عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2009, 01:48 AM   رقم المشاركة : 148
!!! الرومـ ^_* ـانسي !!!
Band
 
الصورة الرمزية !!! الرومـ ^_* ـانسي !!!
 






!!! الرومـ ^_* ـانسي !!! غير متصل

تركتني في غيظي ، اشتعل نارا كجهنم.. أكاد أحرق أوراق المجلة التي بين يدي
و لكن لا
لن أفوّت هذا بسهولة ! و لسوف أفسد عليهما سهرة الغد و أحرمهما من الهناء بخاتميهما !

نزعت الخاتم الذي ظل بنصري الأيمن محبوسا به لأربع سنين...
لم أكن قد نزعته قبل الليلة، كما لم أكن قد أبلغت وليد عن انفصالي الشرعي عن سامر.. رغم أن فترة قد مضت على ذلك..

لم أكن أريده أن يشعرني بأنه مهتم بي فقط و فقط لأنه ليس لدي من يهتم بي غيره.. كنت أود أن أشعر.. بأنه يهتم بي و يحبني و يريد بقائي معه حتى لو كان والداي على قيد الحياة ، ليس فقط حتى مع وجود خطيب لي..


عندما سألني :

" ماذا بيدي ؟ ما حل المشكلة "

كدت أقول :

" تزوّجني ! "

و كم كنت سأبدو بلهاء غبية و أنا أعرض على ابن عمّي ، و المرتبط، و الذي نعيش في بيت خطيبته أن يتزوّجني !

أردت أن ألفت نظره إلى وجود حل اسمه الزواج ، فقلت :

" أتزوج حسام "

و انتظرت ردة فعله، انتظرت أن أرى مقدار اهتمامه بي .. و رغبته في بقائي معه..كم تمنيت لو يهتف :

" مستحيل ! "

ألا أنه التزم الصمت، ثم غادر...

أحيانا.. أشعر بأنه يهتم بي و يحبني كثيرا.. لكن.. مثل حبه لدانة.. و أنا أريده أن يحبّني مثلما أحبه أنا.. و أن يعجب بي أنا.. و ألا ينظر إلى عيني امرأة غيري أنا !
و إن كان يريد رؤية عيون زرقاء، أو خضراء، أو حتى صفراء.. فأنا سأغير لون عيني و شعري و وجهي و كل شيء لإرضاء ذوقه !

لقد قال إنني رائعة منذ الطفولة ! كم أشعر بالسعادة كلما تذكرت هذه الجملة ! إنها كنزي الثمين الذي أفتحه و أنعش مشاعري به كلما أصابني اليأس ..

وليد و أروى يخططان لقضاء سهرة خاصة بهما ليلة الغد، للبس الخاتمين.. و أنا .. أخطط لأن أمرض غدا، و أقلق وليد بشأني، و أصرف تفكيره عن السهرة الخاصة، و أحرم أروى مما تصبو نفسها إليه !

سترين يا أروى !





~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~





لأنني لا أحب تأجيل عمل اليوم إلى الغد، و لأنني سأضطر لاختصار ساعات العمل غدا أيضا، من أجل السهرة التي تريدها أروى احتفالا بوضع الخاتمين ، فإنني قررت أن أقضي ساعات في العمل بالمزرعة الآن...

كنت متعبا، فقد قمت بعدة أشياء منذ الصباح، و كان يوما حافلا بالمهام التي كان علي إنجازها.. عدا عن هذا ، فهناك فتاة صغيرة تلعب في دماغي منذ الأمس، و تسبب لي صداعا رهيبا !

انتصف الليل، و أنا لا أزال في المزرعة أبذل مجهودا بدنيا لا يتناسب و الظلام و التوقيت، ألا أنني لم أشأ المغادرة قبل إتمامه...


كنت سأنقل بعض الأشياء إلى السيارة الحوض، ألا أنني حين وجدتها على مبعدة ، تقاعست عن تحريكها، فآخر شيء أفكر به هو قيادة سيارة الآن، اذا قمت بحمل بعض تلك الأشياء بجهد إلى الحوض، و تركت البقية لأنقلها في اليوم التالي، فقد أرهقت كثيرا جدا...

كنت أتصبب عرقا، و أشعر بإعياء شديد، و بحاجة ماسة و فورية للاستحمام ، و النوم مباشرة...



عدت إلى المنزل منهك القوى شديد التعب، متوقعا أن يكون الجميع نيام في مثل هذا الوقت ، لذا دهشت حين رأيت رغد جالسة في الصالة تقرأ كتابا !

" ألم تنامي بعد ؟ "

رفعت رغد عينيها عن الكتاب ، و قالت :

" ليس بعد "

و كانت نظراتها حادة توحي برغبة منها في الشجار !

و هو شيء أفضل الغرق في المحيط عليه، خصوصا و أنا بهذا الحال و التعب !

" تصبحين على خير "

قلت ذلك، و توجهت نحو غرفة نومي، لأنفذ بجلدي، و لكنني ما كدت أخطو بضع خطوات حتى سمعتها تناديني :

" وليــــد "

يا رب !

لست بمزاج جيّد لتلقي أي لوم و عتاب على تركك وحدك كل هذه الساعات ! أجّلي كل هذا للغد يا رغد ! و أعدك بأنني سأتلقى هجومك بأوسع صدر !

التفت إلى الوراء ، و لم أجب ... لكن لسان حالي أجاب : نعم ؟

أغلقت الكتاب الذي بين يديها، و وقفت ..

إنه التأهّب للهجوم ! رغد أرجوك الرحمة ! هذه الليلة فقط !

" أنا جائعة "

هل سمعتم شيئا كالذي سمعت ؟؟ تقول جائعة !

" ماذا ؟ "

" أنا جائعة ! "

تلفت يمينا و شمالا.. أبحث عن شخص يؤكد لي ما سمعت !

" ألم تتناولي عشاءا ؟ "

" كلا "

" حسنا ، لم لا تذهبين للمطبخ و تحضّرين وجبة لك ؟؟ "

قالت :

" أشتهي البيتزا "

" البيتزا ؟ "

" نعم ! البيتزا "

قلت :

" و لكن تحضيرها سيستغرق وقتا ! لم َ لم تعدّيها قبل الآن ؟ "

" لا أعرف طريقة لتحضيرها، و لا أريد أن أعرف، كما و أنني شعرت بالجوع الآن فقط "

و بالتالي ماذا ؟؟

قلت :

" حسنا ، حضّري شيئا آخر .. "

" أريد بيتزا "

" رغد ! و هل تعتقدين أنني أستطيع تحضير بيتزا ؟؟ "

" تستطيع شراءها من المطعم "

نظرت إلى الساعة ، كانت الواحدة ليلا !

" مطعم ؟ الآن ؟؟ "

" نعم ، لابد أنه يوجد مطعم واحد على الأقل مفتوح الآن "

و هذا يعني أن علي ّ أنا الذهاب للبحث عن مطعم و جلب البيتزا ! آخر عمل أفكّر في القيام به على الإطلاق !

" حضّري لك أي وجبة من الطبخ ، الوقت متأخر و أنا متعب .. "

" لا أشتهي غير البيتزا ! "

" كلي أي شيء الآن ، و غدا آخذك إلى المطعم "

قالت :

" معكما أنت و أروى ؟ "

و رمقتني بنظرة حادة .. ثم أضافت :

" هل تقبل العروس ؟ "

تنهّدت ، و قلت خاتما الموضوع :

" أمامك المطبخ بما حوى ... تصبحين على خير "

و استدرت و تابعت طريقي، و لما بلغت الباب و فتحته سمعتها تقول :

" لو كان سامر هنا ، لما سمح بأن أنام و أنا جائعة ! و لكان لفّ العالم ليحضر لي ما أريد "

أفلتت أعصابي، صفعت الباب بقوّة و أنا أستدير إليها ، و أراها تجلس على المقعد و تحني رأسها إلى الأرض، و تبدأ بالبكاء...

سرت إليها و وقفت قربها و قلت بعصبية :

" حسنا.. أنا ذاهب لإحضار ما تريدين "

و سكت لأتنفس، ثم تابعت :

" لا تستفزّيني هكذا ثانية ! "

رفعت رأسها و نظرت إلي، ربما نظرة استغراب أو اعتذار ، لم أكد أميّزها لأنني سرعان ما استدرت و ذهبت نحو الباب، و ما أن فتحت الباب حتى وصلني صوتها و هي تقول:

" مع عيدان البطاطا المقلية... ! "

التفت إليها فوجدتها تبتسم ! نعم تبتسم !

أتعرفون أي نوع من الابتسامات ؟؟ تلك التي تنسي المرء أنه يتصبب عرقا و أن عضلاته مرهقة حد الشلل ، و مشاعره متهيجة حد الغليان !

يا لهذه الفتاة !


لم يكن العثور على مطعم مفتوح أمرا سهلا، لكنني اشتريت لصغيرتي المدللة هذه ما تريد، و خلال 40 دقيقة ، عدت إلى المنزل ...


كانت لا تزال جالسة على نفس المقعد ، و الكتاب في حضنها و يداها موضوعتين على صفحتيه ...

لم تنهض لدى دخولي...

قلت :

" وصل عشاؤك ! "

لم ترد... اقتربت منها ، فوجدت عينيها مغمضتين... و ببساطة كانت نائمة !

" رغد .. "

لم تجب، اقترب أكثر و همست :

" رغد هل نمت ِ ؟ "

و لم تستفق.

ماذا أفعل بهذه الفتاة ؟؟

في منتصف الكتاب المفتوح، لمحت شيئا يلمع.. اقتربت أكثر، إنه ليس إلا خاتم خطوبة رغد.. ! مددت يدي و أخذت الخاتم...و دققت النظر فيه.. محفور بباطنه الحرفان الأولان من اسمي رغد و سامر، مع تاريخ الخطوبة...


بقيت واقفا في مكاني أعبث بذلك الخاتم، و أتمنى أن امحيه من الوجود، و أمحي معه كل علاقة ربطت بين سامر و رغد.. حتى رابطة الدم !

في آخر مرّة زارنا فيها سامر.. في آخر لحظة قضاها معنا.. في المزرعة ، و آخر صورة التقطتها عيناي لهما هو و رغد، كانا في عناق حميم.. حلل كل خلايا الدم الجارية في عروقي.. و أصابني بأنيميا حادة فتّاكة...

لكني حتى هذه اللحظة، أجهل مصير هذه العلاقة و لا أجسر على التحدّث مع رغد بشأنها...

التفت الآن إلى رغد، نائمة بعمق و هدوء... و تعرفون كم تطيب لي مشاهدتها هكذا.. و تعرفون كم أعاني و أجاهد نفسي أقف عند الحدود فيما بيننا..

اقتربت منها أكثر، و همست :

" رغد.. قومي إلى غرفتك "

لكنها لم تتحرك، ناديت :

" رغد انهضي يا صغيرتي.. هل ستنامين هنا ؟؟ "

و مددت يدي و ربت بخفة على يدها ، رغد تحركت، و مالت بجدعها على المقعد حتى أسندت رأسها عليه و هي تقول :

" أوه أروى حلّي عني ، أكرهك ! "

و صمتت !

دهشت ! بم تحلم صغيرتي هذه اللحظة ؟؟ و لم تقول شيئا كهذا ؟ و ماذا يعني ذلك؟؟

" هذا أنا وليد، أنت تنامين في الصالة رغد، قومي إلى غرفتك "

ابتسمت رغد، و هي نائمة ، ثم قالت :

" بابا .. أحبك .. "

و غطت في سكون عميق !

ليتني أدخل حلمك و أرى... بما و من تحلمين !

نوما هنيئا...صغيرتي..





~ ~ ~ ~ ~




عندما نهضت، و على صوت منبه مزعج ، رأيت نفسي نائمة على المقعد في وضع غير مريح ! و على المنضدة الموضوعة أمام المقعد ، وجدت كيسا يبدو أنه لأحد المطاعم !
نهضت و نظرت من حولي فلم أر أحدا، لكنني كنت أسمع صوت المنبه القوي قادما من ناحية غرفة وليد !

مددت يدي نحو الكيس أولا و تفقّدت ما به

" إنها البيتزا ! "

و صوّبت نظري ناحية غرفة وليد، فوجدت الباب مفتوحا على مصراعيه ... و كان المنبه يرن باستمرار ... دون أن ينهض وليد...

قمت أنا و تسللت إلى الغرفة، و أوقفته، و ألقيت نظرة على وليد...

كان مستلق ٍ على السرير و أطرافه الأربعة موزعة على جميع الزوايا ! كان يبدو غارقا في النوم جدا !

و مع ذلك ما أن نطقت باسمه :

" وليد "

حتى فتح عينيه بسرعة، ثم نهض جالسا باندفاع !

هل صوتي مفزع لهذا الحد ؟؟ لقد كان المنبه يرن حد البحة!

وليد تلفت يمينا و شمالا ثم نظر إلي

" رغد ؟ ما بك ؟ "

إنه بالفعل فزع !

قلت :

" لا شيء ! إنه وقت الصلاة ! "


خرجت من غرفته، و ذهبت إلى غرفة أروى،التي لا أزال أشاركها فيها، حاملة معي كيس المطعم !

وجدت الباب موصدا من الداخل !

" أروى! تبا لك ! سأعتبره طردا ! "

بعد قليل، و قد خرج وليد مع العجوز كالعادة للصلاة للمسجد، حملت كيسي و البطانية ، و ذهبت إلى غرفة وليد و تابعت نومي على المقعد !

وجدتها فرصة ذهبية لتوسيع دائرة الخلاف بيننا، أنا و أروى.. قلت مخاطبة وليد بعد عدة ساعات :

" إنها لا تريدني في غرفتها، و لا في بيتها و لا مزرعتها، أخرجني من هذا المكان "

وليد كان متضايقا جدا، قال :

" لا يمكن أن تتعمّد أروى إيصاد الباب دونك! ربما أقفلته خطأ ً "

" طبعا ستقول هي أنه خطأ، لكني متأكدّة من أنه مقصود ، وليد لا أريد العيش في هذا المكان.. "

امتقع وجه وليد و كأبت ملامحه بشدّة... و فرك جبينه براحة يده ثم قال :

" إلى أين نذهب إذن ؟ "

قلت :

" دعنا نعود إلى شقة سامر "

لم ترق الفكرة لوليد، و قال :

" و عملي ؟ "

" فتّش عن عمل آخر، إنه عمل متعب و لا يستحق اهتمامك و مجهودك على أية حال "

وليد حزن من قولي هذا، كما ظهر جليا على وجهه، ألا أنه قال :

" سأحاول إيجاد حل آخر..."

و صمت قليلا ، ثم تابع و هو يضيق فتحة عينيه :

" ألا أنني لن أسمح لك بالزواج قبل الخامسة و العشرين ! "

ذهلت من كلامه، و من نظرته فحملقت به بفضول ، و سألت :

" و لم الخامسة و العشرين بالذات ؟ "

" هذا على الأقل، فأنت لا تزالين صغيرة ، و ستظلين صغيرة لبضع سنين ! "

بشكل تلقائي، رفعت يدك اليمنى مبرزة إصبعي البنصر، لأثبت بأنني مخطوبة يعني كبرة ! و للدهشة ، لم أجد الخاتم !

تبدّلت ملامحي ، و أخذت أقلب كفي ظهرا و بطنا و أفتش عن الخاتم في أصابعي العشرة ! لا ، بل العشرين !

وليد كان يراقبني، و رآني و أنا أضطرب، ثم أذهب نحو المقعد و أفتّش ما حوله..

أقبل وليد يسير ببطء ، حتى وقف خلفي مباشرة، و كنت أنا جالسة على الأرض محنية رأسي للأسفل ، أتحسس بيدي الأرضية تحت المقعد ...

يا إلهي أين اختفى !؟

" عمّ تبحثين ؟ "

رفعت نظري إلى الجبل الطويل الواقف خلف، فرأيت ميلا بسيطا لإحدى زاويتي فمه للأعلى، يعني ، شبه ابتسامة ماكرة !

قلت و أنا لا أزال في وضعي أنظر إليه كمن ينظر للسقف !

" هل رأيته ؟ "

" ما هو ؟؟ "

" محبسي ! "

" أي محبس ؟؟ "

" خاتم خطوبتي يا وليد ، تركته على الكتاب البارحة ! "
تغيّرت تعبيرات وليد و قال :

" هل يعني لك فقده شيئا مهما ؟؟ "

قلت مستغربة :

" طبعا ! إنه ليس مجرّد خاتم ! "

وليد عبس بعض الشيء، ثم مد يده في أحد جيوبه، و أخرج الخاتم... و وضعه على المنضدة ...

نهضت أنا و نظرت إلى الخاتم، ثم إلى وليد... و حرت في أمره...

ولى وليد مدبرا خارجا من المنزل ألا أنه حين بلغ الباب استدار و قال :

" لن تضعي شيئا كهذا في يدك اليسرى قبل مضي سنين ! مهما كان الطرف الآخر ! لن أسمح بذلك ..."


و انصرف !




~ ~ ~ ~ ~ ~





أخيرا حلّ الليل! كم أنا مسرورة و في قمة السعادة.. فالليلة سنرتدي أنا و وليد خاتمي الخطوبة أخيرا !

قضيت فترة طويلة على غير العادة أمام المرآة أتزيّن !
أعددت لسهرة جميلة و رومانسية مع خطيبي، في الغرفة الخارجية...
و الإعداد يشمل العشاء، و طبق التحية، و الشموع الحمراء، و فستاني الأزرق الداكن، و تسريحتي الجميلة، و خاتمي الخطوبة، و طقم الشبكة، و أيضا الكلام اللطيف الذي حضّرته لأقوله لوليد!

و هو أهم ما في السهرة، فإن في قلبي مشاعر أود التعبير عنها...
بصراحة حتى الآن لا أشعر بأنني كبقية الفتيات المخطوبات، لأن ظروف وليد لم تسمح لنا بالاستمتاع بأيام خطوبتنا كما ينبغي... كيف نهنأ و والداه توفيا قبل فترة تعتبر وجيزة...؟؟
و الآن بعدما استرد كيانه، و اجتاز الصدمة، حلّت رغد.. كعائق دون انفرادي بخطيبي!

و اليوم هي مستاءة منّي لأنني نسيت باب غرفتي مغلقا، بعد استبدال ملابسي، و أويت للنوم !

على كل ٍ استياؤها هذا جاء بفائدة ألا وهي بقاؤها بعيدة بعض الشيء !

فتح الباب أخيرا و دخل وليد.. خطيبي العزيز..

و انبهر بكل ما حوله، فقد صنعت جوا رومانسيا رائعا !

" جميل ! ذوقك جميل ! "

" شكرا وليد! تفضّل بالجلوس ! "

اتخذنا مجلسينا متقابلين تفصلنا مائدة العشاء المميز... و إلى جانبنا منضدة صغيرة وضعت عليها علبة الخاتمين و العقد...

تبادلنا أطراف الحديث، الهادىء اللطيف، و الابتسامات الناعمة ! و بمجرّد أن نلبس الخاتمين، سأقول له : ( أحبك يا وليد ! )

كم تتخيلون كان مقدار سعادتي؟؟

و ماذا تتصوّرون لون وجهي ؟؟

و هل لديكم فكرة عن سرعة دقّات قلبي ؟؟

ليتكم كنتم معنا...

تناول وليد علبة الخاتمين، و أمسك بخاتمي الذهبي، و هم ّ بإلباسي إياه...

إنها اللحظة الحاسمة التي كنت انتظرها ...

حينها، سمعنا طرقا سريعا على الباب جعلنا نفزع و ننهض واقفين بسرعة...

" وليد.. "

و انفتح الباب ، فإذا بها أمي تقبل مسرعة ...

" أمي .. ماذا حدث ؟؟ "

أمي كانت تنظر إلى وليد و هي مقبلة نحوه و مخاطبة له بقول :

" وليد.. أسرع .. رغد متعبة جدا ! "

وليد ، لم ينتظر حتى إلى أن تنهي أمي جملتها، رمى بالخاتم بسرعة فوقع في كأس العصير... و قفز خارجا من الغرفة يركض بقوة... كمتسابق في الماراثون...

لم تكن غير ثانية ، أو ربما عشر الثانية أو حتى جزء من مئة جزء منها ، إلا و اختفى وليد.. و تلاشى كل شيء...!

و خيّم سكون على الغرفة.. لا يعكّره إلا رنين الخاتم المصطدم بالكأس..
و ظلام لا يوتّره إلا لهيب الشمع المنصهر أمام عيني ...
و بقايا أمسية..انتهت قبل أن تبدأ..
و سعادة اختفت قبل أن تظهر..
و لسان خرس قبل أن ينطق...
( أحبك يا وليد ) ....




]]]يتبع]]