العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-2003, 10:36 AM   رقم المشاركة : 1
.!حيــــران!.
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية .!حيــــران!.
 






.!حيــــران!. غير متصل

عواقب الشهوات

[COLOR=blue]بسماللهالرحمنالرحيم[/COLOR]

عواقب الشهوات

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :

إننا نعيش في عصر كثرت فيه الفتن والمغريات .. وتحكمت فيه الغرائز والملهيات .. وتنوعت فيه وسائل الإغراء والشهوات .. وتكاثرت فيه الخطايا والموبقات .. {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}


فرضخ أكثر الناس لهذا الواقع الأليم .. واتبعوا أهوائهم .. وقادتهم شهواتهم إلى مقاتلهم ، وأعمتهم عن مصالحهم وما فيه سعادتهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة . {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }

مضى هؤلاء يحتسون كؤوس اللذة من أي مصدر كان .. ويؤمّون قوافل الهوى أنى اتجهت ركائبها ..

وهم يعتمدون في ذلك إما على رجاء كاذب ، أو أمل بعيد لا ينتهي ، أو تحيط بهم غفلة تامة لا أمل في إفاقتهم منها ..

أما العقلاء من أهل الإيمان والصلاح فإنهم نظروا إلى عواقب الأمور ، ولم تشغلهم البدايات عن الغايات والنهايات ، فجعلوا الصبر في الدنيا مركبهم .. والعفاف قائدهم .. والتقوى شعارهم .. فتحملوا مرارة الصبر في الدنيا علماً منهم بحسن الجزاء في الآخرة .. قال تعالى {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}


وهؤلاء – في الحقيقة – لم يخسروا شيئاً من الدنيا .. أما الشهوات فقد نالوها من وجوهها المباحة .. فتحكموا في أنفسهم وخطموها وزموها .. ولم يجعلوها تقودهم إلى مصارعهم كما فعل الأولون .. لعلمهم أن الصبر في الدنيا عن معصية الله أهون من الخزي والخسران والضياع يوم القيامة ..

عواقب الشهوات


قال الإمام ابن القيم رحمه الله : (( الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ..
* فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة .
* وإما أن تقطع لذةً أكبر منها.
* وإما أن تضيّع وقتاً إضاعته حسرة وندامة .
* وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه.
* وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه .
* وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامه خير من وضعه .
* وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذّ من قضاء الشهوة .
* وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك .
* وإما أن تجلب همّاً وغمّاً وحزناً وخوفاً لا يقارب الشهوة ..
* وإما أن تنسي علماً ذكره ألذّ من نيلِ الشهوة .
* وإما أن تشمّت عدوّاً وتحزن ولياً .
* وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة .
* وإما أن تحدث عيباً يبقى صفةً لا تزول ؛ فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق ))

أرأيت – أخي الحبيب – كم هي عواقب إتباع الشهوات وخيمة ، فلماذا يؤثر الناس لذة ساعة على نعيم الأبد ؟ ولماذا يقبلون على المعاصي والمحرمات إقبال الأسد على فريسته وكأن لسان حالهم يقول : لذات الدنيا نقدّ .. ونعيم الآخرة نسيئة ، ولا تنرك نقداً لنسيئة .. ولا يقول ذلك إلا شاك لم يستقر الإيمان في قلبه .. وهؤلاء أشر من الذي تغلبهم شهواتهم دون أن يكون لهم تأويلات باطلة .. فما أخذ المرء ما حرم عليه إلا من وجهين :
أحداهما : سوء ظنه بربّه ، وأنه لو أطاعه وآثره لم يُعطه خيراً منه حلالاً .
والثانية : أن يكون عالماً بذلك ، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، ولكن تغلب شهوته صبره ، وهواه عقله .
فالأول من ضعف علمه .. والثاني من ضعف عقله وبصيرته .


