عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-2014, 04:34 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
[ النحل: 125 ].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ؛
فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الحمد لله، لا إله بحقٍّ غيرُه يُعبَد، أحمدُه - سبحانه – وأشكرُه
يرَى دبيبَ النمل على الصخرة الملسَاء في الليل البَهيم الأسوَد،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحِدُ الأحد، الفردُ الصمدُ،
وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه رسولٌ لا يُكذَّب وعبدٌ لا يُعبَد،
صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِهِ وأصحابِه أهل الفضل والشرَف والسُّؤدَد،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ومن تعبَّد.
أما بعـــــــــــــــد...
أيها المسلمون:
ليس المطلوب من المسلم - ولاسيَّما طالب العلم والمُصلِح وصاحِبُ الرأي –
أن يخوضَ في كل مسألةٍ، ويدخُل في كل تخصُّص، ويلِجَ في كل مُستجد.
من فعلَ ذلك خلَطَ وخلَّطَ، وأفسَدَ أكثرَ مما أصلَح.
فليعرِف العاقِلُ قدرَه، وليُقدِّر موهِبَتَه وملكَتَه،
وليقتصِر على فنِّه وتخصُّصه ومجال خِبرتِه.
لا تُخدع أو تنخدِع بأن عليك مُواكبَة المُتغيِّرات، ومُتابعة المُستجِدَّات،
وكلما استجدَّ أمرُ غيَّرتَ وِجهتَك.
دَع لكل أهلِ فنٍّ فنَّهم، ولكل ذوِي علمٍ علمَهم
{ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }
[ يوسف: 76 ].
عليك لُزوم ما تعرِف، والسَّير على ما تقدِر، ودَع الباقِي لأهلِه،
ومن أراد كلَّ شيءٍ خسِرَ كلَّ شيء. فالمُشاركةُ في كل قضية ليست دليلاً على الوعي،
ولا علامةً على الاهتمام بأمر المُسلمين؛ بل قد تكونُ دليلاً على قِلَّة الإدراك،
وعلى ضياع المسؤوليَّات.
والعاقلُ لا يستعجِلُ الكلامَ أو إبداءَ الرأي،
ولاسيَّما مع وجود من يَكفِيه من أهل العلم والخِبرة والتخصُّص.
ومن ابتِلاءات الزمان: أن الموضوعات المُختلِفة من دينيَّةٍ وسياسيَّةٍ واقتصاديَّةٍ
واجتماعيَّةٍ وتربويةٍ وغيرها منثورةٌ بين أيدِي الناس في المجالِس،
والمُنتديات، والتغريدات. فالحِرصُ على الدخول في كل هذا يهدِمُ ولا يبنِي،
ويضُرُّ ولا ينفع، وهو خِلافُ المنهَج السليم.
ألا فاتقوا الله - عباد الله -، وليتوجَّه كلُّ مُصلِح لما خُلقَ،
مما يسَّر الله له في علمِه وفهمِه وإدراكِه، وليُرِي الله من نفسِه خيرًا وصِدقًا وعدلاً،
{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
[ يوسف: 21 ].
هذا، وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة:
نبيِّكم محمدٍ رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم في مُحكم تنزيلِه،
فقال - وهو الصادقُ في قِيله - قولاً كريمًا:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمدٍ الحبيب المُصطفى،
والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين،
وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،
وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين،
واخذُل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملَّة والدين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا،
واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافَك واتَّقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا بتوفيقك، وأعِزَّه بطاعتك، وأعلِ به كلمتَك،
واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين، وألبِسه لباسَ الصحةِ والعافيةِ،
ومُدَّ في عُمره على طاعتك،
واجمع به كلمةَ المُسلمين على الحقِّ والهُدى يا رب العالمين،
اللهم وفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه وأعوانَه لما تُحبُّ وترضى،
وخُذ بنواصِيهم للبرِّ والتقوى.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس