يقودنا الضوء الخارج
كما يقود خيطاً الى إبره!
يتناولنا الصمت كقصيده ..
تطرّف .. تشرّد .. قضايا .. وتهم
سجن صغير .. وألف معتقل !
قبه خضراء تنيرها الشموع ..
كتلك الذاكره المكفوفه بشريط أسود ..
ترمي حواسنا في ظلمات بلا بصيص نور !
نتقدم أكثر ..
الحقيقه كفتاة خائفه
تجلس على حافة الخطر منتصف الليل
الحق .. صار حذاءً مقلوب
الرأي .. كأس محطمه لا يجب إصلاحه !
أفواهنا .. تُملأ أكياس تراب وحصى إن لزم الامر
الضوء يتكرر ألاف المرات
كسكين ينير الممرات
كما ينير الحب عيون النساء ..
مشينا خلفه ..
نبذل الجهد أحياناً
إيطارات فضيه .. عظام معلقه .. سلاسل ..
زئير أسود .. أوامر السجان لا زيارات ..
يقترب مني أحمد
يدخل من ثقوب القبه الخضراء ..
يزيح الظل الرمادي
السماء تتجور ..وتطلق أنفاسها الهوائيه الساخطه
الليل يهتز .. كبحر ملفوف بالجلاتين الابيض
الشوق .. يأخذ جرعات كبيره من الوقت !
في الزنزانه رجل دفن في الهواء ..
كان الضوء رصاصياً كأنه ظل أيقونه
الصبر .. تسرب من هنا يوماً خارج عيونه
حينما كانت أصابعه وفمه تنطق بأسم
الحريه ..
مرئيه !
هاهو أحمد يعيد الاقتراب
هذه المره محفور بالغبار
بخار الصباح ؟
ملامح واضحه وأشباح !
ها نحن نخفي أعيننا لنبصره ..
نخفي أناملنا لنتنسم يده ُ المطبوعه
في فضاءٍ ما ..
جانباً ، من الكتابه الحيه على ورق الرسائل !
الشوق حيّ في قلبي
الاماني حيّه في خيالي
الحب حي يتدفق من أصغر شرياني ..
كل شيء يموت من حياته يولد من جديد
في حياتي
كالبحر الذي يقتل ملوحته ويولدها من جديد
ضجيج .. إشعاعات.. مقعد منهار
ربما هناك أصابع مقطوعه ..
وألسن وآذان !
وربما سوف يقدم طبق فيه راس معتقل
هذا المساء !
أنفاسي .. خطواتي .. نرتجف !!
ضياع يتسرب ويصطدم بأضلاع أحمد
تخشى حروفي التعمق أكثر ..
فالقائمه مليئه بالاسماء ..
ومازال الالتصاق !
وقع بالامس خطاباً بيد الحكومه
فوقعت رجله في قاع البئر ..
التهمه .. خط عبارة الحريه في مدينة مقلوبه ..
لا ترضخ إلا لتجار السوق
وأبناء العرق الدساس !
الجرم .. أطعم حمام سلام من نافذته المشقوقه !
وسافرت أحلامه خارج حدود الغرفه الصغيره ..
الحكم ..
خلاص إنتهينا
وكل شيْ إنتهى وراح ..
حملت ُرأسي إكليلاً حجرياً محاطاً بالمشاعل
وتقدمت نحو المشنقه !
هل أنحني على شمعة الصمت ؟؟
حين أرى الفم مكمماً بالدم !!
هل أصمت وأنا نمت البارحه مع حصان
مات من عنقه حتى حوافره ؟؟
هل أرمي كأساً أو كأسين من أجله
وأترك صوتي يأخذ بعض لحظات نحيب
ثم أتناسى ؟؟
هل أرقد فوق الازهار الغريقه
بين الحليب والماء الملون بالدم ؟؟
ثم أتناسى ؟؟
هل أقف قليلاً قبل أن أندفع نحو تمثالك ؟
الذي لطالما شدني برقه .. واعجبني سناه ..
ثم أتناسى ؟
هل أحمل حقيبة أحزاني المثقله
بضجه كبيره من آهات المعتقلين
ثم أتناسى وأرحل ؟؟
لا أظن ذلك ..
سوف أواصل ..
وسوف تقاوم !
إن أجمل الاحساس ذلك الذي لا تستطيع
جمعه بنظره !
وأجملها أكثر تلك الاشياء التي تبقى
في رمشه ..
ككلمه على طرف لسان ..
هاهو النسيم يعود ساخناً ..
وأنا أخرج جسدي من السجن ..
وأرى النبات وقد تغير لونه
وإزداد إسوداداً !
وهاهي المدينه قد تغيرت ملامحها
وإزداد إكتئابها !
وتتالى المشاهد
وأتذكر كل الاشياء التي تهب عليّ من فتحة الزمن
فأجد غصه الكلام على أطراف ثوب عجوز مليء بالسواد
تقول .. أمس بلون العصر ناداني أحمد
وفي عينيه خضخة المياه وأفكار كثيره
ومئة قضيه !
فكتب على ثيابي ..
قولوا لها إني بخير !
قولوا له ..إني مازلت معك في ذلك المعتقل
فلا ترسل رسائل مره أخرى !!
رساله من معتقل
حروفها من نسج الخيال
أبطالها واقع لكن محال!
أسماءهم مجرده من أية حقيقه
لذااا
التصريحات ممنوعه
إدلاءات بأحاديث صحفيه ممنوعه
البحث خلف الحقيقيه جريمه سوف
يعاقب بها القانون كل قاريء جسور !
ورد الاحســـاس
أو إن شئتم عيون عربيه وائليه ..
الضروره القسوى جعلتني أكتب اليوم بهذا الاسم ..
فلا أدري لماذا لا أستطيع الدخول بأسم عيون عربيه ..
العرض العادي
