منتديات  الـــود

منتديات الـــود (http://vb.al-wed.com/index.php)
-   عالم الأسرة والطفل (http://vb.al-wed.com/forumdisplay.php?f=15)
-   -   -الأسس النفسية لإرشاد المراهق- (http://vb.al-wed.com/showthread.php?t=30217)

غربـة السنيين 21-02-2003 05:37 PM

-الأسس النفسية لإرشاد المراهق-
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة



يضع علم النفس الحديث مجموعة من الأسس والقواعد النفسية
أو السيكولوجية التي تحكم إرشادنا للأفراد، وتوجه هذا الإرشاد بحيث يؤتي ثماره المرجوة بأقل جهد ممكن وفي أقصر وقت.

وأول ما يتبادر إلى الذهن هو تحديد مفهوم عملية الإرشاد النفسي - PSYCHOLOGICAL COUNSELING



التي يعتمد عليها في علاج مشكلات المراهقين وفي الوقاية من الإصابة بها.

و الإرشاد لغة :

من (رشد) ، والرشاد ضد الغي، تقول رشد، يَرْشُد، وأرشده الله تعالى ، والطريق الأرشد ، وأرشد يرشد إرشاداً . والرُّشد هو الصلاح - ضد الغي والضلال - أي تحقيق الصواب، والفاعل منه:
راشد ومُرشد.

ومؤدى ذلك أن الإرشاد معناه الوصول إلى الرشاد أو الصلاح أو السداد أو السواء، وبذلك يشير اللفظ إلى تقديم العون والمساعدة والنصح والتوجيه وتغيير السلوك وتعديله ، وتعليم الفرد أنماطاً سلوكية جديدة ، وتخليصه من العادات السلبية وتوعيته بالأساليب السليمة ، بغية تخليصه مما يعانيه من المشكلات والأزمات ، أو إرشاده إلى الطريق الصواب ، وإبعاده عن طريق الضلال أو الغي أو الطغيان أو الفساد والانحراف، أو المعاناة من الأمراض والأزمات النفسية الخفيفة نسبياً . ذلك لأن المشكلات النفسية الصعبة تحتاج إلى العلاج النفسي، ولا يكفي معها الإرشاد.

وللإرشاد النفسي
تعريفات كثيرة تختلف باختلاف بؤرة اهتمام المرشد

- ولكن بوجه عام - تستطيع أن تقول إنه :

تلك العمليات التي تستهدف مساعدة الفرد على حل مشكلاته، ومن ثم حسن استغلال طاقاته وإمكاناته وقدراته واستعداداته وميوله ، واستخدامها استخداماً صحيحاً . وبذلك يؤدي الإرشاد النفسي إلى مزيد من تكيف الفرد مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش في وسطه. ويقوم بهذه العملية شخص مؤهل تأهيلاً علمياً ومهنياً هو المرشد . وتتطلب هذه العملية أن تقوم علاقة بين المرشد وبين العميل - أي الشخص الذي نقدم له العون والمساعدة - قوام هذه العلاقة الثقة المتبادلة والتعاون .

ويساعد الإرشاد الفرد على فهم نفسه فهماً حقيقياً وموضوعيّاً ، وعلى إقامة علاقات طيبة وإيجابية مع غيره من الناس . ومعنى ذلك أن الإرشاد في جوهره ، عملية تعليم وتعلم ، وإن كان تعلماً اجتماعياً.

والمعروف أن التعلم هو :

تغير يطرأ على سلوك الكائن الحي، أو هو تعديل في السلوك يحدث نتيجة المران والتدريب والخبرة والممارسة، فهو المجهود الذاتي الذي يبذله الفرد لكي يتعلم، أما التعليم فهو النشاط الذي يبذله المعلم .

الأصول الإسلامية للإرشاد النفسي:

وعلى الرغم من ادعاء الغرب أن الإرشاد النفسي من منجزاته إلا أن لهذه العملية أصولها الإسلامية ، فللإسلام فضل السبق على حضارة الغرب في هذا المضمار . فإذا كانت عملية الإرشاد - في جوهرها - عبارة عن مساعدة الفرد عن طريق إسداء النصح وتقديم المشورة، فلقد قام إسلامنا الحنيف على أساس من العديد من المبادئ الإنسانية من بينها مبدأ النصيحة إلى الحد الذي جعلنا نصف ديننا الإسلامي بالقول بأن [ الدين النصيحة ]

[رواه البخاري ومسلم ] .

وفي الأثر أن المسلم مدعو لتقديم النصح لأخيه المسلم إذا استنصحه، أي إذا طلب منه النصح ، والتراث الإسلامي الأغر حافل بكل ما يوجه الإنسان ويرشده ، وينوره ، ويوقظ ضميره ، ووعيه ، وإدراكه ،ويقدم له الأدلة والشواهد والبراهين، ويساعده على الاقتناع والإيمان .

وفي القرآن الكريم آيات الترغيب والترهيب ، وهي ليست إلا ضرباً من ضروب النصح والتوجيه والإرشاد والوعظ والإنذار، كذلك فإن اتباع الشريعة الإسلامية في حد ذاته ضرب من توجيه سلوك الفرد توجيهاً صحيحاً ، فالإسلام يرشد أصحابه ، ويوجههم ، وينصحهم ، وينظم لهم حياتهم الفردية والأسرية والجماعية والعقائدية والاقتصادية والعملية، وعلاقاتهم بغيرهم من الأمم ، وينظم شؤونهم الأسرية والسياسية .

والدروس الدينية والخطب المنبرية والبرامج الدينية
وما إليها ليست في الحقيقة سوى إرشاد للناس إلى سواء السبيل، وللتخلص من مشكلاتهم وآلامهم، والاستفادة من نعم الله عليهم ، والاهتداء إلى سواء السبيل ، والإيمان بالله تعالى وبرسوله العظيم.

ولقد كان المسلمون عبر الأجيال المختلفة ، إذا ألمت بالواحد منهم مشكلة ما يذهب إلى إمامه يستوضحه الأمر ، ويطلب منه النصح والمشورة ، ويتعرف منه على حكم الشرع في مشكلته ، وما يزال هذا المنهج سائداً كما يحدث الآن ويذهب المواطن إلى المرشد النفسي يسأله النصيحة، والمساعدة لحل مشكلاته، فالإرشاد النفسي ليس غريباً عن المناخ الإسلامي بل إن أصوله نابعة من تراثنا الخالد الذي شمل -بحق- كل جوانب المعرفة الإنسانية من علوم وفنون وفلسفة وآداب وعمارة..إلخ.

أليست الدعوة لتعلم القراءة والكتابة ضرباً من الإرشاد ، والتوجيه لتنمية قدرات المسلم وخبراته ومعارفه :

( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم )

. [العلق: 1-5] .




تحياتي ،،،
اختكم :-
غربة السنيين

هيماء 21-02-2003 07:03 PM

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
تحيه طيبه إلى الأخت العزيزه و الغاليه غــربة
ما شاء الله عليكي جبتي لنا عالم شامل عن الأسس
الإرشاديه و هناك ايضاً نقطه بأن نظرة الغرب في الأسس تختلف عن نظرة الشرق المسلمين لذى يجب علينا ان لا نبالي بأ شيء يقولونه سلمت يداكي و لا تحرمينا من كل ما هو جديد و مفيد بحوزتك متمنيه لكي دوام الصحه و العافيه و إلى الأمـــام دائماً و أبداً أيتها المبدعه ،، إختكِ هيماء

بقايا جروح 21-02-2003 09:15 PM

أشكرك اختي غربة السنين على مواضيعك الرائعة

واسمحي لي بالتعليق واعتذر للإطالة

إن من الظواهر الملفتة في الارشاد للمراهق ما نراه من بعض الشباب في هذه المرحلة من إقبال على التدين والعبادة لله عز وجل حتى من بعض الذين لم ينشأوا في بيئة محافظة

لكن الواقع السيئ للمجتمع كثيرا ما يفسد هذه الفطرة ويجر الشاب او الفتاة بعيدا عن الطريق الشرعي

فأين المشكلة؟؟

حين نقرأ ما سطره السلف في أي فن من فنون العلم فإننا لا نجد أثرا لإرشاد المراهق..... نعم قد تجدهم يوصون الشاب بالعبادة والطاعة لكن هل تجدين الحديث المستفيض حول مشكلات الشباب وعن أزماتهم وعن عالم المراهقة الذي نعيشه الآن؟ هل تجدين الحديث عن انحراف الشباب

لقد كان الشباب آنذاك في حلق العلم ومجالسه فما إن يبلغ أحدهم السابعة أو الثامنة حتى تراه قد أتم حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى أو قطع مرحلة فيه


وهذا يعني أن واقع الشاب اليوم إنما هو نتاج طبيعي للمرحلة التي يعيشها بل ثمة عوامل عدة أسهمت في معاناة المراهق وصبوته

ومع تعدد هذه العوامل وكثرتها نتسائل من المرشد في هذا الزمن ؟؟

سؤال كبير يحتاج لإجابة صريحة

شكرا لك اختي غربة

طيف حزين 22-02-2003 01:59 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

اختي العزيزة .. غربة السنين ..

سلمت يداك على هذا الموضوع المهم وطرحك الجيد له .. فبارك الله فيك ..

ان حياة المراهق والتعامل معها لاشك تختلف كثيرا عن التعامل مع أي مرحلة في حياة الناشئة

والتوجيه السليم للمراهق عبر الاساليب الصحيحة .. يضمن لنا سلوكا سليما وشخصية مستقيمة في المستقبل

ان عملية ارشاد المراهق وتوجيهه ليست بالعملية السهلة .. فمراهق اليوم يختلف كثير عن مراهق الامس

هذا اذا استطعنا ان نسمي شباب الامس بالمراهقين .. فكما ذكر الاخ بقايا جروح .. ان احدهم كان يتم حفظ

كتاب الله في السابعة او الثامنة من عمره ..

اما مراهق اليوم .. فيتعرض لكثير من المؤثرات .. وتحيط به عدة صراعات ..

ولذلك فان علينا ان نتعامل معه .. حسب التغييرات التي يعيشها .. ويجدها في محيطه ..

وبالطبع تبقى حلق الذكر والندوات من اكبر المؤثرات التي تقوم المراهق خلقا وسلوكا ..

ولا ننسى ان الاسرة لها الدور الاكبر والاثر الاشمل في حياة المراهق وارشاده ..

بالاضافة لدور المدرسة والمسجد .. والاصدقاء ..

عزيزتي غربة السنين .. اشكر لك هذا الموضوع الرائع .. والمشاركة القوية ..

وفي انتظار المزيد منك ..

غربـة السنيين 22-02-2003 10:47 PM

السلام عليكم

اختي الغالية هيماء

فعلا هناك فرق مابين الشرق والغرب ......فأكبر فخر وشرف لنا ان جعل القران بلغة العرب...وتستفيد منة الكثير والكثير ...وكذلك السنة النبوية
.وحضارتنا الاسلامية ...حافلة بالمزيد من العلوم والمعارف

........ شكرالك

اشكرك على ردك اللطيف وتسلمين يالغالية

غربـة السنيين 22-02-2003 11:03 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

اخي الفاضل بقايا جروح

اشكرك على تعليقك الرائع .... اخي اتفق معك بأن لكل جيل له طريقة حياة مختلفه ولايمكننا ان نقول الشباب في العصر الرسول -صلى الله عليه وسلم - كانوا صالحين ؟
ولم يحتاج الامر الى ان يتم ارشادهم او نصحهم ...الم تقرء للشاب الذي اتى الى الرسول صلى الله علية وسلم - يستأذنة بأن يسمح له بأن يزني...!!
انه شاب وبعهد الرسول الكريم !! فما تتوقعه من رسولنا الكريم ان يجيب عليه ؟اى رد تتوقعه ؟؟

لقد سأل الرسول -صلى الله علية وسلم - الشاب وقال له بلين القول بما في معناه
اترضاه ..لامك قال الشاب لا
فرد الرسول الكريم
وقال الرسول الكريم : اترضاه لاختك او لبنتك او زوجتك
قال الشاب لا

قال فكيف ترضاه لاعراض الناس بما فيه معناه لبنات الناس ..هنا تظهر احدى سمات الارشاد والنصح بأن يبتدى بلين القول واحسنه وتتضح فيه النصيحة .

كذلك تتضح صوره اخرى للارشاد والنصح لقول الرسول الكريم
(لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) هنا الارشاد مع الترهيب وتقديم نصيحة لعامة الناس بصورة اخرى


ارجو ان اتضحت الفكره......... شكرااااا جزيلاااااا

غربـة السنيين 22-02-2003 11:18 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اختي العزيزة حلم

تتفقين مع الاخ بقايا جروح حول رويتك بمنظور انه يوجد اختلاف بين جيلنا الحالي وجيل من سبقونا ..... والاختلاف بالراي لايفسد للود قضية ..وقد وضحت الصوره المراده في ردى على الاخ بقايا

من ناحية ثانية ناقشتي مرحلة المراهقه واتصفتيها باصعب مرحله ولا ليس كأي مرحله واتفق معكى بهذه النقطة لان هذه المرحلة بالذات من اخطر االمراحله حيث تصقل فيها الشخصيه .. مرحلة تعدت اكتساب الخبره من البيئات المختلفه كالبيت والمدرسه والاسره
مرحله بحاجة الى ان نعاملهم على انهم اشخاص أكفاء ونعتمد عليهم ووعلى الاب ان يعتبر ابنه كصديق لا يبوخة ولا يعامله على انه صغير فهو رجل وكما في المثل الشعبي الدارج
((اذا كبر ابنك خاويه )) لابد ان يوجهه المراهق التوجيه الصحيح .... ولا بد ان نؤثر عليه بان له اهميه عظمى ..وامداده بالثقة المتبادله بينه وبين اسرته وبالاخص الاب والام.. ومعرفة اصدقائة .لانهم من العوامل الخارجية المؤثره عليهم لابد من مصاحبة الاخيار والصالحين او على الاقل الاسوياء فالصاحب ساحب اما الى الخير او الشر
وكما في الحديث الرسول - صلى الله علية وسلم -
(الانسان على دين خليله فلينطر احدكم من يخالل)

شكرااااااااا جزيلاااااااا


الساعة الآن 07:49 PM.