العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-2009, 01:29 AM   رقم المشاركة : 1
مدريدي مجنون
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية مدريدي مجنون
 






مدريدي مجنون غير متصل

وقــفه مع قصة الهدهد

أحبتي في الله ..

والله إني أحبكم في الله

(وأسال الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله , اللهم اجعل عملنا كله صالحا, واجعله لوجهك خالصا, ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا).



{ وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ }

مادة: فقد الفاء والقاف والدال، وكل ما يُشتقّ منها تأتي بمعنى ضاع منه الشيء، ومنه قوله تعالى في قصة إخوة يوسف:
{ قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مَّاذَا تَفْقِدُونَ }
[يوسف: 71]، فإنْ جاءت بصيغة (تفقَّد) بالتضعيف دلَّتْ على أن الشيء موجود وأنا أبحث عنه في مظانّه.

فمعنى { وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيْرَ } [النمل: 20]
أن الرئيس او المهيمن على شيء لا بُدَّ له من متابعته، وسليمان ـ عليه السلام ـ ساعةَ جلس

في مجلس العلم أو مجلس القضاء نظر للحاضرين من مملكته، كأنه القائد يستعرض جنوده،

وفي هذا إشارة إلى أنه ـ عليه السلام ـ مع أن هذا ملكه ومُسخَّر له ومُنقَاد لأمره، إلا أنه لم يتركه هَمَلاً دون متابعة.

لكن، لماذا تفقَّد الطير بالذات؟
قالوا: لأنه أراد أنْ يقوم برحلة في الصحراء، والهدهد هو الخبير بهذه المسألة؛ لأنه يعلم مجاهلها، ويرى حتى الماء في باطن الأرض
، يقولون: كما يرى أحدكم الزيت في وعائه.

لذلك نرى أن من مميزات الهدهد أن الله تعالى جعل له منقاراً طويلاً؛ لأنه لا يأكل مما على سطح الأرض، إنما ينبش بمنقاره ليُخرج طعامه من تحت الأرض.

ألاَ تراه حين كلَّم سليمان في دقائق العقيدة والإيمان بالله يقول عن أهل سبأ:
{ أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ ٱلَّذِي يُخْرِجُ ٱلْخَبْءَ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ }
فاختار هذه المسألة بالذات؛ لأنه الخبير بها ورزقه منها.

ولما لم يجد الهدهد في الحاضرين قال
{ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ } [النمل: 20]
فساعةَ يستفهم الإنسان عن شيء يعلم حقيقته، فإنه لا يقصد الاستفهام، إنما هو يستبعد أنْ يتخلَّف الهدهد عن مجلسه.

لذلك قال { مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ } [النمل: 20] يعني:

ربما هو موجود، لكنِّي لا أراه لعلّة عندي أنا، فلما دَقّق النظر وتأكد من خُلوِّ مكانه بين الطيور، قال { أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ } [النمل: 20]
إذن: لا بد من معاقبته:

ومعاقبة المخالف أمر ضروري؛ لأن أيِّ مخالفة لا تُقابل بالجزاء المناسب لا بُدَّ أن تثمر مخالفات أخرى متعددة أعظم منها،
فحين نرى موظفاً مُقصِّرًا في عمله لا يحاسبه أحد، فسوف نكون مثله، وتنتشر بيننا الفوضى والتكاسل واللامبالاة، وتحدث الطَّامة حينما يُثاب المقصر ويُرَقى مَنْ لا يستحق.

لذلك توعَّد سليمان الهدهد: { لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ } [النمل: 21].

وقد تكلَّم العلماء في كيفية تعذيب الهدهد، فقالوا:
بنتف ريشه الجميل الذي يزهوا به بين الطيور، حتى يصير لحماً ثم يُسلط عليه النمل فيلدغه،

أو يجعْله مع غير بني جنسه، فلا يجد لها إلفاً ولا مشابهاً له في حركته ونظامه،
أو: أنْ يُكلِّفه بخدمة أقرانه من الهداهد التي لم تخالف،
أو: أجمعه مع أضداده، وبعض الطيور إذا اجتمعتْ تنافرتْ وتشاجرتْ،
ونتف بعضها ريش بعض؛ لأنهم أضداد؛
لذلك قالوا: أضيق من السجن عِشْرة الأضداد.

ثم رقَّى الأمر من العذاب الشديد إلى الذبح،

وهذه المسألة أثار حولها المتمردون على منهج الله والذين يريدون أنْ يُعدِّلوا على الله أحكامه، أثاروا إشكالاً حول قوله تعالى في حَدِّ الزنا:
{ ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ }

أما الرَّجْم فلم يَرِدْ فيه شيء، فمن أين أتيتم به؟

نقول أتينا به أيضاً من كتاب الله، حيث قال سبحانه في جَلد الأمَة إنْ زنتْ وهي غير محْصنة:
{ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَاتِ مِنَ ٱلْعَذَابِ }[النساء: 25]

فقالوا: وكيف نُنصِّف حدَّ الرجم؟ وهذا القول منهم دليل على عدم فهمهم لأحكام الله.

فالمعنى
{ فَعَلَيْهِنَّ }[النساء: 25]
أي: على الإماء الجواري

{ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَاتِ }[النساء: 25]
الحرائر، ولم يسكت إنما خصص التنصيف هنا بالجَلْد، فقال:
{ مِنَ ٱلْعَذَابِ }
فتجلد الأَمَة خمسين جلدة، وهذا التخصيص يدلُّ على أن هناك عقوبة أخرى لا تُنصف هي الرجْم.

وينتهي تهديد سليمان للهدهد بقوله { أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } [النمل: 21]
أ ي: حجة واضحة تبرر غيابه، فنفهم من الآية أن المرؤوس يحوز له أنْ يتصرف برأيه، ودون أن يأخذ الإذن من رئيسه إنْ رأى مصلحة للجماعة لا تستدعي التأخير.

وعلى الرئيس عندها أن يُقدِّر لمرؤوسيه اجتهاده، ويلتمس له عذراً، فلعله عنده حجة أحمده عليها بل وأكافئه؛ لأن وقت فراغه مني كان في مصلحة عامة،

كما نقول في العامية (الغايب حجته معاه).

إذن: المرؤوس إنْ رأى خيراً يخدم الفكر العام، ووجد أن فرصته ضيقة يسمح له بالتصرف دون إذن،
وفي الحرب العالمية الأولى تصرّف أحد القادة الألمان تصرُّفاً يخالف القواعد الحربية، لكنه كان سبباً في النصر؛ لذلك أعطوه وسام النصر ولم ينسُوا أنْ يُعاقبوه على مخالفة القواعد والقانون.

ثم يقول الحق سبحانه: { فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ }

معنى { فَمَكَثَ } [النمل: 22] أقام واستقر

{ غَيْرَ بَعِيدٍ } [النمل: 22] مدة يسيرة،

فلم يتأخر كثيراً؛ لأنه يعلم أنه تخلّف عن مجلس سليمان، وذهب بدون إذنه؛

لذلك تعجَّل العودة، وما إنْ وصل إليه إلا وبادره { فَقَالَ } [النمل: 22] بالفاء الدالة على التعقيب؛ لأنه رأى سليمان غاضباً مُتحفِّزاً لمعاقبته.

لذلك بادره قبل أنْ ينطق، وقبل أنْ ينهره { أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } [النمل: 22] أي:

عرفتُ ما لم تعرف ـ هذا الكلام مُوجَّه إلى سليمان الذي ملَك الدنيا كلها، وسخَّر الله له كل شيء؛

لذلك ذُهل سليمان من مقالة الهدهد وتشوَّق إلى ما عنده من أخبار لا يعرفها هو.

ثم يستمر الهدهد: { وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ } [النمل:22].

أولاً: نقف عند جمال التعبير في سبأ ونبأ،

فبينهما جناس ناقص، وهو من المحسّنات البديعية في لغتنا،
ويعطي للعبارة نغمة جميلة تتوافق مع المعنى المراد، والجناس أن تتفق الكلمتان في الحروف، وتختلفا في المعنى، كما في قول الشاعر:

رَحَلْتُ عَنِ الدِّيَارِ لكُم أَسِيرُ وَقَلْبي في محبتكُمْ أَسير

وقَوْل الآخر:
لَمْ يَقْضِ مِنْ حقِّكم عَليَّ بَعْضَ الذي يَجِبُ
قَلْبٌ متَى مَا جَرَت ذِكْرَاكُمُ يَجِبُ

ومن الجناس التام في القرآن الكريم:
{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ }
[الروم: 55].

