السَّلام عليكم ................................................. من إنتــَـــــــــــــــر
اليوم بالذات تصفحت المنتدى بعد إنقطاع طويل ووقعت عيناي على هذا الموضوع ..
( اللي مفتقد (( عضو / عضوهـ )) يجي يسأل عنه هُنا ..!! (( مجدد )) ..
أشكر كل من سأل عني مقدماً ..
وهو موضوع بلا شك يحرَّك الكثير من المشاعر المكبوتة بعد سنين طوال من التواصل
والألفة مع الأعضاء ..
ونتَ تعتقد أحيانا لسبب أو لآخر أو بحكم ظروف معينة مررت بها تعتقد وربما بعد سنين
وبعد علاقة قوية مع شخص أو أشخاص آخرين سواء كانت مجرد صداقة ..
أو علاقة عاطفية وصلت الى مرحلة متقدمة من الاندماج فيما بينكما ..
تعتقد أنت في مثل تلك الظروف أنك أصبحت مجرد ذكرى لأناس كنت أنت لهم كل شيء
وكانوا هم بالنسبة لك كل شيء وما زالوا ..
أناس كانوا يعنون لك شيئا كبيرا جدا أنت نفسك لا تستطيع أن تصفه ..
ينتابك هذا الشعور حينما تمر عليك الأيام الواحد تلو الآخر والشهر تلو الشهر ..
والسنة تلو الأخرى ولا ترى أية بوادر حقيقية تشعرك أنك ما زلت تعني له شيئا
او أنك على باله على أقل تقدير؟!
ينتابك هذا الشعور حينما يغيب عنك هذا الانسان الذي هو نفسك وتنقطع عنك أخباره
ولم تعد تسمع عنه من قريب أو بعيد .. لدرجة تشعر بفراغ كبير بداخلك أوجده غيابه ..
فراغ لا يملؤه سوى حضوره وتواجده معك في المنتدى .. وجلوسه بجانبك ..
أو على الأقل إحساسك بأنه قريب منك وأنه بخير وأن بإمكانك ان تطمئن عليه ..
حينما يساورك شعور بالوحدة ..
وحينما تشعر برغبتك الشديدة لمن يصغي إليك ويستمع لكل ما في قلبك مهما كان
تعتقد أحيانا في احيان كثيرة وبسبب غيابه وانقطاعه عنك أنك ربما كنت شيئا عادياً ..
بالنسبة له أو أنك ربما ظلمته أو أسأت إليه دون ان تشعر وهذا ما يتعبك نفسيا؟!
ولأنه ليس اي انسان .. فإن مجرد التفكير في أمور كهذه متعب جدا على نفسك
على نفس أحبت بصدق وأخلصت بعفوية وأعطت دون انتظار مقابل؟!
ولأن الايام كفيلة باندمال جروح الماضي والأيام الخوالي المتعبة ..
فإنك لا تملك سوى أن تحتمل هذا الألم وهذا الفراق وتتحرق اشتياقا لذلك اليوم
الذي ربما تراه فيه او تسمع صوته من خلاله
ولأنك تعرفه حق المعرفة وتعرف طبيعة الظروف التي من حوله وتعرف صدق تضحياته
فإنك لا تستطيع ان تلومه مهما حاولت لأنه هو الآخر لا يقل حبا واشتياقا لك
ولكن ما يمنعه عن السؤال عنك والتواصل ظروف اكبر منه ومنك وهذا ربما ما يريحك
رغم اشتياقك له ولهفتك عليه
أما ما يريحك ايضا ويُعزيك هو أنك ما زلت تُحبّه وتكنُّ له كل المعزة لأنه ورود الغلا
ولأنه المزن السُّحب .. الذي يتمنى ان تكون أنت من يخص بخيراته دون غيرك
وان كانت أنانية منك هكذا أنت تشعر انه لك وحدك وانت الاولى به من غيرك ..
ولكن وعلى حين غرّة وفي منتدى ( الودّ ) ..
إذا بك تسمع صوته يناديك من بعيد .. يطمئن عليك ويسأل عنك وربما عرَّفك على نفسه
لتطمئن إليه وتتأكد انه هو نفسه وأنك لم تنسه .. وحينئذ وهذا شعور طبيعي تُصدم ..
تتلعثم لا تعرف ما تقول..
تنتابك الحيرة وتتملكك العديد من الاسئلة وربما بكيت من شدة فرحتك ..
ونزلت الدمعة من عينيك رغما عنك ..
وهذا ما يكون وربما سكتّ فجأة لعدم قدرتك على تصديق الموقف او المفاجأة
ولكن حينما تتأكد أنه هو هو ولا أحد غيره .. حينها تسعد من كل قلبك
تبتسم وترتسم على محيّاك علامات الفرحة والسعادة الداخلية
ومع ذلك تظل تلك الاسئلة الحائرة تراودك وتبحث لها عن إجابات مقنعة
وربما كان احد تلك الاسئلة؟!
هل يمكن ان تنتهي العلاقة القوية والوطيدة بين اعضاء ( الودّ ) هكذا بسهولة
وكأنها حصيلة امس أو ايام قلائل؟
هل يمكن ان تنتهي هكذا بدون مقدمات؟
هل يمكن لتلك المشاعر القوية المتأججة بيننا ان تزول وكأن شيئا لم يكن؟
هل يمكن لهذا الحب ان يخبـُو ليصبح ماضياً او ليصبح مجرد ذكرى عابرة كأي حب آخر
لم ينضج بعد؟
انه لأمر قاسٍ على الانسان ان يكتشف فجأة انه بدون حب يبث فيه الروح..
