العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > منتدى القصص والروايات
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-2014, 03:24 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ قصص » مؤثرة تعينكم على العباده في شهر الصيام

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

أحوال السلف..
(قصص مؤثرة تعينكم على العباده في شهر الصيام)..

ذكر الإمام ابن القيم في روضة المحبين قصة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهي تتعلق بشاب صالح كان عمر ينظر إليه ويعجب به ، ويفرح بصلاحه وتقواه ويتفقده إذا غاب ، فرأته امرأة شابة حسناء ، فهويته وتعلقت به ، وطلبت السبيل إليه ، فاحتالت لها عجوز وقالت لها : " أنا آتيك به " ، ثم جاءت لهذا الشاب وقالت له : " إني إمرأة عجوز ، وإن لي شاة لا أستطيع حلبها ، فلو أعنتني على ذلك لكان لك أجر " - وكانوا أحرص ما يكونون على الأجر - ، فذهب معها ، ولما دخل البيت لم يرى شاة ، فقالت له العجوز : " الآن آتيك بها " ، فظهرت له المرأة الحسناء ، فراودته عن نفسه فاستعصم عنها ، وابتعد منها ولزم محراباً يذكر الله عز وجل ، فتعرضت له مرارا فلم تقدر ، ولما آيست منه دعت وصاحت ، وقالت : " إن هذا هجم عليّ يبغيني عن نفسي " ، فتوافد الناس إليه فضربوه ، فتفقده عمر في اليوم التالي ، فأُتي به إليه وهو موثوق ، فقال عمر : " اللهم لا تخلف ظني فيه " ، فقال للفتى : " أصدقني الخبر " ، فقص عليه القصة ، فأرسل عمر إلى جيران الفتاة ، ودعى بالعجائز من حولها ، حتى عرف الغلام تلك العجوز ، فرفع عمر درّته وقال : " أصدقيني الخبر" ، فصدقته لأول وهلة ، فقال عمر : " الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف ".





وعن الإمام العجلي قال : " كانت امرأة جميلة بمكة ، وكان لها زوج ، فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها : أترى أحدا يرى هذا الوجه ولا يفتتن به ؟ ، قال : نعم ، قالت : من ؟ ، قال : عبيد بن عمير ، قالت : فأذن لي فيه فلَأَفتنّنه ، قال : قد أذنت لك . فأتته كالمستفتية ، فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام ، فأسفرت عن وجهها ، فقال لها : يا أمة الله اتقي الله ، فقالت : إني قد فتنت بك فانظر في أمري ، قال : إني سائلك عن شيء ، فإن أنت صدقت نظرت في أمرك ، قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك ، فقال لها : أخبريني ، لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك ، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ ، قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، فلو أُدخلت في قبرك ، فأُجلست للمساءلة ، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ ، قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين : أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك ، أكان يسرك أنى قضيت لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا . قال : صدقت ، فلو أردت المرور على الصراط ، ولا تدرين تنجين أم لا تنجين ، أكان يسرك أنى قضيت لك هذه الحاجة ؟ ، قالت : اللهم لا . قال : صدقت ، فلو جيء بالموازين وجيء بك لا تدرين : تخفين أم تثقلين ، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ ، قالت : اللهم لا . قال : صدقت ، فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة ، كان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا . قال صدقت ، اتقي الله يا أمة الله ؛ فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك . فرجعت إلى زوجها ، فقال : ما صنعت فقالت له : أنت بطّال ، ونحن بطّالون . فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة ، فكان زوجها يقول : ما لي ول عبيد بن عمير ؟ ، أفسد علي زوجتي ، كنت كل ليلة عروسا ، فصيّرها راهبة " .


وقال محمد بن إسحاق : " نزل السَّرِيُّ بن دينار في درب بمصر ، وكانت فيه امرأة جميلة فتنت الناس بجمالها ، فعلمت به المرأة ، فقالت : لأفتنّنه ؛ فلما دخلت من باب الدار تكشفت وأظهرت نفسها ، فقال : مَالَكِ ؟! فقالت : هل لك في فراش وطي ، وعيش رخي ؟ ، فأقبل عليها وهو يقول :

وكم ذي معاص نال منهن لذة ***ومات فخلاّها وذاق الـــدواهيا

تصرمُ لـذّات المعاصي وتنقضي ***وتبقى تِباعاتُ المعاصي كـما هيا

فيا سوءتا والله راءٍ وسامــع ***لعبدٍ بعين الله يغشــى المعاصيـا

* مع السلف في قراءة القرآن
عن عطاء بن السائب أن أبا عبد الرحمن السلمي قال : " أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن ، فكنا نتعلم القرآن والعمل به ، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء ، لا يجاوز تراقيهم " .



عن إبراهيم قال : " كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين ، وكان ينام بين المغرب والعشاء ، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال .


عن ابن شذوب قال : كان عروة بن الزبير يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظرا ، ويقوم به الليل ، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ، وكان وقع فيها الآكله فنُشرت .


قال سلام بن أبي مطيع : " كان قتادة يختم القرآن في سبع ، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة .


وروى إسحاق المسيبي عن نافع قال : " لما غسل أبو جعفر القاريء ، نظروا ما بين نحره إلى فؤاده كورقة المصحف ، فما شك من حضره أنه نور القرآن .


