إعلاميون سعوديون يطالبون بتعزيز جهود التجاوب مع الأيدز
جدة: طالب المشاركون بمؤتمر " الأيدز والإعلام " المقام بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 5 إلى 6 يناير 2010 الجهات المعنية بضرورة تعزيز الجهود الإعلامية المحلية كافة لمواجهة انتشار فيروس الأيدز من خلال برامج التوعية بالمرض وكيفية الوقاية منه وإبراز ما ينتج عنه من أضراره صحية وأعباء نفسية لدى المتعايشين مع فيروسه وأسرهم. ومن المقرر أن يشهد وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة الليلة توصيات المؤتمر الذي دعت إليه الجمعية السعودية لمرضى الأيدز، وذلك بحضور كوكبة من الإعلاميات والإعلاميين وعدد من المتعايشين مع الأيدز.
آفة الإنكار
وكانت فعاليات المؤتمر قد شهدت أمس العديد من الجلسات التى أثارت النقاش حول العديد من ورقات العمل، جاء فى مقدمتها ورقة عمل للإعلامي شمس خالد دراج والتى شدد فيها على أهمية دور وسائل الإعلام في القضاء على إنكار وجود الإيدز في المجتمع السعودي، وضرورة أن تستوعب رسالة الإعلام مرض الأيدز، خاصة في ظل تزايد أعداد المتعايشين مع فيروسه مع عدم وجود علاج له، وعدم إلقاء اللوم على المصابين بالمرض وتحسين الصورة السلبية المأخوذة عنهم.
وشدد دراج على أهمية أن يستوعب المجتمع أي مريض عضوياً أو نفسياً لا سيما أن مجتمعنا محافظ، وتجاوز لومه والوقوف إلى جانبه معه، والاسهام في تحسين صورته أمام المجتمع.
ودعا دراج الإعلاميين إلى تجنب المعلومات المضللة، وحث الجميع على إجراء فحوصات المشورة، وتفعيل دور وسائل المعلومات في مكافحة المرض، واستيعاب الحقائق الصحيحة بشأن انعكاس انتشار المرض على الاقتصاد واستنزاف موارد الدول.
تضليل المعلومات
وتناول الكاتب والإعلامي خلف الحربي، في ورقة عمله أهمية المعلومة ومدى مصداقيتها، وضرورة تقديم التقارير، وتجنب تضليل المعلومات، والحث على إجراء الفحوص والمشورة.
وأضاف " في أحيان كثيرة تأتي المعلومة من خلال مجموعة من الحقائق وإعادة تركيبها كي تتوافق مع فكرة مسبقة في ذهن المحرر فيتم إبراز بعض الحقائق الصغيرة وتهميش الحقائق الأخرى للوصول لحقيقة جديدة تخالف الواقع وهذا تلاعب بذهن المتلقي لتوجيهه نحو حقيقة لا تمت للواقع بصلة."
ويواصل الحربي " للأسف الشديد مرض الإيدز تعرض لتشويه إعلامي لأسباب سياسية وثقافية واقتصادية ومهنية مختلفة من خلال تضخيم المعلومة، والتهمش، وطمس الهام منها حول المرض، بل وتمرير بعض المفاهيم والمعلومات المغلوطة بصورة لا تخدم الجهود الرامية إلى الحد من انتشار المرض مما يشكل ضرراً بالمساعي النبيلة الهادفة لدعم المتعايش مع المرض ودمجه في المجتمع".
أخطاء إعلامية
وحول الدور الإعلامي أكد الحربي أن وسائل الإعلام أسهمت بشكلٍ كبير في تعميق الوصمة ضد الحالات المصابة وعززت فكرة الترهيب من المرض ونبذ المصاب لكن أسوأ رسالة قدمتها وسائل الإعلام هي محاولة الربط الدائم بين الإيدز والسلوكيات الخاطئة انطلاقاً من ظروف اكتشافه في مطلع الثمانينات.
وفيما يخص الأسباب التي دعت لتزييف التقارير وتهميشها يقول الحربي: إن الاعتراف بوجود المرض يعني تزايد الاحتمالات بالإصابة مما يؤدي لأضرار اقتصادية مثل القطاع السياحي وأسهم منهج الإنكار في بطء التشريعات المتعلقة بإلغاء التمييز ضد الحالات المصابة ونقص الميزانيات المخصصة للرعاية الصحية وتراجع برامج التوعية.
الرسالة الإعلامية
وأكد الحربي، على أهمية بناء حوار بين المؤسسات الحكومية والإعلامية والجمعيات الأهلية لإعادة إنتاج الرسائل الإعلامية المتعلقة بالمرض بحيث تساهم في توعية الجمهور بحقيقة المرض وذلك عبر الرسائل الإعلامية، وأضاف من المهم إيجاد تشريعات متعلقة برعاية الحالات المصابة ومن المهم أيضاً تمسك وسائل الإعلام بالمهنية وتناول المواضيع الطبية بجدية بعيداً عن الاستخفاف.
قصص النجاح
واستعرض رئيس تحرير المجلة العربية الدكتور عثمان الصيني، في محاضرته جانب تحسين معنويات المجتمعات المحلية في الاستجابة للإيدز مسلطا الضوء على قصص النجاح ومبادرات المجتمعات المحلية والعالمية، ودور المنظمات غير الحكومية في المجتمع والفوائد التي تعود منها.
احتياجات المجتمع
وتناول الكاتب والإعلامي صالح الشيحي، في ورقته موضوع الأيدز واحتياجات المجتمع العربي مقارنة بين احتياج المجتمع العربي والمجتمعات الغير غربية في أساليب الطرح الإعلامي والمعلومات المتداولة.
قضايا مجتمعية
وتضمنت أنشطة المؤتمر أمس العديد من القضايا المجتمعية مثل تعزيز الموقف الإيجابي تجاه الحياة والتغيرات السلوكية الصحية . كما تناولت النقاشات أنماط الخوف من الأيدز وكيفية التعامل معها، وكذلك تحديد المسؤولية الفردية والجماعية لمكافحة وصمة العار والتمييز ضد المصابين والمساهمة في حماية المجتمع.
وجاء أبرزت التوصيات في إلزام الوسائل الإعلامية باستقطاب المعلومات من مصادرها الصحيحة، وتخصيص إعلاميين من صحف متخصصة في المجال الصحي، تدعيم التغطيات والأخبار الصحية المتعلقة بمرضى الأيدز، احترام خصوصيات المتعايشين مع الفيروس، عدم تداول أخبار مرضى الأيدز الشخصية في وسائل الإعلام.
إعلاميون سعوديون يطالبون بتعزيز جهود التجاوب مع الأيدز
العرض العادي
