قصة من وادي النمل ...
قال تعالى :" وورث سليمان داود * وقال يأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين * وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون * "
وقد مر سليمان بجنوده ذات يوم على مكان فسيح فيه نمل كثير يسمى وادي النمل يعيشون فيه متعاونين متحابين يجمعون طعامهم في الصيف يأكلون منه ، والباقي يضعونه في مخازن كبيرة استعداداً لفصل الشتاء ، وبينما كان سليمان في طريقه إلى الوادي سمع صوت نملة من بعيد وهي تنادي على أهل الوادي تحذرهم من قدوم هذا الجيش الجرار وتقول بأعلى صوتها :" يأيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون " فتبسم ضاحكاً من قولها هذا وتابع سيره حتى إذا كان في منتصف الوادي أعجبه النظام والتناسق العجيب في المباني والطرق ومخازن الحبوب ، فاستدعى نملة من النمل وسألها كم تأكل النملة من الطعام كل سنة ؟ قالت : ثلاث حبات من الحنطة . فأمر بقارورة فأحضرت ووضع النملة في القارورة ، وجعل مع النملة ثلاث حبات من الحنطة وأغلق القارورة وتركها وعاد إليها بعد سنة كاملة فأمر بفتحها ففتحت ،فوجد حبة ونصف الحبة فقال للنملة : زعمتي أنك تأكلين ثلاث حبات في السنة ، فكيف بقيت حبة ونصف مما تركت لك في القارورة ؟ فقالت : رأيتك مشغولاً بمصالح قومك فقسمت طعامي الذي قسمته لي نصفين أكلت نصفه وأستبقيت نصفه حفاظاً على نفسي . |