منتديات الـــود - تطوير مادة تساعد العظام على الالتئام ذاتيا

واشنطن - أعلن باحثون دوليون عن نجاحهم في تطوير مادة صناعية جديدة تساعد في إصلاح العظام بدون جراحة بتشجيع آليات الشفاء الطبيعية في الجسم.

وأوضح أخصائيو البيولوجيا في معهد فايزر الأمريكي للبحوث والتنمية، أن هذه التقنية الطبية الجديدة تساعد في التئام الجروح الصعبة غير القابلة للشفاء، مشيرين إلى أن الهيكل العظمي البشري يمكنه شفاء نفسه بعد التعرض للإصابة، ولكن في واحدة من أصل 10 حالات للكسور العظمية تلتئم ببطء أو لا تلتئم أبدا، خصوصا بين كبار السن الذي يعانون من صعوبة شفاء كسورهم.

وكانت الدراسات السابقة قد أظهرت أن مادة كيميائية هرمونية تعرف باسم "بروستاجلاندينز اي-2" التي تستخدم لتحفيز الطلق والمخاض خلال عملية الولادة، قد تشجع شفاء الكسور وتزيد الكتلة والقوة العظمية، ولكنها في نفس الوقت قد تؤدي إلى حالات شديدة من الإسهال والتعب والإجهاد والاحمرار، وآثار جانبية مزعجة تجعلها غير مقبولة كعلاج للمصابين بالكسور.

واكتشف الباحثون في جامعة ويسكونسن، أن هذه المادة تعمل بتحفيز أربعة أنواع من البروتينات التي تعرف بالمستقبلات الواقعة على سطوح الخلايا، وقاموا بتصميم جزيئات صغيرة تحفز نوعا واحدا فقط من هذه المستقبلات دون تنشيط الأنواع الأخرى ، وذلك لتجنب الآثار الجانبية المزعجة وزيادة فعالية العلاج، كما أن تصنيع الجزيئات الصغيرة يكون أسهل من البروتينات الكبيرة وتساعد في تقليل استجابات الأجسام المضادة المناعية.

ووجد العلماء بعد اختبار المئات من هذه الجزيئات ضد خلايا بشرية مهندسة وراثيا منماة في المختبر، للحصول على المستقبلات المطلوبة، نوعا واحدا يرتبط بمستقبل يسمى "اي بي 2"، قاموا بربطه مع جزيء اصطناعي صغير ليصبح أقوى في تنشيط الهدف.

ولاحظ الباحثون في دراستهم التي سجلتها مجلة "أحداث الأكاديمية الوطنية للعلوم"، أن حقن هذا الجزيء المحلول في جل خاص في كلاب البيجل التي تم إزالة العظام من سيقانها، سرّع عملية الالتئام دون حدوث التأثيرات الجانبية للعلاج بالبروستاجلاندينز أي-2.

وأظهرت صور الأشعة السينية أن العظام المفقودة عند الكلاب تمكنت من ترميم أجزاءها ذاتيا في 50 - 75 في المائة من الوقت خلال 24 أسبوعا بعد الجراحة.

وقال الباحثون أن التئام العظام في هذا التجويف لم يحدث طبيعيا لأنه كبير جدا، وتم تثبيته داخل العظم بصفائح معدنية ، مؤكدين أن الكلاب تمكنت من الحركة دون صعوبة، خصوصا وأن العظمة المفقودة سحبت من الزند، وليس لها أي وظيفة رئيسة في حمل الثقل. (قدس برس)