انه لأمر صعب ان يرى نفسه وحيدا في عالم لا يعرفه.. ولأمر صعب صعب ان يشعر بأن رفيقه
وحبيبه وصديقه قد غادره..
قاس ان يشعر ان فرحته قد قُتلت ووئدت في مهدها وأن أمانيه اصبحت سرابا بعد ان كان يعوّل
عليها كثيرا؟!
هؤلاء البعيدون عنّا هل هم بعيدون عن قلوبنا مهما كانت نوعية ذلك الغياب؟
ابدا؟!
فهؤلاء الغائبون عن اهلهم من سنوات وهؤلاء الاسرى الذين لا يُعرف مصيرهم وان كانوا على
قيد الحياة أم لا
وهؤلاء الذين ينتظرهم اهلهم ويتشوقون لسماع اصواتهم واستقبالهم وهم عائدون إليهم
بعد انتظار طويل وبالذات ابناؤهم الذين ما فتئوا يسمعون من امهاتهم أن والدهم سوف يعود
يوما ما؟!
فهؤلاء الغائبون أليسوا حاضرين في قلوب اهاليهم وذويهم؟!
وهؤلاء الشهداء الذين قتلوا في ( غزَّة ) بدم بارد من قبل ايادي اليهود الملطخة بالدماء
والملوثة بيد الغدر والخيانة ومُثِّل بهم .. فهل هؤلاء الابطال الابرار الاحرار هل هم غائبون
ام انهم حاضرون بأرواحهم الزكية وبطولاتهم التي سجلوها بمداد من فخر وسوف يذكرها
التاريخ على مر العصور؟!
انه الحب ما يدفعنا للتضحية وبذل المزيد دون تبرم او سخط حتى لو كان من طرف واحد
المهم ان يكون صادقا وصافيا وبريئا ولكنك ربما سألت نفسك أحيانا ترى ما الفرق بين حب
نهايته مستحيلة بين اثنين وبين حب من طرف واحد؟!
كلاهما قاس على القلب ..
الاول حب تعيشه مع طرف آخر يصل بك الى مرحلة الاندماج الفكري والتماذج الروحي
ولكن من بـُعد؟!
والآخر حب تشقى به ولا تدري هل يشعر به الطرف الآخر أم انه في وادٍ آخر؟!
كلاهما صعب ولا شك .. كلاهما يجعلك تعيش في مرارة وأسى كلاهما يجعلك تنظر لكل
من حولك نظرة السواء!!
كلاهما يجعلك لا تفرق بين اي شيء ولا تميز بين ما تريد؟!
وطالما اننا نتحدث عن الغائبين عن ( الودّ ) فهو يقودنا الى سؤال مهم طالما راودني
وأظنه راودكم أنتم ايضا فترة من الفترات..
هذا السؤال هو ما الفرق بين الحب والعادة؟
وأيهما اقوى وأكثر تأثيراً؟
وأيهما نريد وايهما لدينا؟
ان الفرق يكاد يكون خيطاً رفيعا ولكنه على درجة كبيرة من الاهمية والحساسية ايضا
وبالذات لاؤلئك الذين يدركون قيمة الحب الحقيقي ويعيشونه بصدق ويحيون به
فالحب يكاد يكون مرحلة اولى وحينما يصل الى مرحلة الاندماج يصبح عادة اسيرة
لا تستطيع ان تستغني عنها.
اما ان الحب يبدأ بعادة فهذا نادر
لأن الغالب والسائد هو ان يبدأ الحب بإعجاب كما هو الحال مع الكثيرين الذين مروا وما زلوا
يمرون بنفس التجارب
وكلاهما مرتبطان ويكمل كل منهما الآخر .. بمعنى ان الحب لكي تكتمل حلقاته وتزيد روعته
فلا بد ان ترى من تحب وتتحدث معه وتكون بجانبه باستمرار وكذلك العادة لا تكون جميلة
أو ذات تأثير حلو الا حينما تكون عادة الحب الصادق
ما نريد ان نصل إليه أنني حينما أحبك بصدق وحينما أصل إلى مرحلة أشعر فيها أنك جزء
لا يتجزأ مني؟!
وأنني لا استغني عنك ولا اتصور ان اكون مع احد غيرك أو أن تكون انت كذلك ..
حينها فلا يعنيني غيابك من بعيد أو قريب لأنك حاضر معي في فكري وقلبي؟!
وانه حتى لو طال غيابك فسوف انتظرك .. وحتى لو كنت مع غيري فستظل مشاعري نحوك
هي هي لم تتغير ولم تتبدل. ..وهذا الشعور تراه بوضوح وبجلاء في عاطفة الأمومة والأبوة
وفي عاطفة الحبيب؟!
وإن كان للغياب من ميزة عن منتدى ( الودّ ) ..
فلأنه ربما عرَّفك انت بقيمة من تحب بشكل أكبر ولربما شوَّقك إليه اكثر واكثر وجعلك تنتظره
بفارغ الصبر على امل ان تكتحل عينيك برؤيته وتضمه إليك بكل قوة ..
ترى نفسك فيه ولا تستغني عنه أو أي علاقة اخرى قوية تربطك به من أي نوع كانت علاقتك
قرَّب الله بعيدنا ولمّ شملنا وأراح قلوبنا وأقرَّ عيننا بمن نُحب؟!
/
/
/
إنتــَــــــــــــــر