....الحذر ...
من كثرة المشاجرات العائلية أمام الاطفال فكل ذلك سوف يترسب داخل نفوسهم ويؤثرعلى مستقبلهم ...
..هذه أحد الزميلات قصة علي قصتها لنأخذها عبرة وننتبه ونحذر ..
نشأت في أسرة بين والدين دائمي الشجار وكان الخلاف المستمر يؤثر بشكل كبير على حياتهم هي وأخوتها ولكن كان لها النصيب الاكبر لانها أول الابناء, المنزل دائماً صراخ لاتعامل الا برفع الصوت ..وتفريغ الغضب عليها وعلى أخوتها بالضرب عند المخالفة لاتفه الاسباب رغم أنهم أطفال ..
تقول : كنت خائفة دائما ..منطوية عى نفسي أخشى الاختلاط بالمجتمعات الكبيرة الى الآن ..نتيجة الشجار المستمر بين والدي أصبحت انطوائية كثيرة الصمت أعيش في أحلام اليقظة دائما كان أكبر همي بل أكبر أمنياتي أن أعيش في بيت يعمه الهدوء والتفاهم ..كل مابدأ عراك بين والدي ويبدأ الصراخ من كليهما أو أحدهما أقول في نفسي ليتكما تطلقتما وأرحتونا بدل هذه الحياة التعيسة ...بت أكره رفع الصوت ...ولاأجيد التعامل مع من يستخدم الصراخ وسيلة ..فقد كنت اتوتر كليا ويتصبب جبيني عرقا وينتابني خوفا يتملكني فأصمت كليا رغم أن في داخلي أرفض ذلك الاسلوب لكن لاأستطيع أن أجهر بصوتي وأقول ذلك بل لاأستطيع النظر في وجه محدثتي فكنت اطرق بصري الى الارض دائما ولطالما عانيت بسبب هذا الاسلوب في مرحلتي المتوسطة والثانوية ..كنت أقول في نفسي دائما سأتزوج وسأجعل أسرتي تنعم بالهدوء لاصريخ ولاتهديد ولن أمد يدي على أولادي بالضرب بل سأتفاهم معهم وأعلمهم وأهذبهم وأجعل علاقتي مع أهل زوجي جيدة جدا حتى لايحدث الخلاف ويكونون سببا في المشاكل ويتأثرون أبنائي ...تزوجت وأنا في المرحلة الجامعية برجل الفرق بيني وبينه سنة فقط ..طبعا لان اسلوب الصريخ في المنزل وفرض الرأي بالقوة لم يتم السؤال الجيد عن المتقدم فكانت المعلومات متخبطة دائما ..في البداية قالوا في كلية الطيران ...بعد فترة قالوا ..لافي معهد عسكري بعد الثانوية ...بعد أن تم عقد الزواج وحصلت فترة الخطوبة أكتشفت منه في أول اتصال هاتفي بيننا أنه ليس معه الا الشهادة الابتدائية وثانية متوسط وأخذها بالقوة كمان والدف وبعدين حول على العسكرية ..كانت صدمة قوية جدا لي ..أحسست بخيانة الأهل وقلة أمانتهم في السؤال لانهم ليس لديهم وقت الا للصراخ والمعاندة كان بيدي أن أفسخ الخطبة لانها كانت في فترة الخطوبة لكن تذكرت لقب المطلقة ..وكان والدي يريد فسخ الخطبة لان المهر المقدم أقل بكثير من مقام ابنته الجامعية ...قلت في نفسي لكن أكون لعبة في يديهم يزوجوني متى ما أرادوا ويطلقوني متى ما أرادوا سأستمر معه وأحثه على أن يكمل تعليمه حتى يصبح في مستواي الجامعي وأستطيع التفاهم معه ...لكنني كنتُ كمن ينفخ في قربة مخروقة ..لم يتجاوب معي ابدا في ذلك ..بل بت أكتشف عيوب أخلاقية كثيرة فيه وسيئة جدا لكن ظللت معاندة واتممت الزواج بعد تقريبا ثمانية شهور خطبة لكي أكيد والديَّ الذين لم يخافا الله في ونسيت أنني لاأعاند الا نفسي تزوجت ودخلت عائلته كانت عائلة بذيئة اللسان الاب والام والجدة كلهم سفيهين في كلامهم ومزاحهم ...عائلة لم أشاهد مثلها في حياتي أبداً فوالدي كثيري الصراخ صحيح لكن لايتفوهون بالكلام البذئ ولا السفيه ولايصدرون حركات مقززة لعل أكثر ما أخافني جدتهم الكبيرة جدا لايوجد أسنان في فكيها وتدخن ..أنا الدخان كنت لاأشاهده الا في أفواه بعض الشباب والرجال لكنني لم أشاهد أمرأة تدخن فما بالك بعجوزة تدخن خفت جدا منهم ...تقاضيت مرة بعد مرة حملت منه بعد شهر من الزواج وبدأ الوحام مع ضغط الاعصاب الذي أنا فيه قررت الطلاق ...بل كنت أكرهه لاسلوبه وجهله وقذارته واستفزاز أمه وأخته ..حملت أغراضي وذهبت الى بيت أهلي ...ساعدني والدي في اتمام الطلاق بل فرح بذلك وهنأني عند توقيع صك الطلاق وأنا حاقدت عليه وأقول في نفسي :علام تهنأني على اتلافك حياتي ..اكملت حملي وتمسكت بجنيني كان والدي يصر على أن أرميه على والده وأنا كنت أرفض كان يقول : سوف يعذبونك ويجرجرونك في المحاكم أرميه عليهم وتزوجي ..كأن الأمر بهذه السهولة ..رفضتُ وأعلنتها لهم أنني لن اتزوج مطلقا ...تقدم الكثير وكنتُ في كل مرة أرفض ....
عدتُ لبيت الصراخ والعناد وحلمي المقتول في مهده ......
فلا زوج متعلم فاهم ..ولابيت هادئ ساكن ..بل جحيم صراخ مستمر ...
.
.
مازلت رغم مرور السنين أحلم بالهدوء والاستقرار ...أشعر بين الفينة والفينة بحنين للزواج وشريك استمر معه لكن اتذكر تجربتي
...فانزع الفكرة من رأسي نهائيا ...
.
ضحية أسرة تفتقد الحوار والتفاهم والحب