قال يحيى الحماني : " لما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته ، فقال لها : ما يبكيك ؟ ، انظري إلى تلك الزاوية ، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة " .


وقال أحمد بن ثعلبة : سمعت سلم بن ميمون الخواص يقول : " قلت لنفسي : يا نفس ، اقرئي القرآن كأنك سمعتيه من الله حين تكلم به ، فجاءت الحلاوة " .


عن الأعمش قال : " كان يحيى بن وثّاب من أحسن الناس قراءة ، ربما اشتهيت أن أقبل رأسه من حسن قراءته ، وكان إذا قرأ لا تسمع في المسجد حركة ، كأن ليس في المسجد أحد " .

قال أبا بكر بن الحداد : " أخذت نفسي بما رواه الربيع عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة ، فأكثر ما قدرت عليه تسعا وخمسين ختمة ، وأتيت في غير رمضان بثلاثين ختمة " .


*مع السلف في علو همتهم
قال الإمام أحمد : " ما كتبت حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد عملت به ، حتى مرّ بي الحديث : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة الحجام ديناراً ) - أصله في البخاري - ، فاحتجمتُ وأعطيتُ الحجّام دينارا " .

قال الإمام إبراهيم الحربي عن نفسه : " أفنيت من عمري ثلاثين سنة لا آكل إلا رغيفين ، إن جاءتني بهما أمي أو أختي وإلا بقيت جائعا إلى الليلة التالية ، وأفنيت ثلاثين سنة برغيف في اليوم والليلة ، إن جاءتني به امرأتي أو بنتاي وإلا بقيت جائعا عطشانا ، والآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة ، وما كنا نعرف هذه الأطبخة شيئا ".


وعن محمد بن سلمة أنه كان يجزيء ليله ثلاثة أجزاء : جزء للنوم ، وجزء للدرس ، وجزء للصلاة ، وكان كثير السهر ، فقيل له : " لم لا تنام ؟ " ، فقال : " كيف أنام وقد نامت عيون المسلمين تعويلا علينا ؟ وهم يقولون : إذا وقع لنا أمر رفعناه إليه فيكشفه لنا . فإذا نمنا ففيه تضييع للدين " .


وعن أبي القاسم بن عقيل : أن أبا جعفر الطبري قال الأصحابه : " هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا ؟ " ، قالوا : " كم قدره ؟ " ، فذكر نحو ثلاثين ألف ورقة ، فقالوا : " هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه ! " ، فقال : " إنا لله ، ماتت الهمم " ، فاختصر ذلك في نحو ثلاثة آلاف ورقة ، ولما أن أراد أن يملي التفسير قال لهم نحوا من ذلك ، ثم أملاه على نحو من قدر التاريخ " .


واستيقظ أبو يزيد البسطامي ليلة وهو صبي ، فإذا أبوه يصلي ، فقال لأبيه : " يا أبت ، علمني كيف أتطهّر وأفعل مثل فعلك وأصلي معك " ، فقال له أبوه : " يا بنيّ ، ارقد فإنك صغير بعد " ، فقال له : " يا أبت ، إذا كان يوم القيامة ، حين يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم ، أأقول لربي : إني طلبت من أبي فلم يعلمني ؟ " ، فقال له : " لا والله يا بنيّ " . وعلّمه ، فكان يصلي معه .


يقول الذهبي عن الحافظ عبدالغني المقدسي : " كان لا يضيع شيئا من زمانه بلا فائدة ، فإنه كان يصلي الفجر ويلقن القرآن ، وربما أقرأ الناس شيئا من الحديث تلقينا ، ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ثلاثمئة ركعة بالفاتحة والمعوذتين إلى قبل الظهر ، وينام نومة ثم يصلي الظهر ويشتغل إما بالتسميع أو بالنسخ إلى المغرب ، فإن كان صائما أفطر وإلا صلى من المغرب إلى العشاء ، ويصلي العشاء وينام إلى نصف الليل أو بعده ، ثم يقوم كأن إنسان يوقظه فيدعو قليلا ثم يتوضأ ويصلي إلى قرب الفجر ، وربما توضأ سبع مرات أو ثمانيا في الليل ، ويقول : ما تطيب لي الصلاة إلا ما دامت أعضائي رطبة . ثم ينام نومة يسيرة إلى الفجر ، وهذا دأبه ".


وروي عن الإمام ابن خفيف أنه كان به وجع الخاصره ، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة ، فكان إذا نودي بالصلاة يُحمل على ظهر رجل ، فقيل له : " لو خففت على نفسك " ، فقال : " إذا سمعتم حي على الصلاة ولم تروني في الصف ، فاطلبوني في المقبرة " .


* مع السلف في كراماتهم
عن عبيد الله بن أبي جعفر قال : " غزونا القسطنطينية ، فكُسر بنا مركبنا ، فألقانا الموج على خشبة في البحر - وكنا خمسة أو ستة - فأنبت الله لنا بعددنا ورقة لكل رجل منا ، فكنا نمصّها فتشبعنا وتروينا ، فإذا أمسينا أنبت الله لنا مكانها ، حتى مر بنا مركب فحملنا " .

قال ابن مسدي عن الإمام أبو محمد الروابطي : " ... له كرامات ، أُسر إلى " طرطوشة " وقيدوه ، فقام النصراني ليلة فرآه يصلي وقيده إلى جنبه ؛ فتعجب من ذلك ، فلما أصبح رأى قيده في رجله ، فرقبه ثاني ليلة فكذلك ، فذهب فأخبر القسيس فقالوا : أحضره . فجاء به وجرت بينه وبينهم محاورة ، ثم قالوا : لايحل أن نأسرك ، فاذهب إلى حال سبيلك ".

قال الإمام الزبيدي : " خرجت إلى المدينة لوحدي ، فآواني الليل إلى جبل ، فصعدته وناديت : اللهم إني الليلة ضيفُك ، ثم أتاني صوت يناديني : مرحبا بضيف الله ، إنك مع طلوع الشمس تمر بقوم على بئر يأكلون خبزا وتمرا ، فإذا دعوك فأجب . فسرتُ من الغد فلاحت لي بئر فجئتها ، فوجدت عندها قوما يأكلون خبزا وتمرا ، فدعوني فأجبتُ " .

قال أبو الفضل : " حكي أنه طلع إصبع زائد في يد ولد من أولاد الرؤساء ، فاشتد ألمه له ، فدخل عليه ابن الخاضبة فمسح عليها وقال : أمرها يسير ، فلما كان الليل نام الغلام وانتبه فوجدها قد سقطت ".

عن عمر المحمودي قال : " لما مات الوخشي كنتُ غلاما ، فلما وضعوه في القبر خرجت الحشرات من المقبرة - وكان في طرفها واد - فذهبت إليه الحشرات ، والناس لا يعرضون لها ".

عن سليمان بن يزيد : أن الإمام علي بن أبي طاهر لما رحل إلى الشام وكتب الحديث ، جعل كتبه في صندوق وأوثقه ، وركب البحر فاضطربت السفينة وماجت ، فألقى الصندوق في البحر ، ثم سكنت السفينة ، فلما خرج منها أقام على الساحل ثلاثا يدعو الله ، ثم سجد في الليلة الثالثة وقال : " اللهم إن كان طلبي ذلك لوجهك وحب رسولك فأغثني برد ذلك " . فرفع رأسه فإذا بالصندوق ملقى عنده ، فقدم علينا وأقام برهة ، ثم قصدوه لسماع الحديث فامتنع عن ذلك ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول له : " يا علي ، من عامل الله بما عاملك به على شط البحر ، لا تمتنع من رواية أحاديثي " فتاب إلى الله ، وعاد إلى الرواية .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 19-06-2014, 03:34 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

*مع السلف في طلب العلم
عن أحمد بن خالد قال : " بلغنا أن يحيى بن يحيى الليثي كان عند مالك بن أنس رحمه الله ، فمرّ على باب مالك الفيل ، فخرج كل من كان في مجلسه لرؤية الفيل سوى يحيى بن يحيى فلم يقم ، فأعجب به مالك وسأله : من أنت ؟ وأين بلدك ؟ ثم لم يزل بعد مكرما له " . وعن يحيى بن يحيى قال : " أخذت بركاب الليث ، فأراد غلامه أن يمنعني ، فقال الليث : دعه . ثم قال لي : خدَمَك العلم . قال : فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك " .




قال إسحاق الشهيدي : " كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر ، ثم يستند إلى أصل منارة مسجده ، فيقف بين يديه علي بن المديني و أحمد بن حنبل و يحيى بن معين وغيرهم ، يسألونه عن الحديث وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب ، لا يقول لواحد منهم : اجلس ، ولا يجلسون هيبة له وإعظاما " .



عن أبي إسحاق قال : " لما مات القاضي وجلس بنوه للتعزيه ، إذ دخل علينا رجلان في لباس سواد ، وأخذا يولولان ويقولان : وإسلاماه!! . فسئلا عن حالهما فقالا : إنا وردنا من " أغمات " من المغرب ، لنا سنة ونصف في الطريق في الرحلة إلى هذا الإمام لنسمع منه ، فوافق ورودنا وفاته " .




عن أبي طاهر قال : " سمعت أبابكر بن المقرئ يقول : طفت الشرق والغرب أربع مرات – يعني في الرحلة للحديث - . وروى رجلان عن ابن المقرئ قال : مشيت بسبب نسخة مفضل بن فضالة في الحديث مسافة سبعين مرحلة ، ولو عرضت على خباز برغيف لم يقبلها . وقال أيضا : دخلت بيت المقدس عشر مرات ، وحججت أربع حجات ، وأقمت بمكة خمسة وعشرين شهرا ، كل ذلك في العلم " .




عن إسماعيل بن عياش قال : " كتبت لي أم الدرداء في لوحي : اطلبوا العلم صغارا ، تعملوا به كبارا ؛ فإن لكل حاصد ما زرع " .



قال ابن جماعة الكناني : " ليعلم طالب العلم أن ذلّه لشيخه عزّ ، وأن خضوعه له فخر ، وتواضعه له رفعة ، وعلى طالب العلم أن ينظر إلى شيخه بعين الإجلال ؛ فإن ذلك أقرب إلى انتفاعه به ، وكان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدّق بشيء وقال : اللهم استر عيب شيخي عني ، ولا تذهب بركة علمه مني " .




وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: " كان يقال : إذا لقي الرجلُ الرجلَ فوقه في العلم فهو يوم غنيمته ، وإذا لقي من هو مثله دراسه وتعلم منه ، وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلمه " .



قال أبو حاتم الرازي : " بقيت ثمانية أشهر بالبصرة ، وكان في نفسي أن أقيم سنة ، فانقطعت نفقتي ، فجعلت أبيع ثيابي حتى نفذت ، وبقيتُ بلا نفقة ، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة وطلب الحديث ، وأظل كذلك إلى المساء ، فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيتي ، فجعلت أشرب الماء من الجوع ، ثم أصبحت فغدا علي رفيقي ، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد ، وانصرفت جائعا ، فلما كان من الغد غدا علي فقال : مر بنا إلى المشايخ ، فقلت له : أنا ضعيف لا يمكنني ، قال : ما ضعفك ؟ ، قلت : لا أكتمك أمري ، قد مضى يومان ما طعمت فيهما شيئا ، فقال : قد بقي معي دينارا فنصفه لك ، ونجعل النصف الآخر في الكراء ، فخرجنا من البصرة ، وأخذت منه النصف دينار " .



* مع السلف في حفظ الوقت
قيل ل عمر بن عبدالعزيز يوماً : - " أخر هذا العمل إلى الغد " ، فقال :" ويحكم ؛ إنه يعجزني عمل يوم واحد ، فكيف أصنع إذا اجتمع على عمل يومين ؟ " ومن أقواله : " إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما " .



قال داود الطائي : " إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة ، حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم ، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل ؛ فإن انقطاع السفر عن قريب هو ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض ما أنت قاض من أمرك " .

وقال أحد الصالحين لتلاميذه: " إذا خرجتم من المسجد فتفرقوا لتقرؤوا القرآن، وتسبحوا الله، فإنكم إذا اجتمعتم في الطريق، تكلمتم وضاعت أوقاتكم ".


وعن قال موسى بن إسماعيل قال : " كان حماد بن سلمة مشغولا وقته كله ، إما أن يحدث أو يقرأ ، أو يسبح أو يصلي ، قد قسم النهار على ذلك ".


ذكر علماء التراجم في سيرة الجنيد بن محمد ، أنه حين أتته سكرات الموت ، أخذ يقرأ القرآن ، فأتى الناس - قرابته وجيرانه- يحدّثونه وهو في مرض الموت ، فسكت وما حدثهم ، واستمر في قراءته ، فقال له ابنه : " يا أبتاه! أفي هذه الساعة تقرأ القرآن؟! " . فقال : " ومن أحوج الناس مني بالعمل الصالح؟ ، فأخذ يقرأ ويقرأ حتى قُبضت روحه .



كان معروف الكرخي يعتمر ، فأتى من يقص شارب معروف الكرخي ، فحلق رأسه ، ثم قال للقصاص: " خذ من شاربي "، فأخذ معروف يسبح الله ، فقال له القصاص: " أنا أقص شفتك ، اسكت " ، قال: " أنت تعمل، وأنا أعمل "، وذكروا عنه أنه ما رئي إلا متمتماً بذكر الله، ويقولون : كان إذا نام عند أهله سبّح ، فلا يستطيعون النوم .




وعن ابن عساكر قال : " كان الإمام سليم بن أيوب لا يدع وقتا يمضي بغير فائدة ، إما ينسخ أو يدرس أو يقرأ ، وكان إذا أراد أن يعدّ القلم للكتابة حرّك شفتيه بالذكر حتى ينتهي من ذلك " .

قال الإمام ابن عقيل : " إني لا يحل لي أن أضيّع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري عن مطالعة ، أعملت فكري في حال راحتي وأنا على الفراش ، فلا أنهض إلا وخطر لي ما أسطره . وإني لأجد من حرص على العلم وأنا في الثمانين من عمري أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة ، وأنا أقصّر بغاية جهدي أوقات أكلي ، حتى أختار سفّ الكعك وتحسّيه بالماء على الخبز ، لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ ، وإن أجلّ تحصيل عند العقلاء – بإجماع العلماء – هو الوقت ، فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص ، فالتكاليف كثيرة ، والأوقات خاطفة " .



وقال الإمام ابن القيم : "إضاعة الوقت أشد من الموت ؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها" .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 19-06-2014, 03:38 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

مع السلف في حفظ اللسان

قال أحد السلف : " صحبنا ربيع بن خثيم عشرين سنة ، فما تكلم إلا بكلمة تعليه عند الله " . وعن رجل من بني تميم قال : " جالست الربيع عشر سنين ، فما سمعته يسأل عن شيء من أمور الدنيا ، إلا مرتين : قال مرة : والدتك حيّة ؟ وقال في الثانية : كم لك مسجدا ؟ " . وقال آخر : " صحبت الربيع عشرين عاما ، ما سمعت منه كلمة تُعاب " .



عن محمد بن سوقة قال : " أحدثكم بحديث لعله أن ينفعكم ؛ فإنه قد نفعني ، قال لنا عطاء بن أبي رباح : يا بني أخي ، إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام ، وكانوا يعدون فضوله ما عدا كتاب الله عز وجل أن تقرأه ، وتأمر بمعروف أو تنهى عن منكر ، أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها . أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين ؟ ، عن اليمين وعن الشمال قعيد ؟ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ؟ أما يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته يوم القيامة ، ليس فيها من أمر دينه ولا دنياه شيء ؟ " .


قال سلمة بن علقمة : " جالستُ يونس بن عبيد ، فما استطعت أن آخذ عليه كلمة تعاب عليه " .


قال إبراهيم الحربي : " ما أخرجتْ بغداد أتمّ عقلا من بشر الحافي ، ولا أحفظ للسانه منه ، ما عُرف له غيبة لمسلم " .



قال الإمام ابن دقيق العيد : " ما تكلمت كلمة ، ولا فعلت فعلا ، إلا وأعددت له جوابا بين يدي الله عزوجل " .


قال ابن السماك : " سبعُك – أي : أسدك - بين لحيْيْك تأكل به كل من مر عليك ، قد آذيت أهل الدور في الدور ، حتى تعاطيت أهل القبور ، فما ترثي لهم وقد جرى البلى عليهم ، وأنت هاهنا تنبشهم ، إنما نرى أن نبشهم أخذ الخرق عنهم ، إنك إن ذكرت مساويهم فقد نبشتهم ، إنه ينبغي لك أن يدلك على ترك القول في أخيك ثلاث خلال : أما واحدة : فلعلك أن تذكره بأمر هو فيك ، فما ظنك بربك إذا ذكرت أخاك بأمر هو فيك ؟ ولعلك تذكره بأمر قد ابتُليت بأعظم منه ، فذلك أشد استحكاما لمقته إياك ، ولعلك تذكره بأمر قد عافاك الله منه ، أفهذا جزاؤه إذ عافاك . أما سمعت : ارحم أخاك واحمد الذي عافاك ؟ " .

وعن أبي بكر بن عياش قال : " أدنى نفع السكوت السلامة ، وكفى به عافية ، وأدنى ضرر المنطق الشهرة ، وكفى بها بلية " .



قال مورق العجلي : " تعلمت الصمت في عشر سنين ، وما قلت شيئا قط إذا غضبت أندم عليه إذا زال غضبي " .

*مع السلف في محاسبة النفس

عن أنس بن مالك قال : سمعت عمر بن الخطاب يوما – وقد خرجت معه حتى دخل حائطا - فسمعته يقول وبيني وبينه جدار ، وهو في جوف الحائط : " أمير المؤمنين!! بخ بخ ، والله لتتقين الله أو ليعذبنك " .

وقال الحسن البصري : " المؤمن قوام على نفسه ، يحاسب نفسه لله عزوجل ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة ".


وفي قوله الله تعالى { ولا أقسم بالنفس اللوامة } ( القيامة : 2 ) قال الحسن البصري : " لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه : ماذا أردت بكلمتي ؟ ماذا أردت بأكلتي ؟ ماذا أردت بشربتي ؟ والفاجر يمضى قدما لا يعاتب نفسه ".



عن عطاء قال: " دخلتُ على فاطمة بنت عبد الملك بعد وفاة عمر بن عبد العزيز ، فقلت لها : يا بنت عبد الملك ، أخبريني عن أمير المؤمنين ، قالت : " أفعل، ولو كان حيّاً ما فعلت ! إن عمر رحمه الله كان قد فرغ نفسه وبدنه للناس، كان يقعد لهم يومه ، فإن أمسى وعليه بقية من حوائج يومه وصله بليله ، إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه ، فدعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ، ثم قام فصلى ركعتين ، ثم أقعى واضعاً رأسه على يده تتسايل دموعه على خده ، يشهق الشهقة فأقول : قد خرجت نفسه ، وانصدعت كبده ، فلم يزل كذلك ليلته حتى برق له الصبح ، ثم أصبح صائماً ، قالت: فدنوت منه. فقلت : " يا أمير المؤمنين ، رأيت شيئا منك البارحة ما رأيته قبل ذلك ، فما كان منك ؟ " قال: " أجل، فدعيني وشأني وعليك بشأنك " ، قالت: فقلت له : " إني أرجو أن أتعظ " ، قال: " إذن أخبرك، أني نظرت إليّ فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة صغيرها وكبيرها ، وأسودها وأحمرها، ثم ذكرت الغريب الضائع ، والفقير المحتاج ، والأسير المفقود وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض ، فعلمت أن الله سائلني عنهم ، فخفت على نفسي خوفاً دمعت له عيناي، ووجل له قلبي ، فأنا كلما ازددت لها ذكراً ازددت لهذا وجلاً ، وقد أخبرتك فاتعظي الآن أو دعي " .



وعن أبي سليمان رحمه الله قال : " أفضل الأعمال خلاف هوى النفس " .



وقال مالك بن دينار : " رحم الله امرأ قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمّها ثم خطمها – والخطام هو ما تُقاد به الإبل - ثم ألزمها كتاب الله ، فكان له قائدًا ". وكان رحمه الله يجاهد نفسه أشد المجاهدة ، ثم يقول لنفسه : " إني والله ما أريد بك إلا الخير " .


وكان توبة بن الصمة محاسبًا لنفسه ، فحاسبها يوما فرأى أن عمره قد بلغ ستين سنة ، فحسب أيامها، فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ وقال: " يا ويلت ! ألقى الله بواحد وعشرين ألف ذنب ! فكيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب ؟ " ، ثم خرّ مغشيا عليه ، فحرّكوه فإذا هو ميت ، فسمعوا قائلا يقول : " يالها من ركضة إلى الفردوس الأعلى " .


وقال إبراهيم التيمي : " مثلت نفسي في الجنة ، آكل من ثمارها ، وأشرب من أنهارها ، ثم مثلت نفسي في النار ، آكل من زقّومها ، وأشرب من صديدها ، وأعالج سلاسلها وأغلالها ، فقلت لنفسي : يا نفس ،أي شيء تريدين ؟ فقالت : أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا ،قلت : فأنت في الأمنية فاعملي " .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 19-06-2014, 03:41 AM   رقم المشاركة : 4
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

*مع السلف في فراستهم

قال عبد الله بن سلمة المرادي : " نظر عمر بن الخطاب إلى الأشتر ، فصعّد فيه النظر وصوّبه ثم قال : إن للمسلمين من هذا يوما عصيبا . فملك الأشتر العرب . وكان جبارا سفاحا .


ودخل رجل على عثمان بن عفان رضي الله عنه - وقد رأى امرأة في الطريق فتأمل محاسنها - ، فقال له عثمان : " يدخل عليّ أحدكم وأثر الزنى ظاهر على عينيه؟! " ، فقال الرجل : " أوحيٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! " ، فقال: " لا، ولكن تبصرة وبرهان وفراسة صادقة ".

وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : " أفرس الناس ثلاثة : العزيز في يوسف عليه السلام ، حيث قال لامرأته : { أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا } ( يوسف : 21 ) ، وابنة شعيب حين قالت لأبيها في موسى عليه السلام : { يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين } ( القصص : 26 ) ، وامرأة فرعون حين قالت : { قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا } ( القصص : 9 ) ، و أبو بكر في عمر رضي الله عنهما ، حيث استخلفه ".


وقال الحارث بن مرة : " نظر إياس بن معاوية إلى رجل فقال : هذا غريب ، وهو من أهل واسط ، وهو معلّم ، وهو يطلب عبداً له آبق، فوجدوا الأمر كما قال، فسألوه فقال : رأيته يمشي ويلتفت فعلمت أنه غريب ، ورأيته وعلى ثوبه حمرة تربة واسط ، فعلمت أنه من أهلها ، ورأيته يمر بالصبيان فيسلم عليهم ولا يسلم على الرجال فعلمت أنه معلم ، ورأيته إذا مر بذي هيئة حسنة لم يلتفت إليه ، وإذا مر بذي ملابس رثّة تأمله ، فعلمت أنه يطلب عبدا آبقا ".

وذكروا عن المنصور أن رجلا جاءه فأخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالا ، فدفعه إلى امرأته ، ثم طلبه منها ، فذكرت أنه سرق من البيت ولم ير نقباً ولا علامة على ذلك ، فقال المنصور : " منذ كم تزوجتها ؟ " ، قال : " منذ سنة " ، قال : " بكرا أو ثيبا؟ " ، قال : " ثيبا " ، قال : " فلها ولد من غيرك؟ "، قال : " لا "، فدعا له المنصور بقارورة طيب كان حاد الرائحة وغريب النوع ، فدفعها إليه وقال له : " تطيّب من هذا الطيب ؛ فإنه يذهب غمّك " . فلما خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته : " ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم ، فمن شمّ منكم رائحة هذا الطيب من أحد فليأت به "، وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته ، فلما شمّته بعثت منه إلى رجل كانت تحبه ، وقد كانت دفعت إليه المال ، فتطيّب من العطر ، ومرّ مجتازا ببعض أبواب المدينة ، فشمّ الموكّل بالباب رائحته عليه فأتى به المنصور ، فسأله : " من أين لك هذا الطيب ؟ " ، فلجلج في كلامه ، فدفعه إلى والي الشرطة فقال : " إن أحضر لك كذا وكذا من المال فخلّ عنه وإلا اضربه ألف سوط "، فلما جرّدوه للضرب أحضر المال على هيأته ، فدعا المنصور صاحب المال فقال: " أرأيت إن رددت عليك المال تحكّمني في امرأتك ؟ "، قال : " نعم " ، فقال له المنصور : " هذا مالك ، وقد طلقت المرأة منك ".



وقال أبو علي التنوخي : " بلغني عن المعتضد أنه كان جالسا في بيت يُبنى له ، فرأى فيهم غلاما أسود منكر الخلقة يصعد السلالم درجتين درجتين ، ويحمل ضعف ما يحمله غيره ، فأنكر ذلك وطلبه ، وسأله عن سبب ذلك ، فتلجلج فكلمه ابن حمدون فيه وقال : من هذا حتى صرفت فكرك إليه ؟ قال : قد وقع في خلدي أمر لا أحسبه باطلا . ثم أمر به فضُرب مئة وتهدده بالقتل ، ودعا بالنطع والسيف ، فقال الغلام : الأمان الأمان ؛ أنا أعمل في الفرن ، فدخل من شهور رجل معه دنانير فأخرجها ، فوثبت عليه وسددت فاه وكتفته وألقيته في الأتون - والذهب معي - يقوى به قلبي . فأخذ منه المعتضد الكيس الذي فيه الدنانير ، وإذا على الكيس اسم صاحبه ، فنودي في البلد عن صاحب الكيس ، فجاءت امرأة فقالت : هو زوجي ولي منه طفل . فسلم الذهب إليها ، وقتل ذلك الغلام " .




*مع السلف في وصاياهم
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " عليك بتقوى الله ؛ فإنه رأس كل شيء ، وعليك بالجهاد ؛ فإنه رهبانية الإسلام ، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن ؛ فإنه روحك في أهل السماء وذكرك في أهل الأرض ، وعليك بالصمت إلا في حق ؛ فإنك تغلب الشيطان " .



عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال : " أوصيكم بتقوى الله ، وأوصيكم بالقرآن ؛ فإنه نور بالليل المظلم ؛ و هدى بالنهار ، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة ، فإن عرض لك بلاء فقدّم مالك دون دينك ، فإن تجاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك ، فإن المسلوب من سُلب دينه ، واعلم أنه لا فقر بعد الجنة ، ولا غنى بعد النار ".


قال الإمام موفق الدين البغدادي : " ينبغي أن تكون سيرتك سيرة الصدر الأول ، فاقرأ السيرة النبوية ، وتتبع أفعال نبيك ، واقتف آثاره وتشبه به ما أمكنك . من لم يحتمل ألم التعلم لم يذق لذة العلم ، ومن لم يكدح لم يفلح . إذا خلوت من التعلم والتفكر فحرك لسانك بالذكر ، خاصة عند النوم ، وإذا حدث لك فرح بالدنيا فاذكر الموت وسرعة الزوال وكثرة المنغصات . وإذا حزبك أمر فاسترجع ، وإذا اعترتك غفلة فاستغفر ، واعلم أن للدين عبقا تدل على صاحبها ، ونورا وضيئا يشرف عليه ويدل عليه . يا محيي القلوب الميتة بالإيمان خذ بأيدينا من مهواة الهلكة ، وطهرنا من درن الدنيا بالإخلاص لك " .


قال وهيب بن الورد : " لا يكون هم أحدكم في كثرة العمل ، ولكن ليكن همّه في إحكامه وتحسينه ؛ فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته ، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه " . وقال أيضا : " اتق الله أن تسبّ إبليس في العلانية ، وأنت صديقه في السرّ " .



عن معروف الكرخي قال : " من كابر الله صرعه ، ومن نازعه قمعه ، ومن ماكره خدعه ، ومن توكل عليه منعه ، ومن تواضع له رفعه . كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله ، وإذا أراد الله بعبد شرا أغلق عنه باب العمل ، وفتح عليه باب الجدل ".



عن الإمام وهب بن منبّه قال : " قرأت في بعض الكتب : يابن آدم ، لا خير لك في أن تعلم ما تجهله وأنت لم تعمل بما علمت ؛ فإن مثل ذلك كرجل احتطب حطبا ، فحزم حزمة فذهب يحملها فعجز عنها ، فضم إليها أخرى ".


عن الإمام الحسن البصري قال : " المؤمن أحسن الناس عملا ، وأشد الناس وجلا ، فلو أنفق جبلا من مال ، ما أمن العذاب ، لا يزداد صلاحا وبرا إلا ازداد خوفا من ربه ، والمنافق يقول : سواد الناس كثير ، وسيغفرُ لي ، ولا بأس عليّ . فيسيء العمل ويتمنّى على الله الأماني ".


وقال أبو حفص الحداد : " من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ، ولم يخالفها فى جميع الأحوال ، ولم يجرّها إلى مكروهها فى سائر أيامه كان مغرورا ، ومن نظر إليها باستحسان فقد أهلكها ، وكيف يصح لعاقل الرضا عن نفسه ؟ ، والكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم : يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل عليهم السلام يقول : { وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء } ( يوسف : 53 ) " .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 19-06-2014, 03:46 AM   رقم المشاركة : 5
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور




*مع السلف في العفو
روى ميمون بن مهران أن جارية له جاءت بمرقة ، فعثرت فصبت المرقة عليه ، فأراد ميمون أن يضربها ، فقالت الجارية: " يا مولاي ، استعمل قول الله تعالى: {والكاظمين الغيظ} . فقال: " قد فعلت "، فقالت: " اعمل بما بعده " : { والعافين عن الناس } قال: " قد عفوت "، فقالت: " اعمل بما بعده " { والله يحب المحسنين } فقال ميمون : " أحسنت إليك، فأنت حرة لوجه الله تعالى " .

وذكر عن بعض المتقدمين أنه كان له فرس وكان معجباً به، فجاء ذات يوم فوجده على ثلاث قوائم فقال لغلامه: " من صنع به هذا ؟ " فقال: " أنا "، قال: " لم؟ " قال: " أردت أن أغمّك ". قال: " لا جرم، لأغمن من أمرك به -يعني الشيطان- اذهب فأنت حر والفرس لك ".


وكان أحد السلف يوم يخرج من بيته يقول بما معناه: " اللهم قد أحللت عرضي من كل عبد " . أي أني أعفو وأسامح كل من استباح عرضي من شتم أو سب أو استهزاء وغيره

وذكر علماء التراجم أن ابن عون كان له ناقة يغزو عليها ويحج ، وكان بها معجبا ، فأمر غلاما له يستقي عليها ، فجاء بها وقد ضربهاعلى وجهها ، فسالت عينها على خدها ، فقال بعضهم : " إن كان من ابن عون شيء فاليوم "، فلم يلبث أن نزل ، فلما نظر إلى الناقة قال : " سبحان الله!! ، أفلا غير الوجه بارك الله فيك ؟ ، اخرج عني واشهدوا أنه حر " .
عن علي بن زيد قال : " أغلظ رجل من قريش القول ، وذلك عند أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز ، فأطرق عمر رأسه طويلا ، ثم قال : أردتَ أن يستفزني الشيطان بعزّ السلطان ، فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا ؟ ، انصرف رحمك الله " .