وعلاج هذا الضعف يكون بالعمل النافع والعمل الصالح ، وجهاد النفس الذي هو أشد من جهاد الأعداء .
قال ابن المبارك في قوله تعالى {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ } ,,قال : هو جهاد النفس والهوى .

وإذا كان متبع الشهوات يعتمد على جانب العفو والمغفرة وينسى جانب العقوبة ، فإن العاقل ينظر إلى عظمة من عصى ، يبادر بالتوبة والإنابة ، ويضع نصب عينيه قوله تعالى { مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ }

فيحجزه ذلك عن كثرة العصيان .. ويمنعه من التعرض لحمى القوي المنان .. وانتهاك محارمه.. قال صلى الله عليه وسلم (( ألا لكل ملك حمى ، ألا إن حمى الله محارمه )).

قال ابن الجوزي : وقد تَبْغت العقوبات ـ وقد يؤخرها الحِلم .. والعاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة .. فكم مغرورٍ بإمهال العصاة لم يُهمل !

وقد تتأخر العقوبة ، وتأتي في آخر العمر ؛ فيا طول التعثير مع كبر السنِّ لذنوب كانت في الشباب ..

فالحذر الحذر من عواقب الخطايا .. والبدار البدار إلى محوها بالإنابة ، فلها تأثيرات قبيحة إن أسرعت ، وإلا اجتمعت وجاءت ..


جهل أصحاب الشهوات


إن الانشغال باللذائذ والشهوات دليل على خفة العقل وضعف البصيرة .

قال ابن الجوزي : (( أشد الناس جهلاً منهوم باللذات ، واللذات على ضربين : مباحة ومحظورة . فالمباحة لا يكاد يحصل منها شيء إلا بضياع ما هو مهم من الدين ، فإذا حصلت منها حبَّةٌ ، قارنها قنطار من الهمّ .. ثم لا تكاد تصفو في نفسها ، بل مكدَّراتها ألوفٌ .. فهي تغُّر الغَمر ، وتهدم العمر ، وتديم الأسى .. ومع ذلك فالمنهوم كلما عبّ من لذةٍ طلب أختها ، فلا يزال كذلك إلى أن يختطف بالموت ، فيلقى على بساط ندم لا يُستدرك .

فالعجب ممن همته هكذا مع قصر العمر ، ثم لا يهتم بآخرته التي لذتها سليمة من كل شائب ، منزهة عن كل عائب ، دائمة الأمد ، باقية ببقاء الأبد !! وإنما يحصل تقريب هذه بإبعاد تلك ، وعمران هذه بتخريب تلك .

فواعجباً لعاقل حصيف حسن التدبير ، فاته النظر في هذه الأحوال ، وغفل عن التمييز بين هذين الأمرين .

وإن كانت اللذة معصية انضم إلى ما ذكرناه : عار الدنيا والفضيحة بين الخلق ، وعقوبة الحدود ، وعقاب الآخرة ، وغضب الحق سبحانه ..

بالله إن المباحات تشغل عن تحصيل الفضائل ، فذم ذلك لبيان الحزم ؛ فكيف بالمحرمات التي هي غاية الرذائل ؟!


تحيــــــاتي

والسلام






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

.!حيـــــــــــــــــــــــران!.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

[FONT=System][COLOR=deeppink

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 04-05-2003, 02:37 PM   رقم المشاركة : 2
سمحة المحيا
(ود مميز )
 
الصورة الرمزية سمحة المحيا
 






سمحة المحيا غير متصل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الله يجزاك خير ويثيبك جنات النعيم ---

موضوعك طويل جداً ولكنه شامل كامل كملك الله بالإيمان وطاعة الرحمن ---

مشكور على المشاركة القيمة ---

شعلة الاسلام ---







التوقيع :
وكن كالنخلة عن الأحقاد مرتفعاً***
ترمى بالطوب فتلقي أطيب الثمرِِ ِ***
======================
ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن*****
======================
سبحانك اللهم لا اله الا أنت ***
اســــــــــــتغفرك واتوب اليك***

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:57 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية