لقد لاحظت في الأوقات الأخيرة كثرة المقالات التي تتهم الشباب بالتسكع في الشوارع والأسواق دون هدف والتفحيط وضعف المستوى الثقافي وضعف الوازع الديني وانعدام الحس الوطني لديهم... وتطول الاتهامات ويزداد التجريح.
فأقول لهؤلاء الذين يتهمون ويعيبون شبابنا وفتياتنا بأن شبابنا وفتياتنا قد وصلوا إلى أحسن المستويات العلمية وحققوا أعلى الدرجات وبرعوا في الكثير من المجالات العلمية والمهنية وهم متمسكون بعقيدتهم السامية وبتقاليدهم وعاداتهم الأصلية وبأخلاقهم الفاضلة حتى أن الفتاة أصبح لها دور كبير في بناء هذا المجتمع والنهوض به وهي متمسكة بحجابها الطاهر بعيدة كل البعد عن الاختلاط والاتهامات الباطلة.
وأنا لا أنكر أن هناك بعض الشباب والفتيات قد مالوا عن الطريق الصحيح وهم قلة لا يمثلون كل الشباب وكل الفتيات والسبب في انحرافهم المجتمع بأكمله. فأين دور الأب المسؤول الأول عن أبنائه والمؤثر الرئيسي فيهم أم إن الأب قد تخلى عن مسؤوليته وألقى بها على السائق الأجنبي وأين دور الأم في مساعدة أبنائها وخاصة بناتها والتقرب منهن ومساعدتهن في حل مشكلاتهن أم إن الأم قد تخلت عن مسؤولياتها وألقتها على الخادمة لتكون الخادمة هي الأم الناصحة وأين دور المعلم الذي يعتبر الأب الثاني والموجه والمربي أم إن دور المعلم قد اقتصر على إلقاء المحاضرة ثم الانصراف وأين دور المرشد الطلابي في توجيه الطلاب وإرشادهم ومحاولة التقرب منهم لمساعدتهم والأخذ بأيديهم إلى الطريق الصحيح أم إن المرشد الطلابي قد انشغل بتفقد الغياب والحضور وبالأعمال الإدارية وأين دور إمام المسجد في توعية الشباب وحثهم على الصلاة وعلى فعل الخير أم إن دور إمام المسجد قد اقتصر على أداء الصلاة ثم الانصراف وأين دور رجال المرور في تكثيف التوعية وزيارة المدارس لتوجيه الطلاب ونصحهم أم إن دور رجال المرور قد اقتصر على إعطاء المخالفات المرورية؟ وأين دور المؤسسات والشركات الخاصة؟
عبدالرحيم علي - أبها
x_X_DangeeR_X_x