فالتعبير القرآني { وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ } [النمل: 22]

تعبير جميل لفظاً، دقيق مَعنىً،
أَلاَ تراه لو قال (وجئتك من سبأ بخبر) لا ختلَّ اللفظ والمعنى معاً؛

لأن الخبر يُرَاد به مُطلْق الخبر، أمّا النبا فلا تُقال إلا للخبر العجيب الهام الملفت للنظر، كما في قوله تعالى:
{ عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ }
[النبأ: 1ـ2].

والجناس لا يكون جميلاً مؤثراً إلا إذا جاء طبيعياً غير مُتكلّف، ومثال ذلك هذا الجناس الناقص في قوله تعالى:
{ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ }
فقد ورد اللفظ المناسب مُعبِّراً عن المعنى المراد دون تكلّف، فالهُمَزة هو الذي يعيب بالقول.

واللمزة: الذي يعيب بالفعل،
فالقرآن لا يتصيَّد لفظاً ليُحدِث جناساً، إنما يأتي الجناس فيه طبيعياً يقتضيه المعنى.

ومن ذلك في الحديث الشريف: " الخيْل معقود بنواصيها الخير "
فبيْن الخيل والخير جناس ناقص، مُحسِّناً للفظ، مؤدّياً للمعنى.

وقد يأتي المحسِّن البديعي مُضطرباً مُتكلِّفاً، يتصيده صاحبه، كقول أحدهم ينحت الكلام نحتاً فيأتي بسجع ركيك: في أثناء ما كنا نسير نزل المطر كأفواه القِرَب، فوقع رجل كان يحمل العنب.

ومعنى { أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } [النمل: 22]
الإحاطة: إدراك المعلوم من كل جوانبه، ومنه البحر المحيط لاتساعه، ويقول سبحانه:
{ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً }
] ومنه: الحائط يجعلونه حول البستان ليحميه ويُحدِّده، ومنه: يحتاط للأمر.

ومحيط الدائرة الذي يحيط بالمركز من كل ناحية إحاطة مستوية بأنصاف الأقطار.

لكن أَيُعَدُّ قول الهدهد لسليمان { أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } نقصاً في سليمان عليه السلام؟



والصلاة والسلآم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين



تقبلوو مروري








التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


هــل مـن متــحدي


قديم 11-04-2009, 10:32 AM   رقم المشاركة : 2
(مجرد رجل)
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية (مجرد رجل)
 






(مجرد رجل) غير متصل


** مدريدي **

تفسير واضح
ووقفة مميزة فعلاً مع الهدهد
فأنا أحب هذا الطائر
جزاك الله خيراً







التوقيع :
رحلت ..ولكن !!


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



رحلت ... من أجلك ..!!


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 11-04-2009, 05:54 PM   رقم المشاركة : 3
مدريدي مجنون
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية مدريدي مجنون
 






مدريدي مجنون غير متصل

جزاااااك الله ألف وألف من الخيراااات

شكرررررررآ لك على المرووووري







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


هــل مـن متــحدي


قديم 12-04-2009, 09:19 AM   رقم المشاركة : 4
ساكتون
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية ساكتون







جزاك الله خير ووفقك لكل خير









التوقيع :

استغفر الله واتوب اليه


قديم 13-04-2009, 03:27 PM   رقم المشاركة : 5
brens - 818
( مشرف القسم الاسلامي )
 
الصورة الرمزية brens - 818








مدريدي


جزاك الله كل خير .


و جعله الله في موازين حسناتك .












قديم 27-04-2009, 03:42 PM   رقم المشاركة : 6
عاشق الأحساس
Band
 
الصورة الرمزية عاشق الأحساس




السلام عليكم ورحمه الله


جزاك الله خير وفي ميزان اعمالك أن شالله


تقبل مروري وودي


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة




اخـــــــــــوك








قديم 27-04-2009, 06:29 PM   رقم المشاركة : 7
صمتي هو حكايتي
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية صمتي هو حكايتي
 







صمتي هو حكايتي غير متصل

يعطيك العافيه







التوقيع :
ليه يازمن تحاسبني بخطاء غيري =ليه تودعني بعد ماتجرح قلبي
انا اهديت حلمي ووكلت امري =بعدما ذقت المر نسيت حبي
[/POEM]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية