القطيعة حرام
إذا كان الهجران والتشاحن لدنيا فإن الدنيا لأهون على الله وعلى المسلم من أن تؤدي إلى التدابر وتقطيع الأواصر بين المسلم وأخيه ، كيف وعاقبة التمادي في الشحناء حرمان من مغفرة الله ورحمته ، وفي الحديث الصحيح "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله عز وجل لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كان بينه وبين أخيه شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا ،انظروا هذين حتى يصطلحا ،انظروا هذين حتى يصطلحا" (رواه مسلم)
وتتأكد حرمة القطيعة إذا كانت لذي رحم أوجب الإسلام صلته وأكد وجوبها ورعاية حرمتها قال تعالى {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}.
وصور الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الصلة ومبلغ قيمتها عند الله فقال "الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله" ....... (متفق عليه) .
وقال عليه السلام "لا يدخل الجنة قاطع" ........ (رواه البخاري) .
فسره بعض العلماء بقاطع الرحم وفسره آخرون بقاطع الطريق فكأنهما بمنزلة واحدة.
(كتاب "الحلال والحرام" للشيخ يوسف القرضاوي)