العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-2002, 06:29 AM   رقم المشاركة : 1
××دمـ ألم ـعة××
سحــابة صيف
 
الصورة الرمزية ××دمـ ألم ـعة××
 





××دمـ ألم ـعة×× غير متصل

وقفة مع حديث

عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري - رضى الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح (1) فاصنع ما شئت (2)" .

منزلة الحديث :

تكمن أهمية الحديث بدعوته إلى خلق الحياء، الذي هو من الإيمان ، والحياء لا يأتي منه إلا الخير، والحياء يدعو صاحبه للتحلي بالفضائل ، والبعد عن الرذائل والحياء خلق أنبياء الله وإمامهم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان أشد حياء من العذراء(3) في خدرها(4) . الحياء خلق ملائكة الله ، قال صلى الله عليه وسلم : "ألا، أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"(5)، خلق الحياء الدعوة إليه قديمة.

من إرث أنبياء الله:

قوله صلى الله عليه وسلم : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى" يعني أن هذه الحكمة النبوية العظيمة، الداعية إلى الحياء، مما توارثه الناس عن أنبيائهم جيلا



بعد جيل ، حتى وصلت إلى أول هذه الأمة المحمدية .

فمما دعا إليه أنبياء الله السابقين العباد التخلق بخلق الحياء، وهنا تزداد أهمية هذه الحكمة العظيمة التي أمرنا رسولنا أن نتخلق فيها.

معنى الأمر في الحديث :

قوله صلى الله عليه وسلم : "إذا لم تستح فاصنع ما شئت " للعلماء في مفهوم أمره صلى الله عليه وسلم أقوال منها :

1- الأمر للتهديد والوعيد، فيكون المعنى إذا لم يكن عندك حياء فاعمل ما شئت فإنك معاقب مجازى على صنيعك ، وقد يكون في الدنيا أو الآخرة أو في كلاهما. وقد ورد في الذكر الحكيم مثل هذا السياق قال تعالى : ( أعملوا ما شئتم *(6).

2- الأمر للإباحة، فيكون المعنى إذا أقدمت على أمر فلم تستح من صنيعه من الله ولا رسوله ولا الناس فافعله ، فإنه يباح لك ذلك قال النووي : الأمر فيه للإباحة أي إذا أردت فعل شيء فإن كان مما لا تستحي إذا فعلته من الله ولا من الناس فافعله وإلا فلا"(7) . 3

3- الأمر للإخيار، فيكون المعنى أن المانع من فعل ما يشين العبد هو الحياء، فمن فقده انهمك في معاصي الله عز وجل .

ومثل ذلك قوله "فليتبوأ مقعده من النار"(8) فالأمر هنا أي تبوأ مقعده من نار جهنم وهنا كلام جميل للخطابي ونصه : "الحكمة في التعبير بلفظ الأمر دون الخبر في الحديث إن الذي يكف الإنسان عن موافقة الشر هو الحياء، فإذا تركه صار كالمأمور طبعا بارتكاب كل شر"(9).

الحياء ضربان :

1- الحياء الغير مكتسب وهو ما كان فطرة وجبلة يمن الله به على من شاء من عباده ، وهو من أعظم النعم التي يجود بها الباري على من شاء من عباده ، لأنه لا يأتي إلا بالخير للعبد، قال صلى الله عليه وسلم : الحياء لا يأتي إلا بخير"(10) فنرى كثيرا من الناس يكف عن القبائح والمعاصي ، وقد لا يكون ذلك تدينا، قال بعضهم : رأيت المعاصي نذالة فتركتها مروءة، فاستحالت ديانة .

2- الحياء المكتسب : من معرفة الله وصفاته العظيمة الجليلة ، وإنه رقيب على عبادة لا تخفى عليه خافية، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وهذا الحياء المكتسب من معرفة الله هو من خصال الإيمان ، ظ ل قال صلى الله عليه وسلم "دعه فإن الحياء من الإيمان "(11) قال القرطبي : الحياء المكتسب هو الذي جعله الشارع من الإيمان وهو المكلف له دون الغريزي غير أن من كان فيه غريزة منه فإنها تعينه على المكتسب (12) إذ سلب العبد الحياء المكتسب وغير المكتسب ، لم يبق له ما يمنعه من الولوع في القبائح والمعاصي، ويصبح العبد شيطانا رجيما يمشي على الأرض بجثة آدمي نسأل الله السلام .

الحياء المذموم :

قال، عياض وغيره : "والحياء الذي ينشأ عنه الإخلال بالحقوق ليس حياء شرعيا بل هو عجز ومهانة، وإنما يطلق عليه حياء لمشابهته للحياء الشرعي "(13) فالحياء الذي يؤدي بصاحبه في التقصير في حقوق الله ، فيعبد الله على جهل ولا يسأل عن دينه ، ويقصر في القيام بحقوقه ، وحقوق من يعول ، وحقوق المسلمين فهذا الحياء مذموم لأنه ضعف وخور.

المرأة والحياء:

قال تعالى : (( ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير)) (14) رأى موسى عليه السلام هاتين البنتين وهما على مستوى سامي من الخلق القويم ، فهن لا يزاحمن الرجال ، ويكفكفن غنمهما أن ترد مع غنم الرعاء لئلا يؤذيا .

كما فيه دلالة على أن هاتين الفتاتين خرجتا من بيت رباهما فأحسن تربيتهما بيت عظيم يعظم العفة والحياء.

وعندما استفسر موسى عن وضعهما بينتا له سبب خروجهما، وهو كبر سن ولديهما وهذا هو سبب الخروج من الخدر.

فقام موسى عليه السلام بالواجب وسقا لهما .

ثم تابع القرآن القصة معه فجاءته (( إحدهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا)) (15) بين لنا القرآن ما ينبغي أن تكون عليه المرأة من خلق وحياء ، فوصف لنا مشية هذه الحرة الشريفة مشية عنوانها الحياء والنقاء والطهر، قال أمير المؤمنين عمر : كانت متسترة بعم درعها"(16) .

كما بين لنا كيف تخاطب المرأة الرجال الأجانب ، فلا خضوع بالقول ولا رقة ولا وقاحة، لذلك اختار الله لنبيه موسى إحداهما زوجة له ، قال تعالى : (( الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات )) (17).

وهكذا يجب على ولي الأمر، أن يربي بناته على الحياء، لأن الحياء حلى المرأة، فإذا خلعته خلعت معه كل فضيلة .

لقد كن الصحابيات القدوة في هذا الميدان ، فينبغي أن يقتدى بهن ، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت : تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح (18) وغير فرسه . فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأخرز غربة وأعجن ، ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم قال : إخ إخ ليحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم !ذ أني قد استحييت فمضى(19) والشاهد في هذا قول أسماء "استحييت أن أسير مع الرجال " استحت أن تسير مع هؤلاء الرجال الأطهار وعندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا منها أقرها عليه وشجعها عليه فيجب على بنات المسلمين أن يقتدين بهؤلاء الصحابيات فهن القدوة المنجية من مهاوي الردى .

فوائد من الحديث :

1- يدل الحديث على أن الحياء كله خير، ومن كثرحياؤه كثرخيره وعم نفعه ، ومن قل حياؤه قل خيره .الحياء الذي يعوق من التعليم وطلب الحق حياء مذموم

2- الحياء الذي يعوق من التعليم وطلب الحق حياء مذموم

3- واجب على ولي الأمر أن يسعى لغرس خلق الحياء في أبنائه

4- من فوائد الحياء العفة والفاء

5- يقابل الحياء الوقاحة ، وهي خصلة مذمومة تدعو صاحبها إلى فعل الشر، والانغماس فيه ، والمجاهره بالمعاصي ، قال صلى الله عليه وسلم : (( كل أمتي معافى إلا المجاهرين)) (20).

6- والحياء من شعب الإيمان الواجبة



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الحياء. خلق عظيم ، يبعث على ترك القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق .

(2) رواه البخاري كتاب الأدب 7/ 100 .

(3) البكر.

(4) الموضوع الذي تحبس فبه وتستتر كذا في الفتح .

(5) المشكاة بتحقيق الألباني 835/3 .

(6) فصلت : 40 .

(7) الفتح : 3/139 .

(8) مختصر البخاري ص 38 مختصر مسلم كتاب العلم ص 2 9 4/ وغيرهما .

(9) الفتح 3 / 139 .

(10) البخاري كتاب الأدب، 7/100 ومسلم كتاب الإيمان 1 / 211 .

(11) الحديث متفق عليه وأوله عن ابن عمر رضي الله عنهما أن وسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله : وذكر الحديث .

(12) الفتح 13 / 138 .

(13) الفتح 13 / 138 .

(14) القصص:23 .

(15) القصص :25

(16) تفسير أبن كثير 6/238.

(17) النور : 26 .

(18) الناضج : الجمل الذي يسقى عليه الماء.

(19) رواه البخاري باب الغيرة 6/157

(20) البخاري كتاب الأدب 7/98 ومسلم كتاب الزهد 5/838






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 12-11-2002, 10:26 AM   رقم المشاركة : 2
طيف حزين
(ود مميز )
 





طيف حزين غير متصل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسعدك الله اختي الكريمة عاشقة الجنة ....

سلمت يداك على هذه المشاركة الرائعة التي تستوقف النفس للحظات ,,

فما اجمل ان نعيش بين كلمات الرسول عليه السلام التي كثيرا ما نسمعها دون فهم واتباع ..

وما أروع ان نفهم ما نقراه وندرك الفوائد والحكم التي يقصدها النبي صلى الله عليه وسلم في احاديثه ..

فجزاك الله خيرا على هذا الطرح وبارك الله فيك على حسن الشرح ..

وفي قصة اسماء رضي الله عنها وقصة بنات شعيب عبرة ايما عبرة للمراة المسلمة ..

فعلا ما اجمل المراة حين يكسوها حياءها وتحيطها حشمتها وسترها ,, فهي اولى بالحياء من الرجل ..

وما أقبح المراة التي تلقي هذا الحجاب ,, و لا تلقي بالا للحياء والعفة ,, فتمشي بين الرجال دون حياء

وتزاحم الشباب .. وتتكلم مع البائع والسائق والطبيب وصديق الاخ وقريب الزوج ..

فأين الحياء يا فتاة الإسلام .. ؟؟

ألم نسمع بأن عثمان كان اكثر حياء من العذراء في خدرها ؟؟؟ فكيف هي حال العذراء في زمننا ؟؟

اللهم ارحمنا برحمتك وتجاوز عنا سيئاتنا واخطائنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ...

اسعدك الله وأثلج صدرك بالإيمان ورزقك السعادة في الدارين ,,







التوقيع :
سبحان الله وبحمده ~~ سبحان الله العظيم

سبحانك اللهم نشهد الا اله الا انت نستغفرك ونتوب إليك

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 12-11-2002, 11:10 AM   رقم المشاركة : 3
××دمـ ألم ـعة××
سحــابة صيف
 
الصورة الرمزية ××دمـ ألم ـعة××
 





××دمـ ألم ـعة×× غير متصل

بارك الله فيك اختي الغاليه حلم

وربي يجزاك الخير علي هذا الرد

وفقك الرحمن وشرح قلبك لطاعة الرحمن







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية