ما يؤلمكِ بحـَق .. حينما تـَري هذه المـَآسِ بعينيكِ .. وتتأكدي منها بنفسكِ ..
أنكِ لا تستطيعي أن تساعديها..صحيح أنكِ قد تُسَاعديها بما يجُود الله بهِ عليكِ
سواء بالمال أو بالكلمة الطيبة إن كانت محتاجة لها .. أو بالمعاملة الحسنة
التي ربما تفتقدها؟!
ولكن .. كم بإمكانكِ أن تعطيها منه .. وتقدميه لها .. وإلى متى ستستمر ..
وهل أنتِ قادرة بمُفردُكِ على توفير هذا الحنان والعطف مثلاً ؟!
وهل ستكوني موجودة حينما يحتاجُكِ هذا الإنسَان الذِي هوَ في أمس الحاجة لكِ
و في حينها؟
أم سيظل يجترُّ آلامه .. يبتلعُ آهَاتُه .. ويتوحَّدُ مع نفسه في حُجرَتُه ..
حيث البكاء أنيسه..حيثُ الدموع رفيقه..حيثُ الآهات عزاؤه إلى حين أن يأتي
من يتفضَّل عليه .. ويشمله بعطفه .. ويسألُ عنه؟!
إن المسألة يا أستاذَه ( هَمْس ) .. ليست مسألة فردية خاصة بي أو بكِ فقط؟!
إنها مسؤولية مجتمع بكافة أفراده .. مسؤولية بعض أولياء الأمور ممن نسوا
أو تناسوا أنهم مسؤولون عن انسانة و ( زوجَة ) من لحمٍ ودم؟!
مسؤولون عن انسانن من مشاعر وأحاسيس .. مسؤولون عن إنسانة لا تقلُ ..
حاجة ًعنهم؟!
هذه الفئات المسكينة المغلوبة على أمرها .. ( زوجات ) كانوا أم أسراً بأكملهَا
بحاجة لمن يلتفتُ إليها .. يتحدثُ بإسمها .. ينقلُ مأسَاتُها .. لأبناء مجتمعها
ثم ما فائدتنا إذا ظللنا نجترُ الكلام .. ونملأ صفحات ( المُنتَدَى ) بكلام إنشَائِي ..
دون أن يكون لنا دور إيجابي في المساعدة ومبادرات حقيقية عملية لهذه الفئة
أياً كان نوع هذه المساعدة أو الدعم؟!
إن الكتابة أستاذه ( هَمْس ) هيَ رسالة وأمانة .. ونحن دائماً عون على الخير
كلٌّ منا يساعد ويساهم بقدر ما يستطيع وبالمناسبة فأنا هنا لا أتحدث عن مثالية
أو أدّعيها أو أوصِمُ نَفسِي بهَا .. أبداً فما إلى هذا رَمَيتُ؟!
صدقيني لا أدّعيهَا .. ولن يأتي ذلك اليوم الذي أدَّعي فيه أو أمثِّلُ فيهِ دور الرجل
أو الإنسان أو الزَّوج المثالي .. لأن الكمال لله عز وجل فقط .. ولكنني أريدُ ..
تَرقِيْقُ القلُوب وَتَلْيينُهَا ..
والإحساسُ بالآخرين .. بطريقة معقُولة .. غير مُبَالغ فِيهَا .. بإختصار شَدِيد جداً
أريدُ أن يكون تعاطفنا .. تعاملنا .. إحساسُنا .. مشَاعرنا وكل تلك الأمُور ..
بشكل عملي ولو بسيط فهل هذا كثير وعذراً لحَجب (الخَاطِرَة) نظراً لضِيق الوَقت؟
/
/
/
إنتـَــر