هل لك طاقة ياقلب بلظى النار ؟
هل لك طاقة ياقلب بلظى النار ؟ مالك يا قلب؟ تدبر وتقبل ..
تتهادى فتهوي تعصرك الفتن .. وتغرر بك اللذات تعمر دنياك وتكاد تنسى يوم الخلود
أما من صحوة ياقلب .. تدرك ما تبقى لك من عمر!ما أكثر الهرج والفتن
والقتل والتشريدفهذا زمن الساعةزمن تقارب الزمان وتطاول البنيان زمن العهر
والفجور والخنا والقنا والزنازمن تشيب منه مفارق الولدان فهلا اعتبرت وأنبت..
ولرضى الرحمن شمرت لاتوس منك رياح التغريب ، فتصبح بلا هوية ولاتتبع أهل الغواية ..
ولا يغرك طول الأمل تلفت حولك .. كم من أخ فقدته وحبيب بكيته .
أتنتظر يوماً يختم عليك فلا تحاج عن نفسك وتتكلم عنك اليدان والعينان !
وقف حبيبك يا قلب ..
المصطفى مرة على منبره فجعل ينادي و يقول:
( أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار )
وعلا صوته حتى سمعه أهل السوق جميعا وحتى وقعت خميصة
كانت على كتفيه فوقعت عند رجليه من شدة تأثرة وانفعاله فهل لامس
تحذيره جدرانك يا قلبي! قال ربي في كتابه العظيم
{ وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }
هل لك طاقة ياقلب بلظى النار ؟ بل لفحة من لفحاتها ولسعة من لسعاتها ؟
هل لك طاقة أن تكون وقودها والعقارب والحيات من سكانها هل لك طاقة
أن يهوى بك فلا تصل الا بعد سبعين سنة فوقك النار وتحتك النار
ويمينك وشمالك ناروطعامك نار ولباسك نار وشرابك نار! قطعت لأهلها
ثياب من قطران سريع الإشتعال قطره واحده من الزقوم إن نزلت على الأرض
لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بربك من كانت طعامه ؟
لها 70 ألف زمام مع كل زمام 70 ألف ملك اسودت وجوههم
من معاصي أهل الناريا قلبي أما علمت أن أهل الناريمشون على النار
بوجوههم ويطأون حسك الحديد بأحداقهم ينادون من أكنافها ويصيحون من أقطارها:
يا مالك قد أثقلنا الحديديا مالك قد حق علينا الوعيد، يا مالك قد نضجت منا الجلود،
يا مالك قد تفتتت منا الكبود، يا مالك العدمُ خير من هذا الوجودفيجيبهم بعد ألف عام
بأشد وأقوى خطاب وأغلظ جواب إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم
للحق كارهون فينادون ربهموقد اشتد بكاؤهم وعلا صياحهم وارتفع صراخهم
فلا يجيبهم الجبار جل جلاله إلا بعد سنين، فيجيبهم بتوبيخ أشد من العذاب
اخسئوا فيها ولا تكلمون فعند ذلك أطبقت عليهم وغلقت،
فيئس القوم بعد تلك الكلمة أيما إياسفتزاد حسراتهم وتنقطع أصواتهم فلا يسمع لهم
إلا الأنين والزفير والشهيق والبكاء، يبكون على تضييع أوقات الشباب ويتأسفون
أسف أعظم من المصابولكن هيهات هيهات ذهب العمل وجاء العقاب.
حتى يؤتى بالموت على شكل كبش املح فيذبح فينادي المنادي يا أهل النار خلود فلا موت ..
خلود فلا موت .. خلود فلا موت فويل للكافرين يومئذ من عذاب أليم يتمنون الموت على النار ،
وهاهو الموت قد ذبح فيا حسرة على المفرطين يا قلبي فخذ العبرة
ولا تكن المعتبركان وعدا من ربي ان الكل واردها ،، فكيف تقوى أن تمر من فوقها !
لطفك يا الله ،، ورحمتك يا رحمن يا قلب تركد ، واعلم أن الدنيا خلقت ممر لدار
القرارفمن أحسن المرور فقد نال ماعند الله وهو الأبقىومن أساء المرور فتكون
الجحيم هي المأوى عد قلبي أرجوك وأنب ، واطرد الدنيا عنك