![]() |
نبض الروح
انطلق صوتها دافئاً حنوناً ... وانطلق صداه ... همست بكلماتها الرقيقة الصادقة ... لا .. لم تهمس هي .. بل قلبها .. أنا لا اذكر أنني سمعت صوتاً يخرج من بين شفتيها .. لكن قلبي يؤكد أنه سمعها ... لقد خفق ... قلبي .. ذلك الكائن العجيب الذي ظل طوال سنوات حياتي يخفق بنفس التيمة والرتابة .. غير نبرته .. وخفق بقوة .. تسارعت أنفاسي .. وبدأت تتقطع ... ( اعترف .... ! ) دوّت أصوات كثيرة تطالب بذلك .. لا .. هي لم تدوّي .. لكن قلبي سمعها جيداً .. ترى هل جننت ؟؟؟ إنني أراه في وجوه الكل حولي .. وأسمع أصوات لم يسمعها أحد سواي .. إنها هي .. هي التي حلمت بها .. وانتظرتها .. إنها الآن أقرب إليّ من حبل الوريد .. لكنها تبتعد .. تبتعد .. وتبتعد .. وها قد اختفت .. لم تعد عيناي تراها .. لكن قلبي بلى .. واليوم .. اليوم الذي انتظرته .. أتى .. رأتها عيني تتخطى عتبة باب منزلي .. ورأت يدها تصافح يد والدي ... ( إنها هي .. ) هتف بها قلبي .. وخفقانه يزداد .. ويقوى .. طلبت يدي .. يدي وحدها ما أتت لأجله .. نظرت إليها .. تأملتها .. إنها حقاً من انتظرته .. ولكن .. ! لقد عرفتها .. بدت لي مألوفةً منذ اللحظة الأولى .. والآن عرفتها .. إنها سنوات طوال منذ لقائنا الأول .. والوحيد .. تحت الشجرة .. في ذلك الشتاء القارص ... كانت هناك .. راقدة .. باردة .. كالجليد .. أو أشد .. شفتاها الصغيرتان زرقاوان .. ووجهها أبيض شاحب .. لكنها تتنفس .. دفعتها بيدي .. لم تتحرك .. هرعت لوالدي مستغيث .. أتى يلبي النداء ... وحملها .. حملها بين ذراعيه إلى المستشفى .. وفي اليوم التالي كانت قد غادرت البلدة .. ومن حينها لم أرها .. إنها هي .. ولا ريب .. قلبها الصغير لم ينسَ .. تمّت الخطبة .. وابتهج قلبي .. ومنذ ذلك اليوم وأنفاسي تتلاحق كلما رأيتها .. شيء ما في عمق عينيها يجذبني .. أهو غموضها ؟؟ أم حزنها الدفين ؟؟ ليتني أستطيع الوصول لقلبها .. حاولت ذلك .. فبدا لي مستحيلاً .... وبعد فترة .. غادرت البلدة .. طالت فترة غيابها .. ووهن قلبي .. انتظرت وانتظرت .. لم تعد .. ومع شروق شمس الربيع .. أشرقت شمسها .. في ذلك اليوم عاد قلبي للخفقان .. وجدت نفسي أمام النافذة أتأمل الطريق الطويل أمام منزلي .. تسارع خفقان قلبي .. والتمعت عيناي .. تكحلت برؤيتها .. ( لقد عادت .. ) صرخ بها قلبي المتيّم .. يومها أشرق وجهي بالسعادة .. وبالحب .. هرعت للباب .. استقبلتها وقلبي يطير فرحاً .. لكنها هوت ... هوت اميرتي بين ذراعي .. هوت فاقدةً وعيها .. ونبض الحياة ... يومها انتهى كل شيء .. يومها توقف قلبي .. توقف احتراماً لقلبها .. ولم ينبض ثانية .. وكيف يفعل وتوأمه بلا روح .. ولا حياة ... يومها قررت .. وقرر قلبي ... إن كان سيرحل .. فلن أبقى .. هي لي .. وأنا لها .. وقبل أن يحكم عقلي برجاحته على الموقف .. أطلق قلبي حكمه .. ونفذه .. ومنذ ذلك الحين .. وتلك اللحظة .. ونحن روحان هائمتان ... في تلك الدنيا .. دنيا العشاق ....! |
Ba6a6es
كلمات رائع جداااااااا وجميله,,,,,, والله يعطيك العافيه وسلمت يدااااااااااااك أختك الأشواق |
أشكرك عزيزتي اشواق
هذا من طيب اصلك بطاطس |
اخي ....... بطاطس
اسمح لي اطلق علي رائعتك رائعه من روائع شكسبير لانها اشبه بالمسرحيه فعلا وبدون مجامله جدا اسلوبك ممتاز اختك///// عابرة سبيل |
الله الله الله الله الله الله الله الله الله صح لسانك وسلمت يمناك على الكلام الاكثر من رائع |
أشكركم من صميم قلبي *3
بطاطس |
الساعة الآن 09:47 PM. |