عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-2014, 03:03 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏12 ‏:‏ 13‏)‏
‏{‏ هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ‏.‏ ويسبح
الرعد
بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ‏}‏

يخبر تعالى أنه هو الذي يسخر البرق، وهو ما يرى من النور اللامع ساطعاً من خلل السحاب، ‏{‏خوفا وطمعا‏}‏، قال قتادة‏:‏ خوفاً للمسافر يخاف أذاه ومشقته، وطمعاً للمقيم يرجو بركته ومنفعته ويطمع في رزق اللّه‏.‏ ‏{‏وينشئ السحاب الثقال‏}‏ أي ويخلقها منشأة جديدة، وهي لكثرة مائها ثقيلة قريبة إلى الأرض، قال مجاهد‏:‏ السحاب الثقال‏:‏ الذي فيه الماء، ‏{‏ويسبح
الرعد بحمده‏}‏، كقوله‏:‏ ‏{‏وإن من شيء إلا يسبح بحمده‏}‏، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سمع الرعد والصواعق قال‏:‏ ‏(‏اللهم لا تقلتنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك‏)‏ ‏"‏رواه الترمذي والنسائي عن إبراهيم النخعي موقوفاً، وقد ورد نحوه في حديث مرفوع رواه ابن أبي شيبة‏"‏‏.‏ وعن أبي هريرة رفعه، أنه كان إذا سمع الرعد قال‏:‏ ‏(‏سبحان من يسبح الرعد بحمده‏)‏، وعن عبد اللّه بن الزبير أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال‏:‏ سبحان الذي يسبّح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ويقول‏:‏ إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض ‏"‏رواه مالك في الموطأ والبخاري في كتاب الأدب‏"‏‏.‏ وروى الطبراني عن ابن عباس قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إذا سمعتم
الرعد فاذكروا اللّه، فإنه لا يصيب ذاكراً‏)‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء‏}‏ أي يرسلها نقمة ينتقم بها ممن يشاء، ولهذا تكثر في آخر الزمان؛ كما قال الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة، حتى يأتي الرجل القوم فيقول‏:‏ من صعق قبلكم الغداة‏؟‏ فيقولون‏:‏ صعق فلان وفلان وفلان‏)‏

وقد روي في سبب نزولها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث رجلاً مرة إلى رجل من فراعنة العرب، فقال‏:‏ ‏(‏اذهب فادعه لي‏)‏، فذهب إليه فقال‏:‏ يدعوك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال له‏:‏ من رسول اللّه‏؟‏ وما اللّه‏؟‏ أمن ذهب هو، أم من فضة هو، أم من نحاس هو‏؟‏ قال‏:‏ فرجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأخبره، فقال‏:‏ يا رسول اللّه قد خبرتك أنه أعتى من ذلك، قال لي‏:‏ كذا وكذا‏.‏ فقال لي‏:‏ ‏(‏ارجع إليه ثانية‏)‏، فذهب فقال له مثلها، فرجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال‏:‏ يا رسول اللّه قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك؛ فقال‏:‏ ‏(‏ارجع إليه فادعه‏)‏، فرجع إليه الثالثة قال‏:‏ فأعاد عليه الكلام، فبينما هو يكلمه إذ بعث اللّه عزَّ وجلَّ سحابة حيال رأسه فرعدت، فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ‏:‏ ‏{‏ويرسل الصواعق‏}‏ الآية ‏"‏رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي وابن جرير عن أنس رضي اللّه عنه وأخرجه الحافظ البزار بنحوه‏"‏‏.‏ وعن مجاهد قال‏:‏ جاء يهودي فقال‏:‏ يا محمد أخبرني عن ربك من أي شيء هو‏؟‏ من نحاس هو‏؟‏ أم من لؤلؤ، أو ياقوت‏؟‏ قال، فجاءت صاعقة فأخذته، وأنزل اللّه‏:‏ ‏{‏ويرسل الصواعق‏}‏ الآية، وقال قتادة‏:‏ ذكر لنا أن رجلاً أنكر القرآن، وكذّب النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأرسل اللّه صاعقة فأهلكته، وأنزل اللّه‏:‏ ‏{‏ويرسل الصواعق‏}‏ الآية؛ وذكروا في سبب نزولها قصة عامر بن الطفيل و أربد بن ربيعة لما قدما على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المدينة، فسألاه أن يجعل لهما نصف الأمر، فأبي عليهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال له عامر بن الطفيل لعنه اللّه‏:‏ أما واللّه لأملانها عليك خيلاً جرداً، ورجالاً مرداً، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يأبى اللّه عليك وأبناء قيلة‏)‏ يعني الأنصار، ثم أنهما همّا بالفتك برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجعل أحدهما يخاطبه، والآخر يستل سيفه ليقتله من ورائه، فحماه اللّه تعالى منهما وعصمه، فخرجا من المدينة، فانطلقا في أحياء العرب يجمعان الناس لحربه عليه الصلاة والسلام، فأرسل اللّه على أربد سحابة فيها صاعقة فأحرقته، وأما عامر بن الطفيل فأرسل اللّه عليه الطاعون، فخرجت فيه غدة عظيمة، فجعل يقول‏:‏ يا أهل عامر غدةٌ كغدة البكر، وموتٌ في بيت سلولية، حتى ماتا لعنهما اللّه، وأنزل اللّه في مثل ذلك‏:‏ ‏{‏ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في اللّه‏}‏ ‏"‏روى هذه القصة الحافظ الطبراني عن عطاء بن يسار عن ابن عباس مفصلة أكثر من هذا‏"‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وهم يجادلون في اللّه‏}‏ أي يشكون في عظمته وأنه لا إله إلا هو ‏{‏وهو شديد المحال‏}‏‏.‏ قال ابن جرير‏:‏ شديدة مماحلته في عقوبة من طغى عليه، وعتا وتمادى في كفره، وهذه الآية شبيهة بقوله‏:‏ ‏{‏ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون * فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين‏}‏، وعن علي رضي اللّه عنه‏:‏ ‏{‏وهو شديد المحال‏}‏ أي شديد الأخذ؛ وقال مجاهد‏:‏ شديد القوة‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏14‏)‏
‏{‏ له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال‏}‏

‏{‏ له دعوة الحق‏}‏ التوحيد، لا إله إلا اللّه قاله ابن عباس وقتادة ‏{‏والذين يدعون من دونه‏}‏ أي ومثل الذين يعبدون آلهة غير اللّه ‏{‏كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه‏}‏، قال علي بن أبي طالب‏:‏ كمثل الذي يتناول الماء من طرف البئر بيده، وهو لا يناله أبداً بيده، فكيف يبلغ فاه‏؟‏ وقال مجاهد‏:‏ ‏{‏كباسط كفيه‏}‏ يدعو الماء بلسانه ويشير إليه فلا يأتيه أبداً، وقيل‏:‏ المراد كقابض يده على الماء، فإنه لا يحكم منه على شيء، كما قال الشاعر‏:‏

فأصبحت مما كان بيني وبينها * من الود مثل القابض الماء باليد

ومعنى هذا الكلام أن الذي يبسط يده إلى الماء إما قابضاً، وإما متناولاً له من بعد، كما أنه لا ينتفع بالماء الذي لم يصل إلى فيه الذي جعله محلاً للشرب، فكذلك هؤلاء المشركون الذين يعبدون مع اللّه إلهاً غيره لا ينتفعون بهم أبداً في الدنيا ولا في الآخرة، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وما دعاء الكافرين إلا في ضلال‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏15‏)‏
‏{‏ ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ‏}‏

يخبر تعالى عن عظمته وسلطانه الذي قهر كل شيء ودان له كل شيء، ولهذا يسجد له كل شيء طوعاً من المؤمنين وكرهاً من الكافرين، ‏{‏وظلالهم بالغدو‏}‏ أي البكور، ‏{‏والآصال‏}‏ وهو آخر النهار، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيء يتفيؤ ظلاله‏}‏ الآية‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏16‏)‏
{‏ قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار ‏}‏

يقرر تعالى أنه لا إله إلا هو لأنهم معترفون بأنه هو الذي خلق السماوات والأرض وهو ربها ومدبرها، وهم مع هذا قد اتخذوا من دونه أولياء يعبدونهم، وأولئك الآلهة لا تملك لا لنفسها ولا لعابديها بطريق الأولى نفعاً ولا ضراً، أي لا تحصل لهم منفعة ولا تدفع عنهم مضرة، فهل يستوي من عبد هذه الآلهة مع اللّه ومن عبد اللّه وحده لا شريك له فهو على نور من ربه‏؟‏ ولهذا قال‏:‏ ‏{‏هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا للّه شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم‏}‏ أي أجعل هؤلاء المشركون مع اللّه آلهة تناظر الرب وتماثله في الخلق، فخلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم، فلا يدرون أنها مخلوقة من مخلوق غيره، أي ليس الأمر كذلك، فإنه لا يشابهه شيء ولا يماثله، ولا ندّ له ولا عدل، ولا وزير له ولا ولد ولا صاحبة، ‏{‏تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا‏}‏، فأنكر تعالى عليهم ذلك، حيث اعتقدوا ذلك وهو تعالى لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، ‏{‏ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له‏}‏، ‏{‏وكم من ملك في السموات‏}‏ الآية، وقال‏:‏ ‏{‏إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا‏}‏، فإذا كان الجميع عبيداً فلم يعبد بعضهم بعضاً بلا دليل ولا برهان، بل بمجرد الرأي والاختراع والابتداع فحقت كلمة العذاب لا محالة، ‏{‏ولا يظلم ربك أحدا‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏17‏)‏
‏{‏ أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ‏}‏

