![]() |
برودة
فجأة، اكتشف أن الساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل، وأن غرفتي
باردة، وأن الوردة الطبيعية الوحيدة في غرفتي، والتي اشتريتها قبل شهور من سوق خيري، قد جفت، ولم يبق منها إلا أوراق هشة ذات لون كئيب. انظر إلى هاتفي المتنقل، الموضوع قرب سريري. أفكر في أمر سخيف، أن أعد كم اسما محفوظا فيه. لكنني لا أفعل، أفكر في أمر أكثر سخافة، أن اتصل بأحد هذه الأرقام الكثيرة لأتكلم مع إنسان ما. ولا أفعل. أفكر في أمر أقل سخافة. أزيح عني اللحاف، وأدس قدمي في خف شتوي بلون وردي فاقع، أشعر بالجو البارد يقرص ذراعي العاريتين، أفكر أن علي أن أغير الثوب ذا الأكمام القصيرة الذي أرتديه كيلا أصاب بالبرد، لكنني لا أفعل. أفكر أن شعري متناثر ومشعث، وأن علي تمشيطه أو ربطه إلى الخلف، لكنني لا أفعل. أذهب إلى غرفة المكتب، أشغل الكمبيوتر، اتصل بالانترنت، أفتح برنامج الماسنجر، كل صديقاتي (أوف لاين). انظر إلى الهاتف قرب الكمبيوتر، أفكر أن اتصل بصديقتي.. ولكن من العيب أن تتحدث الفتيات في الهاتف في هذا الوقت. أغلق الكمبيوتر وأعود أدراجي إلى غرفتي. أتذكر أن في خزانتي لحافا ثقيلا، أخرجه، وأفرشه على سريري، أغلق الإضاءة وأدخل الفراش. اختبئ تحت اللحاف. أغطي رأسي. أتأكد أن لا شيء من ثوبي أو شعري خارج اللحاف. بعد لحظات، أشعر بقشعريرة ما وأنا أحس على خدي دمعة حمقاء حارة تتدحرج في مسكنة. |
الساعة الآن 09:46 PM. |