السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولاً شكرا لدخولك (أخي العضو ، أختي العضو) يجوز لكلمة (العضو) أن يوصف بها المذكر والمؤنث
فلنتكلم بهدوء و صراحة ،من المعروف أن الوقت ليس بالإمكان استعادته وبالتالي لا يمكن تعويضه ، وقد أقسم الله - سبحانه و تعالى -( بالعصر) الذي هو الليل و النهار محل أفعال العباد و أعمالهم الزمان .
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و وسلم :نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )) رواه البخاري
وكان من دعاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : اللهم إنا نسألك صلاح الساعات والبركة في الأوقات 0
وكان من دعاء الصديق - رضي الله عنه- : اللهم لا تدعنا في غمرة ، ولاتأخذنا على غرة ، ولا تجعلنا من الغافلين 0
وقال عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - : إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما 0
وتجد الاهتمام في وقتنا الحاضر حتى في مجال الرياضة فيحسب الوقت في مسابقات العدو بجزء أعشار الثانية ، فإذا كان أهل الألعاب يرون أهمية الوقت لهذه الدرجة فحري بالشاب أو الشابة في مثل زمننا هذا وأعني به زمان رمضان - الاهتمام بالوقت ، والعناية به ، فقد ( طاشت ) عقول الكثير أمام الشاشات ، ولم يعد ( العطار وبناته السبع ) يصلحون ما أفسد الدهر ، بل زادوا الدهر والزمان إفسادا ،
وبدلا من أن نبيت في هذه الليالي المباركة لربنا سجدا وقياما بتنا ورؤسنا تتمايل على نغمات الموسيقي وهز الأرداف والصدور -إلا من رحم الله - 0
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه 0))وأعظم الزور ما نضيع به أوقاتنا أمام هذا الغثاء الفضائي 0
إذا لم يكن في السمع من تصامم ****وفي مقلتي غض وفي منطقي صمت
فحظي إذن من صومي الجوع والظمأ ***وإن قلت إني صمت يوما فما صمت
وهانحن البارحة ودعنا العشر الأول من هذا الشهر الكريم ، بما أودعنا فيها من خير أو شر إلى غير رجعة ، وهانحن نستقبل العشر الثانية ، فلا يكن عملنا فيها كسابقتها 0
ولنتذكر قوله - تعالى - : (( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) 0
ومقصودي هنا ليس الصدق المقابل للكذب ولكن الصدق العام الذي هو الصدق مع الله - تعالى - في الاقبال عليه والاطراح بين يديه وصدق اللجأ إليه ، وخاصة التضرع بأن يصلح الله - تعالى - أحوال الأمة الإسلامية ، فنحن في هذا الزمان في حالة يرثى لها ، من التشرذم والضياع ، بل من يقرأ التاريخ لايشك لحظة أن الأمة الإسلامية تمر في أسوأ مرحلة من مراحلها 0
وأخيرا أذكركم :
بكلمة لابن القيم : ( دخلت أو طرقت جميع الأبواب للدخول على الله فلم أجد مثل باب التضرع )
إليك إله العرش أشكو تضرعا *** وأدعوك في الضراء ربي لتسمعا
إلهي فحقق ذا الرجاء وكن بنا *** رؤوفا رحيما مستجيبا لنا الدعا
فيا محسنا قد كنت تحسن دائما ***ويا واسعا قد كان عفوك أوسعا
نعوذ بك اللهم من سوء صنعنا *** فإن لنا في العفو منك لمطمعا
أغثنا أغثناوارفع الشدة التي ** أصابت وصابت واكشف الضر وارفعا
وجد وتفضل بالذي أنت أهله *** من العفو والغفران ياخير من دعا
وعموما أبواب الخير مفتوحة في هذا الشهر نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يوفقنا وإياكم للاجتهاد في هذا الشهر0
اختكم شووق
العرض العادي
