كَثِيراً من النَّاس حِينَمَا تَرَاه .. تَجزُم أنَّه إبن فُلان أو عَلَى الأقَل من العَائِلَة الفُلانِيَّة
رَغم أنَّكَ تَرَاه للمَرَّة الأولَى فِي حَيَاتُكَ..يَحدُث ذَلكَ من خِلال الدَّم وَالشَّبَه الكَبِير
الذِي عَلَيه أبنَاء تِلك العَائِلَة .. ومن هذهِ العَوَائِل أبنَاء العَاهِل السّعُودِي الرَّاحِل ..
الملك ( فَيصَل بِن عَبدالعَزِيز آل سعُود ) طَيَّب الله ثَرَاه وَأسكَنه الفردُوس الأعلَى
وَكَذَك ابنَاء المَغفُور لَه بِإذن الله تَعَالَى ..
الشَّيْخ ( زَايِد بِن سُلطَان آل نهَيَّان ) رَئِيْس دَولَة الإمَارَات العَرَبِيَّة المُتَّحِدَة سَابِقاً
رَحمه الله وَأسكنه فَسِيْح جَنَّاته .. فَابنَاء هَاتَيْن العَائِلَتَين .. فَأنَّكَ تَعرفهُم من بَعِيْد
وَلَن أقُول من خِلال الشَّبَه وَحَسْب..بل من خِلال كُل شَيء..وَلادَاعِ للتّفَاصِيْل!!
عَلَى صَعِيْد آخَر .. وَدَعماً للمَوضُوع .. وَمَاحَدَثَ مَعك!
كُنت قُبَيْل حُقبَة طَوِيلَة من الزَّمَن حِينَمَا كُنتُ طِفلاً صَغِيراً..كُنت ذَاهِباً إلَى مَنزِل
الخَالَة (كَلثَم) فِي طَرَف الحَارَة هُنَاكَ فِي الحَي القَدِيْم وَ (كَلثَم) إمرأة عَجُوز
كَانَت ترتَدِي جُلبَاب أخضَر اللون ..
كَانَت تُبِيعُنَا الآيسكرِيم فِي أكيَاس بَلاستِيْكِيَّة ..
وُهُمَا نَوعَان من الآيسْكَرِيْم
أحَدهُم أحمَر اللون بِنَكهَة الفِيمتُو .. وَالآخَر أبيَض بِنَكهَة الحَلِيْب !!
وَكَانَت تُرَافِقْنِي آنَذَاك شَقِيقَتِي الصُّغرَى..وَقُبَيْل دخُولنَا مَنزِل الخَالَة (كَلثَم)
كَانَت تِقِف قُبَالَة مَنزلُهَا سِيَّارَة بِهَا عَائِلَة..كَانَت بِهَا إمرَأة أربعِينِيَّة تُحْدِق بِنَا مَلْيَاً
وَتُطِيْل النَّظَر وَكَأنَّهَا تُرِيد الحَدِيْث مَعنَا أوتَسْألُنَا عَن شَيءُ ُمَا..لا نَعرِف مَاهُوَ؟
وَحِيْنَمَا خَرجنَا من مَنزِل الخَالَة ( كَلثَم ) كانَت تِلك المَرأة ..
وعائِلَتهَا لازَالَت تَقِف فِي إنتِظَارُنَا .. وَطَلَبَت مِنَّا الإقتِرَاب مِنْهَا ..
فَسَألَت شَقِيقَتِي عن أسمهَا..وَألحِقَتهَا بِسُؤال آخَر عَن أسم أمِّهَا..يَلِّي هِيَ أمِّي؟!
حِينَمَا أجَابَتْهَا شَقِيقَتِي إرتَسَمَت عَلَى مَحَيَّاهَا سَعَادَة عَارِمَة وَإبتِسَامَة بِحَجم السَّمَاء
ثُمَّ سَألَتنَا عَمَّا إذا كَانَت اُمُّنَا مُتَوَاجِدَة أم لا .. فأجَبْنَاهَا بِنَعَم ..
فَتَرَجَّلَت عَلَى الفَور من سَيَّارَتهَا وَرَافَقَتْنَا إلَى المَنزِل..مُمْسِكَة بِي بِيَدهَا اليُمْنَى
وَشَقِيقَتِي بِالْيَد اليُسْرَى ..
ومَا إن دَخَلنَا إلَى مُزلنَا..مَا إن قَابَلَت هَذِهِ المَرأة أمُّنَا..ألاّ وَدَوَت صَرخَات عَالِيَة
وَعُنَاق حَار .. وَإبتِسَامَات عَرِيْضَة بِحَجْم الكَوْن ومَافِيه!!
فَإكتَشَفت حِينَئِذٍ أن هَذِهِ المَرأة لَم تَكُن سِوَى صَدِيقَة لِوَالِدَتِي أيَّام طفُولَتهُمَا
وَفَرَّقَت بَينَهُم السّنُون وإنَّ آخِر لُقَاء جَمَعهُمَا ..
كَان قَبل أكثَر من ( 30 ) عام من الزمَن ..
وَأنَّهَا لَم تَتَعَرَّف عَلَى أمِّي..الاّ من خِلال شَقِيقَتِي الصُّغْرَى يَلِّي هِيَ صُورَة كَربونِيَّة
وَ ( طِبْق الأصل ) مِنْهَا؟!
العرض العادي
