العشق الشيطاني
أعتذر لتأخري عن طرح بقية الموضوع لأن الدراسة شغلتني . . .
=================================
العشق الشيطاني
مخاطره أحدها : الاشتغال بذكر المحبوب المخلوق عن حب الله تعالى ذكره ، فمن المعلوم أنه لا يجتمع مع الله حب غيره : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله } . فإن العاشق لا يجد حلاوة الايمان التي من شروطها : (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحل المرء لا يحبه إلا لله) . .
الثاني العذاب والحسرة والشقاء لتعلق قلبه بمعشوقه ، وهذه من العقوبه الدنيوية قبل الأخروية . فمن أحب شيئاً غير الله عذِّب به ، وفي الآخرة يتبرّأ بعضهم من بعض ، قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب () إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب } . .
الثالث ستر العيوب أو تجاهلها ، فحينما تصل المحبة العادية مرحلة التعلق والعلاقات القوية المتأصلة يظهر فيها أثر ستر العيوب وحجبها بصورة عجيبة ، حتى يصل الوضع أن يواجه كل من يقدّم نصيحة لهذا الشخص بالرد العنيف ، ويضمر حقده في قلبه ، لكن عندما ينقطع هذا العشق يكون الندم والحزن . .
الرابع أنه يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه ، فمعشوقه هو شغله الشاغل لا يفكّر إلا به ، ولا يعمل إلا له ، نسي الله فأنساه مصلحة نفسه قال {ص} : (من تعلق شيئاً وكل إليه) . .
الخامس فساد الحواس ، ذلك مصداقا لقول النبي {ص} : (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد سائر الجسد ، ألا وهي القلب) ، فإن القلب إذا فسد فسدت العين والأذن واللسان ، فيرى القبيح حسناً . .
السادس أنه قد يؤدي إلى ارتكاب الفواحش كالزنا واللواط والسحاق ، لأن الفواحش أصلها المحبه لغير الله ، سواء كان المطلوب المشاهدة أو المباشرة ، قال تعالى : { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء } .
*إن لكل مخادع وجهان ذو صفة شيطانية ، لا يبغي من ورائهما سوى إشباع شهواته الحيوانية ، فهو يعمل على تحقيق مآربه تحت ستار الحب والعشق ، لذا يجب أن يحذر من دعاة العشق والحب الكاذب . .
علاجه أن يعرف أن ما ابتلي به من هذا الداء المضاد للتوحيد إنما من جهله وغفلة فلبه عن الله ، فعليه أن يعرف توحيد ربه وسنـنه وآياته أولاً، ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكر في المعشوق ، ويكثر اللجأ والتضرع إلى الله سبحانه في صرف ذلك عنه ، وعليه بالاخلاص في ذلك وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } ،
فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء بإخلاصه . .
ومن أنفع الأدوية للتخلص من هذا الداء أن يبتعد المبتلي عن معشوقه ، ومن يحرك كوامن الشهوة فيه بحيث لا يراه ولا يسمع كلامه ، فالابتعاد عنه أهون بكثير من السترسال معه والوقوع في الآثام والمعاصي ، فإذا كان في الحي الذي يسكنه ينتقل إلى مكان آخر ، وكذلك في المدرسة وكلية أخرى ، وهكذا . .
ومن أنفع الأدوية أيضاً توجيه عاطفة الأبناء والبنات لما هو مفيد ، واعطائهم الحنان الكافي منذ الصغر ومتابعتهم في الكبر وعدم إهمال تربيتهم ومشاعرهم ، واتخاذ الاجراءات المناسبة لمعالجة مثل هذه الظاهر ، وعدم التغاضي عنها ، لأنها تؤدي إلى ظواهر أخرى سيئه . .
=================================
والله الموفق