وكان ل عمر بن عبدالعزيز ولد من فاطمة ، فخرج يلعب مع الغلمان ، فشجّه غلام فاحتملوه هو وابن عمر فأدخلوهما على فاطمة ، فسمع عمر الجلبة وهو في بيت آخر فخرج ، وجاءت امرأة فقالت : " إن الغلام ابني ، وهو يتيم يا أمير المؤمنين ". فقال لها : " أله عطاء في بيت مال المسلمين ؟ " ، قالت : " لا ". فقال : " اكتبوا له عطاء " ، وعفا عنه .


عن الأحنف بن قيس قال : " ما تعلمت الحلم إلا من قيس بن عاصم ، لأنه قتل ابن أخ له بعض بنيه ، فأتي بالقاتل مكتوفا يقاد اليه ، فقال : ذعرتم الفتى ! ، ثم أقبل على الفتى فقال: يا بني ، بئس ما صنعت ، نقصت عددك، وأوهنت عضدك، وأشمت عدوك ، وأسأت بقومك، خلوا سبيله، واحملوا إلى أمّ المقتول ديته، فإنها غريبة . ثم انصرف القاتل وما حل قيس حبوته ، ولا تغير وجهه " .


قال الإمام ابن سماعة : " سمعت الإمام أحمد بن حنبل يقول : كل من ذكرني ففي حلّ إلا مبتدعا ، وقد جعلت أبا إسحاق - يعني المعتصم - في حلّ ، فقد رأيت الله يقول : { وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم } ( النور : 22 ) ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر بالعفو في قصة مسطح ، وما ينفعك أن يعذب الله اخاك المسلم في سببك ؟ ".



*مع السلف في الصيام
عن
الواقدي : " كان الإمام ابن أبي ذئب يصلي الليل أجمع ، ويجتهد في العبادة ، ولو قيل له إن القيامة تقوم غدا : ما كان فيه مزيد من الاجتهاد ، أخبرني أخوه عن حاله أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما ، ثم سرد الصوم بعد ذلك " .


عن محمد بن عبد الأعلى قال: " قال لي معتمر بن سليمان : لولا أنك من أهلي ما حدثتك بهذا ، لقد مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ، ويصلي صلاة الفجر بوضوء عشاء الآخرة ".


قال جماعة من شيوخ قزوين : " لم ير أبو الحسن رحمه الله مثل نفسه في الفضل والزهد ، أدام الصيام ثلاثين سنة ، وكان يفطر على الخبز والملح ، وفضائله أكثر من أن تعد ".


عن عطية بن قيس قال : " دخل ناس من أهل دمشق على أبي مسلم وهو غاز في أرض الروم ، وقد احتفر حفرة في فسطاطه ، وجعل فيها الماء كي يتبرد به من الصيام ، فقالوا : " ما حملك على الصيام وأنت مسافر ؟ " ، فقال : " إذا حضر القتال أفطرت وتهيأت له وتقويت ؛ إن الخيل لا تجري الغايات وهن بُدن ، إنما تجرى وهن ضمر ، ألا وإن أيامنا باقية جائية لها نعمل " .عن ابن أبي عدي قال : " صام داودبن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله ، وكان خرازا يحمل معه غداءه من عندهم ، فيتصدق به في الطريق ، ويرجع عشيا فيفطر معهم " . يقول الحافظ ابن الجوزي معلقا : " يظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت ، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق " .

وسئل معروف الكرخي : " كيف تصوم ؟ " ، فغالط السائل وقال : " صوم نبينا صلى الله عليه وسلم كان كذا وكذا ، وصوم داود عليه السلام كذا وكذا " ، فألحّ عليه ، فقال : " أُصبح دهري صائما ، فمن دعاني أكلت ، ولم أقل إني صائم " .

ذكر علماء التراجم في سيرة نفسية بنت الحسن أنها تكثر من الصيام ، حتى قيل لها : " ترفّقي بنفسك – لكثرة ما رأوا منها - ، فقالت : كيف أرفق بنفسي ؟ وأمامي عقبة لا يقطعها إلا الفائزون . وقد توفيت وهي صائمة ، ويوم وفاتها ألزموها الفطر ، فقالت : واعجباه ! ، أنا منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه صائمة ، أأفطر الآن ؟ ، هذا لا يكون . حتى فاضت روحها..
رحمهم الله جميعا نعم السلف كانوا .




رمضان مبارك عليكم جميعا
هل لي ان اسأل اي قصة أثرت بك أكثر من غيرها ؟؟

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 21-06-2014, 01:36 AM   رقم المشاركة : 6
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح والمجهود

عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 23-06-2014, 02:35 AM   رقم المشاركة : 7
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح والمجهود

عساج ع القوه

ننتظر جديدج القادم

●●●
يمرحبا بك هلااااااااااااااااوغلااااااااا

يسعدلي قلبك ويسلمووو وربي على الحضور الرائع بصفحتي
تقبلي شكري وتقديري واحترامي
مع تحياتي :قلب الزهـــور .. بباي









التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:57 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية