عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2014, 02:52 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ الحقُّ المبين،
وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه الصادقُ الأمين،
صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عليه، وعلى آله وصحبِه أجمعين .

أما بعد ...

أيها المسلمون:
فإن مُجتمعنا - بحمد الله - يحمِلُ خيرًا كثيرًا، وإن الواجِبَ رعايةُ هذا الخير وتنميتُه،
وحِراستُه من عاديات السُّوء،
وإن الواجِبَ هو تربيةُ النفس والنَّشءِ على خوفِ الله وتقواه،
والعلمِ به وبحُدودِه وشريعتِه، علمًا يُورِثُ العملَ والذَّكاءَ،
ويبقَى زادًا ورِدءًا في النَّعماء والبأساء،
ومن كان له زادٌ من تقوى وعملٍ صالحٍ كان حرِيًّا بالنجاة،
وسُنَّةُ الله ألا يُخيِّبَ عبدًا أقبلَ عليه.
واتِّقاءُ المزالِقِ يكون باللُّجوء إلى الله تعالى، كما قال - سبحانه -:
{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ }
[ الذاريات: 50 ]
وهو - سبحانه - القائل:
{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }
[ الزمر: 36 ].
قال ابن القيِّم - رحمه الله -:
[ الكفايةُ على قدر العبودية، فكلما ازدادَت طاعتُك لله ازدادَت كفايةُ الله لك ]
ومن هنا وجَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى العبادة وقتَ الفتن، فقال:
( العبادةُ في الهَرْج كهِجرةٍ إليَّ )
رواه مسلم.
فهنيئًا لمُؤمنٍ يركَنُ إلى الصلاة والعبادة، بينما الناسُ يتهارَجون.
هنيئًا لمن يطمئنُّ بالله حين تقلقُ النفوسُ وتضطربُ القلوب.
كما تجبُ تربيةُ النفوس وتنشِئةُ الجِيل على الجدِّ والعزمِ، والتجافِي عن الكسل والهوان،
واتباع الهوَى والشهوة؛ فإن الشرفَ لا يُنالُ بالتَّرَف، وفي كتابِ ربِّنا:
{ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ }
[ مريم: 12 ]
وقال عن موسى - عليه السلام -:
{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ }
[ الأعراف: 145 ]
وإن الصحابةَ - رضي الله عنهم - قد نالُوا شرفَ الدنيا والآخرة بالجدِّ والعَزم،
جمَعوا بين العلمِ والعبادةِ، والدعوةِ والجهادِ، ولم يخلُدوا للراحَةِ والدَّعَة،
وقد حُفَّت الجنةُ وحُجِبَت بالمكارِه، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -،
وأحاطَت بها. فإذا كان كذلك فلن يصِلَ أحدٌ إلى الجنَّة إلا بتقحُّم هذه المكارِه،
وتجشُّم هذه الصِّعاب، مُتوكِّلاً على الله.
وإن من صِيانةِ النفسِ: البُعدَ عن المُثبِّطاتِ، ومُصاحبَة البطَّالين
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }
[ المائدة: 105 ]
وأكثرُ الناسِ صلاةً أشدُّهم ضبطًا لشَهَواته، ولا تغلِبُ الشَّهَوات إلا مع إضاعَةِ الصَّلوات،
{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ }
[ مريم: 59 ].
والله تعالى يهَبُ الحكمةَ والثبات من تعوَّدَ الإحسانَ في شُؤونِه،
وتمكَّن من ضبطِ نفسِه، وإحكامِ أمرِه، وتسديدِ خُطاه، وسارَ على الصِّراط المُستقيم،
لا تهزِمُه وساوِسُ الشرِّ، ولا ترُدُّه عن غايتِه همَزَاتُ الشياطين،
ومن أكثرَ العبادةَ في لخلَوات ثبَّتَه الله عند الشدائِد والمُدلهِمَّات.
ومن قولِ نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -:
( من خافَ أدلَجَ، ومن أدلَجَ بلغَ المنزِلَ،
ألا إن سِلعةَ الله غالِيَة، ألا إن سِلعةَ الله الجنة )
رواه الترمذيُّ بإسنادٍ صحيحٍ.
وفي زمنِ التقلُّباتِ والانتِكاسَاتِ ينبغي اللُّجوءُ إلى الله، ودعاؤُه والتضرُّع إليه
{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ }
[ الأنفال: 24 ]
فاسألوا الله الثباتَ.
وكان أبو بكر الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - زمن المُرتدِّين
يقنُتُ لنفسِه في صلاتِه فيتلُو:
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }
[ آل عمران: 8 ].
اللهم يا مُقلِّبَ القلوب ! ثبِّت قلوبَنا على دينِك،
اللهم يا مُثبِّت القلوب ! ثبِّت قلوبَنا على دينِك.
ثم صلُّوا وسلِّموا على خير البريَّة، وأزكى البشريَّة: محمد بن عبد الله الهاشميِّ القُرشيِّ.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله الطيبين الطاهرين،
وصحابتِه الغُرِّ الميامين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الطغاةَ والملاحِدة والمُفسدين.
اللهم أبرِم لهذه الأمة أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ طاعتك، ويُهدَى فيه أهلُ معصيتِك،
ويُؤمَرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى عن المُنكر يا رب العالمين.
اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسه، ورُدَّ كيدَه في نَحره،
واجعَل دائِرَة السَّوء عليه يا رب العالمين.
اللهم انصُر المُجاهدين في سبيلِك في فلسطين وفي كل مكان يا رب العالمين،
اللهم فُكَّ حِصارَهم، وأصلِح أحوالَهم، واكبِت عدوَّهم.
اللهم حرِّر المسجدَ الأقصَى من ظُلم الظالمين، وعُدوان المُحتلِّين.
اللهم الطُف بإخواننا في سوريا، وفي بُورما، وأفريقيا الوُسطى،
اللهم ارفع عنهم البلاء، وعجِّل لهم بالفَرَج،
اللهم ارحَم ضعفَهم، واجبُر كسرَهم، وتولَّ أمرَهم يا راحِم المُستضعَفين،
ويا ناصِرَ المظلومِين.
اللهم احقِن دماءَهم، وآمِن روعَاتهم، واحفَظ أعراضَهم،
وسُدَّ خلَّتَهم، وأطعِم جائِعَهم، واربِط على قلوبِهم، وثبِّت أقدامَهم،
وانصُرهم على من بغَى عليهم،
اللهم أصلِح أحوالَهم، واجمعهم على الهُدى، واكفِهم شِرَارهم،
اللهم اكبِت عدوَّهم.
اللهم عليك بالطُّغاة الظالمين ومن عاونَهم.
اللهم أصلِح أحوال إخواننا في مصر وفي كل مكان،
اللهم اجمَعهم على الحقِّ والهُدى،
وأصلِح أحوالَهم، وولِّ عليهم خيارَهم، واكفِهم شِرارَهم.
اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك وعبادَك المُؤمنين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضَى، وخُذ به للبرِّ والتقوى،
اللهم وفِّقه ووليَّ العهد ووليَّ عهده يا رب العالمين،
اللهم بارِك ولايتَهم واجعلها خيرًا للإسلام والمسلمين،
اللهم أصلِح كلَّ من ولِيَ للمسلمين أمرًا، واملأ قلبَه من مخافَتك وخشيَتك سرًّا وجهرًا.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس