بوح أنثى
يا هذا الحزن
يا هذا الذي يتعبنا .. يشقينا يسقط دموعنا
نحن الأقوى بقوة صبرنا وكفاحنا
وتسير بنا مراكب الحياة على شواطئ
موانئها كثيرة وكل ميناء يختلف عن الآخر
ونحن المبحرين في محيط الحياة
لا نملك إلا أن نسافر وننتقل من ميناء إلى آخر
حتى نهاية المطاف
وأما أنا
فأمتطي زورقا صغيراً مجاديفي السعادة
وأخشاب زورقي في كل الأمل .. وأشرعتي حب الحياة .
تأخذني
الشواطئ نحو العمق على كف موجة مبتسمة
أتنقل من هناك وهناك
هكذا هي أيامي
وتظل الحياة ميناء أرسو عليه دوما
أعيش فيه متغيرة تارة بالفرح وتارة بالحزن وتارة بمرارة الألم
وكلما مرت موجة ابتسامة
أو أخرى
غادرة حزينة ليظل الحزن المرساة التي تجعلنا نطرق بأسى
كلماتنا الدموع .. ورداؤنا الصبر
لتظل أبر المواقف المريرة .. كثيرة
لاننا بذور الحاضر وزهرات المستقبل
يحني الحزن قاماتنا الناحلة
ويضعفنا .. يؤلمنا
كاسرة هي وطأة الألم
بها تختلف دموعنا .. تعبنا .. تعبنا
يتغير كل شيء في داخلنا
لنخرج من الحزن للفرح
ننزع من واقع مرير
وندرك أن ضيف الحزن زائر لكل البشر
ضعف .. لكل الأقوياء
ذوات موجوعة يغتسل فيها دمع المرارة
أما كتاب الحزن
ففيه سقف .. وظل .. ودفء
فيه قساوة ما مضى ووعد جديد لما هو آت
لـه صوت جهوري
لـه يدر حارقة لـه قلب وشرايين .. وأوردة .. لـه عيون دمع
ولحنجرته صهيل
ومنه تبتكر الزهرات عالما من الإبداع
تختبئ تحته قصائد الفرح ومنه يطلع بلح القادم
والأجمل .. منه
نستطيع أن نخرج إلى دنيا فسيحة من السعادة والهناء
وكل موجة حزن
مصيرها أن تنكسر فوق صخرية التصميم
لتعلو رايات الفرح البيضاء
ونحتفل
سفير القلوب