عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2013, 10:33 PM   رقم المشاركة : 9
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


رواية "الا ليت القدر" للكاتبه بقايا شتات..
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الجـــــــــــزء الثــــالث...
مـــآ خلـــف الاســــوآر....
نزلت بسرعه من سيارة الاجره..وتحمل بين طياتها كل ذرات الفرح..منذ زمن لم تراها..منذ مده لم تلمع في عينيها كل هذا الابتسامات..
فتحت باب بيتهم تصرخ..
:يمـــه ...يمــــه.. ابتهال..سلطان...يــمـــه..
طلعوا لهم الثلاثه مع اخوانها..الصغار الأثنين..(بدر ووداد)
والكل ينتظرها تتكلم مع ان كل شي واضح..ومكتوب على جبينها..ومرسوم على عيونها..
قاومت مدى دموعها وركضت لحضن امها تبكي من قلبها ..بكت بعمق..بكت ايام الحرمان..ايام الجوع..البرد..ايام الحزن والتعاسه..بكت دقايق الفرح المحسوبه بدقه وتنتهي بلمح البصر..
تأثرت امها كثير وقاومت دمعتها..الدمعه اللي قاومتها سنين وما تنزلها الا لمن تخشع له الابصار وتذل له الرقاب..رب الارباب..عالم الغيب..سبحانه الواهب العزيز الجبار..
ابتهال نزلت منها دمعة فرح وحضنت سلطان اللي راسم ابتسامه جميله على وجهه اللي كبره الدهر سنين قدام..
مدى استوعبت انها بكّت الكل بعدت عن امها وهي تمسح دموعها والابتسامه مرسومه على وجهها..
:خلاص ايش فيكم..انا بكيت لانها ا نشا الله راح تكون اخر دمعه..لان ربي افرجها علينا وان شا الله من فرج لفرج..يله ابتهال بنسوي حفله و نعزم صديقتك شعوله..ونحتفل كلنا..
ام سلطان بفرح غامر: اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى..
ودخلوا كلهم غرفة مدى وابتهال واخوانهم بما انها الغرفه الوحيده غير غرفة امها..وسلطان ينام بالصاله..
صارت مدى تحكي لهم بشغف من اول ما دخلت الشركه..وعن مشاعرها ..حكت بكل التفاصيل وبكل حماس..وهم مستمتعين بسالفتها وفرحانين لفرحتها وطريقة وصفها...قلوبهم كانت تنبض بسعاده لاول مره من بعد زمن عاشوا حياة كلها الم وحزن ودموع..
سلطان :المهم كم راتبك؟؟؟؟!!
الكل لف على سلطان لان سؤاله وجيه..ولفوا بعدها على مدى بسرعه ينتظرون الجواب..
سكتت مدى شوي وحكت شعرها وطلعت لسانها بطفوله: ما ادري..ما سألت هههههههههههه

ابتهال رمتها بكتاب جنبها: يا الحولاء..اول شي تسألين عنه الراتب..ياربي على الدلاخه..
ام سلطان بحكمه: اكيد رواتبهم حلوه..اذكروا الله بس..
مدى بتفكير: اتوقع انه من 6 الالاف فما فوق..
ابتهال طلعت عيونها وتردد ببطئ: ست ..ست..الالاف؟؟؟
سلطان يعد على اصابعه.:يعني واحد .اثنين..ثلاثه..اربعه ..خمسه ..سته...ستة الالاف!!
وضحكوا مع بعض: هههههههههههههه
ابتهال: سلطان اتوقع بيصير عندنا فائض فلوس..يمكن نسوي مشروع خيري..
سلطان: انا بشتري لي نظارات شمسيه ماركه..
ابتهال بغباء: ليه؟؟
سلطان: يا ذكيه..ما تشوفين عيال العز لازم نظارات شمسيه..خلاص انا بعد ما عاد احتمل الشمس على عيوني هههههه
وضحكوا كلهم..
تم ذاك اليوم كله ضحك ..وتخيلات..وتخطيط واسع للمستقبل اللي بدا يشرق لهم..


**************** ***************

في مكان واسع..اراضي خضراء مزينه بكل انواع الورد الجميله..مع نفحات الهوا المنعشه..بالاجواء الربيعيه..على كراسي مغطيه بمظلات كبيره داخل اسوار القصر..
جالسين العائله كلهم يشربون الشاي ويحلون من بعد الغدا بالحديقه..
ضاري كان ماسك كوب الشاي حقه ورايح عآآآآلم بعيد عنهم وعن مناقشتهم لمحاضرة امهم اللي حضرتها اليوم الصباح..
دانا: ضاري...ضاري"ونغزته على كتفه" ضاري..
ضاري بدون ما يلف عليها: همممممم
دانا طالعة امها ولانا باستغراب ورجعت لفت عليه:ضاري انت معانا..؟
ضاري حط كوبه على الطاوله:عن اذنكم..
وتوجه لداخل القصر..متوجه لمكتب ابوه..
ام ضاري: ايش فيه؟؟
التوأم هزوا اكتافهم دلاله لعدم معرفة السبب...
ام ضاري بنظره عميقه"ايش عنده ولد السوريه..وش يخطط عليه؟؟"
لانا: يله مامي كملي..
دانا صرخت: لالي...no.... لاااااااالي.."وراحت لها"...لالي لا تخربي الورد يا شقيه...
وحضنتها وجلست مع امها اللي كملت السالفه وبالها مشغوووول..

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


دق الباب على ابوه..
ابو ضاري..:تفضل..
ضاري بهدوء: السلام عليكم..
ابو ضاري: هلا ضاري وعليكم السلام..تعال..
ضاري سكر الباب وجلس قبال مكتب ابوه..وسكت..
ابوه اللي كان يقرا الجريده وينتظره يتكلم..بس طال سكوته...رفع عينه طالع ولده..حس ان السالفه مهمه..ترك اللي بيده..وفسخ نظارته الطبيه المخصصه للقرائه..
:ضاري...تكلم ايش عندك؟؟
ضاري بسرعه بس ما زال بنفس هالة الجمود: يبه انا لي عم؟؟؟
وقف الهواء عن الحركه عند ابو ضاري...السؤال ابدا مو متوقع..وايش جابه على باله..هذا شي اندثر من سنين..هذا شي قتله الماضي..بس شكل ما دفنه الحاضر..ويبي المستقبل يفضحه..
ضاري لاحظ ان وجه ابوه انخطف..وعرف ان السالفه فيها إن...
كرر السؤال على ابوه وهو مركز على ردة فعله: يبه......انا لي عـــــم؟؟؟
طالعه ابو ضاري..كل الحروف ضاعت...كل الاعذار اختفت من قدامه..
"مستحيل اهدم اللي بنيته سنين..مستحيل اضيع جهد وتعب سنين..مستحيل اجدد الماضي وألمه ووجعه..ضاري ايش جاب هالفكره في بالك ما انتهينا من هالسالفه.."

كان هذا الكلام اللي دار في نفس ابو ضاري..وذكريات الماضي تتضارب قدامه..
قام ضاري من كرسيه ووقف وحط وجهه بوجه ابوه والفاصل بينهم المكتب وضاغط على اصابعها اللي ساندها على مكتب ابوه وهو ينتظر اجابته..
:يبه....هو حي ولا ميت؟؟.....عنده عيال ولا لأ؟؟؟
ابو ضاري بدأ يختنق ما عاد يحس ان فيه اوكسجين..فتح ازرار ثوبه الاول والثاني..
:ضاري....احم....هو لك عم...بس ....بس انه مات من سنين وماله عيال لان زوجته ماتت معاه..
ضاري سكت انصدم من اللي قاله ابوه" لي عم ومات؟؟؟ طيب ليه ما قالوا لنا...ليه ما جابوا طاريه...اصدقك يبه ولا لأ؟؟"

قطع عليه حبل افكاره صوت ابوه الحازم اللي فيه نبرة تهديد: ضاري انسى السالفه ولا تفتحها ابد..وخصوصا قدام امك فاهم..وشوفني حذرتك وقلت لك يا ضاري انسى انسى السالفه سمعتني؟؟؟!!!
ضاري بشده: سالفة ان عمي مات ..هذي ما راح اصدقها...لو انك قايلها واحنا صغار يمكن اصدقك وتمشي علي..لكن انا بسكت وارجع اسأل عنها ابرجع..لاني ابيك تقولها بدون ما انبش من وراك..
وطلع وسكر الباب...وترك ابوه في حيره..
:ايش دراه عن عمه...انا من زمان وانا قايل اني وحيد امي وابوي...يكون سمع شي عن القصه؟؟ يكون شافه...؟ ولا سؤال عابر...ضاري الله يهديك..الله يهديك لا تنبش الماضي اتركه يروح في حال سبيله ما صدقنا على الله ان السالفه تنسى وتنقضي...

ولا راح تودي ابوك في داهيه
%%%%%%%%%%%%%%%%







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس