عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-2011, 06:40 AM   رقم المشاركة : 3
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

أُسعفوا للمستشفى كلهم خرجوا بشاش أبيض يلف بعض أعضائهم المكسورة

إلا يوسف ، بما سيخرج؟؟

في العناية المركزة أو ما تسمى (إِنْ عَاش) ، قالوا أنه بخير وأعطوه مخدر ، ولا أراه كذاك !!

أجهزة تغطي جسده ، تغيرت محاسن وجهه، رأسه متضخم بالدماء، اختلط مخه بدمه،

رحماك ربي منظر لا يقوى شديد البأس على رؤيته.


لا يفتح عينيه ولا يحرك ساكنا، بل إني أراه ولسان حاله يقول :


أبـــتاه طفــلك مــوجع ويــعانــي ***** أبــــتاه رفقــــا بالفـــؤاد العـاني

أبـــتاه إنــي بــالجـــهــاز مكــبل ***** والـــــرأس حطــمه حزام أمان

أنا قــد ســكبت الدمـع يا أبتي إذا ***** ما الـــهم أثـــقلني وهـــد كيـاني

ونـزفت روحـا مــزقت أطـرافها ***** فــي لحـــظة ممـــزوجة بحنان

سيــارة ســرقت جــمال طفـولتي ***** وبـــراءتي ســـيقت إلى الأكفان

أنـا مـا رضـيت البعد لكـن يا أبي ***** هــــي ســـرعة قد آذنت بأواني

أنـا ذلـك الـطفل الـذي عرف الـــ ***** ـحياة بهـــية مــــزدانة الألــوان

ســيارة مــع ســـرعـة مع هـاتف ***** مـــن ســـــائق مــــتهور غفلان

ســـلبــــت نــــظـــــارة يـــوسف ***** فـــــإذا بطـــفلك طــــائر بجنان

أبــــتاه عذرا قد رحلت من الدنى ***** بلـــغتـــك مهلــكتي ونص بياني

هـــي نـــعمة لا تجـــعلوها نــقمة ***** في القلب تصليكم لــظى النيران

لا تســـرعوا أو تغفلوا في سيركم ***** فالموت سهم غاص في الشريان

سكن الحشا فتضرمت لجج الحشا ***** فــغدا رســـول الهم والأشــجان

فلئن جـرى دمعي على الخدين لا ***** تحسـبه ضعفا وارعوي أحزاني

بعد 11 يوم خرج يوسف من العناية نعم خرج بكفن أبيض غطى طفولته وأحلامه !!

وخرجت الزهراء بجرح في جبهتها يلازمها ما بقيت ويذكرها بما حدث ، وبجرح في قلبها،

وبرعب يلازمها كلما ركبت سيارة .

خرج الأزهر بصمت يخنقه ، وبرعب يأكله، ودموع لا تفارقه.

إيه يا أم يوسف أي قلب ستخرجين به ؟

ألا قاتل الله السرعة، فكم من ابتسامة خطفت؟

وكم من طفولة وأدت ؟

براءة يوسف سيقت إلى الأكفان بسبب سرعة لا داعي لها وما علموا أن في السرعة الندامة،

وبسبب سائق شغله هاتفه وليته طبق (لا تتصل حتى تصل)

وما سمي حزام الأمان أمانا إلا لأنه يحمي صاحبه.

يا سائقي السيارات:

هل هانت عليكم أرواحكم وأرواح أطفالكم فأهدرتموها بالسرعة، وبسرعة ؟؟

هل استثقلتم على يوسف وأمثاله طفولتهم وبراءتهم فسلبتموها؟

(رُب سرعة أورثت في قلب صاحبها ندامة لن تزول)

لا بأس عليك يا يوسف فأنت طير إلى الجنات تزدلف ، ولكن عزائي لمن يسلبون الناس

أرواحهم بأي حال ستقفون بين يدي الله؟

وأي عذر ستقدمون ؟

أعدوا لكل سؤال جواب، ولكل جواب صواب



م / ن







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة