عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-2011, 03:27 PM   رقم المشاركة : 189
ّّهمس الجليدّّّ
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية ّّهمس الجليدّّّ



كُنتْ أقرأُ في ترجمة ِ" كانت " الفَيلسوف الألمَانيّ الأشَهرّ

أنّه كانْ لِ جارّه ديكْ وَ قد وضَعه عَلى السَطح قُبالة مَكتبه

فكلّما عَمد إلى شُغل , صَاح الديكْ فَ أزعُجه عنْ عمله وَ قطع عَليه فكرّه ’.

فَ لماّ ضَاق بهِ بعثَ خادمُه لِ يشِتريه وَ يَذبحُه وَ يَطعمه منْ لحّمه

وَ دعَا إلى ذلكْ صَديقاً عزيزاً عليه .’

وَ قعَدا ينتظرانِ ( الغداءَ ) وَ " كانت " يُحدثه عنْ هذا الديكْ

وَ ِما كان منه منْ إزعاج َ!

وَ ما وجدّ من بعده منْ لذة وَ راحه .’

فَ فكر في أمانْ وَ اشتغل في هُدوءَ .’

فَ لمْ يقلقُه صوته وَ لم يزعُجه صياحه .’


.’.

ثُمِّ دخل الخادم بِ الطعامْ

فَ قال مُعتذراً : إنّ الجار أبى أنْ يبيع الديكْ

فَ اشترى غيره منْ السوق

فَ انتبه " كانت " فَ إذا الديك لا يزاّل يصيحْ !


.’.


فكرت في هَذا الفيلسوفِ العظيم /

فَ رأيته قد شقي بِهذا الديك وَ هو يصيح

وَ ِسعد به وَ هو يصيحْ !

ماِتبدل الواقعِ

ما تبدلتْ إلاّ نفسُه !

فَ نفسه التي أشقته وَ نفسه التيّ أسعدتهُ , لا الديكْ !



*

لِماذا لا نجعل أهَواؤنَا وفق مَافي الوجود !

إذا لمْ نستطع أنْ نجعل ما في الوجودّ وفق أهواؤُنَا !


.’.


منْ كتابْ :
صورّ وَ خواطرّ لِـ : عليّ الطنطاويّ










رد مع اقتباس