغى للمعلم ان يضرب الامثال التى يتبين بها الحكم وقد ضرب النبى صلى الله عليه وسلم لهذا مثلا بالهجرة وهى الانتقال من بلد الشرك الى بلد الاسلام وبين ان الهجرة وهى عمل واحد تكون لانسان اجرا وتكون لانسان حرمانا فالمهاجر الذى يهاجر الى الله ورسوله هذا يؤجر ويصل الى مراده والمهاجر لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها يحرم من هذا الاجر
وهذا الحديث يدخل فى باب العبادات وفى باب المعاملات وفى باب الانكحة وفى كل ابواب الفقه



الحديث الثانى:

بيان الاسلام والايمان والاحسان:
عن عمر رضى الله تعالى عنه ايضا قال:بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبى صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال:يا محمد اخبرنى عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا"قال :صدقت فعجبنا له يساله ويصدقه قال: فاخبرنى عن الايمان :قال " ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر و تؤمن بالقدر خيره وشره "قال صدقت قال فاخبرنى عن الاحسان قال"ان تعبد اله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك"قال :فاخبرنى عن اماراتها قال"ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون فى البنيان"ثم انطلق فلبث مليا ثم قال:يا عمر اتدرى من السائل؟قلت:الله ورسوله اعلم قال:"فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم"
رواه مسلم
الشرح:
هذا الحديث يستفاد منه فوائد:
منها:ان من هدى النبى صلى الله عليه وسلم مجالسة اصحابه وهذا الهدى يدل على حسن خلق النبى صلى الله عليه وسلم ومنها انه ينبغى للانسان ان يكون ذا عشرة مع الناس ومجالسة وان لا ينزوى عنهم
ومن فوائد الحديث:ان الخلطة مع الناس افضل من العزلة ما لم يخش الانسان على دينه فان خشى على دينه فالعزلة افضل لقول النبى صلى الله عليه وسلم"يوشك ان يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر"
ومن فوائد هذا الحديث:ان الملائكة عليهم الصلاة والسلام يمكن ان يظهروا للناس باشكال البشر لان جبريل عليه الصلاة والسلام طلع على الصحابة على الوصف المذكور فى الحديث رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه من الصحابة احد
ومن فوائد الحديث:حسن ادب المتعلم امام المعلم حيث جلس جبريل عليه الصلاة والسلام امام النبى صلى الله عليه وسلم هذه الجلسة الدالة على الادب والاصغاء والاستعداد لما يلقى اليه فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه
ومنها:جواز دعاء النبى صلى الله عليه وسلم باسمه لقوله"يا محمد"وهذا يحتمل انه قبل النهى اى قبل نهى الله تعالى عن ذلك فى قوله"لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا"على احد التفسيرين ويحتمل ان هذا جرى على عادة الاعراب الذين ياتون الرسول صلى الله عليه وسلم فينادونه باسمه:يا محمد وهذا اقرب لان الاول يحتاج الى التاريخ
ومن فوائد هذا الحديث:جواز سؤال الانسان عما يعلم من اجل تعليم من لا يعلم لان جبريل كان يعلم الجواب لقول فى الحديث"صدقت"ولكن اذا قصد السائل ان يتعلم من حول المجيب فان ذلك يعتبر تعليما لهم
ومن فوائد هذا الحديث:ان المتسبب له حكم المباشر اذا كانت المباشرة مبنية على السبب لقول النبى صلى الله عليه وسلم"هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم" مع ان المعلم هو الرسول عليه الصلاة والسلام لكن لما كان جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول عليه الصلاة والسلام هو المعلم
ومن فوائد هذا الحديث:بيان ان الاسلام له خمسة اركان لان النبى صلى الله عليه وسلم اجاب بذلك وقال"الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان و تحج البيت ان استطعت اليه سبيلا"
ومن فوائد هذا الحديث: انه لابد ان يشهد الانسان بلسانه موقنا بها قلبه ان لا اله الا الله فمعنى "لا اله" اى لا معبود حق الا الله فتشهد بلسانك موقنا بقلبك انه لا معبود من الخلق من الانبياء او الاولياء او الصالحين او الشجر او الحجر او غير ذلك حق الا الله وان ما عبد من دون الله فهو باطل لقول الله تعالى"ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلى الكبير"
ومن فوائد هذا الحديث:ان هذا الدين لا يكمل الا بشهادة ان محمدا رسول الله وهو محمد بن عبد الله الهاشمى القرشى ومن اراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرا القرآن وما تيسر من السنة وكتب التاريخ
ومن فوائد هذا الحديث:ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فى ركن واحد وذلك لان العبادة لا تتم الا بامرين الاخلاص لله وهو ما تضمنته شهادة ان لا اله الا الله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما تضمنه شهادة ان محمدا رسول الله ولهذا جعلها النبى ركنا واحدا فى حديث بن عمر حيث قال"بنى الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله و......"وذكر تمام الحديث
ومن فوائد هذا الحديث:انه لا يتم اسلام العبد حتى يقيم الصلاة واقامة الصلاة ان ياتى بها مستقيمة حسب ما جاءت به الشريعة ولها-اى لاقامة الصلاة-اقامة واجبة واقامة كاملة فالواجبة ان يقتصر على اقل ما يجب فيها والكاملة ان ياتى بمكملاتها على حسب ما هو معروف فى الكتاب والسنة واقوال العلماء
ومن فوائد هذا الحديث:انه لا يتم الاسلام الا بايتاء الزكاة والزكاة هى المال المفروض من الاموال الزكوية وايتاؤها اعطاؤها من يستحقها وقد بين الله ذلك فى سورة التوبة فى قوله تعالى"انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم"
واما صوم رمضان:فهو التعبد لله تعالى بالامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس ورمضان هو الشهر الذى بين شعبان وشوال
واما حج البيت :فهو القصد الى مكة لاداء المناسك وقيد بالاستطاعة لان الغالب فيه المشقة والا فجميع الواجبات يشترط لوجوبها الاستطاعة لقوله تعالى"فاتقوا الله ما استطعتم"
ومن القواعد المقررة عند العلماء انه لا واجب مع عجز ولا محرم مع ضرورة
ومن فوائد هذا الحديث:وصف الرسول الملكى للرسول البشرى محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق ولقد صدق جبريل فيما وصفه بالصدق فان النبى صلى الله عليه وسلم اصدق الخلق
ومن فوائد هذا الحديث:ذكاء الصحابة حيث تعجبوا كيف يصدق السائل من ساله والاصل ان السائل جاهل والجاهل لا يمكن ان يحكم على الكلام بالصدق او بالكذب لكن هذا العجب زال حين قال النبى صلى الله عليه وسلم"هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم"
ومن فوائد هذا الحديث:ان الايمان يتضمن ستة اموروهى:الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقضاء والقدر خيره وشره
ومن فوائد هذا الحديث: التفريق بين الاسلام والايمان وهذا عند ذكرهما جميعا فانه يفسر الاسلام باعمال الجوارح والايمان باعمال القلوب ولكن عند الاطلاق يكون كل واحد منهما شاملا للاخر فقوله تعالى"ورضيت لكم الاسلام دينا"يشمل الاسلام والايمان
ومن فوائد هذا الحديث:ان الايمان بالله اهم اركان الايمان واعظمها ولهذا قدمه النبى صلى الله عليه وسلم فقال "ان تؤمن بالله"
والايمان بالله يتضمن الايمان بوجوده وربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته ليس هو الايمان بمجرد وجوده بل لابد ان يتضمن الايمان هذه الامور الاربعة
ومن فوائد هذا الحديث:اثبات الملائكة و الملائكة عالم غيبى وصفهم الله تعالى باوصاف كثيرة فى القرآن ووصفهم النبى صلى الله عليه وسلم فى السنة وكيفية الايمان بهم وواجبنا نحو الملائكة ان نصدق بهم وان نحبهم لانهم عباد الله قائمون بامره كما قال تعالى"ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون،يسبحون الليل والنهار لا يفترون"
ومن فوائد هذا الحديث:وجوب الايمان بالكتب التى انزلها الله عز وجل على رسله عليهم الصلاة والسلام قال تعالى"لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان"
فنؤمن بكل كتاب انزله الله على رسله لكن نؤمن اجمالا ونصدق بانه الحق اما تفصيلا فان الكتب السابقة جرى عليها التحريف والتبديل واما العمل بها فالعمل انما هو بما نزل على محمد عليه الصلاة والسلام فقط اما ما سواه فقد نسخ بهذه الشريعة
ومن فوائد هذا الحديث:وجوب الايمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام فنؤمن بان كل رسول ارسله الله فهو حق اتى بالحق صادق فيما اخبر صادق بما امر به نؤمن بهم اجمالا فيمن لم نعرفه بعينه وتفصيلا فيمن عرفناه بعينه
قال تعالى"ولقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك"
فمن قص علينا وعرفناه امنا به بعينه ومن لم يقص علينا ولم نعرفه نؤمن به اجمالا والرسل عليهم السلام اولهم نوح واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم الخمسة اولوا العزم الذين جمعهم الله فى آيتين فقال تعالى"واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم"
وقال تعالى"شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه"
ومن فوائد هذا الحديث:الايمان باليوم الاخر وهو يوم القيامة وسمى اخر لانه اخر المطاف للبشر فان للبشر اربعة دور:
الدار الاولى:بطن امه والدار الثانية:هذه الدنيا والدار الثالثة:البرزخ والدار الرابعة:اليوم الاخر ولا دار بعده
والايمان باليوم الاخر يدخل فيه –كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله-"كل ما اخبر به النبى صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيدخل فى ذلك ما يكون فى القبر من سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه وما يكون فى القبر من نعيم او عذاب"
ومن فوائد هذا الحديث:وجوب الايمان بالقدر خيره وشره وذلك بان تؤمن بامور اربعة:
الاول:ان تؤمن بان الله محيط بكل شئ علما جملة وتفصيلا ازلا وابدا
الثانى:ان تؤمن بانه الله كتب فى اللوح المحفوظ مقادير كل شئ الى قيام الساعة
الثالث:ان تؤمن بان كل ما يحدث فى الكون فانه بمشئة الله عز وجل لا يخرج شئ عن مشيئته
الرابع:ان تؤمن بان الله خلق كل شئ فكل شئ مخلوق لله عز وجل سواء كان من فعله الذى يختص به كانزال المطر واخراج النبات او من فعل العبد وفعل المخلوقات فان فعل المخلوقات من خلق الله عز وجل لان فعل المخلوق ناشئ عن ارادة وقدرة والارادة والقدرة من صفات العبد والعبد وصفاته مخلوقة لله عز وجل فكل ما فى الكون فهو من خلق الله تعالى
ومن فوائد هذا الحديث:بيان الاحسان وهو ان يعبد الانسان ربه عبادة رغبة وطلب كانه يراه فيحب ان يصل اليه وهذه الدرجة من الاحسان هى الاكمل فان لم يصل فالى الدرجة الثانية ان يعبد الله عبادة خوف وهرب من عذابه ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم"فان لم تكن تراه فانه يراك"
ومن فوائد هذا الحديث:ان علم الساعة مكتوم لا يعلمه الا الله عز وجل فمن ادعى علمه فهو كاذب وهذا كان خافيا على افضل الرسل من الملائكة وافضل الرسل من البشر محمد وجبريل عليهم الصلاة والسلام
ومن فوائد هذا الحديث:ان للساعة اشراطا اى علامات كما قال تعالى"فهل ينظرون الا الساعة ان تاتيهم بغتة فقد جاء اشراطها"
وقسم العلماء علامات الساعة الى ثلاث اقسام:قسم مضى وقسم لا يزال يتجدد وقسم لا ياتى الا قرب قيام الساعة تماما وهى الاشرطة الكبيرة العظمى كنزول عيسى بن مريم والدجال وياجوج وماجوج وطلوع الشمس من مغربها
ومن فوائد هذا الحديث:حسن تعليم النبى صلى الله عليه وسلم حيث استفهم الصحابة هل يعلمون هذا السائل ام لا؟من اجل ان يعلمهم به وهذا ابلغ مما لو علمهم ابتداء


الحديث الثالث:

اركان الاسلام:
عن ابى عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"بنى الاسلام على خمس :شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان" رواه البخارى ومسلم
الشرح:
هذا الحديث بين فيه النبى صلى الله عليه وسلم ان الاسلام بمنزلة البناء الذى يظل صاحبه ويحميه من الداخل والخارج وبين النبى صلى الله عليه وسلم انه بنى على خمس:شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وقد تقدم الكلام على كل هذه الاركان الخمسة فى الحديث الذى قبل هذا
سؤال:ما فائدة ايراد هذا الحديث مرة اخرى مع انه ذكر فى سياق حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه
الجواب:الفائدة انه لاهمية هذا الموضوع اراد ان يؤكده مرة ثانية هذا من جهة ومن جهة اخرى ان فى حديث عبد الله بن عمر التصريح بان الاسلام بنى على هذه الاركان الخمسة اما حديث عمر بن الخطاب فليس بهذه الصيغة وان كان ظاهره يفيد ذلك لنه قال"الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله....."الخ


الحديث الرابع

الاعمال بالخواتيم:
عن ابى عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق"ان احدكم يجمع خلقه فى بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات:بكتب رزقه واجله وعمله وشقى او سعيد فوالله الذى لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذارع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها" رواه البخارى ومسلم
الشرح:
هذا الحديث فيه بيان تطور الانسان فى بطن امه وكتابة اجله ورزقه وغير ذلك
فيقول عبد الله بن مسعود-رضى الله عنه-"حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق"الصادق فى قيله المصدوق فيما اوحى اليه وانما قدم هذه المقدمة لان هذه الامور من امور الغيب التى لا تعلم الا بوحى فقال:ان احدكم يجمع......الخ
ففى هذا الحديث من الفوائد:بيان تطور خلقه الانسان فى بطن امه وانه اربعه اطوار
الاول:طور النطفه اربعون يوما والثانى:طور العلقة اربعون يوما والثالث: طور المضغة اربعون يوما والرابع:الطور الاخير بعد نفخ الروح فيه فالجنين يتطور فى بطن امه الى هذه الاطوار
ومن فوائد هذا الحديث:ان الجنين قبل اربعة اشهر لا يحكم بانه انسان حى وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام اربعة اشهر لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه لانه لم يكن انسانا بعد
ومن فوائد هذا الحديث:انه بعد اربعة اشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الانسان الحى فلو سقط بعد ذلك فانه يغسل ويكفن ويصلى عليه كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة اشهر
ومن فوائد هذا الحديث: ان للارحام ملكا موكلا بها لقوله"فيبعث اليه الملك"اى الملك الموكل بالارحام
ومن فوائد هذا الحديث:ان احوال الانسان تكتب عليه وهو فى بطن امه ..رزقه..عمله ..اجله..شقى ام سعيد ومنها بيان حكمه عز وجل وان كل شئ عنده باجل مقدروبكتاب لا يتقدم ولا يتاخر
ومن فوائد هذا الحديث:ان الانسان يجب ان يكون على خوف ورهبة لان الرسول صلى الله اخبر"ان الرجل يعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها"
ومن فوائدهذا الحديث:انه لا ينبغى لانسان ان يقطع الرجاء فان الانسان قد يعمل بالمعاصى دهرا طويلا ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدى فى اخر عمره
فان قال قائل :ما الحكمة فى ان الله يخذل هذا الذى يعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار؟
فالجواب:ان الحكمة فى ذلك هو ان هذا الذى يعمل بعمل اهل الجنة انما يعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس والا فهو فى الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية فاسدة فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعوذ بالله من ذلك وعلى هذا فيكون المراد بقوله"حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع"قرب اجله لا قربه من الجنة بعمله


الحديث الخامس
المنكرات والبدع:
عن ام المؤمنين ام عبد الله عائشة رضى الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من احدث فى امرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخارى ومسلم
وفى رواية لمسلم"من عمل عملا لسي عليه امرنا فهو رد"
الشرح:
هذا الحديث قال العلماء فيه:انه ميزان ظاهر الاعمال وحديث عمر الذى فى اول هذا الكتاب"انما الاعمال بالنيات"ميزان باطن الاعمال لان العمل له نية وله صورة فالصورة هى ظاهر العمل والنية باطن العمل
وفى هذا الحديث فوائد:ان من احدث فى هذا الامر-اى الاسلام-ما ليس منه فهو مرددود عليه ولو كان حسن النية وينبنى على هذه الفائدة ان جميع البدع مردودة على صاحبها ولو حسنت نيته
ومن فوائد هذا الحديث :ان من عمل عملا ولو كان اصله مشروعا ولكن عمله على غير ذلك الوجه الذى امر به فانه يكون مردودا بناء على الرواية الثانية فى مسلم
وعلى هذا فمن باع بيعا محرما فبيعه باطل ومن صلى صلاة تطوع لغير سبب فى وقت النهى فصلاته باطلة ومن صام يوم العيد فصومه باطل وهلم جرا لان هذه كلها ليس عليها امر الله ورسوله فتكون باطلة مردود


الحديث السادس
الحلال والحرام:
عن ابى عبد الله النعمان بن بشير رضى الله عنهما قالسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ان الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثيرا من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام كالراعى يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الا وان لكل ملك حمى الا وان حمى الله محارمه الا وان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهى القلب" رواه البخارى ومسلم
الشرح:
قسم النبى صلى الله عليه وسلم الامور الى ثلاثة اقسام:
قسم حلال بين لا اشتباه فيه وقسم حرام بين لا اشتباه فيه وهذان واضحان اما الحلال فحلال ولا ياثم الانسان به واما الحرام فحرام وياثم الانسان به
مثال الاول:حل بهيمة الانعام ومثال الثانى:تحريم الخمر
اما القسم الثالث :فهو الامر المشتبه الذى يشتبه حكمه هل هو من الحلال او من الحرام ؟ويخفى حكمه على كثير من الناس والا فهو معلوم عند اخرين
فهذا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام حول حمى(اى حول الارض المحمية التى لا ترعاها البهائم فتكون خضراء لانها لم ترعى فانها تجذب البهائم حتى تدب اليها وترعاها)يوشك ان يرتع فيه ثم قال عليه الصلاة والسلام "الا وان لكل ملك حمى"يعنى انه جرت العادة بان الملوك يحمون شيئا من الرياض التى يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير"الا وان حمى الله محارمه"اى:ما حرمه على عباده فهو حماه لانه منعهم ان يقعوا فيه ثم بين ان فى الجسد مضغة يعنى لحمة بقدر ما يمضغه الاكل اذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله"الا وهى القلب"وهو اشارة الى انه يجب على الانسان ان يراعى ما فى قلبه من الهوى الذى يعصف به حتى يقع فى الحرام والامور الشتبهات
فيستفاد من هذا الحديث فوائد:
اولا:ان الشريعة الاسلامية حلالها بين وحرامها بين والمشتبه منهما يعلمه بعض الناس
ثانيا:انه ينبغى للانسان اذا اشتبه عليه الامر احلال هو ام حرام؟ان يتجنبه حتى يتبين له انه حلال
ومن فوائد هذا الحديث:ان الانسان اذا وقع فى الامور المشتبه هان عليه ان يقع فى الامور الواضحة فاذا مارس الشئ المشتبه فان نفسه تدعوه الى ان يفعل الشئ البين وحينئذ يهلك
ومن فوائد هذا الحديث: جواز ضرب المثل من اجل ان يتبين الامر المعنوى بضرب الامر الحسى اى ان تشبيه المعقول بالمحسوس ليقرب فهمه
ومن فوائد هذا الحديث:حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام بضربه للامثال وتوضيحها
ومن فوائد هذا الحديث:ان المدار فى الصلاح والفساد على القلب وينبنى على هذه الفائدة انه يجب على الانسان العناية بقلبه دائما وابدا حتى يستقيم على ما ينبغى ان يكون عليه
ومن فوائد هذا الحديث:ان فساد الظاهر دليل على فساد الباطن لقول النبى صلى الله عليه وسلم"اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله"ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 22-02-2007, 11:52 AM   رقم المشاركة : 2
king-abdullah
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية king-abdullah
 





king-abdullah غير متصل

تابع

الحديث السابع:
الدين النصيحة:
عن ابن رقية تميم بن اوس الدارى رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال"الدين النصيحة"قلنا لمن ؟قال"لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم" رواه البخارى ومسلم
الشرح:
فالنصيحة لله عز وجل هى:النصيحة لدينه كذلك بالقيام باوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره والانابة اليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر الاسلام وشرائعه
والنصيحة لكتابة:الايمان بانه كلام الله وانه مشتمل على الاخبار الصادقة والاحكام العادلة والقصص النافعة وانه يجب ان يكون التحاكم اليه فى جميع شئوننا
والنصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم:الايمان به وانه رسول الله الى جميع العالمين ومحبته والتأسى به وتصديق خبره وامتثال اوامره واجتناب نهيه والدفاع عن دينه
والنصيحة لائمة المسلمين:مناصحتهم ببيان الحق وعدم التشويش عليهم والصبر على ما يحصل منهم من الاذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفة ومساعدتهم ومعاونتهم فيما تجب فيه المعونة كدفع الاعداء ونحو ذلك
والنصيحة لعامة المسلمين:اى سائر المسلمين هى ايضا بذل النصيحة لهم بالدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهى عن المنكر وتعليمهم الخير وما اشبه هذا ومن اجل ذلك صار الدين النصيحة واول ما يدخل فى عامة المسلمين نفس الانسان اى ينصح الانسان نفسه
وفى هذا الحديث من فوائد:
اولا:انحصار الدين فى النصيحة لقول النبى صلى الله عليه وسلم"الدين النصيحة"
ثانيا:ان مواطن النصيحة خمسة:لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم
ومن فوائد هذا الحديث:الحث على النصيحة فى هذه المواطن الخمسة لانها اذا كانت هذه هى الدين فان الانسان بلا شك يحافظ على دينه ويتمسك به ولهذا جعل النبى صلى الله عليه وسلم النصيحة فى هذه المواطن الخمسة
ومن فوائد هذا الحديث:تحريم الغش لانه اذا كانت النصيحة الدين فالغش ضد النصيحة فيكون على خلاف الدين وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال"من غشنا فليس منا


الحديث الثامن:
حرمة المسلم:
عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم واموالهم بحق السلام وحسابهم على الله تعالى" رواه البخارى ومسلم
الشرح:
امرت:اى امره الله تعالى وابهم الفاعل لانه معلوم فان الآمر والناهى هو الله تعالى.
"اقاتل الناس حتى يشهدوا"هذا الحديث عام لكنه خصص بقوله تعالى:"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون"
وكذلك السنة جاءت بان الناس يقاتلون حتى يسلمو او يعطوا الجزية
ومن فوائد هذا الحديث:وجوب مقاتلة الناس حتى يدخلوا فى دين الله او يعطوا الجزية لهذا الحديث وللادلة الاخرى التى ذكرناها
ومن فوائد هذا الحديث:ان من امتنع عن الزكاة فانه يجوز قتاله ولهذا قاتل ابو بكر رضى الله عنه الذين امتنعوا عن الزكاة
ومن فوائد هذا الحديث:ان الانسان اذا دان بالاسلام ظاهرا فان باطنه يوكل الى الله ولهذا قال"فان عصموا منى دماءهم واموالهم وحسابهم على الله"
ومن فوائد هذا الحديث:اثبات الحساب اى:ان الانسان يحاسب على عمله ان خيرا فخير وان شرا فشر قال تعالى:"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره،ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"





الحديث التاسع
التكليف بما يستطاع:
عن ابى هريرةعبد الرحمن بن صخر رضى الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم" رواه البخارى ومسلم
الشرح:
"ما"فى قوله"ما نهيتكم"وفى قوله"ما امرتكم" شرطية يعنى الشئ الذى انهاكم عنه اجتنبوه كله ولا تفعلوا منه شيئا لان الاجتناب هنا اسهل من الفعل
واما المامور فقال"وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم"لان المامور فعل وقد يشق على الانسان ولذلك قيده النبى عليه الصلاة والسلام بقوله"فاتوا منه ما استطعتم"
فيستفاد من هذا الحديث فوائد:وجوب اجتناب ما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنه وكذلك ما نهى الله عنه من باب اولى وهذا ما لم يدل دليل على ان النهى للكراهه
ومن فوائد هذا الحديث:انه لا يجوز فعل بعض المنهى عنه بل يجب اجتناب كله ومحل ذلك ما لم يكن هناك ضرورة تبيح فعله
ومن فوائد هذا الحديث: وجوب فعل ما امر به ومحل ذلك ما لم يقم دليل على ان الامر للاستحباب
ومن فوائده:انه لا يجب على الانسان اكثر مما يستطيع
ومن فوائده:سهولة هذا الدين الاسلامى حيث لم يجب على المرء الا ما يستطيعه
ومن فوائده:ان من عجز عن بعض المامور كفاه ان ياتى بما قدر عليه منه فمن لم يستطع الصلاة قائما صلى قاعداومن لم يستطع قاعدا صلى على جنب وهكذابقية العبادات
ومن فوائد هذا الحديث:انه لا ينبغى للانسان كثرة المسائل لان كثرة المسائل ولا سيما فى زمن الوحى ربما يوجب تحريم شئ لم يحرم او ايجاب شئ لم يجب وانما يقتصر الانسان فى السؤال على ما يحتاج اليه فقط
ون فوائد هذا الحديث:ان كثرة المسائل والاختلاف على الانبياء من اسباب الهلاك كما هلك بذلك من كان قبلنا



الحديث العاشر:
الدعاء واكل الحلال:
عن ابى هريرة رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال تعالى"يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا"وقال تعالى"يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فانى يستجاب له" رواه مسلم
الشرح:
ان الله طيب لا يقبل الا طيبا:طيب فى ذاته طيب فى صفاته وطيب فى افعاله ولا يقبل الا طيبا فى ذاته وطيبا فى كسبه واما الخبيث فى ذاته كالخمر او فى كسبه كالمكتسب بالربا فان الله تعالى لا يقبله فامر الله تعالى للرسل وامره للمؤمنين واحد ان ياكلوا من الطيبات واما الخبائث فانها حرام عليهم
ثم ان الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل الذى ياكل حرام انه تبعد اجابة دعائه وان وجدت منه اسباب الاجابة يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء ويقول يا رب يا رب..........فانى يستجاب له
هذا الرجل اتصف باربع صفات
الاولى:بانه يطيل السفر والسفر وظنة الاجابة اى اجابة الداعى
والثانية:انه اشعث اغبر والله تعالى عند المنكسرة قلوبهم من اجله وهو ينظر الى عباده يوم عرفة ويقول"اتونى شعثا غبرا"وهذا من اسباب الاجابة ايضا
الثالثة:انه يمد يديه الى السماء ومد اليدين الى السماء من اسباب الاجابة فان الله سبحانه وتعالى يستحى من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا
الرابعة:دعاءه اياه يا رب يا رب وهذا توسل الى الله بربوبيته وهو من اسباب الاجابة ولكنه لا تجاب دعوته لان مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى من حرام فاستبعد النبى ان تجاب دعوته
يستفاد من هذا الحديث فوائد:
منها:وصف الله تعالى بالطيب ذاتا وصفاتا وافعالا
ومنها:تنزيه الله تعالى عن كل نقص
ومنها:ان من الاعمال ما يقبلها ومنها ما لا يقبلها
ومنها:ان الله تعالى امر عباده الرسل والمرسل اليهم ان ياكلوا من الطيبات وان يشكروا الله سبحانه وتعالى
ومنها:ان الشكر هو العمل الصالح لقوله تعالى"يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا"
ومنها:ان من شرط اجابة الدعاء اجتناب اكل الحرام
ومنها:اى من اسباب اجابة الدعاء كون الانسان فى سفر
ومنها:اى من اسباب اجابة الدعاء رفع اليدين الى الله
ومنها:اى من اسباب اجابة الدعاء التوسل الى الله بالربوبية لانها هى التى بها الخلق والتدبير
ومنها:ان الرسل مكلفون بالعبادات كما ان المؤمنين مكلفون بها
ومنها:وجوب الشكر لله على نعمه
ومنها:انه ينبغى للانسان ان يفعل الاسباب التى يحصل بها مطلوبه ويتجنب الاسباب التى يمتنع بها مطلوبه


