س : هناك يا سماحة الشيخ بعض الأبواق التي تدعو الآن إلى مقاطعة أو تعطيل فريضة الحج لهذا العام بزعم وجود القوات الأجنبية ، فما ردكم على هؤلاء ؟
ج : هذه دعوى باطلة مغرضة ، أو أن صاحبها مغرور مخدوع ليس عنده بصيرة ، إن الحرمين والحمد لله ليس فيهما كفار ولا قادة للكفار ولا دول كافرة ، الحرمان في صيانة والحمد لله ، وفي أيد أمينة ، وقوات الدول التي ساعدت في حرب حاكم العراق في محلها بعيدة عن مكة بمسافة طويلة .
إن الدول التي ساعدت وساهمت مشكورة على نصر الحق وعلى ردع الظالم ليس لها تعلق بالحرمين وليست في الحرمين ، لقد جاءوا بطلب ، ولمساعدة المنكوبين والمظلومين ضد الظالم والمعتدي ، وما جاءوا لحرب المسلمين ، وما جاءوا للاستيلاء على الحرمين ، إنما جاءوا بدعوة من خادم الحرمين الشريفين من أجل نصر المظلوم وردع الظالم ، والحمد لله الذي نفع بذلك ، وصار في هذه الدول المشركة خير عظيم للمسلمين حتى ردع الله بهم الظالم وأنقذ بهم حق المظلوم ، إن الذي يقول إن الحرمين الآن محصوران من دول كافرة إما مخدوع وإما مغالط أو مغرض . وليس لأحد أن يدعو إلى ترك فريضة الحج ، بل يجب على المسلمين أن يتعاونوا في أداء فريضة الحج ، ولكن يعذر من وجد مخاوف في الطريق أو كان الحرمان - لا سمح الله - فيهما خطر .
فإذا كان الطريق غير آمن أو الحرمان ليسا آمنين صار ذلك عذرا في أن يؤخر الحج إلى عام آخر ، ولكن والحمد لله الحرمان آمنان والطريق آمن وليس هناك خطر .