عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-2012, 01:35 AM   رقم المشاركة : 12
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

ما أحوج الإنسان منا لهذه اللحظات من الشعور بالسعادة..

ما أحوجك وأنت تعيش لحظات روحانية


تعرف فيها نفسك .. وتتعرَّى أمام ذاتك . وتدرك فيها عظيم تقصيرك في حق ربك ..

وفداحة خطئك مع الآخرين مع من هم حولك مع أقرب الناس إليك .. مع من منحوك قلوبهم

بكل صدقها وطهرها وصفائها .. فلم تعرف قدرها أو كيف تتعامل معها وتحافظ عليها ..

مع أولئك الذين اعطوك دون حساب ولم يبخلوا عليك بأغلى ما يملكون ومع ذلك

لم توفيهم حقهم؟


يا الله .. ما أحوجك في هذه اللحظات الى دمعة حرّى بل الى دمعات صادقة تنزل من مآقيك ..

لتبلل خديك .. لتغسل ذنوبك .. لتزيح همك .. لتشعرك انك نضيف من كل شيء ..

ناصعاً كصفحة بيضاء .. مولوداً كيوم ولدتك أمك؟!

وبالطهارة تلك القلوب الطيبة .. التي تجعلنا نقبل عليها ونتجول بداخلها بكل بساطة وعفوية

دون أن تبخل علينا أو تسيء فهمنا .. سيما وهي تعرف من نحن وماذا تشكله لحياتنا؟!

فيا لتلك ( المَشَـاعر ) الروحانية .. التي تجعلك انساناً آخر ..

ويا لتلك ( المشَـاعر ) التي لا تملكِ وأنتِ تعيشيها في هذه الأيام .. وبالذات في هذا اليوم

يا لتلك ( المَشَـاعر ) التي لا تملكِ سوى أن تعيشيها لحظة بلحظة ..

وتودِ لو أنها تظل معكِ باستمرار وترافقك اينما ذهبتِ ومع من كنتِ؟!

أما كونك تودِ أن تذهب معكِ أينما ذهبتِ .. فلأنكِ تتمني أن تشعري بقيمة هذا المكان ..

الذي تذهبِ اليه وتستشعري مكانته وأهميته .. كي تعطيه حقه الكافي من الاهتمام؟!

أما كونك تودِ أن ترافقكِ مع من كنتِ ..

فلكي تترجمي حقيقة هذه ( المشاعر ) الشيقة .. من خلال تعاملك مع من يرافقكِ

ذلك التعامل الذي لابد أن يكون مختلفاً وراقياً وسامياً ..

كتفرد ورقي وسمو تلك ( المشاعر ) الرائعة .. التي قل أن توجد هذا الزمان؟!

تـُرى .. ماذا يعني ان تكوني في مثل هذا اليوم العظيم .. ماذا يعني أنكِ صائمة اليوم؟

انه يعني أشياء كثيرة وأشياء .. يعني أن نقبل على الله سبحانه وتعالى أكثر وأكثر

وان نتجاوز عتبات الماضِ ولا نلتفت الى صداماته .. أو الى أخطائنا فيه ..

أو الى ما تعرضنا له فيه من قسوة .. وما نالنا منه من قهر وإحباط وتسلـُّط؟!

يعني هذا اليوم ان نعفو ونسامح عمَّن أخطأ في حقنا ..

وعمَّن ظلمنا وان نفتح صفحة جديدة .. أساسها الاقلاع عن كل ما من شأنه ..

ان يسيء إلينا أو يضر بنا؟!

نعم هكذا ينبغي ان تكون ( مشاعرنا ) سامية كسمو هذا اليوم الذي نعيشه ..

نظيفة كنظافة تلك القلوب التي نحملها بين أضلعنا .. شفيفة كشفافية تلك الأحاسيس

الرقيقة التي نحملها بداخلنا .. بسيطة كبساطة هذا الانسان الذي خلقه الله فسوَّاه

وبساطة هذه الحياة التي نعيش فيها ونتعامل مع كل شيء ينتمي اليها؟!

صحيح اننا ربما شعرنا بظلم الآخرين لنا أو عدم عدالتهم معنا في أمور معينة ..

وبالذات في المسائل العاطفية؟!

ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال اننا أصبحنا على الهامش في حياتهم ..

ولا يعني هذا اننا أصبحنا غير مهمين بالنسبة لهم .. ولا يعني هذا اننا أصبحنا ..

مجرد ذكرى حلوة عابرة أبداً؟!

الله وحده أعلم بالنوايا .. الله وحدة أعلم كم هي مكانتنا ومعزتنا لدى من يحبوننا

ويعزوننا ويعرفون قيمتنا؟!

صحيح أيضاً اننا نتضايق كوننا لم نعد نلقى الاهتمام الذي تعودنا عليه ممن يحبوننا

أو ذلك الدلال الذي ألفناه منهم .. ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أننا أصبحنا

رخيصين لتلك الدرجة التي تشعرنا بالضيق والألم .. وأن نحبس أنفسنا ..

وننعزل عن الآخرين؟!

إن لأنفسنا حقاً علينا .. وطالما اعطيناها حقها كما يجب فحينها سوف يكون تفكيرنا

بشكل مختلف وأكثر ايجابية ومعروف ان يفكر الانسان وقراراته مرتبطة بالموقف

أو الظرف الآني الذي يعيشه ويتفاعل معه؟!

ان ( المشاعر ) حينما نريدها لأنفسنا فقط .. فهنا تكون ( مشاعر ) أنانية!!

اما لو كانت ( المشاعر ) مرتبطة باحساسنا بالآخرين بكل ظروفهم وأحوالهم ..

هنا ستكون ( المشاعر ) أكثر عذوبة ورقـَّة؟!