الحديث الحادى عشر
الورع وترك الشبه:
عن ابن محمد الحسن بن على بن ابى طالب-سبط رسول الله وريحانته-رضى الله عنهما قال:حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دع ما يريبك الى مالا يريبك" رواه الترمذى
الشرح:
عن ابن محمد الحسن بن على سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم-رضى الله عنه-وعن ابيه وهو ابن بنت رسول الله وهو افضل الحسنين فان النبى عليه الصلاة والسلام اثنى عليه وقال"ان ابنى هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين"فاصلح الله به بين الفئتين المتنازعتين حين تنازل عن الخلافة لمعاوية بن ابى سفيان فنال بذلك السيادة
ان النبى عليه الصلاة والسلام قال"دع ما يريبك الى مالا يريبك"
يعنى اى اترك الذى ترتاب فيه وتشك فيه الى الشئ الذى لا تشك فيه وهذا يشبه الحديث السابق ان النبى عليه الصلاة والسلام قال"بينهما امور مشتبهات......الخ"فالذى يريبك وتشك فيه سواء كان فى امور الدنيا او فى امور الاخرة فالاحسن ان ترتاح منه وان تدعه حتى لا يكون فى نفسك قلق او اضطراب فيما فعلت
فمن فوائد هذا الحديث:ما دل عليه لفظه من ترك الانسان للاشياء التى يرتاب فيها الى الشياء التى لا يرتاب فيها
ومنها:ان الانسان مامور باجتناب ما يدعوا الى القلق


الحديث الثانى عشر
ترك مالا يعنيك:
عن ابى هريرة رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه" رواه الترمذى وغيره
الشرح:
هذا الحديث اصل فى الادب والتوجيه السليم وهو ان الانسان يترك مالا يعنيه اى مالا يهمه وما لا علاقة له به فان هذا من حسن اسلامه
فيستفاد من هذا الحديث:
اولا:ان الاسلام يتفاوت منه حسن ومنه غير حسن
ثانيا:انه ينبغى للانسان ان يدع ما لا يعنيه لا فى امور دينه ودنياه لان ذلك احفظ لوقته واسلم لدينه وايسر لتقصيره ولو تدخل فى امور الناس التى لا تعنيه لتعب
ثالثا:انه لا يضيع الانسان ما يعنيه اى ما يهمه من امور دينه ودنياه بل يعتنى به ويشتغل به



الحديث الثالث عشر
حب الخير للناس:
عن ابن حمزة انس بن مالك رضى الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه" رواه البخارى ومسلم
الشرح:
"لا يؤمن " يعنى الايمان الكامل وقوله"حتى يحب لاخيه" اى:اخيه المسلم "ما يحب لنفسه" من امور الدين والدنيا لان هذا مقتضى الاخوة الايمانية ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك
فيستفاد من هذا الحديث:ان الايمان يتفاضل منه كامل ومنه ناقص وهذا مذهب اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص
ومن فوائد هذا الحديث:التحذير من ان يحب للمؤمنين ما لا يحب لنفسه لانه ينقص بذلك ايمانه حتى ان الرسول صلى الله عليه وسلم نفى عنه الايمان مما يدل على اهمية محبة الانسان لاخوانه ما يحب لنفسه
ومن فوائد الحديث:تقوية الروابط بين المؤمنين
ومن فوائد هذا الحديث:ان من اتصف به فانه لا يمكن ان يتعدى على احد من المؤمنين فى ماله او فى عرضه او اهله لانه لا يحب ان يعتدى احد عليه بذلك فلا يمكن ان يحب اعتداءه هو على احد فى ذلك
ومن فوائد الحديث:ان الامة الاسلامية يجب ان تكون يدا واحدة وقلبا واحدا وهذا ماخوذ من كون كمال الايمان ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه
ومن فوائد هذا الحديث:استعمال ما يكون به العطف فى اساليب الكلام فى قوله"لاخيه" ولو شاء لقال"لا يؤمن احدكم حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه" لكنه قال لاخيه استعطافا للانسان ان يحب للمؤمن ما يحب لنفسه



الحديث الرابع عشر:
متى يهدر دم المسلم:
عن ابن مسعود رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يحل دم مسلم الا باحدى ثلاث:الثيب الزانى والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة" رواه البخارى ومسلم
الشرح:
هذا الحديث بين فيه الرسول عليه الصلاة والسلام ان دماء المسلمين محترمة وانها محرمة لا يحل انتهاكها الا باحدى ثلاث:
"الثيب الزانى"وهو الذى تزوج ثم زنى بعد ان من الله عليه بالزواج فهذا يحل دمه لان حده ان يرجم بالحجارة حتى يموت
"النفس بالنفس"وهذا فى القصاص لقوله تعالى"يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى"
"التارك لدينه المفارق للجماعة"والمراد به من خرج على الامام فانه يباح قتله حتى يرجع ويتوب وهناك اشياء لم تذكر فى هذا الحديث مما يحل فيها دم المسلم لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كلامه يجمع بعضه من بعض ويكمل بعضه من بعض
فى هذا الحديث فوائد:منها احترام المسلم وانه معصوم الدم
ومن فوائد هذا الحديث:وجوب رجم الزانى وجواز القصاص لكن الانسان مخير-اعنى من له القصاص-بين ان يقتص او يعفو الى الدية او يعفو مجانا ووجوب قتل المرتد اذا لم يتب



الحديث الخامس عشر
الكرم والصمت:
عن ابى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه" رواه البخارى ومسلم
الشرح:
هذا الحديث من الآداب الاسلامية الواجبة:
الاول:اكرام الجار فان الجار له حق قال العلماء:اذا كان الجار قريبا مسلما فله ثلاث حقوق:الجوار والاسلام والقرابة وان كان مسلما غير قريب فله حقان واذا كان كافرا غير قريب فله حق واحد وهو حق الجوار
واما الضيف فهو الذى نزل بك وانت فى بلدك وهو مار مسافر فهو غريب محتاج واما القول باللسان فهو من اخطر ما يكون على الانسان فلهذا كان مما يجب عليه ان يعتنى بما يقول فيقول خيرا او ليصمت
ففى هذا الحديث من الفوائد:
اولا:وجوب اكرام الجار فيكون بكف الاذى وبذل المعروف له فمن لا يكف الاذى عن جاره فليس بمؤمن لقول النبى عليه الصلاة والسلام"والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن" قالوا : من يا رسول الله؟قال:"من لا يأمن جاره بوائقه"
ومن فوائد هذا الحديث:وجوب اكرام الضيف لقوله صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه" ومن اكرامه احسان ضيافته والواجب فى الضيافة يوم وليلة وما بعده فهو تطوع ولا ينبغى لضيف ان يكثر على مضيفه بل يجلس بقدر الضرورة فاذا ذاد عن ثلاثة ايام فليستأذن من مضيفه حتى لا يكلف عليه
ومن فوائد هذا الحديث:رعاية الاسلام للجوار والضيافة فهذا يدل على كمال الاسلام وانه متضمن للقيام بحق الله سبحانه وتعالى وبحق الناس
ومن فوائد هذا الحديث:انه يصح نفى الايمان لانتفاء كماله لقوله"من كان يؤمن بالله واليوم الاخر"
ونفى الايمان ينقسم الى قسمين:
نفى مطلق:وهو الذى يكون الانسان به كافرا كفرا مخرجا عن الملة
ومطلق نفى: وهذا الذى يكون به الانسان كافرا فى هذه الخصلة التى فرط فيها لكنه معه اصل الايمان



الحديث السادس عشر
النهى عن الغضب:
عن ابى هريرة رضى الله عنه ان رجلا قال للنبى صلى الله عليه وسلم:اوصنى قال:"لا تغضب" فردد مرارا قال:"لا تغضب" رواه البخارى
الشرح:
الوصية:هى العهد الى الشخص بالامر الهام وهذا الرجل طلب من النبى ان يوصيه فقال "لا تغضب" وعدل النبى عن الوصية بالتقوى التى اوصى الله عز وجل بها هذه الامة واوصى بها الذين اوتوا الكتاب من قبلنا الى قوله:لا تغضب" لانه يعلم من حال هذا الرجل-والله اعلم- انه كثير الغضب ولهذا اوصاه بقوله"لا تغضب"
وليس المراد النهى عن الغضب الذى هو طبيعة من طبيعة الانسان ولكن المراد املك نفسك عند الغضب لان الغضب جمرة يلقيها الشيطان فى قلب ابن آدم فلهذا تجده تحمر عيناه وتنتفخ اوداجه وربما يذهب شعوره بسبب الغضب وربما يندم ندما عظيما على ما حصل منه فلهذا اوصى النبى بهذه الوصية


الحديث السابع عشر
الرفق والاحسان:
عن ابى يعلى شداد بن اوس رضى الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ان الله كتب الاحسان على كل شئ فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته" رواه مسلم
الشرح:
الاحسان ضد الاساءة وهو معروف
"كتب" بمعنى شرع وقوله"على كل شئ" الذى يظهر انها بمعنى فى كل شئ يعنى الاحسان ليس خاصا فى بنى آدم بل هو عام فى كل شئ
ومن فوائد هذا الحديث:ان الله سبحانه وتعالى جعل الاحسان فى كل شئ حتى فى ازهاق الروح
ومن فوائد هذا الحديث: وجوب احسان القتلة وذلك بان يسلك اسهل الطرق لازهاق الروح ولكن على وجه الشرع
ومن فوائد هذا الحديث:طلب تفقد آلات الذبح
ومن فوائد هذا الحديث: طلب راحة الذبيحة عند الذبح ومن ذلك ان يضجعها برفق وان يضع رجله على عنقها فقط وذلك لاراحتها فى الحركة ولخروج الدم عنها


الحديث الثامن عشر:
التقوى وحسن الخلق:
عن ابى ذر جندب بن جنادة وابى عبد الرحمن معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" رواه الترمذى
الشرح:
قوله"اتق الله" فعل امر من التقوى وهو اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل اوامره واجتناب نواهيه فهذا هو التقوى
"اتق الله حيثما كنت" فى اى مكان كنت فلا تتقى الله فى مكان يراك الناس فيه ولا تتقيه فى مكان لا يراك فيه احد
"واتبع السيئة الحسنة تمحها"يعنى اجعل الحسنة تتبع السيئة وان تتوب الى الله فهى حسنة
وفى هذا الحديث من فوائد: حرص النبى عليه الصلاة والسلام على امته بتوجيههم لما فيه الخير والصلاح ومنها وجوب تقوى الله
ومن فوائد هذا الحديث:الاشارة الى ان السيئة اذا اتبعتها الحسنة فانها تمحوها وهذا عام فى كل حسنة وسيئة اذا كانت الحسنة هى التوبة لان التوبة تهدم ما قبلها
اما اذا كانت الحسنة غير التوبة فان هذا يكون بالموازنة فاذا رجح العمل الحسن على العمل السئ زال اثره
ويستفاد منه مشروعية مخالقة الناس بالخلق الحسن


الحديث التاسع عشر
عناية الله وحفظه:
عن ابى العباس عبد الله بن عباس رضى الله عنه قال :كنت خلف النبى صلى الله عليه وسلم يوما فقال:"يا غلام انى اعلمك كلمات:احفظ الله يحفظك ،احفظ الله تجده تجاهك،اذا سالت فاسال الله،واذا استعنت فاستعن بالله،واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشئ لم ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشئ لم يضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك،رفعت الاقلام وجفت الصحف" رواه الترمذى
الشرح:
قوله "كنت خلف النبى"يحتمل انه راكب معه ويحتمل انه يمشى معه
قال"انى اعلمك كلمات" من اجل ان ينتبه لها
"احفظ الله"اى احفظ حدوده وشريعته يحفظك الله فى دينك واهلك ومالك ونفسك
وتجده تجاهك اى تجده امامك يدلك على كل خير ويقربك اليه
"اذا سالت فاسال الله"اذا سالت حاجة فلا تسال الا الله ولا تسال المخلوق
"اذا استعنت فاستعن بالله"الا تطلب العون الا من الله لانه هو الذى بيده كل شئ واذا طلبت من انسان فان الله هو الذى سخره لك
"واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشئ......."اذن فان نفع الخلق الذى ياتى للانسان فهو من الله فى الحقيقة لانه هو الذى كتبه له وهذا يحثنا على ان نعتمد على الله عز وجل
" ولو اجتمعوا على ان يضروك بشئ........."وعلى هذا فان نالك الضرر من احد فاعلم ان الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وقدره
"رفعت الاقلام وجفت الصحف"اى ان ما كتبه الله قد انتهى ولا تبديل لكلمات الله
وفى هذا الحديث فوائد منها:
ملاطفة النبى لمن هو دونه حيث قال يا غلام
انه ينبغى لمن القى كلاما ذا اهمية ان يقدم له ما يوجب لفت الانتباه
ان من حفظ الله حفظه
وان من اضاع الله-اى اضاع دين الله- فان الله يضيعه
ان من حفظ الله هداه ودله على ما فيه الخير وان من لازم حفظ الله له ان يمنع عنه الشر
ان الانسان اذا احتاج الى معونة فليستعن بالله ولكن لا مانع ان يستعين بغير الله ممن يمكن ان يعينه
ان الامة لن تستطيع ان ينفعوا احدا الا اذا كان الله قد كتبه له ولا ان يضروه الا ان يكون الله قد كتب ذلك عليه
ان كل شئ مكتوب منتهى من







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 22-02-2007, 12:02 PM   رقم المشاركة : 3
king-abdullah
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية king-abdullah
 





king-abdullah غير متصل

تابع

الحديث العشرون
الحياء والايمان:
عن ابى مسعود عقبة بن عمرو الانصارى البدرى رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى:اذا لم تستح فاصنع ما شئت" رواه البخارى
الشرح:
اى ان من بقايا النبوة الاولى التى كانت فى الامم السابقة واقرتها هذه الشريعة انك اذا لم تفعل فعلا يستحى منه فاصنع ما شئت هذا احد وجهين وان الانسان اذا لم يستح يصنع ما يشاء ولا يبالى
ومن فوائد هذا الحديث: ان الحياء من الاشياء التى جاءت بها الشرائع السابقة وان الانسان ينبغى له ان يكون صريحا فاذا كان الشئ لا يستحى منه فليفعله وهذا الاطلاق مقيد بما اذا كان فى فعله مفسدة


الحديث الحادى والعشرون
الايمان والاستقامة:
عن ابى عمرو وقيل:ابى عمرة سفيان بن عبد الله رضى الله عنه قال:قلت يا رسول الله قل لى فى الاسلام قولا لا اسال عنه احداغيرك قال:"قل آمنت بالله ثم استقم" رواه مسلم
الشرح:
معنى"قل آمنت بالله ثم استقم"يعنى قولا يكون جامعا واضحا بيناوآمنت بالله هذا بالقلب والاستقامة تكون بالعمل فاعطاه النبى صلى الله عليه وسلم كلمتين تتضمنان الدين كله ف"آمنت بالله"يشمل ايمانا بكل ما اخبر الله به عز وجل عن نفسه وعن اليوم الاخر وعن رسلهوتتضمن ايضا الانقياد ولهذا قال"ثم استقم" وهو مبنى على الايمان ومن ثم اتى ب"ثم"الدالة على الترتيب والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم صراط الذين انعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ومتى بنى الانسان حياته على هاتين الكلمتين فهو سعيد فى الدنيا والاخره
فهذا الحديث من فوائد حرص الصحابه رضى الله عنهم على السؤال عما ينفعهم فى دينهم ودنياهم
ومنها عقل ابى عمرو او ابى عمرة حيث سأل هذا السؤال العظيم الذى فيه النهايه ويستغنى عن سؤال اى احد حيث قال:قل لى فى الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك
ومنها انه اجمع وصيه وانفع وصيه ما تضمنه هذا الحديث الايمان بالله ثم الاستقامه على ذلك بقوله أمنت بالله ثم استقم) ومن فوائد هذا الحديث : ان الايمان بالله لا يكفى عن الاستقامه بل لابد من ايمان بالله واستقامه على دينه. ومنها : ان الدين الاسلامى مبنى على هذين الامرين, الايمان ومحله القلب,والاستقامه ومحلها الجوارح,وان كان للقلب منها نصيب لكن الاصل انها فى الجوارح والله اعلم.


الحديث الثانى والعشرون
الطريق الى الجنه:
عن ابى عبد الله بن الجابر بن عبد الله النصارى رضى الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال:ارايت اذا صليت المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذللك شيئا أأدخل الجنه, قال :نعم
قال النووى :ومعنى حرمت الحرام:اجتنبته,ومعنى أحللت الحلال :فعلته معتقدا حله.
الشرح: الحديث الثانى و العشرون عن ابى عبد الله جابر بن عبد الله الانصارى رضى الله عنهما ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت) بمعنى : اخبرنى (ارايت اذ صليت المكتوبات ) بمعنى الفرائض وهى الفرائض الخمس والجمعه وصمت رمضان وهو الشهر الذى بين شعبان وشوال,(واحللت الحلال) اى فعلته معتقدا حله (وحرمت الحرام)اى اجتنبته معتقدا تحريمه(ولم ازد على ذلك اادخل الجنه؟ قال :نعم؟)
وهذا الحديث لم يذكر فيه الزكاه ولم يذكر فيه الحج فاما ان يقال :ان ذلك داخلا فى قوله (حرمت الحرام) لان ترك الحج حرام وترك الزكاه حرام .
ويمكن ان يقال :اما بالنسبة للحج فربما يكون هذا الحديث قبل فرضه واما بالنسبة للزكاة فلعل النبى صلى الله عليه وسلم علم من حال هذا الرجل انه فقير وليس من اهل الزكاة فخاطبه على قدر حاله
وفى هذا الحديث من الفوائد:حرص الصحابة على سؤال النبى صلى الله عليه وسلم
وفيه ان الغاية من هذه الحياة هى دخول الجنة
وفيه ايضا:اهمية الصلوات المكتوبات وانها سبب لدخول الجنة مع باقى ما ذكر فى الحديث
وفيه ايضا:اهمية الصيام
وفيه:وجوب احلال وتحريم الحرام اى ان يفعل الانسان الحلال معتقدا حله وان يتجنب الحرام معتقدا تحريمه ولكن الحلال يخير فيه الانسان ان شاء فعله وان شاء لم يفعله اما الحرام فلابد ان يتجنبه ولابد ان يصطحب هذا اعتقادا اى ان تفعل الحلال معتقدا حله والحرام تجتنبه معتقدا تحريمه
ومن فوائد هذا الحديث:ان السؤال معاد فى الجواب فان قوله:"نعم" يعنى تدخل الجنة



الحديث الثالث والعشرون
وسائل الخير:
عن ابن مالك الحارث بن عاصم الاشعرى رضى الله عنه قال قال النبى صلى الله عليه وسلم:"الطهور شطر الايمان والحمد لله تملا الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والارض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك او عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها" رواه مسلم
الشرح:
"شطر الايمان " اى نصفه وذلك ان الايمان تخلى وتحلى اما التخلى فهو التخلى عن الاشراك لان الشرك بالله نجاسة
فلهذا كان الطهور شطر الايمان وقيل ان معناه ان الطهور للصلاة شطر الايمان لان الصلاة ايمان ولا تتم الا بطهور
"والحمد لله تملا الميزان"اى وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية تملا الميزان اى ميزان الاعمال لانها عظيمة عند الله عز وجل
والجمع بين سبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والارض وذلك لعظمهما لاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن كل نقص وعلى اثبات الكمال لله
وان الصلاة هى نور فى القلب واذا استنار القلب استنار الوجه وهى كذلك نور يوم القيامة
والصدقة دليل على صدق صاحبها وانه يحب التقرب الى الله وذلك لان المال محبوب الى النفس ولكنه يضحى به من اجل التقرب الى الله ومن اجل الثواب
والصبر بانواعه الثلاثة :صبر على طاعة وصبر عن معصية وصبر على اقدار الله هو ضياء اى يعنى نور مع حرارة وهو كذلك لانه شاق على النفس
والقرآن ان عملت به كان حجة لك وان اعرضت عنه كان حجة عليك
وان الانسان اذا عمل بطاعة واستقام فقد اعتق نفسه اى حررها من رق الشيطان والهوى وان كان العكس فقد اهلكها
ففى هذا الحديث من فوائد:
الحث على الطهور
الحث على حمد الله وتسبيحه
الحث على الصلاة
الحث على الصدقة
الحث على الصبر
ان القرآن حجة للانسان او عليه
ومن فوائد هذا الحديث:ان كل الناس لابد ان يعمل وان العامل اما ان يعتق نفسه او يوبقها وان الحرية حقيقة هى القيام بطاعة الله وليست اطلاق الانسان نفسه ليعمل كل شئ اراده


الحديث الرابع والعشرون
حرمة الظلم:
عن ابى ذر الغفارى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل انه قال:"يا عبادى انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظلموا يا عبادى كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى اهدكم يا عبادى كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعمونى اطعمكم يا عبادى كلكم عار الا من كسوته فاستكسونى اكسكم يا عبادى انكم تخطئون باليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى اغفر لكم يا عبادى انكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى يا عبادى لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما ذاد ذلك فى ملكى شيئا يا عبادى لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكى شيئا يا عبادى لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسالونى فاعطيت كل واحد مسالته ما نقص ذلك مما عندى الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر يا عبادى انما هى اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه" رواه مسلم
الشرح:
هذا الحديث من الاحاديث القدسية لان النبى يرويه عن الله تعالى وقد بين الله تعالى انه حرم الظلم على نفسه فلا يظلم احدا
وانه جعل الظلم محرما بيننا وان العباد كلهم ضال الا من هداه الله وانه يجب طلب الهداية من الله وان العباد كلهم جياع الا من اطعمه الله ولذلك طلب من العباد ان يستطعموه ليطعمهم وذلك لان الذى يخرج الزرع ويدر الضرع هو الله
وان الناس يخطئون باليل والنهار ولكن هذا الخطاء له دواء-ولله الحمد-وهو ان يطلبوا المغفرة والمغفرة هى ستر الذنب مع التجاوز عنه
وان الله تعالى غنى عن العالمين ولو كفر كل اهل الارض فلن يضروا الله شئ ولو آمن كل اهل الارض لن ينفعوا الله شيئا
وان لو كل العالمين اتقوا الله ما زاد ذلك فى ملك الله شيئا ولو ان كل العالمين عصوا الله ما نقص ذلك من ملكه شيئا وانه لو اعطى كل انسان مسالته ما نقص ذلك من ملكه شيئا
وان الاعمال تكتب على الانسان ويجازيه الله عليها
ومن فوائد هذا الحديث:ان الله حرم الظلم على نفسه لكمال عدله
وان الظلم بيننا محرم والظلم يكون فى الدماء والاموال والاعراض
وان الاصل فى الانسان الضلال والجهل والغى والظلم
ومن فوائده: وجوب طلب الهداية من الله
ومن فوائد هذا الحديث:ان كل العباد جائعون الى الطعام الا من اطعمه الله ويترتب على هذه الفائدة سؤال الانسان ربه واستغناؤه عن سؤال العباد
وايضا ان العباد عراة الا من كساه الله
ومن فوائد هذا الحديث: ان الخطاء يقابله مغفرة وان الله يغفر الذنوب جميعا ويترتب على هذا ان الانسان كلما اخطاء استغفر الله وان الذنوب مهما كثرت فان الله يغفرها اذا استغفر الانسان
وان الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئا
وان العاصى سوف يلوم نفسه اذا كان فى وقت لا ينفعه اللوم ولا الندم


الحديث الخامس والعشرون
فضل الذكر:
عن ابى ذر رضى الله عنه ايضا ان اناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم :يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم قال:"اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة وامر بالمعروف صدقة ونهى عن منكر صدقة وفى بضع احدكم صدقة" قالوا: يا رسول الله اياتى احدنا شهوته ويكون له فيها اجر؟قال:"ارايتم لو وضعها فى حرام اكان عليه وزر فكذلك اذا وضعها فى الحلال كان له اجر" رواه مسلم
الشرح:
هؤلاء الاناس من اصحاب الرسول كانوا فقراء واهل الدثور هم اهل الاموال
لما اشتكى الفقراء الى الرسول انه ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون بفضول اموالهم يعنى والفقراء لا يتصدقون فبين لهم النبى الصدقة التى يطيقونها فقال:ان يقول الانسان سبحان الله صدقة والله اكبر صدقة والحمد لله صدقة ولا اله الا الله صدقة واذا امر شخصا ان يفعل طاعة فهذه صدقة واذا نهى شخصا عن منكر فان ذلك صدقة واذا اتى الرجل زوجته فان ذلك صدقة وكل هذا يطيقه الفقراء
وفى هذا الحديث من فوائد:
حرص الصحابة الى السبق فى الخيرات
ان كل قول يقرب الى الله فهو صدقة
الترغيب فى الاكثار من هذه الاذكار
ان الاكتفاء بالحلال عن الحرام يجعل الحلال قربة وصدقة
حسن تعليم الرسول بايراد كلامه على سبيل الاستفهام حتى يقنع المخاطب بذلك ويطمئن قلبه


الحديث السادس والعشرون
من طرق الخير:
عن ابى هريرة رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل فى دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة" رواه البخارى ومسلم
الشرح:
كل سلامى اى كل عضو ومفصل من الناس عليه صدقة وذلك فى كل يوم تطلع فيه الشمس
والمعنى انه كلما جاء يوم صار على كل مفصل من مفاصل الانسان صدقة يؤديها شكرا لله تعالى على نعمة العافية وعلى البقاء ولكن هذه من افضل الصدقات
ومن الصدقات ان تعين اخاك المسلم فى دابته وايضا الكلمة الطيبة والخروج الى الصلاة وازالة الاذى عن الطريق من ماء او حجر او زجاج
وفى هذا الحديث فوائد منها:
ان كل انسان عليه صدقة كل يوم
ان كل ما يقرب الى الله من عبادة واحسان الى خلقه فانه صدقة


الحديث السابع والعشرون
البر والاثم:
عن النواس بن سمعان رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال"البر حسن الخلق والاثم ما حاك فى نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس" رواه مسلم
الشرح:
البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير وحسن الخلق يعنى ان يكون الانسان واسع البال منشرح الصدر مطمئن القلب فاذا كان الانسان حسن الخلق مع الله ومع عباد الله حصل له الخير الكثير وانشرح صدره للاسلام
واما الاثم فبينه النبى بانه ما حاك فى نفسك وهو يخاطب النواس وهو صحابى جليل فلا يحيك فى نفسه
واما اهل الفسوق والفجور فان الاثام لا تحيك فى صدورهم ولا يكرهون ان يطلع عليها الناس
ولكن الكلام مع الرجل المستقيم فانه اذا هم بسيئة حاك ذلك فى نفسه وكره ان يطلع الناس على ذلك وهذا الميزان الذى ذكره النبى عليه الصلاة والسلام انما يكون مع اهل الخير
ومن فوائد هذا الحديث:
فضيلة حسن الخلق وان حسن الخلق من البر
ان ميزان الاثم ان يحيك بالنفس ولا يطمئن اليه القلب
ان المؤمن يكره ان يطلع الناس على عيوبه بخلاف المستهتر الذى لا يبالى
ان الانسان ينبغى له ان ينظر الى ما يكون فى نفسه دون ما يفتيه الناس به


الحديث الثامن والعشرون
وجوب لزوم السنة:
عن ابى نجيح العرباص بن سارية رضى الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا:يا رسول الله كانها موعظة مودع فاوصنا قال"اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة" رواه ابو داود والترمذى
الشرح:
الوعظ هو التذكير المقرون بالترغيب او الترهيب وقالوا انها موعظة مودع لان موعظة المودع تكون موعظة بالغة قوية
وتقوى الله هى اتخاذ وقاية من عقابه بفعل اوامره واجتناب نواهيه وهذا حق الله عز وجل والسمع والطاعة يعنى لولاة الامور اى اسمعوا ما يقولون وما به يامرون واجتنبوا ما عنه ينهون
ومن فوائد هذا الحديث:حرص النبى صلى الله عليه وسلم على موعظة اصحابه كما انه حريص على ان يعظهم احيانا بتبليغهم الشرع
ومنها انه ينبغى للواعظ ان ياتى بموعظة مؤثرة فى الاسلوب وكيفية الالقاء ولكن بشرط الا ياتى باحاديث ضعيفة او موضوعة
ومن فوائد هذا الحديث:
ان العادة اذا اراد الانسان ان يفارق اصحابه واخوانه فانه يعظهم موعظة بليغة لقوله: كانها موعظة مودع
طلب الوصية من اصحاب العلم
انه لا وصية افضل من الوصية بتقوى الله عز وجل
الوصية بالسمع والطاعة لولاة الامور وان كانوا عبيدا
ظهور آية من آيات الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال"من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا" والذين عاشوا من الصحابة راوا اختلافا كثيرا كما يعلم ذلك من التاريخ
ومن فوائد هذا الحديث:
لزوم التمسك بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام
انه ينبغى التمسك الشديد حتى يعض عليها بالنواجذ لئلا تفلت من الانسان
التحذير من محدثات الامور وهى المحدثات فى الدين
ان كل بدعة ضلالة وانه ليس من البدع ما هو مستحسن كما زعمه بعض العلماء بل كل البدع ضلالة وذلك لقول الرسول"فان كل بدعة ضلالة


الحديث التاسع والعشرون
طرق الجنة:
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال:قلت يا رسول الله اخبرنى بعمل يدخلنى الجنة ويباعدنى عن النار قال"لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت" ثم قال" الا ادلك على ابواب الخير:الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل فى جوف الليل" ثم تلا(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون،فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون) السجدة
ثم قال"الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه الجهاد" ثم قال"الا اخبرك بملاك ذلك كله"قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسانه وقال"كف عليك هذا" قلت يا نبى الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال"ثكلتك امك وهل يكب الناس فى النار على وجوههم-او قال-على مناخرهم الا حصائد السنتهم؟! رواه الترمذى
الشرح:
الجنة هى الدار التى اعدها الله عز وجل لعباده المتقين فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
والنار هى الدار التى اعدها للكافرين وفيها من العذاب الشديد ما هو معلوم فى الكتاب والسنة وينبغى لكل مؤمن ان يكون هذا اهم شئ عنده ان يدخل الجنة ويباعد عن النار
وقول النبى صلى الله عليه وسلم"لقد سألت عن عظيم"اى شئ ذى عظمة وهو الفوز بالجنة والنجاة من النار
وعبادة الله هى القيام بطاعته امتثالا لامره واجتنابا لنهيه مخلصا له ولا نشرك به شيئا لانه من شرط العبادة الاخلاص له عز وجل
ومن العمل الذى يدخل الجنة ويباعد عن النار اقامة الصلاة ومعنى اقامتها ان تاتى بها مستقيمة تامة الاركان والواجبات والشروط وتكميلها بمكملاتها
وايتاء الزكاة وهى المال الذى اوجبه الله عز وجل يخرجه الانسان من اموال معينة بشروط معينة
وصوم رمضان وهو ايضا معلوم والصوم هو التعبد لله بالامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس
وحج البت الحرام وهو الكعبة لاداء المناسك
وهذه هى اركان الاسلام الخمسة
ثم جاءت ابواب الخير اى ما تتوصل به الى الخير فقول النبى"الصوم جنة" يعنى انه وقاية يقى من المعاصى فى حال الصوم ويقيه من النار يوم القيامة
والصدقة هى بذل المال للفقير والمحتاج تقربا الى الله وهذه الصدقة تطفئ الخطيئة اى ما اخطاء به الانسان من ترك واجب او فعل محرم وان الصدقة لا تبقى من الذنوب شيئا
والصلاة فى وسط الليل افضل صلاة وهى فى النصف الثانى من الليل
ثم قرأ الرسول قول الله تعالى(تتجافى جنوبهم عن..........) قرأها استشهادا بها عن الصدقة وصلاة الليل اللتان ذكرهما الرسول فى هذا الحديث
ثم ذكر رأس الامر الاسلام والامر يعنى الشأن الذى هو اعظم الشئون فرأسه الاسلام لان الاسلام يعلو ولا يعلى عليه وبالاسلام يعلو الانسان على شرار عباد الله من الكفار والمنافقين وعموده الصلاة لان عمود الشئ ما يبنى عليه الشئ ويستقيم به ولان ترك الصلاة يخرج الانسان من الاسلام الى الكفر والعياذ بالله وذروة سنامه الجهاد فى سبيل الله والسنام ما علا من ظهر البعير وذلك لان بالجهاد يعلو المسلمون على اعدائهم
ثم قال النبى "الا اخبرك بملاك الامر" اى بما به ملاك هذا الامر كله وهو ان نكف السنتنا ولا نطلقه بالكلام لانه خطر
واذا اطلق الانسان لسانه كان سببا ان يكب على وجهه فى النار والعياذ بالله
وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة:
منها حرص الصحابة على الاعمال التى تدخل الجنةوتبعدهم عن النار وان هذا هو اهم شئ عندهم
ومنها اثبات الجنة والنار
ومنها بيان ان سؤال معاذ عظيم لان عوضه عظيم ثم بين عليه الصلاة والسلام ان هذا الشئ العظيم يسير على من يسره الله عليه فيستفاد من هذا انه ينبغى للانسان ان يلجأ الى الله عز وجل فى طلب تيسير الامور
وان اولى شئ واعظمه توحيد الله عز وجل والاخلاص لله
واهمية الصلاة لان الرسول ذكرها بعد الاخلاص
وتقديم الزكاة على الصوم لانها آكد
وتقديم الصوم على الحج لانه يتكرر كل عام بخلاف الحج فانه لا يجب الا مرة فى العمر
الاشارة الى اركان الاسلام الخمسة
وان للخير ابوابا وان هذه الابواب لها مداخل
ان الصوم جنة اى مانع للصائم من اللغو والرفث ومن قول الزور وايضا يقى الصائم من النار
وفضيلة الصدقة
وصلاة الرجل فى جوف الليل تطفئ الخطيئة
وان النبى صلى الله عليه وسلم يستدل بالقرآن
وان النبى صلى الله عليه وسلم يعرض المسائل بصيغة استفهام لتنبيه المخاطب
وان الامر-اى شأن الخلق-له رأس وله عمود وله ذروة فرأس الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد فى سبيل الله
وان تارك الصلاة كافر وعلوم ان العمود اذا سقط سقط البنيان
وان الجهاد فيه علو الاسلام ورفعته
وان الذى يملك هذا كله هو حفظ اللسان وخطر اللسان على الانسانانه يكون سبب فى ان يكب فى النار







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 22-02-2007, 12:10 PM   رقم المشاركة : 4
king-abdullah
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية king-abdullah
 





king-abdullah غير متصل

تابع

الحديث الثلاثون

حقوق الله و حدوده

عن أبى ثعلبة الخشنى جرثوم بن ناشر رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: "ان الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، و حد حدودا فلا تعتدوها، و حرم أشياء فلا تنتهكوها، و سكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان، فلا تبحثوا عنها" حديث حسن، رواه الدارقطنى و غيره.

الشرح

قوله صلى الله عليه و سلم: "ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها" أى: أوجب ايجابا حتميا على عباده فرائض معلومة و لله الحمد، كالصلوات الخمس، و الزكاة، و الصيام، و الحج، و بر الوالدين، و صلة الأرحام، و غير ذلك.
"فلا تضيعوها" أى: لا تهملوها اما بترك، أو بالتهاون، أو ببخسها، أو نقصها.
"و حد حدودا" أى: أوجب واجبات و حددها بشروط و قيود. "فلا تعتدوها" أى: لا تتجاوزوها.
"و حرم أشياء فلا تنتهكوها" حرم أشياء مثل الشرك، و عقوق الوالدين، و قتل النفس التى حرمها الله الا بالحق، و الخمر، و السرقة، و أشياء كثيرة.
"فلا تنتهكوها" أى : فلا تقعوا فيها، لإن وقوعكم فيها انتهاك لها، "و سكت عن أشياء" أى : لم يفرضها و لم يوجبها و لم يحرمها. "رحمة بكم" من أجل الرحمة و التخفيف عليكم، "غير نسيان" فان الله تعالى لا ينسى كما قال موسى عليه الصلاة و السلام: (لا يضل ربى و لا ينسى) (طه:52)، فهو تركها جل و علا رحمة بالخلق، ليس نسيان لها.
"فلا تسألوا عنها" أى: لا تبحثوا عنها.

فى هذا الحديث من الفوائد:
- حسن بيان الرسول صلى الله عليه و سلم، حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين.
و من فوائده: أن الله تعالى فرض على عباده فرائض أوجبها عليهم على الحتم و اليقين.
و الفرائض قال أهل العلم: أنها تنقسم الى قسمين: فرض كفاية، و فرض عين.
فأما فرض الكفاية: فانه ما قصد فعله بقطع النظر عن فاعله، و حكمه أنه اذا قام به من يكفى سقط عن الباقين.

و فرض العين هو: ما قصد به الفعل و الفاعل، وو جب على كل أحد بعينه.
فأما الأول: فمثله الأذان و الاقامة و صلاة الجنازة و غيرها.
و أما الثانى: فمثل الصلوات الخمس و الزكاة و الصوم و الحج.
و قوله: "و حد حدودا" أى: أوجب واجبات محددة و معينة بشروطها.

فيستفاد من هذا الحديث: أنه لا يجوز للانسان أن يتعدى حدود الله، و يتفرع من هذه الفائدة أنه لا يجوز المغالاة فى دين الله، و لهذا أنكر النبى صلى الله عليه و سلم على الذين قال أحدهم: "أنا أصوم و لا أفطر، و قال الثانى: أنا أقوم و لا أنام، و قال الثالث: أنا لا أتزوج النساء" أنكر عليهم و قال: "و أما أنا فأصلى و أنام، و أصوم و أفطر، و أتزوج النساء، فمن رغب عن سنتى فليس منى".
و من فوائد هذا الحديث: تحريم انتهاك المحرمات لقوله: "فلا تنتهكوها" ثم ان المحرمات نوعان: كبائر، و صغائر.
فالكبائر لا تغفر الا بتوبة، و الصغائر: تكفرها الصلاة و الحج و الذكر و ما أشبه ذلك.
و من فوائد الحديث: أن ما سكت الله عنه فهو عفو، فاذا أشكل علينا حكم الشىء هل هو واجب أم ليس بواجب و لم نجد له أصلا فى الوجوب، فهو مما عفا الله عنه، و اذا شككنا هل هذا حرام أم ليس حراما و هو ليس أصله التحريم، كان هذا أيضا مما عفا الله عنه.
و من فوائد الحديث: انتفاء النسيان عن الله عز و جل، و هذا يدل على كمال علمه، و أن الله عز و جل بكل شىء عليم فلا ينسى ما علم و لم يسبق علمه جهلا، بل هو بكل شىء عليم أزلا و أبدا.
و من فوائد الحديث: أنه لا ينبغى فى البحث و السؤال الا ما دعت اليه الحاجة، و هذا فى عهد النبى صلى الله عليه و سلم، لأنه عهد التشريع و يخشى أن أحدا يسأل عن شىء لم يجب فيوجبه من أجل مسألته أو لم يحرم فيحرم من أجل مسألته، و لهذا نهى النبى صلى الله عليه و سلم عن البحث عنها فقال: "فلا تبحثوا عنها


الحديث الحادى و الثلاثون

فضل الزهد

عن أبى العباس سهل بن سعد الساعدى رضى الله عنه قال: جاء رجل الى النبى صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله، دلنى على عمل اذا عملته أحبنى الله و أحبنى الناس، فقال: "ازهد فى الدنيا يحبك الله، و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس" حديث حسن. رواه ابن ماجه و غيره بأسانيد حسنة.

الشرح

عن أبى العباس سهل بن سعد الساعدى –رضى الله عنه- قال: جاء رجل الى النبى صلى الله عليه و سلم و لم يبين اسم الرجل، لأنه ليس هناك ضرورة الى معرفته اذ أن المقصود معرفة الحكم و معرفة القضية. فقال: "يا رسول الله، دلنى على عمل اذا عملته أحبنى الله، و أحبنى الناس" و هذا الطلب لا شك أنه مطلب عالى يطلب فيه هذا السائل ما يجلب محبة الله له و ما يجلب محبة الناس له، فقال له النبى صلى الله عليه و سلم: "ازهد فى الدنيا" يعنى: اترك فى الدنيا ما لا ينفعك فى الآخرة، و هذا يتضمن أنه يرغب فى الآخرة، لأن الدنيا و الآخرة ضرتان اذا زهد فى احداهما فهو راغب فى الأخرى بل هذا يتضمن أن الانسان يحرص على القيام بأعمال الآخرة من فعل الأوامر و ترك النواهى و يدع ما لا ينفعه فى الآخرة من الأمور التى تضيع وقته و لا ينتفع بها أما ما يكون سببا لمحبة الناس، فقال: "ازهد فيما عند الناس يحبك الناس" فلا يطلب من الناس شيئا و لا يتشوق اليه، و لا يستشرف له و يكون أبعد الناس عن ذلك حتى يحبه الناس، لأن الناس اذا سأل الانسان ما فى أيديهم استثقلوه و كرهوه، و اذا كان بعيدا عن ذلك فانهم يحبونه.

و من فوائد الحديث: حرص الصحابة –رضى الله عنهم- على سؤال النبى صلى الله عليه و سلم فيما ينفعهم.
و من فوائده: أن الانسان بطبيعة الحال يحب أن يحبه الله و أن يحبه الناس، و يكره أن يمقته الله و يمقته الناس فبين النبى عليه الصلاة و السلام ما يكون به ذلك.
و من فوائد الحديث: أن من زهد فى الدنيا أحبه الله، لأن الزهد فى الدنيا يستلزم الرغبة فى الآخرة، و قد سبق معنى الزهد: و أنه ترك ما لا ينفع فى الآخرة.
و من فوائد هذا الحديث: أن الزهد فيما عند الناس سبب فى محبة الناس لك.
و من فوائد هذا الحديث: أن الطمع فى الدنيا و التعلق بها سبب لبغض الله للعبد، و أن الطمع فيما عند الناس و الترقب له يوجب بغض الناس للانسان، و الزهد فيما فى أيديهم هو أكبر أسباب محبتهم


الحديث الثانى و الثلاثون

لا ضرر و لا ضرار

عن أبى سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدرى رضى الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: "لا ضرر، و لا ضرار" حديث حسن. رواه ابن ماجه و الدارقطنى و غيرهما مسندا. و رواه مالك فى الموطأ مرسلا عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم، فأسقط أبا سعيد، و له طرق يقوى بعضها بعضا.

الشرح

عن أبى سعيد سعد بن سنان الخدرى – رضى الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "لا ضرر و لا ضرار" ثم تكلم المؤلف – رحمه الله – على طرق هذا الحديث.
قوله: "لا ضرار" أى: أن الضرر منفى شرعا، "و لا ضرار" أى: مضاره.
و الفرق بينهما أن الضرر يحصل بلا قصد، و الضرار يحصل بقصد.
فنفى النبى صلى الله عليه و سلم الأمرين، و الضرار أشد من الضرر، لأن الضرار يحصل قصدا كما قلنا.
مثال ذلك: لو أن انسانا له جار و هذا الجار يسقى شجرته فيتسرب الماء من الشجرة الى بيت الجار، لكن بلا قصد، و ربما لم يعلم به، فالواجب أن يزال هذا الضرر، اذا علم به حتى لو قال صاحب الشجرة: أنا ما أقصد المضارة، نقول له: و ان لم تقصد، لأن الضرر منفى شرعا.
و أما الضرار، فان الجار يتعمد الاضرار بجاره فيتسرب الماء الى بيته و ما أشبه ذلك، و كل هذا منفى شرعا، و قد أخذ العلماء من هذا الحديث مسائل كثيرة فى باب الجوار و غيره، و ما أحسن أن يراجع الانسان عليها ما ذكره العلماء فى باب الصلح و حكم الجوار


الحديث الثالث و الثلاثون

البينة و اليمين

عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: "لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم و دماءهم، لكن البينة على المدعى، و اليمين على من أنكر" حديث حسن، رواه البيهقى و غيره هكذا، و بعضه فى الصحيحين.

الشرح

قوله: "لو يعطى الناس بدعواهم" أى: بما يدعونه على غيرهم، و ليعلم أن اضافة الشىء تكون على أوجه:
الأول: أن يضيف لنفسه شيئا لغيره، مثل أن يقول: "لفلان على كذا" فهذا اقرار.
و الثانى: أن يضيف شيئا لنفسه على غيره، مثل أن يقول: "لى على فلان كذا و كذا" فهذه دعوى.
و الثالث: أن يضيف شيئا لغيره على غيره، مثل أن يقول: "لفلان على فلان كذا و كذا" فهذه شهادة.

و الحديث الآن فى الدعوى، فلو أدعى شخص على آخر قال: "أنا أطلبك مائة درهم مثلا" فانه لو قبلت دعواه لادعى رجال أموال قوم و دماءهم، و كذلك لو قال لآخر: "أنت قتلت أبى" بدون بينة لكان ادعى دمه، و هذا يعنى أنها لا تقبل دعوى الا ببينة، و لهذا قال: "لكن البينة على المدعى" فاذا ادعى انسان على آخر شيئا قلنا: أحضر البينة، و البينة كل ما بان به الحق سواء كانت شهودا أو قرائن حسية أو غير ذلك.
"و اليمين على من أنكر" أى: من أنكر دعوى خصمه اذا لم يكن لخصمه بينة.
فاذا قال زيد لعمرو: "أنا أطلبك مائة درهم" قال عمرو: لا، قلنا لزيد: ائت ببينة، فان لم يأتى بالبينة، قلنا لعمرو: احلف على نفى ما ادعاه، فاذا حلف برىء.
و هذا الحديث فيه فوائد: منها أن الشريعة الاسلامية حريصة على حفظ أموال الناس و دمائهم، لقوله: "لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم و دماءهم".
و من فوائد هذا الحديث: أن المدعى اذا أقام بينة على دعواه حكم له بما ادعاه، لقوله عليه الصلاة و السلام: "لكن البينة على المدعى".
و البينة كل ما يبين به الحق و يتضح كما –أسلفنا فى الشرح- ، و ليست خاصة بالشاهدين أو الشاهد، بل كل ما أبان الحق فهو بينة.

و من فوائد الحديث: أن اليمين على من أنكر، أى: من أنكر دعوى المدعى.
و من فوائده: أنه لو أنكر المنكر و قال: "لا أحلف" فانه يقضى عليه بالنكول.
ووجه ذلك أنه اذا أبى أن يحلف فقد امتنع مما يجب عليه، فيحكم عليه به


الحديث الرابع و الثلاثون

تغيير المنكر

عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الايمان" رواه مسلم.

الشرح:
قوله: "من رأى" من هذه شرطية و هى للعموم، و قوله: "رأى" يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر، أو أن المراد رؤية القلب، و هى العلم، و الثانى أشمل و أعم، و قوله: "منكرا" المنكر هو: ما أنكره الشرع و هو ما حرمه الله عز و جل أو رسوله، قوله: "فليغيره بيده" اللام هذه للأمر، أى: يغير هذا المنكر بأن يحوله الى معروف، اما بمنعه مطلقا أى: بتحويله الى شىء مباح، "بيده" ان كان له قدرة اليد، قوله: "فان لم يستطع" أى: أن يغيره بيده، "فبلسانه" بأن يقول لفاعله: اتقى الله، اتركه، و ما أشبه ذلك، "فان لم يستطع" باللسان، بأن خاف على نفسه أو كان أخرس لا يستطيع الكلام "فبقلبه" أى: يغيره بقلبه و ذلك بكراهته اياه، و قال: "و ذلك أضعف الايمان" أى: أن كونه لا يستطيع أن يغيره الا بقلبه هو أضعف الايمان.

ففى هذا الحديث فوائد:
أولا: وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات و المراتب باليد أولا، و هذا لا يكون الا للسلطان، و ان لم يستطع فبلسانه و هذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات.
و من فوائده: أن من لا يستطيع لا بيده و لا بلسانه فليغير بقلبه.
و من فوائد هذا الحديث: تيسير الشرع و تسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الاستطاعة لقوله: "فان لم تستطع"، "فان لم يستطع".
و من فوائد هذا الحديث: أن الايمان يتفاوت، بعضه ضعيف و بعضه قوى و هذا مذهب أهل السنة و الجماعة و له أدلة من القرآن و السنة على أنه يتفاوت.
و ليعلم أن المراتب ثلاث: دعوة، أمر، تغيير.
فالدعوة أن يقوم الداعى فى المساجد أو فى أماكن تجمع الناس و يبين لهم الشر و يحذرهم منه و يبين الخير و يرغبهم فيه.
و الآمر بالمعروف و الناهى عن المنكر: هو الذى يأمر الناس و يقول: افعلوا، أو ينهاهم و يقول: لا تفعلوا.
و المغير: هو الذى يغير بنفسه اذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته و لا لأمره و نهيه


الحديث الخامس و الثلاثون

أخوة الاسلام

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "لا تحاسدوا، و لا تناجشوا، و لا تباغضوا, و لا تدابروا, و لا يبع بعضكم على بيع بعض, و كونوا عباد الله اخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، و لا يخذله, و لا يكذبه, و لا يحقره، التقوى هاهنا – و يشير الى صدره ثلاث مرات – بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه و ماله و عرضه" رواه مسلم.

الشرح

قوله: "تحاسدوا" هذا نهى عن الحسد، و الحسد هو كراهة ما أنعم الله على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها أم لم تتمن, فمتى كرهت ما أعطى الله أخاك من النعم فهذا هو الحسد.
"و لا تناجشوا" قال العلماء: المناجشة أن يزيد فى السلعة، أى: فى ثمنها فى المناداة و هو لا يريد شراءها، و انما يريد نفع البائع أو الاضرار بالمشترى.
"و لا تباغضوا" البغضاء هى الكراهة، أى: لا يكره بعضكم بعضا.
"و لا تدابروا" أن يولى كل واحد الآخر دبره بحيث لا يتفق الاتجاه.
"و لا يبع بعضكم على بيع بعض" يعنى: لا يبيع أحد على بيع أخيه, مثل أن يشترى انسان سلعة بعشرة فيذهب آخر الى المشترى و يقول: أنا أبيع عليك بأقل، لأن هذا يفضى الى العداوة و البغضاء.
"و كونوا عباد الله اخوانا" كونوا يا عباد الله اخوانا، أى: مثل الاخوان فى المودة و المحبة و الألفة و عدم الاعتداء ثم أكد هذه الأخوة بقوله: "المسلم أخو المسلم" للجامع بينهما و هو الاسلام و هو أقوى صلة تكون بين المسلمين.
"لا يظلمه" أى: لا يعتدى عليه، "و لا يخذله" فى مقام يحب أن ينتصر فيه، "و لا يكذبه" أى: لا يخبره بحديث كذب، "و لا يحقره" أى: يستهين به, "التقوى هاهنا" يعنى: تقوى الله تعالى محلها القلب، فاذا اتقى القلب اتقت الجوارح، "و يشير الى صدره ثلاث مرات" يعنى: يقول التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، ثم قال: "بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم" بحسب يعنى: حسب، فالباء زائدة, و الحسب الكفاية، و المعنى لو لم يكن من الشر الا أن يحقر أخاه لكان هذا كافيا, "المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه" دمه فلا يجوز أن يعتدى عليه بقتل أو فيما دونه، "و ماله" لا يجوز أن يعتدى على ماله بنهب أو سرقة أو جحد أو غير ذلك، "و عرضه" أى سمعته، فلا يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه.
فوائد الحديث:
أولا: النهى عن الحسد، و النهى للتحريم, و الحسد له مضار كثيرة منها:
أنه كره لقضاء الله و قدره, و منها أنه عدوان على أخيه, و منها أن يوجب فى قلب الحاسد حسرة, كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد عليه عيشه.
و من الفوائد: تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير, و كونها سببا للتباغض و أسبابه, فلا يجوز للانسان أن يبغض أخاه أو أن يفعل سببا جالبا للبغض.
و من فوائد الحديث: تحريم التدابر, و هو أن يولى أخاه ظهره, و لا يأخذ منه, و لا يستمع اليه, لأن هذا ضد الأخوة الايمانية.
و من فوائده: تحريم البيع على بيع المسلم، و مثله الشراء على شرائه، و الخطبة على خطبته, و الاجارة على اجارته و غير ذلك من حقوقه.
و منها: وجوب تنمية الأخوة الايمانية لقوله: "و كونوا عباد الله اخوانا".
و منها: بيان حال المسلم مع أخيه, و أنه لا يظلمه، و لا يخذله, و لا يكذبه, و لا يحقره، لأن كل هذا ينافى الأخوة الايمانية.
و من فوائده: أن محل التقوى هو القلب, فاذا اتقى القلب اتقت الجوارح.
و ليعلم أن هذه الكلمة يقولها بعض الناس اذا عمل معصية و أنكر عليه, قال: التقوى هاهنا, و هى كلمة حق, لكنه أراد بها باطلا, و هذا جوابه أن نقول: لو كان هنا تقوى لاتقت الجوارح؛ لان النبى صلى الله عليه و سلم يقول: "بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم" و ذلك لما يترتب على احتقار المسلم من المفاسد.
و من فوائد هذا الحديث: تحريم دم المسلم, و ماله, و عرضه, و هذا هو الأصل, لكن توجد أسباب تبيح ذلك؛ و لهذا قال الله سبحانه و تعالى: (انما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون قى الأرض بغير الحق)(الشورى:42), (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل)(الشورى:41).
و من فوائد هذا الحديث: أن الأمة الاسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات, لنالت سعادة الدنيا و الآخرة؛ لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية, تحصل بها المصالح و تنكف بها المفاسد


الحديث السادس و الثلاثون

أعمال البر و جزاؤها

عن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم قال: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، و من يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا و الآخرة، و من ستر مسلما ستره الله فى الدنيا و الآخرة، و الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه، و من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة، و ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة، و غشيتهم الرحمة، و حفتهم الملائكة، و ذكرهم الله فيمن عنده، و من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه" رواه مسلم بهذا اللفظ.

الشرح

قال النووى – رحمه الله تعالى – فى الأربعين النووية: الحديث السادس و الثلاثون، عن أبى هريرة – رضى الله عنه – عن النبى صلى الله عليه و سلم قال: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" و الكرب يعنى: الشدة و الضيق و الضنك، و التنفيس معناه: ازالة الكربة و رفعها، و قوله: "من كرب الدنيا" يعم المالية و البدنية و الأهلية و الفردية و الجماعية، "نفس الله عنه" أى: كشف الله عنه و أزال "كربة من كرب يوم القيامة" و لا شك أن كرب يوم القيامة أعظم و أشد من كرب الدنيا، فاذا نفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، "و من يسر على معسر" أى: سهل عليه و أزال عسرته، "يسر الله عليه فى الدنيا و الآخرة" و هنا صار الجزاء فى الدنيا و الآخرة ، و فى الكرب كربة من كرب يوم القيامة؛ لأن كرب يوم القيامة عظيمة جدا. "ومن ستر مسلما" أى: ستر عيبه سواء أكان خلقيا أو خلقيا أو دينيا أو دنيويا اذا ستره و غطاه حتى لا يتبين للناس. "ستره الله فى الدنيا و الآخرة" أى: حجب عيوبه عن الناس فى الدنيا و الآخرة.
ثم قال صلى الله عليه و سلم كلمة جامعة مانعة، قال:"و الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه" أى: أن الله تعالى يعين الانسان على قدر معونته أخيه كما و كيفا و زمنا، فما دام الانسان فى عون أخيه فالله فى عونه، و فى حديث آخر:"من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته" و قوله:"من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة" يعنى: من دخل طريقا و صار فيه يلتمس العلم، و المراد به العلم الشرعى، سهل الله له به طريقا الى الجنة؛ لأن الانسان اذا علم شريعة الله تيسر عليه سلوكها، و معلوم أن الطريق الموصل الى الله هو شريعته، فاذا تعلم الانسان شريعة الله سهل الله له به طريقا الى الجنة، "و ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله" و المراد به المسجد، فان بيوت الله هى المساجد؛ قال الله تعالى: (فى بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه)(النور:36) ، و قال: (و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)(الجن:18) ، و قال: (و من أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه)(البقرة:114) ، فأضاف المساجد اليه؛ لأنها موضع ذكره، قوله: "يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم" يتلونه: أى: يقرءونه، و يتدارسونه: أى يدرس بعضهم على بعض، "الا نزلت عليهم السكينة، و غشيتهم الرحمة، و حفتهم الملائكة" نزلت عليهم السكينة يعنى: فى قلوبهم، و هى الطمأنينة و الاستقرار، و غشيتهم الرحمة: غطتهم و شملتهم، و حفتهم الملائكة: صارت من حولهم، "و ذكرهم الله فيمن عنده" أى: من الملائكة، "و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" أى: من تأخر من أجل عمله السىء فان نسبه لا يغنيه، و لا يرفعه، و لا يقدمه، و النسب هو الانتساب الى القبيلة و نحو ذلك.

فى هذا الحديث فوائد:
أولا: الترغيب فى تنفيس الكرب عن المؤمنين, لقوله صلى الله عليه و سلم: :من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة".

و من فوائده: الاشارة الى القيامة، و أنها ذات كرب، و قد بين ذلك الله تعالى فى قوله: (يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شىء عظيم(1)يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد)(الحج:1،2).

و من فوائد هذا الحديث: تسمية ذلك اليوم بيوم القيامة؛ لأنه يقوم فيه الناس من قبورهم لرب العالمين, و يقام فيه العدل و يقوم الأشهاد.

و من فوائد الحديث: الترغيب فى التيسير على المعسرين، لقوله صلى الله عليه و سلم: "من يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا و الآخرة" و التيسير على المعسر يكون بحسب عسرته؛ فالمدين مثلا الذى ليس عنده مالا يوفى به يكون التيسير عليه اما بانظاره، و اما بابرائه, و ابراؤه أفضل من انظاره, و التيسير على من أصيب بنكبة أن يعان فى هذه النكبة، و يساعد و تهون عليه المصيبة, و يوعد بالأجر و الثواب و غير ذلك، المهم أن التيسير يكون بحسب العسرة التى أصابت الانسان.

و من فوائد هذا الحديث: الترغيب فى ستر المسلم لقوله صلى الله عليه و سلم: "من ستر مسلما ستره الله فى الدنيا و الآخرة" و المراد بالستر: هو اخفاء العيب، و لكن الستر لا يكون محمودا الا اذا كان فيه مصلحة, و لم يتضمن مفسدة, فمثلا المجرم اذا أجرم لا نستر عليه اذا كان معروفا بالشر و الفساد, و لكن الرجل الذى يكون مستقيما فى ظاهره ثم فعل ما لا يحل فهنا قد يكون الستر مطلوبا؛ فالستر ينظر فيه الى المصلحة، فالانسان المعروف بالشر و الفساد لا ينبغى ستره، و الانسان المستقيم فى ظاهره و لكن جرى منه ما جرى هذا هو الذى يسن ستره.

و من فوائد هذا الحديث: الحث على عون العبد المسلم و أن الله تعالى يعين المعين حسب اعانته لأخيه لقوله صلى الله عليه و سلم: "و الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه" و هذه الكلمة يرويها بعض الناس "ما دام العبد", و لكن الصواب: "ما كان العبد فى عون أخيه" كما قاله صلى الله عليه و سلم.

و من فوائد هذا الحديث: الحث على طلب العلم لقوله صلى الله عليه و سلم: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة" و قد سبق فى الشرح معنى الطريق و أنه قسمان حسى و معنوى.

و من فوائد هذا الحديث: فضيلة اجتماع الناس على قراءة القرآن، لقوله: "و ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ...الخ".

و من فوائده: أن حصول هذا الثواب لا يكون الا اذا اجتمعوا فى بيت الله، أى: فى مسجد من المساجد لينالوا بذلك شرف المكان لأن أفضل البقاع مساجدها.

و من فوائد هذا الحديث: بيان حصول هذا الأجر العظيم, تنزل عليهم السكينة, و هى الطمأنينة القلبية و تغشاهم الرحمة أى: تغطيهم و تحفهم الملائكة أى: تحيط بهم من كل جانب, و يذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة لأنهم يذكرون الله تعالى عند ملأ، و قد قال الله تعالى فى الحديث القدسى: "من ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم".

و من فوائد هذا الحديث: أن النسب لا ينفع اذا لم يكن العمل الصالح، لقوله: "من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه".

و من فوائد هذا الحديث: أنه ينبغى للانسان أن لا يغتر بنفسه، و أن يهتم بعمله الصالح حتى ينال به الدرجات العلى







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 22-02-2007, 12:11 PM   رقم المشاركة : 5
king-abdullah
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية king-abdullah
 





king-abdullah غير متصل

تابع

الحديث السابع و الثلاثون

كرم الله

عن ابن عباس رضى الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيما يرويه عن ربه تبارك و تعالى قال: "ان الله كتب الحسنات و السيئات، ثم يبين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، و ان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة، و ان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، و ان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة" رواه البخارى و مسلم فى صحيحيهما بهذه الحروف.

الشرح

الحديث السابع و الثلاثون عن ابن عباس – رضى الله عنهما – عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه تبارك و تعالى قال: "ان الله كتب الحسنات و السيئات" اذا عبر الصحابى بمثل هذا التعبير أى عن النبى صلى الله عليه و سلم فيما يرويه أو فيما رواه عن ربه فانه يسمى عند أهل العلم حديثا قدسيا، قوله: "ان الله كتب الحسنات و السيئات" أى: كتب ثوابهما و كتب فعلهما فهو الذى كتب السيئات و كتب الحسنات؛ لأن الله تعالى حين خلق القلم قال له: "اكتب" قال: رب، و ماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة، فجرى فى تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة"، و ظاهر سياق الحديث أن المراد بهذه الكتابة، الكتابة الثانية، و هى كتابة الثواب، لقوله: "ثم بين ذلك" أى: وضحه بالتفصيل، فقال: "فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة" الهم يعنى: الارادة، أراد الانسان أن يعمل حسنة و لكنه لم يعملها.

ففى هذا الحديث: أن الله كتبها حسنة كاملة يعنى: لا نقص فيها، و قد دلت الأدلة على أنه اذا هم بالحسنة فلم يعملها فان كان عاجزا عنها أى: تركها عجزا بعد أن شرع فيها، فانه يكتب له الأجر كاملا لقوله تبارك و تعالى: (و من يهاجر فى سبيل الله بجد فى الأرض مراغما كثيرا و سعة و من يخرج من بيته مهاجرا الى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله)(النساء:100).

و أما اذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فانه كذلك كما فى هذا الحديث يكتب له حسنة كاملة و ذلك بنيته الطيبة، قال: "و ان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة" اذا هم بها و عملها و أحسن فى عمله بأن كان مخلصا متبعا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فان الله يكتبها عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة، و هذه المضاعفة تأتى بحسب حسن العمل و الاخلاص فيه, و قد تكون فضلا من الله سبحانه و تعالى و احسانا.

قال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة و الله يضاعف لمن يشاء و الله واسع عليم) (البقرة:261).

و قال: "و ان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، و ان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة" و ان هم بسيئة فلم يعملها فانه يكتب له حسنة كاملة و ذلك فيما تركها لله كما فى بعض ألفاظ الحديث: "لأنه تركها من جرائى" أى: من أجلى و قد دلت الأدلة على أن من هم بالسيئة فلم يعملها فانه ينقسم الى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يحاول فعلها و يسعى فيه و لكن لم يدركه فهذا يكتب عليه وزر السيئة كاملة.
القسم الثانى: أن يهم بها ثم يعزف عنها لا خوفا من الله و لكن لأن نفسه عزفت، فهذا لا يكتب له و لا عليه.
القسم الثالث: أن يتركها لله عز و جل خوفا منه و خشية، فهذا كما جاء فى هذا الحديث يكتبها الله حسنة كاملة.
قال: "و ان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة" و يشهد لهذا قوله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها) (الأنعام:160).
و هذا الحكم بالنسبة للسيئة أى: أنها تكون سيئة واحدة فى مكة و غيرها و فى كل زمن الا فى الأشهر الحرم و لكنها فى مكة تكون أشد و أعظم, و لهذا قال الله تعالى: (و من يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) (الحج:25).
و قال العلماء: ان الحسنات و السيئات تضاعف فى كل زمن فاضل, و فى كل مكان فاضل، لكن الحسنات تضاعف بالعدد، و السيئات تضاعف بالكيف و لا تضاعف بالعدد, لقوله تعالى: (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها).
و لهذا الحديث الذى ساقه المؤلف - رحمه الله – ان الله يكتبها سيئة واحدة. قال المؤلف: رواه البخارى و مسلم فى صحيحيهما بهذه الحروف. أى: أن المؤلف – رحمه الله – ساقه بلفظه و أكد ذلك – رحمه الله – لما فى الحديث من البشارة العظيمة و الاحسان العظيم.

و من فوائد هذا الحديث: حديث عبد الله بن عباس – رضى الله عنهما – عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه: أن النبى صلى الله عليه و سلم يروى عن ربه و ما رواه النبى صلى الله عليه و سلم عن ربه يسمى عند أهل العلم حديثا قدسيا.
و من فوائده: أن الله سبحانه و تعالى كتب للحسنات جزاء و للسيئات جزاء، و هذا من تمام عدله و احكامه جل و علا للأمور.
و من فوائد هذا الحديث: أن رحمة الله سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة، و أما السيئة فواحدة.
و من فوائد هذا الحديث: الفرق بين الهم بالحسنة و الهم بالسيئة، فالحسنة اذا هم بها الانسان و لم يعملها كتب الله عنده حسنة كاملة، و هذا مما اذا تركها لغير عذر فانه يكتب له الاجر كاملا أجر النية، و اذا كان من عادته أن يعملها و لكن تركها لعذر فانه يكتب له الأجر كاملا أجر النية و العمل؛ لحديث: "من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما".
أما السيئة: فالهام بها اذا تركها لله عز و جل كتبها عنده حسنة كاملة، و ان تركها أى: السيئة عزوفا عنها لا من أجل الله فانه لا يكتب له و لا عليه، و ان تركها عجزا عنها كتب له وزر الفاعل بالنية، الا اذا كان قد سعى فيها و لكن عجز بعد السعى، فانه يكتب له عقوبة السيئة كاملة، لقول النبى صلى الله عليه و سلم: "اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول فى النار" قالوا: يا رسول الله, هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: "لأنه كان حريصا على قتل صاحبه


الحديث الثامن و الثلاثون

غضب الله و رضاه

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "ان الله تعالى قال: من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب، و ما تقرب الى عبدى بشىء أحب الى مما افترضته عليه، و لا يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى أحبه، فاذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به, و بصره الذى يبصر به, و يده التى يبطش بها, و رجله التى يمشى بها, و لئن سألنى لأعطينه, و لئن استعاذنى لأعيذنه" رواه البخارى.

الشرح:

قوله: "ان الله تعالى قال: من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب" هذا الحديث حديث قدسى لأن النبى صلى الله عليه و سلم رواه عن ربه وكل حديث رواه النبى صلى الله عليه و سلم عن ربه يسمى عند العلماء حديثا قدسي.

المعاداة ضد الموالاة, و الولى ضد العدو، و أولياؤه سبحانه و تعالى هم المؤمنون المتقون و دليله قوله تعالى: (ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون(62) الذين آمنوا و كانوا يتقون) (يونس:62،63).
و قوله: "آذنته" يعنى: أعلمته, أى: انى أعلنت عليه الحرب، فيكون من عادى وليا من أولياء الله فقد آذن الله تعالى بالحرب و صار حربا لله, ثم ذكر تبارك و تعالى أسباب الولاية فقال: "و ما تقرب الى عبدى بشىء أحب الى مما افترضته عليه" يعنى: ما عبدنى أحد بشىء أحب الى مما افترضته عليه؛ لأن العبادة تقرب الى الله سبحانه و تعالى فمثلا ركعتان من الفريضة أحب الى الله من ركعتين نفلا, و درهم من زكاة أحب الى الله من درهم من صدقة، حج فريضة أحب الى الله من حج تطوع، صوم رمضان أحب الى الله من صوم تطوع, و هلم جرى، و لهذا جعل الله تعالى الفرائض لازمة فى العبادة مما يدل على آكديتها و محبته لها, "ولا يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل" و الفعل "لا يزال" يدل على الاستمرار، يعنى: و يستمر، "عبدى يتقرب الى بالنوافل" يعنى: بعد الفرائض حتى أحبه، "حتى" تحتمل هنا الغاية و تحتمل التعليل, فعلى الاول يكون المعنى: أن تقربه الى الله يوصله الى محبة الله، و على الثانى يكون المعنى: لا يزال يتقرب الى بالنوافل, و يكون هذا التقرب سببا لمحبته و الغاية واحدة، "فاذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به" أى: سددته فى كل ما يسمع, فلا يسمع الا ما فيه الخير له, و ليس المعنى أن الله يكون سمع الانسان لأن سمع الانسان هى صفة من صفاته، أى: صفات الانسان محدث بعد أن لم يكن، و هو صفة فيه أى: فى الانسان، و كذلك يقال فى "بصره الذى يبصر به" أى: أن الله يسدده فيما يرى فلا يرى الا ما كان فيه خير, و لا ينظر الا الى ما كان فيه خير,"و يده التى يبطش بها" يقال فيها ما سبق فى السمع، أى: أن الله تعالى يسدده فى بطشه و عمله بيده، فلا يعمل الا ما فيه الخير. "و رجله التى يمشى بها" أى: يسدده أيضا فى مشيه، فلا يمشى الا الى الخير, "و لئن سألنى" أى: دعانى بشىء أو طلب منى شيئا لأعطينه. "ولئن استعاذنى لأعيذنه" فذكر السؤال الذى به حصول المطلوب، و الاستعاذة التى بها النجاة من المهروب، و أخبر أنه سبحانه و تعالى يعطى هذا المتقرب اليه بالنوافل يعطيه ما سأل و يعيذه مما استعاذ.

و فى هذا الحديث فوائد:
أولا: و أعنى به الحديث الثامن و الثلاثين فيه فوائد، أولا: اثبات الولاية لله عز و جل، أى: أن لله تعالى أولياء, و هذا قد دل عليه القرآن الكريم, قال الله تعالى: (ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون(62) الذين آمنوا و كانوا يتقون).

و من فوائده: كرامة الأولياء على الله حيث كان الذى يعاديهم قد آذن الله بالحرب.

و من فوائده: أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب؛ لأن الله جعل ذلك ايذانا بالحرب.

و من فوائد هذا الحديث: أن الفريضة أحب الى الله من النافلة لقوله: "و ما تقرب الى عبدى بشىء أحب الى مما افترضته عليه".

و من فوائد هذا الحديث: الاشارة الى أن أوامر الله عز و جل نوعان: فرائض و نوافل.

و من فوائد هذا الحديث: اثبات المحبة لله عز و جل لقوله: "أحب الى مما افترضته عليه" و المحبة صفة قائمة بذات الله سبحانه و تعالى, و من ثمراتها الاحسان الى المحبوب و ثوابه و قربه من الله عز و جل.

و من فوائد هذا الحديث: أن الأعمال تتفاضل هى بنفسها.

و من فوائد هذا الحديث: الدلالة على ما ذهب اليه أهل السنة و الجماعة من أن الايمان يزيد و ينقص لأن الاعمال من الايمان, فاذا كانت تتفاضل فى محبة الله لها يلزم من هذا أن الايمان يزيد و ينقص بحسب تفاضلها.

و من فوائد هذا الحديث: أن فى محبة الله عز و جل تسديد العبد فى سمعه و بصره و يده و رجله مؤيدا من الله عز و جل.

و من فوائد هذا الحديث: أنه كلما ازداد الانسان تقربا الى الله بالاعمال الصالحة، فان ذلك أقرب الى اجابة دعائه، و اعاذته مما يستعيذ الله منه، لقوله تعالى فى الحديث: "و لئن سألنى لأعطينه، و لئن استعاذنى لأعيذنه


الحديث التاسع و الثلاثون

ما لا اثم فيه

عن ابن عباس رضى الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: "ان الله تجاوز لى عن أمتى الخطأ و النسيان، و ما استكرهوا عليه" حديث حسن، رواه ابن ماجه و البيهقى و غيرهما.

الشرح

قوله: "تجاوز" بمعنى: عفا، "الخطأ" فعل الشىء عن غير قصد. "النسيان" ذهول القلب عن شىء معلوم، و الاستكراه الجاء الانسان، و هذه ثلاثة أشياء بين فيها النبى صلى الله عليه و سلم أن الله تجاوز عن أمته هذه الأشياء الثلاثة، و قد دل على ذلك القرآن، قال الله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا) (البقرة:286)، فقال الله: قد فعلت، و قال الله تعالى: (و ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به و لكن ما تعمدت قلوبكم) (الأحزاب:5)،
و قال تعالى: (من كفر بالله من بعد ايمانه الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان و لكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم) (النحل:106).

فيستفاد من هذا الحديث فوائد: منها سعة رحمة الله عز و جل، و أن رحمته سبقت غضبه.
و منها: أن الانسان اذا فعل الشىء خطأ فانه لا يؤاخذ عليه، و لكن ان كان محرما فانه لا يترتب عليه اثم و لا كفارة و لا فساد عبادة وقع فيها، و أما ان كان ترك واجب فانه يرتفع عنه الاثم و لكن لابد من تدارك الواجب.

و من فوائد هذا الحديث: أن من أكره على شىء قولى أو فعلى فانه لا يؤاخذ به لقوله: "و ما استكرهوا" و هذا عام سواء كان الاكراه على فعل أو على قول.
و لا دليل لمن فرق بين الاكراه على الفعل و الاكراه على القول، لكن اذا كان الاكراه فى حق آدمى فانه يعامل بما تقتضيه الأدلة الشرعية، مثل: أن يكره شخصا على قتل شخص آخر فانه يقتل المكره و المكره، لأن الاكراه لا يبيح قتل الغير، و لا يمكن و لا يجوز للانسان أن يستبقى حياته باتلاف غيره


الحديث الأربعون

قصر الأمل

عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بمنكبى فقال: "كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" و كان ابن عمر رضى الله عنهما يقول: اذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، و اذا أصبحت فلا تنتظر المساء، و خذ من صحتك لمرضك, و من حياتك لموتك. رواه البخارى.

الشرح

الحديث الأربعون, عن ابن عمر - رضى الله عنهما – قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنكبى" يعنى: أمسك بهما لأجل أن يسترعى انتباهه ليحفظ ما يقول، فقال له: "كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" الغريب هو: المقيم فى البلد و ليس من أهلها أو عابر سبيل, هو الذى مر بالبلد، و هو ماشى مسافر, و مثل هؤلاء – أعنى الغريب أو عابر السبيل – لا يتخذ هذا البلد موطنا و مستقرا؛ لأنه مسافر فأخذت هذه الموعظة من عبد الله بن عمر – رضى الله عنهما – ما أخذت من قلبه.

و لهذا كان يقول: "اذا أمسيت فلا تنتظر الصباح, و اذا أصبحت فلا تنتظر المساء" يعنى: اذا أمسيت فلا تقول: سوف أبقى الى الصباح، كم من انسان أمسى و لم يصبح, و كذلك قوله: "و اذا أصبحت فلا تنتظر المساء" فكم من انسان أصبح و لم يمسى, و مراد ابن عمر فى ذلك: أن ينتهز الانسان الفرصة للعمل الصالح حتى لا تضيع عليه الدنيا و هو لا يشعر.
قال: "و خذ من صحتك لمرضك" يعنى: بادر فى الصحة قبل المرض، فان الانسان ما دام صحيحا يسهل عليه العمل؛ لأنه صحيح منشرح الصدر، منبسط النفس، و المريض يضيق صدره، و لا تنبسط نفسه، فلا يسهل عليه العمل.
"و من حياتك لموتك" أى: انتهز الحياة ما دمت حيا قبل أن تموت لأن الانسان اذا مات انقطع صح ذلك عن النبى صلى الله عليه و سلم حيث قال: "اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث: صدقة جارية, أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

و من فوائد هذا الحديث: أنه ينبغى للانسان ألا يجعل الدنيا مقر اقامة، لقوله: "كن فى الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل".
و من فوائده: أنه ينبغى للعاقل ما دام باقيا، و الصحة متوفرة أن يحرص على العمل قبل أن يموت فينقطع عمله.
و منها: أنه ينبغى للمعلم أن يفعل الأسباب التى يكون فيها انتباه المخاطب؛ لأن النبى صلى الله عليه و سلم أخذ بمنكبى عبد الله بن عمر – رضى الله عنهما - .
و من فوائد الحديث: فضيلة عبد الله بن عمر – رضى الله عنه – حيث تأثر بهذه الموعظة من رسول الله صلى الله عليه و سلم


الحديث الحادى و الأربعون

هوى المؤمن

عن أبى محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" حديث حسن صحيح رويناه فى كتاب الحجة باسناد صحيح.

الشرح

قوله: "لا يؤمن" أى: لا يؤمن الايمان الكامل، و ليس المراد به نفى الايمان بالكلية,و قوله: "حتى يكون هواه" أى: ميله و ارادته، "تبعا لما جئت به" أى: لما جاء به من الشرع فلا يلتفت الى غيره, قال المؤلف: حديث صحيح رويناه فى كتاب "الحجة" باسناد صحيح.

فى هذا الحديث فوائد منها: أن الايمان قد ينفى عن من قصر فى بعض واجبه فى قوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" و هذا موقوف على ما ورد به الشرع، فليس للانسان أن ينفى الايمان عن الشخص بمجرد أنه رآه على معصية حتى يثبت بذلك دليل شرعى.

و من فوائد هذا الحديث: وجوب الانقياد لما جاء به النبى صلى الله عليه و سلم.
و من فوائده: أنه يجب تخلى الانسان عن هواه المخالف لشريعة الله.
و من فوائده: أن الايمان يزيد و ينقص كما هو مذهب أهل السنة و الجماعة


الحديث الثانى و الأربعون

عفو الله

عن أنس رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم انك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك على ما كان منك و لا أبالى, يا ابن آدم انك لو اتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه الترمذى و قال: حديث حسن صحيح.

الشرح

هذا من الأحاديث القدسية التى يرويها النبى صلى الله عليه و سلم عن ربه أنه قال جل و علا: "يا ابن آدم" الخطاب لجميع بنى آدم, "انك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك" "ما" شرطية, يعنى: متى دعوتنى و رجوتنى, "دعوتنى" أى: سألتنى أن أغفر لك, "رجوتنى" رجوت مغفرتى و لم تيأس، "غفرت لك" هذا جواب الشرط, و المغفرة ستر الذنب و التجاوز عنه, أى: أن الله يستر ذنبك عن الناس، و يتجاوز عنك فلا يعاقبك, و قوله: "على ما كان منك و لا أبالى" يعنى: على ما كان منك من المعاصى, و هذا يشهد له قوله تعالى: (قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم)(الزمر:53).

"يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء" يعنى: لو بلغت أعلى السماء, "ثم استغفرتنى غفرت لك" يعنى: مهما عظمت الذنوب حتى لو وصلت السماء بكثرتها ثم استغفرت الله بصدق و اخلاص و افتقار غفر الله لك.

"يا ابن آدم انك لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" قرابها يعنى: قرب ملئها اذا لقى الانسان ربه عز و جل بقراب الأرض أى: ملئها أو قربه خطايا لكنها دون الشرك، و لهذا قال: "ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" و هذا يدل على فضيلة الاخلاص و أنه سبب لمغفرة الذنوب.

فى هذا الحديث من الفوائد: أن الانسان مهما دعا الله بأى شىء و رجا الله فى أى شىء الا غفر له.

و من فوائده: بيان سعة فضل الله عز و جل.

و من فوائده: أن الذنوب و ان عظمت اذا استغفر الانسان ربه منها غفرها الله له.

و من فوائد هذا الحديث:
فضيلة الاخلاص و أنه سبب لمغفرة الذنوب، و قد قال تعالى: (ان الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء)(النساء:48).

فنسأل الله تعالى أن يعمنا جميعا بمغفرته و رضوانه، و أن يهب لنا منه رحمة، انه هو الوهاب


الله اعلم
منقول







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 22-02-2007, 01:44 PM   رقم المشاركة : 6
دامبيش
Band
 
الصورة الرمزية دامبيش
 







دامبيش غير متصل

جزاك الله خيرا
واستشارتي
لك بان تقسم هذا الموضوع الى احاديث
من اجل تسهل القرأءة والمطالعة للاخوان بسهولة جدا
وشكرا







قديم 25-02-2007, 10:17 AM   رقم المشاركة : 7
king-abdullah
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية king-abdullah
 





king-abdullah غير متصل

جزاك الله خيرا
واستشارتي
لك بان تقسم هذا الموضوع الى احاديث
من اجل تسهل القرأءة والمطالعة للاخوان بسهولة جدا
وشكرا

جزاك الله خير على الإستشاره
إن شاء الله لأسويها الي طلبتها مني







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 26-02-2007, 01:26 AM   رقم المشاركة : 8
عيونكـ غرامي
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية عيونكـ غرامي
 







عيونكـ غرامي غير متصل

جزاك الله خير على المجهود الرائع







التوقيع :

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:35 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية