عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2006, 01:08 PM   رقم المشاركة : 99
تذكَـــرنـِي
( مشرف الأقسام الرياضية والترفيهية )

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة




أثبت إشبيليه أنه ليس بمجرد مطارد لبرشلونة, بل منافس جدي كل الجد على اللقب, ووجه رسالة تحذير إلى كل فريق تخول له نفسه الاستخفاف به, عندما أبدع وقدم كل ما يخطر على بال من فنون الكرة, من مهارات وسرعة وتمريرات أرضية كانت أشبه بمعزوفة موسيقية, وكل ذلك أثمر عن انتصار كبير, أتى على حساب فالنسيا المسكين والجريح, في هذه المباراة, الذي سقط بثلاثية نظيفة خارج أرضه, وذلك في إطار المرحلة الـ11 من الدوري الإسباني لكرة القدم لموسم 2006-2007.

افتتح الفرنسي جوليان اسكودي التسجيل في الدقيقة 18, وضاعف البرازيلي لويس فابيانو النتيجة في الشوط الثاني في الدقيقة 54 قبل أن يكون ختام المهرجان على ثلاثة أهداف فقط, من حسن حظ فالنسيا, وذلك عبر اللاعب المالي فريديريك كانوتيه في الدقيقة 71.

بداية الشوط الأول استطاع فالنسيا أن يستحوذ على الكرة أكثر من مضيفه, لكنه افتقد إلى حسن إدارة وتنظيم هجماته في الأمتار الأخيرة, وشيئا فشيئا بدأ إشبيليه في التقدم أكثر نحو مرمى ضيوفه مع بروز لاعبه المالي المهاجم فريدريك كانوتيه, الذي أزعج دفاعات منافسه كثيرا, كما تمكن المضيف, بعدما فرض سيطرته, من تقديم عرض فني جماعي ممتاز.

وساهمت الضربة القوية التي تلقاها فالنسيا مبكرا في الدقيقة 17, في قلب الموازين, وفتح المجال أمام المضيف في فرض سيطرته, وذلك عندما تلقى لاعب وسطهم دافيد سيلفا الصفراء الثانية, نتيجة عرقلته ظهير أيمن إشبيليه البرازيلي دانييل ألفيس فلم يتوان الحكم عن طرد الأول كنتيجة للإنذار الثاني, وسرعان ما أتى هذا التفاوت العددي بثماره عندما نجح المدافع الفرنسي جوليان إسكودي من هز شباك خصمه بصاروخية, بعد دقيقة واحدة من الطرد, وذلك من ضربة حرة مباشرة اخترقت حائط الصد الهش ومن بعده مرمى سانتياغو كانيزاريس حارس فالنسيا.

وتابع المضيف سيطرته أمام ضيفه الجريح, وتوالت هجماته الخطرة, وإحداها كانت في الدقيقة 21عندما تمكن البرازيلي المتالق ألفيس من تجاوز الأرجنتيني ايالا ليلعب بعدها عرضية تألق كانيزاريس بشكل ملفت, في التصدي لها قبل أن تصل لكانوتيه.

ورغم طرد لاعبهم بسبب الخشونة, لم يتوان لاعبي فالنسيا عن ارتكاب الأخطاء الخطرة في منطقتهم, وربما يعود ذلك إلى توترهم خصوصا بعد بداية طيبة انقلبت موازينها كليا, مع خروج سيلفا, لصالح المضيف الذي تميز أداؤه في هذا الشوط بالسرعة الكبيرة نتيجة وجود مساحات خالية في مناطق منافسهم, ظهرت بشكل خاص بعد الطرد الذي لم يتعامل معه مدرب فالنسيا كويكي فلوريس بشكل مناسب, من حيث إجراء تبديل سريع لتعويض الفراغ الطارئ.

وتابع رجال المدرب خواندي راموس سطوتهم في الشوط الثاني, متسيدين الملعب, فارضين إيقاعهم في وسط الملعب, الذي كاد يبدو وكأنه حدود دولية يمنع تجاوزها, لولا بعض الصحوات الفردية, من لاعبي الضيف وأبرزهم ديفيد فيا, علما أن زميله الآخر كان موجود في الاسم فقط.

وفي ظل هذه السيطرة من وصيف المتصدر حتى المرحلة العاشرة, كان لا بد من تعرض كانيزاريس لوابل من التسديدات من كل الزوايا والأماكن, وبمختلف الطرق الفنية, التي تجلت في الدقيقة 50 بتصويبه أكثر من رائعة, من خارج المنطقة من كانوتيه, لكنه أخطا المرمى بأقل من متر, بجانب القائم الأيمن.

وفي ظل المد "الإشبيلي" كان لا بد من تهاوي دفاع فالنسيا, المترنح, والذي تجلى باسوأ صوره, مقابل أجمل صورة رسمها هجوم إشبيليه في الدقيقة 54 عندما, تلاعب الرائع البرازيلي ألفيس بمراقبيه, ومرر بينية أرضية, بوجه القدم في عمق منطقة المنافس إلى البرازيلي الآخر لويس فابيانو الذي كسر مصيدة التسلل, وتجاوز مدافعين مرة واحدة, فانفرد ودون صعوبة, جعل الملعب ينفجر نتيجة مضاعفة النتيجة.

وسعى الضيوف في حفظ ماء الوجه, عبر بعض الكرات الخجولة, على مبدأ, علّى وعسى, لكن شهية إشبيليه كانت ما زالت مفتوحة, وبدا جليا أن الأمور لن تتوقف عند ثنائية, خصوصا أن العرض الرائع للمضيف استحق وبجدارة كم من الأهداف أكثر من الذي سجل.

ونتيجة للضغط المتواصل, سجل المبدع كانوتيه الهدف الثالث لفريقه في الدقيقة 71 عندما تلقى تمريره أمامية عالية, روضها بصدره, فانفرد ورغم مضايقة ايالا ولم يتوان من تدوين اسمه في سجل هدافي المباراة عن استحقاق, نتيجة تميزه طوال الوقت.

ورغم كبر النتيجة تابع المضيف استعراضه مقدما الفواصل الممتعة, في ليلة "مشمسة"على لاعبي راموس, وأشد ظلمة من ظلام الليل على لاعبي فلوريس, الذي كادو في الدقيقة 79 أن يقفوا وسط الملعب للمرة الرابعة في المباراة (باستثناء بداية الشوط) لولا بعض الرعونة لدى مهاجمي منافسهم إثر عرضية من ألفيس تجاوزت الجميع.

وسنحت في الدقيقة 84 فرصة ذهبية لمورينتس, ذكر من خلالها الجماهير انه في الملعب, لكن تألق لاعبي إشبيليه انسحب على حارسهم أندريه بالوب الذي رفض أن يشفع بمنافسيه, فصد ببراعة رأسية الغائب الحاضر, لتنتهي بعدها المباراة بانتصار مذهل في كل شيء.