اشتملت هذه الآية الكريمة على مثلين مضروبين للحق في ثباته وبقائه، والباطل في اضمحلاله وفنائه فقال تعالى‏:‏ ‏{‏أنزل من السماء ماء‏}‏ أي مطراً، ‏{‏فسالت أودية بقدرها‏}‏ أي أخذ كل واد بحسبه، فهذا كبير وسع كثيراً من الماء، وهذا صغير وسع بقدره، وهو إشارة إلى القلوب وتفاوتها، فمنها ما يسع علماً كثيراً، ومنها من لا يتسع لكثير من العلوم بل يضيق عنها ‏{‏فاحتمل السيل زبدا رابيا‏}‏، أي فجاء على وجه الماء الذي سال في هذه الأودية زبد عالٍ عليه؛ هذا مثل، وقوله‏:‏ ‏{‏ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع‏}‏ الآية، هذا هو المثل الثاني وهو ما يسبك في النار من ذهب أو فضة ‏{‏ابتغاء حلية‏}‏ أي ليجعل حلية أو نحاساً أو حديداً فيجعل متاعاً، فإنه يعلوه زبد منه، كما يعلو ذلك زبد منه، ‏{‏كذلك يضرب اللّه الحق والباطل‏}‏، أي إذا اجتمعا لإثبات الباطل ولا دوام له، كما أن الزبد لا يثبت مع الماء، ولا مع الذهب والفضة مما سبك في النار، بل يذهب ويضمحل، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فأما الزبد فيذهب جفاء‏}‏ أي لا ينتفع به بل يتفرق ويتمزق ويذهب في جانبي الوادي، ويعلق بالشجر وتنسفه الرياح، وكذلك خَبث الذهب والفضة والحديد والنحاس يذهب ولا يرجع منه شيء ولا يبقى إلا الماء، وذلك الذهب ونحوه ينتفع به، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب اللّه الأمثال‏}‏، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون‏}‏‏.‏ وقال بعض السلف‏:‏ كنت إذا قرأتُ مثلاً من القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي لأن اللّه تعالى يقول‏:‏ ‏{‏وما يعقلها إلا العالمون‏}‏، قال ابن عباس‏:‏ هذا مثل ضربه اللّه احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها، فأما الشك فلا ينفع معه العمل، وأما اليقين فينفع اللّه به أهله، وهو قوله‏:‏ ‏{‏فأما الزبد‏}‏ وهو الشك ‏{‏فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض‏}‏ وهو اليقين، وكما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه ويترك خبثه في النار، فكذلك يقبل اللّه اليقين ويترك الشك‏.‏ وقال العوفي عن ابن عباس قوله‏:‏ ‏{‏أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا‏}‏ يقول‏:‏ احتمل السيل ما في الوادي من عود ودمنة، ‏{‏ومما يوقدون عليه في النار‏}‏ فهو الذهب والفضة والحلية والمتاع والنحاس والحديث، فللنحاس والحديد خبث، فجعل اللّه مثل خبثه كزبد الماء، فأما ما ينفع الناس فالذهب والفضة، وأما ما ينفع الأرض فما شربت من الماء فأنبتت فجعل ذاك مثل العمل الصالح يبقى لأهله، والعمل السيء يضمحل عن أهله، كما يذهب هذا الزبد، وكذلك الهدى والحق، جاءا من عند اللّه فمن عمل بالحق كان له وبقي كما بقي ما ينفع الناس في الأرض، وكذلك الحديد لا يستطاع أن يعمل منه سكين ولا سيف حتى يدخل في النار فتأكل خبثه ويخرج جيده فينتفع به، فكذلك يضمحل الباطل، فإذا كان يوم القيامة وأقيم الناس وعرضت الأعمال فيزيع الباطل ويهلك، وينتفع أهل الحق بالحق‏.‏

وفي الصحيحين
عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إن مثل ما بعثني اللّه به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع اللّه بها الناس فشربوا ورعوا وسقوا وزرعوا، وأصابت طائفة منها أُخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ؛ فذلك مثل من فقه في دين اللّه ونفعه اللّه بما بعثني ونفع به فعلم وعلم؛ ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى اللّه الذي أرسلت به‏)‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏18‏)‏
‏{‏ للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد ‏}‏

يخبر تعالى عن مآل السعداء والأشقياء‏:‏ ‏{‏للذين استجابوا لربهم‏}‏ أي أطاعوا اللّه ورسوله وانقادوا لأوامره وصدّقوا أخباره الماضية والآتية، فلهم ‏{‏الحسنى‏}‏ وهو الجزاء الحسن كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏للذين أحسنوا الحسنى وزيادة‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏والذين لم يستجيبوا له‏}‏ أي لم يطيعوا اللّه، ‏{‏لو أن لهم ما في الأرض جميعا‏}‏ أي في الدار الآخرة، لو أنه يمكنهم أن يفتدوا من عذاب اللّه بملء الأرض ذهباً ومثله معه لافتدوا به، ولكن لا يتقبل منهم، لأنه تعالى لا يقبل منهم يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ‏{‏أولئك لهم سوء الحساب‏}‏ أي في الدار الآخرة، أي يناقشون على النقير والقطمير، والجليل والحقير، ومن نوقش الحساب عذب، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏ومأواهم جهنم وبئس المهاد‏}‏‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس